أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - -اللص الشريف... عضو البرلمان الموقّر-














المزيد.....

-اللص الشريف... عضو البرلمان الموقّر-


حامد الضبياني

الحوار المتمدن-العدد: 8363 - 2025 / 6 / 4 - 08:40
المحور: قضايا ثقافية
    


في بلاد ما بين النهرين، حيث كان جلجامش يبحث عن الخلود، وجدناه أخيرًا... لكن ليس في أسطورة الطوفان، بل في دفتر الحسابات البنكية لأحد "رجال الدولة"! نعم، هنا في العراق، لا يموت اللص، بل يتكاثر وينتشر كالفطر السام بعد المطر، ويتحول من لصٍ بسيط إلى رجل دولة "سيادي"، يرتدي بذلة أنيقة، ويضع علم العراق خلفه، ويتحدث عن "المصالح الوطنية العليا" بينما يمدّ يده إلى جيبك وأنت تصفّق له بانبهار!في العراق، لم نعد بحاجة إلى قناع اللصوص، فقد استبدلناه بربطة عنق ووثائق رسمية مختومة بختم "الجمهورية العراقية". انتهى زمن الحرامي الذي يسرق تحت جنح الظلام، وجاء زمن الحرامي الذي يسرق تحت أضواء الكاميرات، في بثٍ مباشر على قنوات "الوطنية"، مع موسيقى تصويرية حزينة تقول: "هذا الرجل يخدم العراق".أيها السادة، نحن نعيش في عصر "ما بعد اللصوصية"، حيث السرقة لم تعد جريمة، بل فنٌ راقٍ يستحق جائزة الدولة التقديرية للإنجازات السيادية. اللص هنا لا يحتاج إلى أن يخفي مسروقاته، بل يضعها في بيان رسمي بعنوان: "إعمار المحافظات المتضررة"، أو "تخصيصات لدعم الشريحة الهشة"، أو "مبادرة لبناء الوطن"، بينما الوطن يبكي في زاوية القاعة، ويصفق الشعب لمُدمّريه وكأنهم في مهرجان كان السينمائي، ولكن من دون أفلام... فقط سرقات!في هذا الزمن، لم نعد بحاجة إلى أرسيين لوبين، فما الذي يمكن أن يفعله لوبين أمام لصٍ عراقي ينهب قبل تشكيل الحكومة؟ لوبين كان يحلم بسرقة قلادة من متجر مجوهرات، أما هنا، فالقلادة تُباع مع رقبة التاجر، ويُصفق له الجمهور لأنه "رجل المرحلة". لوبين يهرب في الظلام... لصنا يذهب إلى مؤتمر دولي ليحاضر عن "الحوكمة الرشيدة". لوبين يتسلل عبر الأسطح... لصنا ينزل من الطائرة الرئاسية، يُستقبل بالزهور، ويلوح للجماهير التي سرق منها، ثم يعود ليُدلي بتصريح "شديد اللهجة" عن ضرورة مكافحة الفساد!
يا لوبين، لو جئت إلى بغداد، لما استطعت أن تكتب رواية، بل كنت ستكتب نكتة، أو ربما تسجل اعترافاتك في فيديو على يوتيوب تقول فيه: "أنا لست لصًا... لقد كنت هاويًا مقارنة بما يحدث هناك". نحن هنا لا نسرق فقط المال، بل نسرق الحلم، نسرق الأمل، نسرق حتى ضحكة الطفل، ثم نضعها في مزاد علني بعنوان: "مشاريع المستقبل... قيد الدراسة".أما الشرطة عندنا؟ آه يا لوبين، عندنا الشرطة تكتب محضرًا ضد شاب نشر تغريدة عن الفساد، لكنها تغلق الملفات الكبرى بحجة "عدم كفاية الأدلة"، حتى لو كانت الأدلة تزن خمس شاحنات وتتحرك في الشوارع تحت حماية الأجهزة الأمنية. القاضي؟ القاضي هنا لا يُدين، بل ينتظر "التوجيهات العليا"، وربما يدعو إلى "جلسة مصالحة مجتمعية" تجمع السارق والضحية في قاعة واحدة، ويخرج الجميع بعدها ببيان "تأكيد التلاحم الوطني" بينما الضحية يدفع تكاليف القاعة.وفي النهاية، يا لوبين، لا تحزن... لصوصك كانوا نبلاء، أما لصوصنا؟ فهم "أصحاب رؤى استراتيجية"، ينهبون باسم الشعب، ويأخذون صورًا أمام أعلام الدولة، ويجلسون في مقاعد البرلمان ليناقشوا "مكافحة الفساد"، بينما يضحكون بين قوسين على طاولة الاجتماعات، يتناولون القهوة المثلجة ويتبادلون نصائحهم حول أفضل طرق تحويل الأموال إلى الخارج، ثم يختمون الجلسة بالدعاء الجماعي: "اللهم احفظ العراق وشعبه"... وشعبه المسروق أصلاً!
أهلاً بك يا لوبين في جمهورية العراق الاتحادية... هنا، اللص لا يختبئ، بل يترشح للانتخابات المقبلة بشعار: "الأمل... والتغيير... والمزيد من التحالفات!"



#حامد_الضبياني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كهنة الخراب: حين يتوضأ النفاق بدموع الفقراء
- ذي قار… نشيد الزقورة، ملحمة الرجولة، ووهج الأهوار
- العباءة السوداء التي تخنق النيل: التغلغل الصفوي في مصر وخطره ...
- صرخة لوط في ليل الضياع: عبرة لمن غابت رجولته وتنكرت فطرته.
- العراق بين قبضة الطغاة ووهج الثورة: صحوة الوعي وميلاد الغضب ...
- -فضائيات بلا أفق... مذيعون من كوكب التملق... وبرامج للبيع في ...
- -حين يقاتل الحالمون: كيف يغيّر الإبداع مصير العالم رغم الثعا ...
- وجعٌ يشبهك
- في زمن العري والسفاهة... حين صار العرض بضاعة في سوق النخاسة ...
- البصرة: قصيدة الجنوب التي لا تنتهي
- سيرة -رجل من خيال الزمان... في دروب الحرف ومرافئ الروح-
- -أمل دنقل... نايُ الجنوب الذي عزف للكرامة على وتر الوجع-
- رحلة في جحيم -1984- حيث الحبر دم والحرية وهم.
- حين يتعطر الوجع بالورد
- -حين أكل الأمير لحم جسده.. أكل الملوك كرامتهم: صرخة في زمن ا ...


المزيد.....




- روبيو يعلن عن عقوبات جديدة ضد -الجنائية الدولية- لمحاولتها ا ...
- تفجير بخط للسكك الحديدية جنوب روسيا
- الناتو.. رفع ميزانية الدفاع ودعم كييف
- غارت إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، ولبنان يعتبرها - ...
- أوكرانيا.. دوي صافرات الإنذار وإعلان حالة التأهب الجوي في كي ...
- إسرائيل تصعد.. قصف لضاحية بيروت الجنوبية
- شاهد.. مسيرة الفخر للمثليين في القدس تتحول إلى احتجاج سياسي ...
- تحذير أمني للأمريكيين الذين يستخدمون تطبيقات المواعدة في هذا ...
- ماذا يجري بين ترامب وماسك؟
- ماسك يتوقع حلول الركود في الولايات المتحدة


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - -اللص الشريف... عضو البرلمان الموقّر-