أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - -حين يقاتل الحالمون: كيف يغيّر الإبداع مصير العالم رغم الثعالب والعملاء والذيول-














المزيد.....

-حين يقاتل الحالمون: كيف يغيّر الإبداع مصير العالم رغم الثعالب والعملاء والذيول-


حامد الضبياني

الحوار المتمدن-العدد: 8359 - 2025 / 5 / 31 - 03:09
المحور: قضايا ثقافية
    


في زمن تحكمه الثعالب، وتنتشر فيه الخيانة كالوباء، ويُصنّف فيه الشرفاء كحمقى والحالمون كأوهام، كان لا بد أن يأتي يوم ينهض فيه من يثبت أن الإبداع ليس ترفًا، بل سلاحٌ في معركة البقاء، وأن الطاقات العلمية ليست شعارات تُزيّن المؤتمرات، بل مفاتيح تفتح أبواب المستقبل.
في عالم تقوده الثعالب والعملاء والذيول، كانت تجربة إيلون ماسك درسًا فلسفيًا عميقًا، درسًا يقول إن القادة الحقيقيين لا يكتفون بالكلام عن التغيير، بل يصنعونه، لا يتحدثون عن الأمل، بل يخلقونه من العدم، لا ينتظرون أن تمنحهم الأنظمة فرصة، بل يقتحمونها، ويفككونها، ويعيدون بناءها كما يعيد الفنان رسم لوحته، أو كما يعيد المهندس برمجة آلة تعطلت بفعل الزمن.
إيلون ماسك، ذلك الغريب الذي لم يكن نبيًا ولا قديسًا، دخل البيت الأبيض لا كسياسي يلهث خلف السلطة، بل كصانع معجزات جاء ليبرهن أن الحكومات يمكن أن تُدار كما تُدار المصانع، وأن البيروقراطية ليست قدرًا أبديًا، بل عطلًا يمكن إصلاحه، وأن الفساد ليس جدارًا لا يُهدم، بل حائطًا هشًا يسقط أمام إرادة صلبة.
حين دخل ماسك البيت الأبيض، لم يكن يحمل حقيبة دبلوماسية ولا أوراقًا قانونية، بل جاء حاملاً بين يديه فكرة: أن العالم يمكن أن يكون أفضل، إذا ما امتلكنا الشجاعة الكافية لمواجهة أكاذيبه، والقدرة على تحويل الرؤية إلى واقع، والإبداع إلى عمل. في 130 يومًا فقط، فعل ما لم تفعله الإدارات المتعاقبة في عقود، ألغى 260 ألف وظيفة زائدة، كشف عن سرقة 150 مليار دولار، أعاد الأموال إلى الشعب، وأثبت أن الجرأة وحدها هي التي تُحدث الفرق.لكن الثعالب لم تصمت، والذيول لم يقفوا مكتوفي الأيدي، فالأنظمة التي تعيش على الهدر تخشى الكفاءة، والذين تعودوا على النهب يرون في الإصلاح خطرًا على مكاسبهم، وكان لا بد أن تدور العجلة ضد ماسك، أن تُهاجم أفكاره، أن تُخنق أحلامه، وأن يُقال له: يكفي. لكنه لم يكن ينتظر الإذن، ولم يكن يخشى النهاية، كان يعلم أن القائد الحقيقي لا ينتصر بالبقاء، بل يخلّد أثره بالرحيل حين يحين الموعد، تمامًا كما غادر البيت الأبيض دون وداع، تاركًا وراءه وزارة كفاءة الحكومة، فكرةٌ تحولت إلى بذرة، ستنبت يومًا ما، ولو بعد حين.وهكذا، أثبتت تجربة ماسك أن التغيير لا يأتي من السياسيين الذين يبيعون الأوهام، ولا من العملاء الذين يخدمون أسيادهم، ولا من الذيول الذين يبررون الخراب، بل يأتي من أولئك الذين يملكون الشجاعة ليحلموا، والجرأة ليقاتلوا، والذكاء ليبهروا، والإبداع ليصنعوا مستقبلًا لا مكان فيه للثعالب ولا للعملاء ولا للذيول.لقد كانت فلسفة ماسك في جوهرها درسًا للعالم: أن الأفكار ليست ملكًا للكتب، بل أدواتٌ تغير بها مصائر الأمم، وأن الطاقات العلمية ليست رفاهية أكاديمية، بل ذخيرة حقيقية في معركة الخلاص، وأن الحالمين، إذا امتلكوا الشجاعة ليقاتلوا حتى النهاية، هم وحدهم من يصنعون المعجزات... أما الآخرون؟
فهم ظلال، تتلاشى عند أول شعاع ضوء.



#حامد_الضبياني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجعٌ يشبهك
- في زمن العري والسفاهة... حين صار العرض بضاعة في سوق النخاسة ...
- البصرة: قصيدة الجنوب التي لا تنتهي
- سيرة -رجل من خيال الزمان... في دروب الحرف ومرافئ الروح-
- -أمل دنقل... نايُ الجنوب الذي عزف للكرامة على وتر الوجع-
- رحلة في جحيم -1984- حيث الحبر دم والحرية وهم.
- حين يتعطر الوجع بالورد
- -حين أكل الأمير لحم جسده.. أكل الملوك كرامتهم: صرخة في زمن ا ...


المزيد.....




- أهرامات ومعابد.. اكتشاف مجمع أثري عمره 3 آلاف عام لحضارة الم ...
- في عيد ميلادها.. هالة صدقي تمازح متابعيها: -الأمورة دي أكيد ...
- كاميرا تُظهر لحظة مرعبة لسيارة تفقد السيطرة بعد مطاردة من ال ...
- مصر: نجيب ساويرس يثير تفاعلا بتدوينة عن التصدي لمن -يخوضون ف ...
- زاخاروفا تصف ما حدث في مقاطعتي كورسك وبريانسك بالمأساة
- حماس تنفي رفضها مقترح ويتكوف، وتربط الإفراج عن الرهائن -باتف ...
- لجنة التحقيق الروسية تصدر بيانا بشأن انهيار الجسرين في بريان ...
- من قصر الرئاسة ببغداد.. رشيد لـ جوزيف عون: العراق يبذل أقصى ...
- الجيش الروسي يسيطر على بلدة جديدة في سومي
- الجيش الروسي يقصف بصواريخ -إسكندر- موقع إطلاق مسيرات جوية بم ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - -حين يقاتل الحالمون: كيف يغيّر الإبداع مصير العالم رغم الثعالب والعملاء والذيول-