أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل الرائي - حاشية ثانية على جزيرة اليوم السابق














المزيد.....

حاشية ثانية على جزيرة اليوم السابق


ميشيل الرائي

الحوار المتمدن-العدد: 8363 - 2025 / 6 / 4 - 08:39
المحور: الادب والفن
    


الهامش
إنَّ فَهْمَ الحِصانِ يَتَطَلَّبُ مُغادَرَةَ ثَنايا الفِكْرِ البَشَرِيِّ وَالاقْتِرابَ مِنْهُ
لَيْسَ مِنَ السَّهْلِ أَنْ يَتَحَوَّلَ المَرْءُ إِلى حَجَرٍ
يَنْجَحُ مَنْ يَنْسَى نَفْسَهُ لِسَنَواتٍ طَوِيلَةٍ حَتّى لا يَعودَ يَعْبُرُ عالَمَ البَشَرِ إِلّا كَسائِرٍ في نَوْمِهِ
لا بُدَّ أَنَّهُ قَدْ نامَ نَوْمًا عَمِيقًا طَوِيلًا غاصَ في مِياهِ النِّسْيانِ الحَدِيدِيَّةِ لِيَسْتَيْقِظَ أَخِيرًا ذاتَ صَباحٍ رَجُلًا في مَظْهَرِهِ لَكِنَّهُ قَرِيبٌ مِنَ الخامِ شَقِيقٌ لِتِلْكَ الأَسْماكِ أَوِ السَّراخِسِ الأَحْفُورِيَّةِ الَّتِي اتَّخَذَ الحَجَرُ شَكْلَها وَالَّتِي يُخَلِّدُها في عِناقٍ لا يُرِيدُ أَنْ يَنْتَهِيَ
خَنَقَ قَصِيدَتَهُ أَرادَ أَنْ يَرَى الدّاخِلَ وَالرُّكّابَ المُرْتَبِكِينَ الَّذِينَ يَحْتَكُّونَ بِهِ
يَنْتَقِلُ مِنْ رَسائِلِ اليَوْمِ إِلى رَسائِلِ الأَمْسِ

عَرَبَةُ النّارِ كانَتْ فارِغَةً حينَ رَأَيْتُها
كانَتْ فارِغَةً وَتَتَدَفَّقُ مِنْها أَضْواءٌ لا عُمْقَ لَها
حينَ تَجَرَّأْتُ عَلَى التَّدَحْرُجِ مَعَها في حُفْرَةٍ حَفَرَتْها مِحْراثُ الشَّمْسِ

في المَوْتِ عَطَسَ الرَّجُلُ الحَكِيمُ
آهٍ لَوْ كانَ قَدْ تَوَقَّعَ مَوْتَهُ لَما شَرِبَ هذِهِ البِيرَةَ الَّتِي قَطَراتُها كُسُوفٌ
جُثَّةٌ حَقِيقِيَّةٌ في وَحْشِيَّتِي
وَأَنَّ طِفْلًا لِثانِيَةٍ بَكَى وَجُمْجُمَتُهُ مَشْقُوقَةٌ مِنِ انْفِجارِ ضِحْكِكَ لا بُدَّ أَنْ يَكُونَ كَذلِكَ
إِذا أَقَمْنا نُصْبًا تِذْكارِيًّا لِمَأْساةٍ سَخِيفَةٍ فَلْيَكُنْ ضَرِيحًا بِرَأْسٍ مِنْ عَشْبِ الأَرِيكَةِ
وَهذا الطِّفْلُ عَدِيمُ الأَنْفِ الَّذِي ماتَ حِمارُهُ في عَلِيَّةٍ مَمْلُوءَةٍ بِالسّاعاتِ وَالغُبارِ بَكَى عَلَى الأَحْمَقِ وَجَرَّ سَيّارَةَ أُجْرَةٍ

أَسْحَبُ كِيسَ المَسامِيرِ عَبْرَ الشّاطِئِ النّارِيِّ
أُغَنِّي جَمِيعَ الأَسْماءِ الَّتِي سَأَمْنَحُها لَكَ
وَتِلْكَ الَّتِي لَمْ أَعُدْ أَمْتَلِكُها

ضَجِيجُ مُحَرِّكِ الِاحْتِراقِ الدّاخِلِيِّ وَفَراشاتٌ مُضِيئَةٌ لا تُحْصَى
بَعِيدًا هذِهِ الأَيَادِي هذِهِ الأَيَادِي العَمْياءُ
المَرْأَةُ المَيْتَةُ العَمْياءُ أَكْثَرُ وُضُوحًا مِنْ عُيُونِكَ الحَيَوانِيَّةِ
أَيُّهَا الأَحْيَاءُ الثَّقِيلُونَ المُعْتِمُونَ بَعِيدًا الرَّجُلُ الأَعْمَى وَتَلامِيذُهُ دَوائِرُ كُلِّ المَعْرِفَةِ

مَنْ يَخْنُقْ نَفْسَهُ يُصْبِحْ غَرِيبًا وَمَنْ يَتْرُكْ نَفْسَهُ يُخْنَقْ لَمْ يَعُدْ غَرِيبًا
مَنْ يَقْتُلْ نَفْسَهُ يَتَحَوَّلْ وَمَنْ يَتْرُكْ نَفْسَهُ يُقْتَلْ لَمْ يَعُدْ أَبْكَمَ
مَنْ يَسْكَرْ يُصْبِحْ وَحِيدًا وَمَنْ يَتْرُكْ نَفْسَهُ يَسْكَرْ لَمْ يَعُدْ وَحِيدًا
مَنْ يَشْنُقْ نَفْسَهُ يَبِعْ نَفْسَهُ وَمَنْ يَتْرُكْ نَفْسَهُ يُشْنَقْ لَمْ يَعُدْ مَعْرُوضًا لِلْبَيْعِ
مَنْ يَشْعُرْ بِالمَلَلِ يُؤْذِ نَفْسَهُ وَمَنْ يَتْرُكْ نَفْسَهُ يَشْعُرْ بِالمَلَلِ يَخْرُجْ مِنَ الظَّلامِ

لَنْ أَتَحَدَّثَ إِلى أَحَدٍ إِلّا بِكَلِماتِ الحَشَراتِ أَوِ الثَّعابِينِ العارِيَةِ
لِأَنَّ حَياتِي العادِيَّةَ تَبْدُو لِيَ الآنَ وَهْمًا مُبالَغًا فِيهِ
فَأَنا لَمْ أَفْقِدِ الِاتِّصالَ بِها في أَيِّ لَحْظَةٍ



المتن

الانتحار السكر الملل، كلها أسماء مختلفة للتجربة نفسها:
أن تسحب جسدك خارج السوق.

العربة الفارغة لا تعني غياب الراكب.
بل حضورٌ كثيف لشيء لا اسم له يسكن الضوء الضحل المنسكب من الجدران المحترقة.


ما نسمّيه "الحياة العادية" هو اتفاق غير معلن بين جهلٍ جماعي ونظام دلالي.
لم أفقد الاتصال بها، بل كنت أراقبها من مكانٍ لم يُحدده أحد.
في هذا المكان، تبدأ المعرفة في التشكل ككسر في مرآة الإيقاع اليومي.


كل اسم يُمنَح هو محاولةٌ لسرقة الحضور.
والأسماء التي لا تُمتلك، هي التي تبقى حيّة.
أن تُغني الأسماء، لا يعني أن تُحييها، بل أن تُذيبها في نغمةٍ لا يُفكُّ شيفرُها.

من نسي نفسه حتى صار كظلٍّ يمشي في نومه، لم يُمحَ بل انكشف.
الاختفاء هو معرفة كامنة، مضادة للوضوح.
لا يُمكن أن ترى الأشياء إلا حين تَنسى الأسماء التي أعطيتها لها.
ليس العقل هو ما يُقصي الحضور، بل اللغة المتأخرة عنه.



#ميشيل_الرائي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجسد المؤنث كفضاء للسلطة والمقاومة: في تشكيل الهوية الجنسية ...
- بيان مسرحي
- نظام الوحدات وتشكيل السلطة: في هندسة المسرح الكلاسيكي
- في عيون الأرنب الشمسي ويبدأ القارئ بالصراخ
- شذرات من مسرح لا أتذكّر اسمه
- طفل الخشبة /شذرات ضد الأب-المعلّم
- عَتَبة اللّامفاتيح: مُحرِّكُ الأصواتِ اليتيمةِ في هندسةِ الت ...
- الفراغُ يعشقُ الخُلد الأعمى
- القرد الأخير يحاول فهم نزيف ساعةٍ وظله يُعلق ذاته بحبل من أس ...
- تشريح الدرس الأكاديمي
- دليلُ الماعزِ الأعمى إلى علاماتِ الترقيمِ المقدّسةِ
- الركح في متاهة المرايا: عن استيهام الموضة وتيه الهوية في الم ...
- مستدركات على نص تكوينات
- الحاشية الثانية على نص تكوينات
- بيان تأويلي ضد المسرح، أو في امتناع العرض كحدث
- تكوينات / نص مسرحي
- المسرح بوصفه جهازًا أركيولوجيا التمثيل والمراقبة
- بيان تنظيري خراب المعنى في المسرح المعاصر
- بيانٌ حول تأجيل المعنى في المسرح الحديث
- -الكتابة كهرطقة تأويليّة: في تمارين العبور بين اللغة والخراب ...


المزيد.....




- الممثل الخاص لبوتين يلتقي علي لاريجاني في طهران
- تركيا.. 3 أفلام تتناول المأساة الفلسطينية حاضرة بمهرجان أنطا ...
- تركيا.. 3 أفلام تتناول المأساة الفلسطينية حاضرة بمهرجان أنطا ...
- لماذا تراجع نفوذ مصر القديمة رغم آلاف السنين من التفوق الحضا ...
- موريتانيا تطلق الدورة الأولى لمعرض نواكشوط الدولي للكتاب
- انطلاق الدورة الرابعة من أيام السينما الفلسطينية في كولونيا ...
- سطو اللوفر يغلق أبواب المتحف الأكبر وإيطاليا تستعين بالذكاء ...
- فساتين جريئة تسرق الأضواء على السجادة الحمراء بمهرجان الجونة ...
- ورشة برام الله تناقش استخدام الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار ...
- أسماء أحياء جوبا ذاكرة نابضة تعكس تاريخ جنوب السودان وصراعات ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل الرائي - حاشية ثانية على جزيرة اليوم السابق