حامد الضبياني
الحوار المتمدن-العدد: 8380 - 2025 / 6 / 21 - 00:10
المحور:
قضايا ثقافية
حين استيقظَ الألمُ،
كنتُ حجرًا في صدرِ المعنى
أتنفسُ من شقوقِ الخراب،
والحنينُ…
يلهو على حافةِ قلبي كطفلٍ ضائع،
لا يعرفُ أنَّ الأبوابَ لا تُفتحُ بالبكاءِ.
الغربةُ
حفرتْ خنادقها في ضلوعي،
أقامتْ متاريسَها من وجوهٍ نسيتُ أسماءها
ورمَتْني في صحراءَ
كلُّ رملٍ فيها…
يَعرفُ هزيمتي.
الظلامُ
يُصلِّي بأصابعي المرتجفة،
ويستجيبُ لدعاءِ إعصارٍ
وُلدَ في رحمِ الخيبة.
البكاء؟
هو لحنٌ معتقٌ
في قناني الذاكرة
كلُّ رشفةٍ منه…
تحرقُ.
يا نافذتي التي أكلَها الصدأ،
أين ضوءُ الديارِ القديمة؟
أين رائحةُ الشاي من كفّ أمّي؟
أين خطواتُ أبي
حين كان يطأ الثرى
كأنّه يُحدّثُه عن المطر؟
أين ضحكةُ الأصدقاء
قبل أن يصبحوا أسماءً
على أطرافِ الرسائل المنسيّة؟
أنا الآن…
أحملُ قدميَّ كحِملٍ ثقيل،
وأمشي فوقَ صمتي
كأنّي أدفنُني،
كلُّ طريقٍ…
يفتحُ في قلبي قبرًا،
وكلُّ عصفورٍ
يغرّدُ بحنجرةِ الغائبين.
أنا الآن…
أشتاقُ إلى جدارٍ تهدّم،
إلى كفٍّ طيّبتْ رأسي ذات حنين،
إلى ظلٍّ
كان يختبئ خلفَ الأبوابِ ويضحك.
يا أيّها الوطنُ المصلوبُ في داخلي،
لماذا تحوّلتَ إلى طللٍ؟
إلى مرآةٍ مشروخةٍ
لا تعكسُ إلا دمعي؟
أنا الغريبُ في قلبي،
وفي جيبي رصيفٌ
وفي روحي
مقهى أغلقَ أبوابَه
بعد أن نسيَ الزبائنُ
أنَّ الأغاني لا تُشربُ… بل تُبكى.
#حامد_الضبياني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟