أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ناضل حسنين - الديمقراطية: بين التقليد والحرية الفردية














المزيد.....

الديمقراطية: بين التقليد والحرية الفردية


ناضل حسنين
الكاتب الصحفي

(Nadel Hasanain)


الحوار المتمدن-العدد: 8359 - 2025 / 5 / 31 - 12:08
المحور: المجتمع المدني
    


طالما ظللنا نحتكم للأعراف والتقاليد قبل القانون، فسنظل نحلم بالديمقراطية ولا نبلغها. فغالبية الإشكاليات التي تواجه مجتمعاتنا ترجع إلى عوامل ثقافية واجتماعية تحجب عنا المسار الصحيح نحو الديمقراطية، وتبقيها مجرد أمنية يصعب تحقيقها.
ولذا، من غير الممكن تخطي العوامل الثقافية والاجتماعية والقفز الى محاولة تطبيق الديمقراطية معتقدين انها تتلخص بتنظيم التصويت يوم الانتخابات، لأن الديمقراطية أبعد بكثير من مجرد انتخابات وتصويت وإعلان نتائج.
تتبنى معظم دول العالم الديمقراطية كنهج رسمي تنص عليه دساتيرها، ولكن نجاح هذه الدول متفاوت بين الدول الأوروبية والدول الافريقية أو دول أمريكيا الجنوبية، بل أن هناك دولا لا تزال غائرة في التخلف رغم التلويح بنظامها الديمقراطي منذ سنين.
وعليه، قبل أن ندون "النظام الديمقراطي" كخيار حكم في دساتير بلادنا، علينا الاعتراف بأن آفاقنا الفكرية غير مهيأة لتقبل الديمقراطية وأن تقاليدنا العائلية والعشائرية تنفي الحرية الفردية. من هنا تبقى الديمقراطية ثوبا أوسع من مقاساتنا.
وبما اننا نتحدث عن المشاكل والعوائق الاجتماعية التي تحول بيننا وبين الديمقراطية، فإن اول خطوة نحو تخطي هذه المعضلة تكمن في دعم استقلالية الفرد، رجلا كان أم امرأة. وحين نضمن للفرد استقلاليته الفكرية والاجتماعية، فإننا بذلك نضعف مفهوم العائلة الكبيرة والمفهوم العشائري لمجتمعاتنا التي تنصاع في الغالب للرأي الواحد وللتقليد المتعارف عليه. ولذا علينا غرس التنوع والتعددية من اجل تقبل المختلف الخارج عن معاييرنا الصارمة، حتى وإن جاء هذا الاختلاف من امرأة، فتحرير المرأة ضمانة للقضاء على التكاثر الأرنبي ويزيد من حصة الفرد من الاهتمام والخيرات.
يخطئ من يظن ان الديمقراطية نظام يحمل معه الحل السحري لكل مجتمع، لأن الديمقراطية قبل ان تكون نظام حكم، فهي نظام فكر وحياة اجتماعية تقبل الخيار الديمقراطي وتستوعبه، من هنا يسهل تطبيقه. أما المجتمع الذي يعتمد على تقاليد ومعايير عشائرية تخلط بين الانصياع بصمت وراء القداسة والخنوع القسري للأبوية، فلن يمكنه استيعاب الديمقراطية مهما تكررت محاولات تطبيقها.
بعبارة أخرى، تبدأ الديمقراطية بتطوير ثقافة الفرد وتحرره فكريا ليختار دربه بكامل قناعته. عندها سنخلق السياق الاجتماعي والفكري للديمقراطية لتجد طريقها الحتمي بلا عناء في التطبيق عندنا.
إذن حرية الافراد تقوم على استقلالية القرار الفردي وخروج الفرد عن وصاية العائلة والتقليد المجتمعي دون ان يتعرض لخسارة في العلاقات العائلية او للعقاب من قبل المجتمع. واستقلاليه الفرد تعني استقلاله التام في اتخاذ القرار واختيار اللباس وحرية التنقل واعتناق الأفكار او التخلي عنها.
عندها سندرك ان مشاكلنا السياسية في الأساس هي مشاكل تعود للمفاهيم الاجتماعية التي تخنق الحرية الفردية.
ختاماً، لا يمكن للديمقراطية أن تتحقق إلا عندما نضمن للفرد حقه في الحرية والاستقلالية، ونخلق مجتمعاً يتقبل الاختلاف ويحترم التنوع. حينها فقط نستحق أن نطلق على أنفسنا مجتمعاً ديمقراطياً.



#ناضل_حسنين (هاشتاغ)       Nadel_Hasanain#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعال نفكر معاً..!
- حملة الشهادات أم حملة الأفكار؟
- حين يصبح الموت مهنة وطنية


المزيد.....




- منظمة أنقذوا الأطفال: الوضع الإنساني بغزة كارثي ومأساوي إلى ...
- -رويترز-: كييف ستطلب وقف إطلاق نار لمدة 30 يوما وتبادل الأسر ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام صوماليين -تعزيرا- وتكشف ما فع ...
- عدد قياسي من المهاجرين يصلون بريطانيا عبر المانش
- هكابي ينتقد بشدة مساعي إقامة الدولة الفلسطينية المدعومة من ف ...
- وزير الخارجية السوري يتباحث مع العفو الدولية ودعوات لإصلاحات ...
- أفريقيا من أكبر المتضررين.. إدارة ترامب تستهدف تحويلات المها ...
- الأمم المتحدة تكشف أزمة بقاء بغزة ولندن تطالب إسرائيل بوقف ا ...
- ميرونوف يدعو إلى تطبيق عقوبة الإعدام على الإرهابيين
- قتلى وشغب واعتقالات في باريس بعد تتويج سان جيرمان بدوري الأب ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ناضل حسنين - الديمقراطية: بين التقليد والحرية الفردية