ناضل حسنين
الكاتب الصحفي
(Nadel Hasanain)
الحوار المتمدن-العدد: 8372 - 2025 / 6 / 13 - 21:53
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
إسرائيل قرّرت أن تضرب، ففعلت. نتنياهو تلقّى اتصالًا من ترامب، فقرأه كضوء أخضر، وأمر بإطلاق العملية. سلاح الجو أقلع، وسلاح البحرية اعترض، والموساد أنهى ما تبقى.
أما إيران، فانشغلت طوال الأيام الماضية بنثر الخرائط على الشاشات، وبالحديث عن "مفاجآت عظيمة" في حال وقع الهجوم. لكن لا أحد في طهران تصرّف وكأن الضربة ستحدث فعلًا.
الطائرات الإسرائيلية حلّقت، والصواريخ وصلت، والقادة سقطوا، ومفاعلات نتنز اشتعلت.
الرئيس الإيراني لم يرد. رئيس الأركان لم يهرب. علماء الذرة لم يختبئوا. أجهزة الدفاع لم تقل شيئًا. فقط الصمت.
إسرائيل لم تتسلل... دخلت من الباب الأمامي. الضربة لم تستهدف منشآت فقط، بل استهدفت النظام نفسه. إسرائيل جرّبت جس النبض في أكتوبر، واليوم تضرب الرأس مباشرة. لم تعد ترغب في تعطيل النووي، بل تسعى إلى تحطيم القيادة التي تحلم به.
والرد؟ لا أحد يسمعه. إيران توزّع البيانات، وتتوعّد لاحقًا، لكن الشارع لم يعد يصدق أحدًا. كلما وقع انفجار، فقدت طهران شيئًا من هيبتها، وكلما خسر قادة الحرس حياتهم، كسبت إسرائيل خطوة جديدة.
تركيا تصرخ من بعيد، لكنها لا تنوي التدخّل. والمنطقة تتحوّل أمام أعيننا إلى ما يشبه "الحديقة الخلفية" لتل أبيب.
سوريا انتهت، حزب الله محاصر، الحوثيون يختنقون، وغزة تنزف. إيران، التي تحدّت لعقود، تجد نفسها اليوم في الزاوية، تبحث عن رد... لا تملكه.
هذه ليست لعبة شطرنج بل حرب حقيقة، واللاعب الذي يظن أنه يخطط للمستقبل، يجد نفسه محاصرًا في زاوية ضيقة.
الخطوة القادمة لإسرائيل ليست فقط عسكرية، بل سياسية بامتياز. فبعد أن أسقطت رموزًا عسكرية، ستعمل على إسقاط منظومة القرار في طهران، وربما إعادة تشكيلها.
#ناضل_حسنين (هاشتاغ)
Nadel_Hasanain#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟