ناضل حسنين
الكاتب الصحفي
(Nadel Hasanain)
الحوار المتمدن-العدد: 8371 - 2025 / 6 / 12 - 18:34
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
من يراهن على قيام الدولة الفلسطينية المستقلة لغاية الآن، إنما يحاول خداع نفسه وخداع من حوله بشعارات لا أرضية لها. ومن يفعل ذلك، برأيي، إما انه "طيب القلب" لدرجة لا يقرأ خريطة التحولات عبر السنين وإما انه من المنتفعين من بقاء السلطة الفلسطينية على حالها ليغذي عبرها أوهام البسطاء بدولة "وشيكة" بينما تحكمه أموال المانحين.
حل "الدولتين لشعبين" بات من الماضي، ولم يعد لتحقيقه أي مكان ميدانيا. الحل المتبقي الممكن هو دولة ثنائية القومية بين البحر والنهر. ولأن مثل هذا الحل يعتبر انتحارا للقوميين اليهود الذين ينادون بيهودية الدولة، فإن الفلسطيني لا بد أن يعيش مرحلة "الأبارتهايد" صريح ووقح، نشهد ملامحه واضحة من حولنا منذ الآن.
لا أعرف كم ستستمر هذه المرحلة، لكنها حتمًا إلى زوال. فالمطالبة بالمساواة الكاملة في الحقوق والواجبات داخل دولة واحدة ستنتصر في النهاية، لأن النضال المدني أكثر نجاعة في هذا السياق من النضال القومي، في ظل عقدة الهولوكوست التي تُقيد مواقف الدول الغربية تجاه إسرائيل.
وأما فيما يتعلق بمطالب المساواة في الحقوق والواجبات بين مواطني الدولة ثنائية القومية المقصودة، فإن دول العالم لن تتوانى في الوقوف شعبيا ورسميا ضد نظام التمييز العنصري "الابارتهايد" المتوقع أن يقوم بمجرد أن يلقي أبو مازن او من يخلفه، بمفاتيح "المقاطعة" أمام الكنيست.
الصيغة النهائية للدولة ثنائية القومية التي أتصورها منذ نحو عقدين، اي بعد رحيل ياسر عرفات، هي أن يكون جميع المواطنين العرب واليهود فيها ذوي حقوق وواجبات متساوية. وأما التسمية فيمكنها ان تكون بالعربية "فلسطين" وبالعبرية "يسرائيل" (ישראל) وبالإنجليزية "الأرض المقدسة" (Holy Land) والقدس عاصمة لها.
ستكون دولة تقيم علاقات شاملة مع الدول العربية والدول الغربية بفضل تركيبتها العرقية الفريدة. دولة يحكمها قانون واحد للفلسطينيين واليهود، من الخدمة العسكرية إلى استقبال اللاجئين العائدين واليهود المهاجرين.. دولة لكل مواطن فيها صوت انتخابي.. وبقية التفاصيل يمكن التفاهم عليها..!
#ناضل_حسنين (هاشتاغ)
Nadel_Hasanain#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟