أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - -الهلال الملوث: كيف صدّرت إيران ثورتها من خيوط العمامة إلى جراح القارات-















المزيد.....

-الهلال الملوث: كيف صدّرت إيران ثورتها من خيوط العمامة إلى جراح القارات-


حامد الضبياني

الحوار المتمدن-العدد: 8370 - 2025 / 6 / 11 - 05:58
المحور: قضايا ثقافية
    


لم تكن إيران يومًا دولة منضبطة ضمن سياقات الدولة الحديثة، لا من حيث القانون الدولي، ولا من حيث الدبلوماسية المتعارف عليها، ولا حتى من حيث منطق الانتماء الإقليمي. فمنذ أن دخل جندي المخابرات الأجنبية مرتديًا عمامة سوداء بزينة دينية، متقنًا لغة الحسينيات والتقية، متكئًا على جراح الأمة ومظلومياتها التاريخية، تحولت إيران من دولة إلى فكرة، ومن حدود جغرافية إلى مخطط لا يعترف بخريطة إلا إذا رُسمت بدماء الآخرين.الفكر الإيراني الجديد، كما تجلّى منذ عام 1979، لم يكن امتدادًا للتراث الفقهي أو الروحانية الإسلامية، بل كان تشوهًا سياسيًا مطعّمًا بالغلو والشعوبية، يستنهض المآسي ليبني عليها مجده، ويستنطق التراب ليدّعي نسبًا له، حتى باتت الثورة الإيرانية مصنعًا لتصدير اليأس والفتنة لا الأمل والتحرير.من أين جاء هذا الفكر؟ إن سألته قال: من عاشوراء! وإن تأملته وجدته جاء من عمق التجربة السيخية الهندية، حيث التقية تأخذ شكل السلاح، والغلو يرتدي ثوب الطهارة، والدم يتحول إلى شعيرة مقدسة، والمظلومية تتحول إلى نظام حكم. لا عجب، إذًا، أن ترى معمّمًا يتحدث عن الإسلام بينما في قلبه خريطة توسع، وفي جيبه فتوى موت، وعلى لسانه دعاء لكنه مشبع بلعن الآخر.بدأت القصة من حيث لا تنتهي: العراق، هذا الجار المبتلى الذي حمل في صدره حكايات الشيعة والسنة، الشرفاء والعملاء، الوطنيين والمأجورين. كان أول من دفع الثمن، حين اصطدم بجارٍ لا يؤمن بحسن الجوار، بل يرى في كل شبر غير فارسي فرصة للاختراق، في كل مرقد فرصة لاحتلال، وفي كل طائفة شيعية حصان طروادة يدخل به مدن العرب.ثماني سنوات من نارٍ وغبار، من مقابر جماعية وجبهات بلا أفق، حرب استُنزف فيها العراق حتى كاد أن يفقد وجهه، بدعم خفي من الصهيونية العالمية التي وجدت في تدمير جيش العراق وتفكيك نسيجه القومي هدفًا مشتركًا مع طهران، فكان التحالف غير المعلن بين من يدّعي نصرة أهل البيت، ومن لا يؤمن بهم أصلًا.لم تفلح الحرب، فابتُكرت الحيلة: حصارٌ أُحكمت حلقاته على رقاب العراقيين، دبّرته قوى الخليج بإيعاز غربي، ووقّعت عليه جامعةٌ عربية تقودها قوى مهزومة النفس، مأجورة الإرادة. يومها، كان حسني مبارك يتبختر كبغلٍ في زفة لا تخصه، يوقع على ذبح العراق بيديه، ولسان حاله يلعن عبد الناصر من قبره، لكنه لم يسلم، فعاد الزمن عليه ليُهان، حتى سال بوله على سريره ذلًا، وسُجن في شيخوخة لا كرامة فيها، جزاء وفاقًا.
وإيران؟ كانت تُضحك العالم بينما تفتح مكاتبها في دمشق وبيروت وبغداد، وتنحت مساجدها بطراز لا يمت لفاطمة ولا للحسن، بل لإرث قمي مجوسي، يتوضأ بالحقد ويصلي على ركامنا. من الذي صدّق أن هذا المشروع كان من أجل نصرة الحسين؟ أي حسين هذا الذي يرضى أن يُطعن في عرض رسول الله جهارًا، وأن يُسبّ أصحابه، ويُقدّس قاتلوهم؟! هل نسينا أن من يدعي اليوم الانتساب إلى أهل البيت، لم يأتِ من مكة ولا المدينة، بل من أذربيجان وخوزستان وبلوشستان، ولم نرَ إمامًا من الحجاز فيهم، وكأن الله قد عجز عن أن يُخرج السادة من العرب!ثم يصرخون: آل سعود ليسوا أهلاً لبيت الله! وهل أنتم أهلاً له؟ أأنتم من فتحه أم أنتم من خطط لتفجيره؟! لم ننسَ بعد اعترافات عملائكم عن مخططات زرع المتفجرات في الحج، ولم ننسَ كيف استُخدم الحج منصة سياسية لا عبادة خالصة. إنكم لم تأتوا بدين، بل بثأر قديم، بثأر قادسيةٍ لم تُشفَ جراحها بعد، فصارت كل مدينة عربية هدفًا، وكل خلاف فرصة، وكل شيخ قبيلة فاسد بوابة للتدخل.امتدت الأذرع الإيرانية كما يمتد السرطان في جسد عليل. من اليمن إلى نيجيريا، من العراق إلى باكستان، حتى صارت أفريقيا مرتعًا للحسينيات المموّلة من حرس الثورة، والمدارس التي تدرّس فقه اللعن قبل فقه الصلاة، ومشاريع الإغاثة التي لا تسمن، لكنها تُسمم.وفي آسيا؟ ها هي طاجيكستان تتأفف من غزوهم الثقافي، وماليزيا تتحصن من دعاة الفتنة، وأفغانستان تبتلع فتوى من هنا، وصاروخًا من هناك، بين لحى طالبانية وهمسات إيرانية لا تتورع عن إشعال النار ثم تقديم ماء مسموم لإطفائها.هذا هو المشروع الإيراني الحقيقي: لا تحرير فلسطين، ولا وحدة الأمة، بل تفتيت المشرق كما فُتت دمشق، وتشويه الإسلام كما شُوّهت كربلاء، وتغييب الهوية كما غُيّبت النجف في أروقة المرشد. هو مشروع إمبراطورية بلون العمامة، لا يعترف بالأوطان بل بالطوائف، ولا بالمساواة بل بالولاية، ولا بالوحدة بل بالخنادق.
آن الأوان أن تتحجم هذه النيران، أن يُعاد العمق العربي إلى هويته، أن لا يُترك العراق رهينة لمعمّم يخطب من طهران ويدعو من النجف، ويأمر من قم، ويذرف دموع الحسين بينما يشرب دم الحسينيين.لا أحد يكره أهل البيت، بل إننا نحزن عليهم أكثر منهم، لكننا نرفض أن يكونوا بوابة لعقائد دخيلة، وأدوات لحروب لا تُبقي ولا تذر. فالحسين ليس رمزًا لإيران، بل للأمة، وكربلاء ليست ملكًا لقم، بل لكل حرّ لا يركع إلا لله.
في النهاية، لسنا ضد دين، ولا مذهب، بل ضد مشروع يُخفي خنجره تحت عباءةٍ مطرزةٍ بالحقد. مشروعٌ آن له أن يُكشف، وأن يُوقف، لا من أجل الطائفة، بل من أجل الوطن.
=============++
المصادر
مركز الجزيرة للدراسات: متخصص في تحليلات سياسية عن الشرق الأوسط بما في ذلك النفوذ الإيراني.
مركز كارنيغي: مؤسسة فكرية تبحث في استراتيجيات إيران الإقليمية وحروب الوكالة.
معهد واشنطن: جهة بحثية أمريكية تتابع سياسات إيران التوسعية في آسيا وأفريقيا.
كتاب "The Iran-Iraq War" لبير رزو: مرجع شامل عن الحرب العراقية الإيرانية.
مركز البيان للدراسات: مؤسسة بحثية عراقية تقدم تحليلات حول تاريخ العراق السياسي.
قرارات مجلس الأمن الدولي 661 و678: وثائق رسمية تشرح فرض الحصار على العراق.
مركز دراسات الشرق الأوسط – عمان: يعالج دور الجامعة العربية في أزمة العراق.
Foreign Affairs: مجلة أمريكية تناولت التمدد المذهبي الإيراني تحت غطاء ديني.
كتاب S. H. M. Jafri: يناقش تطور الفكر الشيعي وتأثره بثقافات غير عربية.
Atlantic Council: مركز أمريكي يبحث في اختراق إيران لأفريقيا سياسيًا ودينيًا.
Middle East Institute: مؤسسة ترصد القوة الناعمة الإيرانية في أفريقيا وآسيا.



#حامد_الضبياني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين مزّق كسرى الرسالة: سُقوطُ العرشِ وتوريثُ الحقد — من تمزي ...
- -من الرقص على التكتك إلى السقوط من رفوف الوعي-
- لماذا بنو أميّة تحديدًا.
- -ديمقراطية على ضوء القمامة.. وحبر الانتخاب في يد السنونو!-
- -منفى الرمق الأخير-
- هاتف الثلج.. الناطق بلسان وطن لا بلسان سلطان.
- -ضباب لم يأتِ-
- السرير الكَمّي: بين وهج الوعد الكوني وسكون الحقيقة العلمية-
- -الجيب العراقي... الحبل السري لاقتصاد طهران-
- العيد الذي غادرني
- بهرز… حين يصير النسيم تاريخًا ناطقًا بحضارة الألف عمر.
- كردستان... حيث يولد السلام من رحم الجمال
- حين تبتلع الأرض أبناءها... دجل الوطن وضياع القضايا-
- -اللص الشريف... عضو البرلمان الموقّر-
- كهنة الخراب: حين يتوضأ النفاق بدموع الفقراء
- ذي قار… نشيد الزقورة، ملحمة الرجولة، ووهج الأهوار
- العباءة السوداء التي تخنق النيل: التغلغل الصفوي في مصر وخطره ...
- صرخة لوط في ليل الضياع: عبرة لمن غابت رجولته وتنكرت فطرته.
- العراق بين قبضة الطغاة ووهج الثورة: صحوة الوعي وميلاد الغضب ...
- -فضائيات بلا أفق... مذيعون من كوكب التملق... وبرامج للبيع في ...


المزيد.....




- إسرائيل تعلن عن أول وفاة جراء الهجوم الإيراني
- إصابة نائب تركي باعتداءات على نشطاء -قافلة الصمود- في مصر
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجارات في طهران.. واشتعال ني ...
- مسؤول إيراني لـCNN: سنستهدف قواعد أي دولة ستدافع عن إسرائيل ...
- شاهد.. دمار واسع في تل أبيب خلفه الهجوم الإيراني
- -التايمز-: إسرائيل لم تبلغ بريطانيا بنيتها ضرب إيران لأنها ل ...
- خبير طاقة مصري يكشف أسوأ سيناريو بعد الضربة الإسرائيلية للمن ...
- الحرس الثوري الإيراني: الضربات الصاروخية استهدفت 150 موقعا إ ...
- خبير عسكري مصري يكشف سبب قوة تأثير صواريخ إيران فرط الصوتية ...
- وزير خارجية الإمارات يجري اتصالات موسعة مع عدة دول لتجنب الت ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - -الهلال الملوث: كيف صدّرت إيران ثورتها من خيوط العمامة إلى جراح القارات-