أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - -همسات من الوطن العربي-- قصص قصيرة جداً














المزيد.....

-همسات من الوطن العربي-- قصص قصيرة جداً


رانية مرجية
كاتبة شاعرة ناقدة مجسرة صحفية وموجهة مجموعات

(Rania Marjieh)


الحوار المتمدن-العدد: 8380 - 2025 / 6 / 21 - 08:59
المحور: الادب والفن
    


إيران – حجر في جيب الطفلة

في أزقة "سَنندَج" الملطخة بصوت البنادق، أخفت ليلى حجراً صغيراً في جيبها.

قالت لأخيها:

– إن جاءوا لاعتقال أبي، سأرميه عليهم...

ضحك أخوها:

– وهل يكفي حجر؟

أجابته بعين لم تعرف الضحك:

– يكفيني أن يشعروا بأني لست خائفة.



الأردن – ظلّ الجدّة

في الكرك، نامت أمينة على حصيرة قديمة.

في كل صباح، كانت تخرج صور الجدّة وتغسلها بماء الورد.

قالت لأمها:

– كانت تشبه الأردن، صلبة وحنونة.

صمتت الأم، ثم همست:

– والآن الأردن يشبه صورها... جميلٌ في البرواز، متعبٌ في الحقيقة.



فلسطين – حجر العودة

في جنين، انتظرت الحاجة سعاد حفيدها عائدًا من السجن.

حملت له زوّادة، ومفتاح البيت الذي ما زال في حيفا.

وعندما عاد، قال لها:

– جدتي، بيتنا صار فندقًا.

أغمضت عينيها، وناولته المفتاح:

– ما دام لك، لا يهم من يسكنه مؤقتاً.



سوريا – صمت على ضفاف بردى

على ضفة بردى، كان الولد يرسم سمكة.

اقتربت منه أمه وقالت:

– لما لا ترسم طائرة؟

أجابها وهو يضغط بالقلم:

– الطائرات تقتلنا…

أريد شيئاً يبقينا في الماء، لا في الهواء.



لبنان – صوتٌ تحت الأنقاض

بعد الانفجار، نادت الصغيرة من تحت الركام:

– ماما، لا تطفئي الضوء… أنا خائفة.

ردّت امرأة من بعيد:

– أنا أيضاً يا بنتي… لكن لا ضوء في بيروت الآن، فقط رماد وأغنيات تُغنّى لتنسينا الجراح.



العراق – آخر عود ثقاب

في البصرة، جلس الحاج حيدر يشعل آخر عود ثقاب لديه ليغلي الشاي.

تأمله حفيده وقال:

– جدي، لماذا لا تشتري غاز؟

أجابه بمرارة:

– لأنه في بلادي، النار متوفرة... فقط السلام مفقود.



الكويت – مَعلّقة على الحائط

في بيت جدها، كانت صورة الأب المفقود بالحرب معلقة كتميمة.

قالت الجدة لحفيديها:

– ما زال هناك، في حدود لم تُغلق بعد.

ضحك أحدهما:

– الجدران تنسى.

ردّت بصلابة:

– نحن من يذكّرها.



تونس – وردة في البال

في سيدي بوزيد، تركت نادية وردة على قارعة الطريق.

سألها الشرطي:

– لماذا الوردة هنا؟

قالت:

– كانت هنا عربة محمد… ومن هنا اشتعلت الحكاية.

ثم مشت… كمَن يوقد الثورة كل صباح.



مصر – صمت أبي الهول

في الجيزة، نظر الطفل إلى أبي الهول وسأل المرشد:

– ليه ساكت كده؟

ضحك الرجل:

– لأنه شايف كل شيء وساكت…

رد الطفل بعفوية:

– يعني زيه زي جدي… كل ما نحكي له عن غلا المعيشة، يضحك ويسكت.



الجزائر – رائحة الليمون

في القصبة، كانت الجدة تُرش ماء الليمون على الدرج.

قالت حفيدتها:

– ليه يا جدتي؟

أجابت:

– حتى ما ينسى البيت ريحته، مثل ما نسينا ريحة التحرير.

أكملت وهي تهمس:

– الثورة مش بس في الكتب، الثورة في تفاصيل البيت.



#رانية_مرجية (هاشتاغ)       Rania_Marjieh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أن تكون مثقفًا يعني أن تشجّع غيرك وتدعمه
- أمي، هل تسمعينني الآن؟
- ارتعاش الخلاص
- حين تنطق الأرض وتبكي السماء
- وصايا لعصر تائه
- يا مَن كُسِرَ قلبه ولم يصرخ، الربُّ معك!
- ثلاث نَفَسات… وإلهٌ واحد لا شريك له
- كيف تفقد وزنك؟
- قلمي
- ⟡ صلاة الأرواح وأهازيج الغياب ⟡
- كيف تصبح وزيرًا في دولة عربية؟
- قراءة في حكمة الفناء من منبر الإنسان الباحث
- “حين تُقصف الهشاشة: ذوو الإعاقة بين نيران الحرب وصمت الدولة”
- حين يغيب الضوء، نبقى نحن”
- الكتابة الإبداعية… حين نداوي الجرح بالحبر
- لن يكون ردًا إيرانيًا… اطمئنوا!
- قناع الغفران… وشروخ في قلب الربّ
- التجسير وفضّ النزاعات: صرخة من قلب المجروحين
- جورج حبش… الحاضر رغم الغياب
- جسرُ القلوب


المزيد.....




- دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل ...
- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - -همسات من الوطن العربي-- قصص قصيرة جداً