أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ناضل حسنين - حملة الشهادات أم حملة الأفكار؟














المزيد.....

حملة الشهادات أم حملة الأفكار؟


ناضل حسنين

الحوار المتمدن-العدد: 8357 - 2025 / 5 / 29 - 00:02
المحور: المجتمع المدني
    


حين نشجع أولادنا على تعلم الطب والهندسة والمحاماة والحصول على مثل هذه الألقاب الجامعية، فإننا في الحقيقة نحثهم على بلوغ مهنة توفر لهم المكانة الاجتماعية الرفيعة إلى جانب الدخل العالي نسبيا لكي يضمنوا لأنفسهم لقمة عيش كريمة وبالتالي تحقيق عيش رغيدٍ في المستقبل.. أيّ أن الهدف الأول غالبا ما يكون راحة الابن/الابنة. وقد يتلاقى هذا الهدف مع الرغبة في خدمة المجتمع.
في مثل هذه الحالة، يغيب عنا أن هذه المهن، وإن كانت على جانب من التقدير في المجتمع، فإنها تبقى ضمن قائمة المهن الخدماتية، كأي مهنة خدماتية أخرى يقدمها المختص لمحتاجيها مقابل المال.. في المقابل فكلنا يعلم أن المجتمعات لا تتقدم بالخدمات بقدر ما تتقدم بالفكر.
من منا يشجع أولاده على دراسة موضوع الفلسفة أو التاريخ أو الآداب.. من منا يرضى لأبنه بأن يكون رساما أو عازفا أو مغنيا فقط.. ألا نطالب أولادنا في مثل هذه الحالات، بأن يتسلحوا بمهنة إضافية ليقتاتوا منها؟
يحتاج كل مجتمع إلى ثورة عقل متواصلة لكي ينتقل بأفراده من مرحلة الى أخرى ومواكبة التطورات لدى بقية الشعوب. إن ذلك سباق تخوضه كل الشعوب فيما بينها بصمت. إنه السباق القادر على تخليص الانسان من الوهم والخرافة والانتقال به إلى واقع خاضع لقوانين الطبيعة والمنطق. هكذا كانت الفلسفة اليونانية القديمة حين جاءت بثورة العقل على الخرافات والأساطير وأسست لفكر جديد مختلف فتبدلت حياة المجتمع برمتها. هكذا كانت الرسالة المحمدية، فكرا جديدا لم يعرفه المجتمع الصحراوي من قبل، فتبناه وأحدث ثورة في حياته أدت إلى نمط حياة جديد.. والأمثلة المتلاحقة على مر التاريخ كثيرة..!
الفكر هو أساس كل تغيير في المجتمعات وليس عدد الأطباء والمهندسين والمحامين، والفكر هو من يقود في نهاية المطاف إلى الخروج عن النمطية والتقليد العقيم نحو العصرنة والتطور التكنولوجي وهو من يجدد التراث ويحمل الميزات الثقافية المتجددة وهو القادر على قراءة الماضي بأبجدية الحاضر.
ولكن لو نظرنا من حولنا فلن نجد بيننا مفكرين معاصرين يقودون المجتمع نحو طريقة عيش جديدة ومختلفة، بل كل من سنجدهم بمثابة قادة سياسيين أو رجال دين يتصدرون المشهد.. ألا ينبغي أن تتشكل القيادة من شخصيات فكرية مبدعة تتقن التعامل مع متغيرات المشهد السياسي والاجتماعي؟ مَن مِن شخصياتنا القيادية صاحب فكر مستقل خارج الإطار الأيديولوجي الملتزم به؟ مَن منهم أصدر مؤلفاً ولو كراسة تحتوي على أفكاره التي يحاول نشرها وسط الجماهير؟ ألا يعتبر التركيز على الجانب التنظيمي فقط مع قضايانا بمثابة جوهر أسباب إخفاقاتنا المتعاقبة؟



#ناضل_حسنين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يصبح الموت مهنة وطنية


المزيد.....




- العفو الدولية: تعليق المساعدات الأميركية يؤثر على حياة الملا ...
- الأمم المتحدة تعتزم خفض ميزانيتها 20% وإلغاء آلاف الوظائف بس ...
- -اليونيسف-: أكثر من مليون طفل معرضون للخطر مع انتشار الكولير ...
- كاكوما.. قصة مخيم لاجئين أسسه أطفال
- الأونروا: غزة أصبحت مقبرة.. مئات الآلاف يتضورون جوعا وجميع م ...
- بيان تعزية وتضامن مع الزميل هاني العسكري
- تشيلي تسحب ملحقيها العسكريين من إسرائيل بسبب الوضع الإنساني ...
- بعد دعوات لتهجيرهم من هولندا.. لاجئون سوريون: بلادنا لا تزال ...
- الصليب الأحمر: الوضع الإنساني في غزة تجاوز حجم الكارثة
- رئيس المخابرات المصرية وممثلة أمين عام الأمم المتحدة يبحثان ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ناضل حسنين - حملة الشهادات أم حملة الأفكار؟