أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل الرائي - ملحوظات هامشية :الجملة ككائن ميتافيزيقي















المزيد.....

ملحوظات هامشية :الجملة ككائن ميتافيزيقي


ميشيل الرائي

الحوار المتمدن-العدد: 8374 - 2025 / 6 / 15 - 12:15
المحور: الادب والفن
    


كما لو أنني مادة الأحلام، دفنتُ منذ آلاف السنين بين المومياوات وأبو الهول، في توابيت من حجر نُحتت تحت راية الببغاء الحي؛ ذاك الذي لا يتوقف عن قول: "أنا عطشان".


استلقيت هناك، ممزوجًا بأشياء لا تُوصَف، في طين النيل بين القصب، حيث تقبّلني التمساح بقبلة .


كل ذلك كان تمهيدًا لاستدعاء شبح الشجرة الأولى الذي جاءني بساقيه المتسختين من المستنقعات، وبابتسامة ، لينقذني من .


جثة؟ نعم، جثة صنعتها على مدى قرون من كسر العظام لبناء الوحش الذي بدا لي، في كل مرة، تمثالًا جبسيًا يفوح منه العفن.


كنت أظن أن العمل، والصمغ القوي، قادران على إحيائي من قاع مصفاة الآلهة، حيث اللآلئ لا تزال سائلة،
لكن ما كنت أصنعه لم يكن سوى .


في اليوم الذي تلتقي فيه الحياة كلها في خيشوم واحد ينبض على البحر، ستندفع الريح العاتية إلى بحر سارجاسو، حيث لا شيء سوى نفايات نباتية وأساطير محترقة.


أُسمّي الشمس السوداء التي لا تُسمّى، المصوغة من شظايا البحر الأحمر،
وأُسمّي الأسطورة التي تشكّلت من الخرافات التي خنقت من أصدروا أوامرهم لأغراض غير أرضية.


حينها تتبدّى العاصفة، ليست حدثًا من العالم، بل الرابط الوحيد بيني وبين كل ما تبقى من اللغة.


لم يعد لدي وقت، والعذابات الأسطورية كثيرة لا تُقال ولا تُختصر، لكنها تفرض علينا ـ نحن الحاملين للنداء بلغة الدم ـ أن نُعيد النظر في الخراب كجوهر سري.


الضحك والدم والرعب كلها تقارب الجمجمة، ليست رمزًا، بل الوجه الصافي لزمن أُبيدت فيه شخصياتنا وذابت فيه اللغة إلى خرافة.


يا من نسيت نفسك في هذا القبر المتحرك،
إليّ أتحدث، ونظيري يقتلني،
في الهواء تمثال من ملح، وفي الماء فقاعة،
حين تختلط السماء بالمحيط،
والملح في الماء في كل مكان.


جففت المطر، فصار الخشب حجرًا، والأوراق غبارًا، وشعبي المعدني يسحق الطرق الرئيسية ويستسلم تمامًا للطين من المساء.


من يضحك على العكس، دعه يسمن نفسه بحطامي المسحوق، دعه يضيء بكل الحياة التي طردتها من مملكتي.


الذي يضحك هو الملك الآخر، لا، إنها الملكة، إنها الأم، تحكم بالعكس، ومن أجلها هذا الدمار، لقد سمحت للآلهة التي احتضنت حقولي ومدني أن تسقط على الأرض.


حيث لا عيون لي ترى، دع هذه تكون الرؤى الوحيدة!
حيث لا آذان لي تسمع، دع هذه تكون التعويذات الوحيدة!
حيث لا أنف لي تتنفس، دع هذه تكون العطور الوحيدة!
حيث لا لسان لي تتذوق، دع هذه تكون النكهات الوحيدة!
حيث لا جلد لي تلمس، دع هذه تكون المداعبات الوحيدة!


إنها ملكة ليلي التي تراقبني في موتي، إنها الأم التي تحكم عكس النهار.
أنت الذي لن تراه عيني أبدًا في هذا العالم الذي ليست شمسه لك، لن أراك.
ولكن لأنك عكس هذه الكذبة، لأنك تتألق حقًا في فراغ صدري، في الكارثة، في عدم الضوء،
لأنني لن ألبسك هذا الفيلم الخادع من الوضوح الذي يرتديه شعبي من آلهة المشي أثناء النوم،
لأنك لست شيئًا مما يمكن أن تكونه،
أتوسل إليك:
لا تخدعني، لا تأتي إلى هذا العالم، لا تتخذ أبدًا شكلًا بشريًا،
بل اجعلني وحشًا بلا محكمة،
لا تأتي لتفاجئ عيني، لا تأتي لتعزيني،
لا أريد أن أحبك في هذه الكذبة، لن تكون أنت أبدًا، هنا أبدًا أنت،
ابقَ هناك في الليل حيث أكون معك اليوم الوحيد.

✘ ✘ ✘ ــــــــ ○○○ ○○○ ∞ ∞ ∞ ≠≠≠ ☍ ☍ ☍

▂ ▃ ▄ ▅ ▆ ▇ █ ▉ ▊ ▋ ▌ ▍ ▎ ▏ ▐ ░ ▒ ▓ ▔ ▕ ▖ ▗

⨯ ⨯ ⨯ ╳ ╳ ╳ ╳╳╳ ← ↑ → ↓ ↔ ↕ ↨ ☠ ☣ ☢ ☤ ☥ ☦ ☧

■ □ ▢ ▣ ▤ ▥ ▦ ▧ ▨ ▩ ▪ ▫ ▬ ▭ ▮ ▯
اللغة هي جثة تتحرك،
محاولة لعزل معنى يموت في اللحظة التي يولد فيها.

التاريخ هو مستودع من النقوش المفقودة،
وكل نقش يحمل في طياته وعدًا زائفًا بالفهم،
يُجبر القارئ على أن يكون شاهدًا على فراغه الخاص.

ملاحظة هامشية:

> "لا تبحث عن المفتاح في الباب، بل في الفراغ بين السطور،
ففي الفراغ فقط تُولد الحقيقة التي لا يُراد لها أن تُرى."


ملاحظة هامشية:

> "الفهم هو وهم يبني جدرانًا من الرموز،
والتأويل هو العدم المتلبس بشكل،
فليس هناك نص، بل متاهة تُعيد إنتاج نفسها
كلما ظن القارئ أنه وجد مخرجًا."

الكتاب هو جسد مُبهم،
واللغة هي الجرح الذي لا يلتئم.


هذا النص ليس رسالة، بل تمثالاً من الرمز المشوه،
ينبض لكنه لا يعلن، يلمس لكنه لا يُرى،
يروي قصة منسية لا تفك شفراتها سوى تلك التي لم تُكتب.


هنا، في متاهة النص،
النقطة لا تنهي، بل تفتح بابًا إلى تجعيد آخر،
حيث تصبح القراءة طقسًا، وممارسةً لاغتيال الوضوح.
الكتابة ليست فعل توصيل، بل فعل تمزيق.
هي الحفر في جلد اللغة حتى نكشف عن البنية التي لا تلتقي بها الكلمات،
عن اللاوجود خلف السرد، عن الشق المزدوج بين الواقع والتخييل.


خراب السيمياء: كتاب اللاـنص


---

> "ما لا يُفهم، هو وحده ما يستحق أن يُقرأ."
― هامش غير موقع، من مخطوطة مجهولة وجدت في طيّات هواء مكتبة بورخيس المفقودة.




---

❖ I. الأطلال الدلالية

كل كلمة تسكن في أثر غيابها،
تحمل شكلًا لغويًا زائفًا لمعنًى لم يوجد قط.
الكلمة ليست حاملًا للمعنى،
بل هي شاهد قبر على تمزّق الأصل في طيّ الزمان.

لم يعد للكتابة وجه،
بل قناعٌ يتناسل من أقنعة،
يمسخ اللغة إلى قاعة مرايا
حيث لا ينعكس سوى الفراغ.



❖ II. النص بوصفه موتًا مؤجلًا

من يقرأ، يمارس نوعًا من النبش اللاهوتي
في سرداب من الرموز المحنطة.
النص ليس كتابًا، بل ضريحًا مزخرفًا بالتأويلات.
إنه لا يُقرأ إلا من الداخل،
حيث تكون العين هي الجُرح،
والفهم هو المرض.

كل محاولة للفهم
هي تفكيك لشيء لم يُكتب أبدًا.



❖ III. الجملة ككائن ميتافيزيقي

الجملة ليست وحدة لغوية،
بل عملية طقسية لدفن المعنى.
بين الفاعل والمفعول،
يُشنق الوعي على حبل السياق.
بين المبتدأ والخبر،
ينكسر الزمن ويُعاد ترتيبه وفق أسطورة لم تُروَ.

كل فاصل،
هو باب خلفي لكونٍ لم يوجد بعد.

⊗⊗⊗

❖ IV. φ — شيفرة الغياب

أيُّ معنى هو مشروع فقدان دائم.
العين ترى،
لكن لا ترى سوى النسيج النصي وهو ينهار تحت وطأة المعنى المحتمل.

ψ تشير إلى العمق الذي لا قاع له،
δ تفكّ الشفرة إلى رماد،
بينما α تعود في كل مرّة،
لكنها لا تبدأ أبدًا.


---

❖ V. النص ككائن أسطوري

هو ليس سردًا، بل كائنًا متعدد الرؤوس،
كل رأسٍ يروي تناقضه الخاص،
وكل لسانٍ يقول: "أنا لا أقول."
وحين تمسك بفكرة،
تنحلّ أمامك إلى شبكة من المراوغات المفاهيمية.

كل فصل هو
نافذة مغلقة على المعنى.
كل سطر،
شظية من انفجار أوليّ للمعرفة.


---

❖ VI. الختام الذي لا يُغلق

الكتابة ليست خاتمة،
بل افتتاحية متأخرة لتيهٍ لا يُراد له أن ينتهي.
لهذا:

لا تبحث عن المخرج،

لا تفتّش عن الأصل،

لا تُصدّق النسخة،

ولا تنظر في الهامش بحثًا عن يقين.


النص يتلذذ بضياعك فيه.
فهو لا يُقرأ إلا حين تُسحق إرادتك في ترتيب الجمل،
ولا يُفهم إلا إذا آمنت أن الفهم هو نوع من الخداع المقدّس.


---

⸮ ملاحظة ميتاـنصية أخيرة:

> الكتابة هي جريمة تُرتكب ضد اللغة،
والقارئ هو شاهد زائف،
يدوّن ما لم يُكتب،
ويؤوّل ما لا وجود له،
وينقّح صمتًا لم يُسمع.



#ميشيل_الرائي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب الحجر الرابع: تعاويذ المادة الأولى
- أنا تمثالٌ بزيٍّ غريب
- تأملات في البنية الكلية
- سيرة أدونيس تمثال من دخان، أو كيف تُصنع أسطورة من ورق الجرائ ...
- الرواقية
- العُري السماوي
- حاشية ثانية على جزيرة اليوم السابق
- الجسد المؤنث كفضاء للسلطة والمقاومة: في تشكيل الهوية الجنسية ...
- بيان مسرحي
- نظام الوحدات وتشكيل السلطة: في هندسة المسرح الكلاسيكي
- في عيون الأرنب الشمسي ويبدأ القارئ بالصراخ
- شذرات من مسرح لا أتذكّر اسمه
- طفل الخشبة /شذرات ضد الأب-المعلّم
- عَتَبة اللّامفاتيح: مُحرِّكُ الأصواتِ اليتيمةِ في هندسةِ الت ...
- الفراغُ يعشقُ الخُلد الأعمى
- القرد الأخير يحاول فهم نزيف ساعةٍ وظله يُعلق ذاته بحبل من أس ...
- تشريح الدرس الأكاديمي
- دليلُ الماعزِ الأعمى إلى علاماتِ الترقيمِ المقدّسةِ
- الركح في متاهة المرايا: عن استيهام الموضة وتيه الهوية في الم ...
- مستدركات على نص تكوينات


المزيد.....




- عائلة الفنان كامل حسين تحيي ذكراه الثامنة في مرسمه
- في فيلم -عبر الجدران-.. الفقراء الذين لا يستحقون الستر
- -غرق السلمون- للسورية واحة الراهب عبرة روائية لبناء الوطن
- وفاة الفنان المصري لطفي لبيب عن عمر 77 عاما
- لجنة الشهداء ترفض قائمة السفراء: أسماء بعثية ومحسوبية تهدد ن ...
- رحيل الممثل المصري لطفي لبيب عن عمر ناهز 78 عاما
- تحوّلات مذهلة لفنان حيّرت مستخدمي الإنترنت.. وCNN تكشف ما ور ...
- مدير مهرجان أفينيون يشرح أسباب اختيار اللغة العربية كضيفة شر ...
- عنوان: مهرجان أفينيون يحتفي باللغة العربية بالشعر والرقص
- اكتشاف بصمة يد تعود إلى 4 آلاف عام على قطعة جنائزية مصرية


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل الرائي - ملحوظات هامشية :الجملة ككائن ميتافيزيقي