أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناضل حسنين - أميطوا النقاب عن التعليم!














المزيد.....

أميطوا النقاب عن التعليم!


ناضل حسنين
الكاتب الصحفي

(Nadel Hasanain)


الحوار المتمدن-العدد: 8361 - 2025 / 6 / 2 - 13:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يمكنك ان تقف صامتا حين ترى طفلك الذي يدرس في الصف الاول أو الثاني ابتدائي، اصبح يرفض مصافحة قريبته بدعوى ان هذا حرام، ولا يمكنك ان تقف غير مبالٍ حين تسمع الطفل يردد "ان المسيحي كافر وعلينا أن نكرهه كما يكرهنا..."، ولا يمكنك ألا تبالي حين تلاحظ ان طفلك بدأ يستخدم مفردات جديدة لا تليق بسنه ولا بالبيئة التي تربى بها، ومن ثم تراه يرفض اللعب مع الاطفال بسنه لأن بينهم طفلات بذريعة حرمة الاختلاط بالجنس الآخر او لأن من بين الاطفال من لا يُعد في نظره مسلمًا كما يريد الله"..
وحين يستفزك تصرف طفلك المريب الغريب، وتتقصى سبب هذا التحول السلوكي، فإنك تكتشف أن مربية صفّه في المدرسة هي مصدر هذه الافكار. ويتبين لك ان المربية المذكورة ترتدي السواد من رأسها حتى قدميها وانها سيدة منقبة بل وتضع القفازات السود ولا ترى منها سوى بؤبؤ عينها، تقف امام الاطفال فتتحول الى صوت لا وجه له يلقن الصغار أسس "التفكير السليم".
وحتى لا يفهم البعض حديثي على غير مقصده، اؤكد ان من حق كل شخص، سواء كان رجلا أم امرأة، أن يرتدي ما يشاء وكيف يشاء تماشيا مع مفاهيمه ومدى حرصه على تطبيق معتقده الديني في الملبس، وهذا يندرج تحت راية الحرية الشخصية حتى في الاماكن العامة كذلك.
ولكن حين يتعلق الأمر بمربية اطفالنا في المدرسة، فإننا نقف بصدد بمشكلة عميقة ومتشعبة ولا تحتمل الآراء والمواقف المختلفة. فلباس المربية يصبح جزءاً من إدراك طفلي وتعابيرها تصبح جزءاً من تعابير طفلي وسلوكها يصبح جزءاً من سلوك طفلي... ولا أريد لطفلي ان يكون صيغة مصغرة من المربية ولا بأي حال من الاحوال.
من حق وواجب ولي امر التلميذ الغض، ألاّ يرغب بصقل شخصية ابنه او ابنته بمعايير سلوكية واخلاقية ذات طابع ديني متشدد يرى هو فيه اعوجاجا لا يتلاءم مع تربية البيت.
علينا ان نتذكر دائما ان عهد الكتّاب قد انقضى منذ زمن طويل، ولا رجعة للمدرس الذي لم يكن يشغل الطلاب بغير تحفيظ القرآن مستعينا بعدد من العصي بأطوال مختلفة "لدس العلم" في أدمغة الصغار. هذه "العصي مختلفة الاطوال"، باتت اليوم تتمثل في هيئة المربية والرعب الذي تبثه في نفوس بعض الصغار وهي تقف أمامهم، لا سيما في نفوس الاطفال الذين ليس حولهم أناس بهذا التزمت العقائدي في الملبس.
للمدرسة معايير سلوكية وأخلاقية وتربوية شاملة تعلم الصغار كما الكبار على التسامح وعلى تقبل الآخر والتعايش معه وعلى عدم التشدد في أي موقف سواء كان عقائديا او سلوكيا عاما. وينبغي ان نغرس في تصرفات الصغار من كل بستان زهرة اخلاقية لتكون شاملة شمولية الحياة برمتها، فيها الدين وفيها التسامح وفيها المحبة وفيها الجمال وفيها الصدق وفيها المساواة بين البشر وفيها التوق الى الحرية في التصرف والتفكير. علينا تنمية الضمير في نفوس صغارنا منذ غضاضة العمر حتى نحافظ على انسانيتهم الواسعة بدون ان يطغى عليها التطرف الى أي ركن فكري دون غيره. نريد مدارس تُعلِّم أطفالنا أن يشبهوا إنسانيتهم، لا أن يتحولوا إلى نسخ ضيقة من وعظ عقائدي لا يحتمل التنوع، فالتعليم هو أول الطريق نحو وطن يحتضن كل ألوانه.



#ناضل_حسنين (هاشتاغ)       Nadel_Hasanain#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة وفاء لصديق سوري راحل..
- قيمة الحياة بين الأنا والوطن
- إنه العار وليس الضمير..
- الديمقراطية: بين التقليد والحرية الفردية
- تعال نفكر معاً..!
- حملة الشهادات أم حملة الأفكار؟
- حين يصبح الموت مهنة وطنية


المزيد.....




- “سلى أطفالك بأغاني ممتعة” تردد قناة طيور الجنة 2025 الجديد ع ...
- عم بفرش اسناني.. تردد قناة طيور الجنة 2025 الترفيه العائلي و ...
- -جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا- تتبنى قصف الجولان وتنشر ف ...
- بين الشوق والمشقة والتوجيه.. أغاني الحج الشعبية تُوثق رحلة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي.. بأعلى جودة وأقوى إش ...
- بزشكيان: اميركا والاحتلال يحملان نوايا خبيثة تجاه إيران والد ...
- السعودية تمنع التصوير ورفع الأعلام السياسية والمذهبية والهتا ...
- السعودية تمنع التصوير ورفع الأعلام السياسية والمذهبية والهتا ...
- الجيش الإيراني: الأعداء مجبرون على الرضوخ أمام الجمهورية الإ ...
- يا أطفال العيد جه.. تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناضل حسنين - أميطوا النقاب عن التعليم!