أكد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 8338 - 2025 / 5 / 10 - 02:52
المحور:
الادب والفن
يعكس هذا القول إجماعًا واسع النطاق بين مؤرخي الموسيقى وباحثي الأوبرا. استحق جورج فريدريك هاندل (1685-1759)() لقب "ملك أوبرا الباروك"() بفضل إتقانه الاستثنائي لأسلوب الأوبرا الإيطالية، ونجاحه العالمي، وشعبية أعماله الدائمة.
ألّف هاندل أكثر من 40 أوبرا، لا يزال العديد منها يُعرض حتى اليوم، مثل "جوليو سيزاري: جوليو سيزاري في مصر" (1724)()، و"روديليندا: ملكة لومباردية متزوجة من الملك أودوين، وأم الملك ألبوين" (1725)()، و"ألتشينا" (1735)(). تجمع موسيقاه بين التعبير الدرامي القوي، والبراعة الصوتية، والتوزيع الموسيقي الغني. تمتّع بقدرة خارقة على صياغة ألحان موسيقية تجمع بين التأثير المسرحي والعمق العاطفي، وغالبًا ما كان يُكيّفها مع مواهب أعظم مغني عصره، مثل مغني الكاستراتو. سينيسينو (1686-1758) ()أو السوبرانو فرانشيسكا كوزوني (1696-1778)().
مع ذلك، تُقرّ عبارة "مع الاحترام الواجب إلى لولي ورامو"() بالتأثير العميق لجان باتيست لولي (1632-1687)() والملحن والمنظّر الموسيقي الفرنسي جان فيليب رامو (1683-1764)()، وهما الشخصيتان الرائدتان في أوبرا الباروك الفرنسية. أسس لولي التراجيديا الغنائية، المتجذرة بعمق في الاستعراض البلاطي والدراما الكلاسيكية، بينما ارتقى رامو بهذا النوع الموسيقي برقيّ موسيقي وطابع أوركسترالي.
مع ذلك، تكمن تفوق هاندل في توليفته بين الثقافات: كان ملحنًا ألمانيًا تدرب في إيطاليا وعمل في إنجلترا، متقنًا ومُحوّلًا الأسلوب الإيطالي للجمهور الإنجليزي. تتجاوز أوبراته الأنماط الوطنية وتصل إلى عالمية رسّخت إرثه في عالم الأوبرا.
باختصار، في حين أن لولي ورامو ساهموا في تشكيل الأوبرا الباروكية الفرنسية، فقد قاد هاندل الأوبرا الباروكية إلى ذروتها في التأثير الدولي والثراء الموسيقي والقدرة المسرحية. إن شئتم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 05/09/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).
#أكد_الجبوري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟