أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ناضل حسنين - إضاءة على التطهير العرقي لعرب الداخل














المزيد.....

إضاءة على التطهير العرقي لعرب الداخل


ناضل حسنين
الكاتب الصحفي

(Nadel Hasanain)


الحوار المتمدن-العدد: 8368 - 2025 / 6 / 9 - 09:35
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


إن "التطهير العرقي" يعني التخلص من كافة الأعراق في البلاد والإبقاء على العرق الأقوى، صاحب السلطة. وفي حالة إسرائيل يعني التخلص من العرب الفلسطينيين سواء في الضفة الغربية او قطاع غزة او حتى عرب الداخل من فلسطينيين مواطني إسرائيل والإبقاء فقط على اليهود في البلاد.
ويمكن تنفيذ عملية "التطهير العرقي" بعدة أشكال، إذ يقوم المستعمر القادم الى البلاد الجديدة بطرد أهلها كما فعل المستوطنون اليهود الأوائل قبل قيام دولة إسرائيل إبان "النكبة" أو من خلال تجميع السكان غير اليهود في تجمعات سكنية محصورة في بقعة من الأرض لا تنتشر ولا تتسع.
وبما انه أصبح من غير الممكن في زمننا تهجير وطرد مجموعات بشرية سكانية كما في الماضي، وذلك بعد انتشار وسائل النشر الإعلامية السريعة التي تنقل الحدث مباشرة أينما كان بدون أي رقابة او تجميل، مما يمنع إسرائيل من اللجوء الى تكرار النكبة بصيغتها قبل 77 سنة، ولكنها تستخدم طرقا مختلفة في انتظار ان تؤتي بذات النتائج في وقت لاحق.
إذن "التطهير العرقي" يعني في نهاية المطاف، الإبقاء على العرق الأقوى صاحب السلطة والتخلص من أبناء بقية الأعراق وعدم تقاسم خيرات البلاد مع من تبقى منهم. ومن أجل هذا، تلجأ السلطات الإسرائيلية الى حصر المواطنين العرب في بلداتهم وعرقلة أي محاولة لأن تتوسع فوق أراضٍ جديدة. ولذا نجد كل البلدات العربية في إسرائيل تعاني العراقيل والمماطلة في المصادقة على خرائط هيكلية جديدة لمسطحاتها، ونجد لجان التنظيم الحكومية تماطل عشرات السنين بصورة متعمدة قبل المصادقة على أيٍ من هذه الخرائط الهيكلية، حتى إذا صادقت على إحداها، تكون الاحتياجات الحالية للبلدة العربية قد فاقت ما تأتي به هذه الخريطة المتأخرة جداً.
في ذات السياق جاء قانون "كامينتس" لوقف البناء غير المرخص، وكأن المواطن العربي في إسرائيل "يعشق" البناء غير المرخص. والبناء المرخص يفترض اعتماد خارطة هيكلية مصادق عليها وبعد إخضاعها لعملية "إفراز" الأراضي الجديدة التي أدرجت فيها لتهيئتها وترخيص البناء فيها.
وبما ان هذه العملية تستغرق عشرات السنين، يضطر المواطن العربي الذي يملك قطعة أرض ينتظر ادراجها ضمن الخارطة الهيكلية العتيدة، الى الشروع في انشاء منزل في هذه الأرض لأولاده الذين بلغوا سن الزواج وهم بحاجة لبيوت منفصلة للعيش مع أسرهم. عندها يقع هذا المواطن تحت طائلة قانون "كامينتس" الذي جاء بالضبط لمنع هذه الظاهرة ومن اجل حشر المواطنين العرب في رقعة أرض ضيقة لا تتسع بوتيرة الزيادة الطبيعية للسكان.
بل أكثر من هذا، فقد سمعناها في كثير من المناسبات ومن أفواه العديد من المسؤولين الإسرائيليين بأن علينا اعتماد البناء العامودي، أي متعدد الطوابق وعدم الاعتماد على البناء الافقي أي فوق اراضٍ جديدة.
هنا علينا تذكير الجميع ان قضية الأرض في إسرائيل تعتبر من أشد الأمور حساسية وتكاد تضاهي الحساسية الأمنية في التعامل معها. فهي عنصر استراتيجي بالغ الأهمية بنظر السلطات الإسرائيلية. ونتيجة لهذه السياسة المتواصلة منذ قيام الدولة ولغاية اليوم، فقد تبقى بملكية المواطنين العرب حاليا ما نسبته 2% من الأراضي في البلاد بعدما كانت بملكيتهم كافة الأراضي بين النهر والبحر ذات يوم.
لقد كانت السلطات الإسرائيلية على مدار السنين تشرع القوانين وتنتهج كل اشكال التحايل على المواطن العربي من اجل الاستيلاء على ارضه. ومن الطرق التي اعتادت على اتباعها، هي ان يتم الاستيلاء على مساحة من الارض تكون عادة بملكية عربية، وإعلانها "منطقة عسكرية مغلقة"، يحظر دخولها وفقا لقوانين الطوارئ المعتمدة في اسرائيل منذ عهد الانتداب البريطاني، بدعوى استخدامها للتدريبات العسكرية.
وبهذه الطريقة يحرم أصحابها من استخدامها لسنوات بل وأحيانا لعشرات السنين، الى ان يأتي يوم ويفقد اهلها الأمل باستعادتها، فيوافقون على قبول التعويض المالي البخس بدلا عنها، لتستولي عليها الدولة ومن ثم تقيم عليها بلدات يهودية.
لم تتوقف محاولات الاستيلاء على الأراضي العربية في إسرائيل على قلتها، رغم استبدال الطرق والوسائل في تنفيذ هذا الهدف. فإذا كانت في الماضي من خلال المصادرة المباشرة، فإنها اليوم تتم من خلال منع الأهالي من التمدد فوقها، لتبقى فارغة حتى يسهل الاستيلاء عليها ومصادرتها.
وعلينا ألاّ ننسى ان "قانون القومية" يعتبر هذه البلاد، وطنا قوميا لليهود فقط وأنها دولة اليهود، أي ان الدولة بكل مقوماتها ملك لليهود فقط. كما ينص "قانون القومية" ان لليهود دون غيرهم في هذه البلاد، حق تقرير المصير، أي حق التصرف.
وفي غياب قانون أساس ينص على المساواة بين المواطنين العرب واليهود، فإن حق تقرير المصير يعني ان كل ما يعتبره المواطنون اليهود (السلطات) ضروريا للصالح العام سيتم توظيفه للصالح العام، وعليه يمكن مصادرة ارض عربية باسم الصالح العام حتى وإن كان هذا الصالح العام يتعارض مع صالح المواطنين العرب، فهي ليست دولتهم ولا هم يتمتعون بحقوق متساوية فيها وفقا للقانون.
وعلى طريق التطهير العرقي، حاولت السلطات الإسرائيلية قبل سن قانون كامينتس، الاستيلاء على أراضي بدو النقب وتجميعهم في أماكن محدودة من خلال خطة "برافر" التي عاد ذكرها مجددا.
خلاصة القول ان خطة "برافر" وقانون "كامنيتس" و"قانون القومية"، كلها إجراءات هدفها في نهاية المطاف "التطهير العرقي" ولو جاءت لينة عما كانت إجراءات الماضي. فهي ترمي الى خنق البلدات العربية وتجريدها مما تبقى من أراضيها وحصر أهلها في رقعة صغيرة بعيدا عن العرق الأقوى صاحب السلطة.



#ناضل_حسنين (هاشتاغ)       Nadel_Hasanain#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيلون ماسك: عبقري أم مهووس؟
- ترانيم العصائر..
- حين تكون -اللي- أكثر فصاحة من -الذي-
- مفتاح الشرف تحت الخاصرة
- حكايتي مع المجرمين..
- لا تأكلوا -صديقها-!
- كلمة لا بد منها..
- وهم الخلود: فكرة اخترعناها فحكمتنا
- مآسينا التي لم نعد نحفظ أرقامها..
- -فما أطال النوم عمرًا..!-
- أميطوا النقاب عن التعليم!
- كلمة وفاء لصديق سوري راحل..
- قيمة الحياة بين الأنا والوطن
- إنه العار وليس الضمير..
- الديمقراطية: بين التقليد والحرية الفردية
- تعال نفكر معاً..!
- حملة الشهادات أم حملة الأفكار؟
- حين يصبح الموت مهنة وطنية


المزيد.....




- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد
- قوات كوماندوز إسرائيلية تسيطر على سفينة -مادلين- وتقتاد النش ...
- هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟
- هل يستطيع الاتحاد الأوروبي الاستغناء عن الأسمدة الروسية؟
- ماسك ساخرا: -أنا أضررت بسمعتي أكثر من أي شخص آخر!-
- موسكو: طبيعة نزاع أوكرانيا ستمثل اختبارا لجدّية واشنطن في ني ...
- تصعيد عسكري إسرائيلي شمال غزة.. قصف مكثف وأنباء عن توغل بري ...
- مراسل RT: مسيرات إسرائيلية تحلق فوق الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- ترامب سيزور إسرائيل خلال شهر.. لكن بشرط
- القوات الجوية الروسية تدمّر قاعدة جوية غرب أوكرانيا نشط فيها ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ناضل حسنين - إضاءة على التطهير العرقي لعرب الداخل