أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ناضل حسنين - مآسينا التي لم نعد نحفظ أرقامها..














المزيد.....

مآسينا التي لم نعد نحفظ أرقامها..


ناضل حسنين
الكاتب الصحفي

(Nadel Hasanain)


الحوار المتمدن-العدد: 8363 - 2025 / 6 / 4 - 08:40
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إن حدثك عن السيارات وأنواعها، تجده مختصا بمعظمها ومدى قوة محرك كل منها، وإن سألته عن الهواتف الذكية، يقدم لك محاضرة مسهبة عن أنواعها وميزاتها، وإن سألته عن ماركات الملابس، يسرد عليك أشهرها وجودتها وأثمانها.. وإن تطرقت للحديث عن البنوك تجده غني المعرفة وكأنه موظف في أحدها منذ عقود.. ولكن إن سألته عن عدد القرى الفلسطينية المهجرة إبان النكبة، تجده يتلعثم ويطأطئ رأسه ليبحث عن الإجابة تحت قدميه.
هذا هو الوعي السائد في مجتمعنا في العقود الأخيرة.. الوعي اليومي العملي الحاضر في كل لحظة وعند كل منعطف.. الوعي الذي نحتاجه في البيت وفي البنك وفي الحانوت وفي الشارع، لا الوعي الذي يصلح للتخزين في الاذهان عله ينفع ذات يوم.
لقد اقتنع الكثيرون منا بأنهم مهزومون وأن سبب هزيمتهم يكمن في الأهداف التي يضعونها نصب أعينهم، أيّ في مواصلة رفع مطالب لا تتحقق. في هذه الاثناء رصد الكثيرون إمكانيات النجاة الفردية وفرصة تذوق بعض النجاح الشخصي، فجنحوا الى نمط حياة ملموس قريب يحيط بهم لا يحلمون به فقط.
لو سألنا الشيخ عن مثل هذا الوعي، فسيعتبره من زخارف "الحياة الدنيا"، ولو سألنا الفرد العادي لقال إنه التطور الطبيعي لاهتماماتنا. أما السياسي، فلا بد ان يستخلص الكثير من هذه الصورة.
لقد دفعتنا طريقة العيش في إسرائيل على مدار السنين، من حيث لا نعي، إلى إعادة ترتيب أولوياتنا بطريقة تساعدنا على مجاراة المتطلبات اليومية للعيش الرغيد كل حسب قدراته، من هنا فقد حتمت علينا خوض سباق محموم فيما بيننا نحو إثبات الذات بعيداً عن القضايا العامة التي تخص الجميع بعد أن حاصرتنا بمغريات فردية، ما أن تنالها حتى تشعر براحة البال فتتحصن خلف أسوارك الوهمية وتغلق الباب بوجه قضايا الآخرين.
وبعد أن بزغت براعم هذا النمط الحياتي الجديد في مجتمعنا في الداخل، كان لا بد له أن ينجب قيادة جديدة تتخلى عن مسؤولية تصحيح المسار وإنقاذ المصير، قيادة انتهازية تمتطي الموجة وتلقي الى البحر بكل الثوابت الجمعية المصانة منذ عقود. قيادة يصفق لها الحاكم لأنها تساعده على ترسيخ مطامعه الاستعمارية العنصرية، فلا تطالبه بالانسحاب ولا توافق على لم الشمل بل وتعترف بيهودية الدولة.
بعد ان ثبتت نجاعة هذا التحول بنسبة لا بأس بها في المجتمع الفلسطيني في الداخل، بدأت إسرائيل تلوح بشعار "السلام الاقتصادي" مع الفلسطينيين في الضفة والقطاع، لعلمها ان نجاح ذلك سيذيب مع الأيام، كافة المطالب الوطنية والقومية الفلسطينية. لأن الاحتلال لا يفاوض الجائع على الحرية، بل يطعمه ليُنسِيه أنه أسير..!



#ناضل_حسنين (هاشتاغ)       Nadel_Hasanain#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -فما أطال النوم عمرًا..!-
- أميطوا النقاب عن التعليم!
- كلمة وفاء لصديق سوري راحل..
- قيمة الحياة بين الأنا والوطن
- إنه العار وليس الضمير..
- الديمقراطية: بين التقليد والحرية الفردية
- تعال نفكر معاً..!
- حملة الشهادات أم حملة الأفكار؟
- حين يصبح الموت مهنة وطنية


المزيد.....




- روبيو يعلن عن عقوبات جديدة ضد -الجنائية الدولية- لمحاولتها ا ...
- تفجير بخط للسكك الحديدية جنوب روسيا
- الناتو.. رفع ميزانية الدفاع ودعم كييف
- غارت إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، ولبنان يعتبرها - ...
- أوكرانيا.. دوي صافرات الإنذار وإعلان حالة التأهب الجوي في كي ...
- إسرائيل تصعد.. قصف لضاحية بيروت الجنوبية
- شاهد.. مسيرة الفخر للمثليين في القدس تتحول إلى احتجاج سياسي ...
- تحذير أمني للأمريكيين الذين يستخدمون تطبيقات المواعدة في هذا ...
- ماذا يجري بين ترامب وماسك؟
- ماسك يتوقع حلول الركود في الولايات المتحدة


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ناضل حسنين - مآسينا التي لم نعد نحفظ أرقامها..