ناضل حسنين
الكاتب الصحفي
(Nadel Hasanain)
الحوار المتمدن-العدد: 8366 - 2025 / 6 / 7 - 01:24
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
تصم أذاننا صيحات انطلقت منذ الجاهلية بوأد البنات وما زال صداها يتردد حتى يومنا هذا. لا جديد في التفكير ولا في التصرف، بقيت النتائج وليدة الدوافع ولا يعيبنا في ذلك حتى القرن الحادي والعشرين.
لا تزال البنت في نظر الكثيرين ضيفة على هذا العالم مطالبة باستمرار ان تثبت أحقيتها بالحياة وإلا خسرتها، تاركة الطيش والحماقة والتسرع والعصبية وكل ما نهى عنه العرف والخلق الحميد بعهدة رجل استولى على صولجان الاخلاق دون وجه حق.
في البداية كانت له ضلعا قاصرا ثم خنوعة قنوعة ثم ضجيعة مطيعة ثم صامتة كاتمة ثم صماء بكماء عمياء فأرادها لنفسه دون غيره بدافع شعور الملكية الخاصة، صال وجال حتى سئمها فراح يبحث لنفسه عن رابية جديدة يغرس رايته لترفرف فوق ربوعها. انه في حل من امره … يكون عزيزا متى شاء ووضيعا متى شاء.. همه الاول السلب والنهب بكل جبروته من مستضعفة مؤتمنة على عزيز بين الساقين.
عجبي لعائلة بأكملها تتباهي بجبروت افرادها وثرواتهم، ولا تكف عن التبجح بالقوة والجاه … بالمال والأمجاد… بالنزاهة والعدل… بالعزة والشهامة … عجبي لمثل هذه العائلة التي تحتفظ بمفتاح كامل شرفها اسفل خاصرها، ضعيفة او متهورة… تهفو الضعيفة وتنزو المتهورة فتتكالب العائلة كلها ولا رحم الله الضعيفة ولا رحم المتهورة.
من اين للرجل حق العطاء والحرمان كيفما يشاء ومتى يشاء، ومن سلب البنت آدميتها لتصبح تابعة مجرورة ؟ كيف حولوا النجيبة الذكية التي تفرش الآمال العريضة أمام ذويها ، فجأة الى جسد تالف يجب التخلص منه ؟ ما هذا التشابه بين البنت والسلعة ، من يقشرها عليه ان يتملكها ؟ وإلا فلا حياة لها بعد ذلك !! وأما هو فينتقل الى نعمة جديدة !
هكذا كانت في الجاهلية وهكذا هي الآن، كائن بلا وجود، مخلوق بلا "أنا"، للجميع حق عليها وليس لها حق على أحد ! تقاسمه الخطيئة ولا يقاسمها العقاب !!
#ناضل_حسنين (هاشتاغ)
Nadel_Hasanain#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟