حامد الضبياني
الحوار المتمدن-العدد: 8370 - 2025 / 6 / 11 - 11:54
المحور:
قضايا ثقافية
في غبارٍ
يشكو صمتَ الكون،
ينكسرُ ظلُّ عقيدةٍ
لم تجد صدرًا تؤمن به،
ولا ترابًا يحفظ سرّها الأخير.
أوجاعٌ تتشابكُ
كأصابعَ أرملةٍ
تحاور دمعًا
تيبّس فوقَ النار،
كأنّ لظى العُمرِ
لم يدعْ للملحِ طريقًا نحو الانسكاب.
وصيفٌ،
ينوءُ بعرقه
يستجدي تموزَ
قطرةَ ماءٍ،
فيصرخُ النخيلُ:
"ظمآنُ أنا
رغمَ خضرتي!"
وأقدامٌ
تترجّى الكفنَ
أن ينهضَ بدلًا عنها،
أن يحملَ أوزارها
إلى قبرٍ بلا جهة.
سلامٌ
مشنوقٌ
على حافةِ رمح،
قتلهُ فارسٌ
لا يعرفُ إلا رنينَ سيفه،
ولا يفقهُ من السلام
سوى الهدنةِ بينَ موتَين.
وغرورٌ
يناجي وهمًا،
يكتبُ رسائلَه
على هواءِ المقابر،
يظنّ القبورَ
تقرأُ أكثرَ ممّا تُصغي.
ونجاحٌ
يحابي الفشلَ
بابتسامةِ المنهزمين،
يستعيرُ المجدَ
من كفٍّ لا تعرفُ كيف ترفعُ راية.
وانتصارٌ
يستجدي الزمنَ
أن يخلّده،
فيردُّ الزمن:
"أنت عابرٌ
في نشيدٍ نسيه الشعراء."
كلّ شيءٍ
يندبُ كلّ شيء،
والهواءُ مريضٌ
بسعالِ الحنين،
والأملُ
يخيطُ قميصَه
من أقمشةِ الخيبة.
لكنّي أكتب،
لعلّ القصيدةَ
تنهضُ
حافيةً
من ركامِ الغبار...
كأنّ في اللغةِ خلاصًا
من هذا الخراب.
#حامد_الضبياني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟