أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل الرائي - العُري السماوي














المزيد.....

العُري السماوي


ميشيل الرائي

الحوار المتمدن-العدد: 8364 - 2025 / 6 / 5 - 08:47
المحور: الادب والفن
    


يا إلهي، يا إلهي، أريد أن أكتب قصيدة صغيرة.
ها هي، قصيدة تمر بي.
يا صغيري، تعال، دعني أربطك بخيط عقد قصائدي الأخرى.
تعال، دعني أضعك في أنبوب، في لوح أعمالي الكاملة.
تعال، دعني أضعك في حضني، أزينك، أقفيك، أجمعك، وأنت مصدر إزعاج.
لقد رحل الليلة.
إذا كتبت قصيدة للأجيال القادمة؟
اللعنة، يا لها من فكرة رائعة.
أشعر بالثقة.
سأذهب، وللأجيال القادمة أقول كلامًا بذيئًا وكريهًا ومضحكًا.
أجيال قادمة مزيفة كانت تنتظر قصيدته. آه، ولكن…
لقد عاقبت الشجرة أوراقها، واحدة تلو الأخرى.
بعد أن غرقت سمكة موسى وحيدة، تظاهرت بأنها لم تراني،
لكنني رأيتها بوضوح حين لم تعد ترى شيئًا.
أحصد سماءً جديدة،
يا من لا تملكها هذه الجدران القديمة،
أنتِ الحاضر الذي يتراكم.
لن أدخل فناءكِ لأقيد ذكراكِ.
هي فتاة صغيرة وُلدت من ماء الجسد، من زرقة الليل السائلة.
تُقبّل الشمس في أعلى نقطة من شفتيها.
ويَندفع ضحكها على ظهور الوحوش.
هي الجانب الآخر. تعرف البداية والنهاية. والأسوأ من ذلك.
لماذا أعطتني فمها عند المصب السري حيث يغرق النهر؟
هل وجدت في دمها الصرخات والكلمات التي عادت من الجسد إلى الجسد؟
تُلامس أيدينا نكهة الحياة الكامنة.
تُسخَّر الأرض والشمس، مُستخدَمتين في نفس المحراث، لتُولِّدا غضبًا سماويًا مُرتبطًا بفتات الغد المُخيفة.
إذا لم أعش موتي، فإن الظلال تدفن جسدي وتمسكه في سواد الليل.
لماذا يختفي أبسط الناس، وأكثر الكائنات تشبثًا بديكورها، فجأةً وسط نظرة تُغرقهم في الفراغ؟
خطوات.
كعب.
حديث يتلاشى.
مرآة... لا أحد.
الساعة لا تمشي.
كل الأبواب.
مفاتيح؟
النافذة نصف مفتوحة فقط، وتزداد الشفافية.
السماء رمادية.
وبين الوردة، هناك فراغ الوردة… وأنت.
تدفعك الرياح بعيدًا عن الشجرة،
وتزداد أوراق القيقب المتساقطة جرأةً حتى الباب.
حتى أن بعضها يدخل المنزل، زوارًا مذلولين.
اختفى الشفافون، أو متشردو القمر والشمس، من القرى والغابات التي اعتاد المرء رؤيتهم فيها.
إصبع. عصا.
في القيلولة البيضاء، الحصان ضيق الرأس.
أدان عدوه.
يسحب الشاعر شعلته وجنونه.
سلالم محفورة في الصخر،
تؤدي إلى غرفة ضخمة،
تتفرع منها ممرات متصلة ببعضها البعض.
أشرب جسد الخل.
ألف ذئب أعمى في كف الفراغ اللامتناهي.
احتفظ، في مساحة تشبه الحلم،
بالإله الذي يحب المنحنيات.
لا نعرف.
دع العري يرتفع كما لو أنه صلاة باردة تخلّت عن الدفء طوعًا؛ لا يلبس إلا صمت الشتاء، كمن يشعر بقضمة الصقيع لا في جلده، بل في معنى وجوده.

لقد نزلوا، أولئك الذين لا تُسمّيهم النصوص، هذه الليلة كما في ليالٍ سابقة، يتحسسون الزمن بأطراف أصابعهم، في طقس يُمارس لا لتذكر الحدائق، بل لاستحضارها كخطيئة أولى.

من هم؟ إن لم يكونوا بقايا آشور العليا، مخطوطات السحب التي تراقب الريف وتدونه في سجلات لا تُخطئ؟ بشفافيتهم الجليدية، لا يدهشون الوحوش، بل يوقظون ذاكرتها الأولى تحت أضواء الحظائر الذهبية، ويقدمون لها قطعًا من تمثال امرأة، تجمدت وهي تلتفت خلفها.

كم يبدع علم المعادن حين تُغنّى قسوة الشرق، حيث تتدحرج الصلبان الحديدية كأقدار صدئة، تصل عند مفترق الطرق فتصير سيوفًا، لا لقتال، بل لتقسيم إرث الممالك القديمة.

أجساد الفتيات، اللواتي يرتجفن في غرف نسيت معنى الدفء، يُمجد لأجلهن الملائكة. إذ ما العالم الجديد إلا انعكاس شفقٍ أعاد تشكيله الذين لا يُرَون، من رماد وردٍ ينهار.



#ميشيل_الرائي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاشية ثانية على جزيرة اليوم السابق
- الجسد المؤنث كفضاء للسلطة والمقاومة: في تشكيل الهوية الجنسية ...
- بيان مسرحي
- نظام الوحدات وتشكيل السلطة: في هندسة المسرح الكلاسيكي
- في عيون الأرنب الشمسي ويبدأ القارئ بالصراخ
- شذرات من مسرح لا أتذكّر اسمه
- طفل الخشبة /شذرات ضد الأب-المعلّم
- عَتَبة اللّامفاتيح: مُحرِّكُ الأصواتِ اليتيمةِ في هندسةِ الت ...
- الفراغُ يعشقُ الخُلد الأعمى
- القرد الأخير يحاول فهم نزيف ساعةٍ وظله يُعلق ذاته بحبل من أس ...
- تشريح الدرس الأكاديمي
- دليلُ الماعزِ الأعمى إلى علاماتِ الترقيمِ المقدّسةِ
- الركح في متاهة المرايا: عن استيهام الموضة وتيه الهوية في الم ...
- مستدركات على نص تكوينات
- الحاشية الثانية على نص تكوينات
- بيان تأويلي ضد المسرح، أو في امتناع العرض كحدث
- تكوينات / نص مسرحي
- المسرح بوصفه جهازًا أركيولوجيا التمثيل والمراقبة
- بيان تنظيري خراب المعنى في المسرح المعاصر
- بيانٌ حول تأجيل المعنى في المسرح الحديث


المزيد.....




- مصر.. غرامة مشاركة -البلوغرز- في الأعمال الفنية تثير الجدل
- راغب علامة يسعى لاحتواء أزمة منعه من الغناء في مصر
- تهم بالاعتداءات الجنسية.. فنانة أميركية تكشف: طالبت بأن يُحق ...
- حمامات عكاشة.. تاريخ النوبة وأسرار الشفاء في ينابيع السودان ...
- مؤلَّف جديد يناقش عوائق الديمقراطية في القارة السمراء
- الأكاديمية المتوسطية للشباب تتوج أشغالها بـ-نداء أصيلة 2025- ...
- 5 منتجات تقنية موجودة فعلًا لكنها تبدو كأنها من أفلام الخيال ...
- مع استمرار الحرب في أوكرانيا... هل تكسر روسيا الجليد مع أورو ...
- فرقة موسيقية بريطانية تقود حملة تضامن مع الفنانين المناهضين ...
- مسرح تمارا السعدي يسلّط الضوء على أطفال الرعاية الاجتماعية ف ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل الرائي - العُري السماوي