أنا فيلسوفة أمريكية: شارلين هادوك سيغفريد

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)

الحوار المتمدن-العدد: 7759 - 2023 / 10 / 9 - 01:34
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

اعداد جمعية النهوض بالفلسفة الأمريكية
ترجمة محمد عبد الكريم يوسف

كما هو الحال مع جميع تعريفات الحدود، فإن مصطلح "أمريكي" نفوذ وفوضوي.

شارلين هادوك سيغفريد، أستاذة فخرية في جامعة بوردو

شارلين هادوك سيغفريد هي أستاذة فخرية للفلسفة في جامعة بوردو. وهي مؤلفة كتاب الفوضى والسياق: دراسة في ويليام جيمس (1978)، وإعادة البناء الجذري للفلسفة لوليام جيمس (1990)، والبراغماتية والنسوية: إعادة نسج النسيج الاجتماعي (1996)، ومحررة التفسيرات النسوية لجون ديوي (2001) وهي أيضًا مؤلفة أكثر من 75 مقالا عن النسوية والبراغماتية وفلسفة جين آدامز.

ماذا تعني لك الفلسفة الأمريكية؟
======================

لقد تحققت تحفظاتي على مصطلح "أمريكي" الذي عبرت عنه في خطابي الرئاسي لعام 1998 في جمعية النهوض بالفلسفة الأمريكية أكثر من أي وقت مضى. لقد تم تأسيس منظمات دولية تشعر براحة أكبر مع الألقاب "البراغماتية" بدلا من الألقاب "الأمريكية". على سبيل المثال، شبكة البراغماتية الشمالية، والمنتدى البراغماتي لأوروبا الوسطى، والمؤتمرات البراغماتية الأوروبية، والمؤتمر الدولي للمرأة في البراغماتية، وآخرها الشبكة البراغماتية الألمانية. كما هو الحال مع جميع تعريفات الحدود، فإن مصطلح "أمريكي" نفوذ وفوضوي. فمن ناحية، يستمر ماضينا بأكمله في تشكيلنا، حتى عندما نتحول ونتحول من خلال لقاءاتنا المستمرة. إننا نعيش حاليا حسابا طال انتظاره مع ماضينا العنصري والجنساني والمتعصب للبيض والاستعماري. وفي دعمي للعديد من المشاريع التحررية الحالية، صحيح أن هناك شيئا "أمريكيا" في الطريقة التي أتعامل بها مع الفلسفة، بما في ذلك التركيز على العديد من المفكرين/الناشطين الأمريكيين الملهمين. ومع ذلك، على الرغم من أنني أعترف بـ "المكان" كجزء من السياق، إلا أنه لا يصف الطريقة التي أمارس بها الفلسفة، والتي هي بوصفي براغماتية نسوية. 

كيف أصبحت فيلسوفة أمريكية؟ 
======================

إن بحثي عن أسلوب حياة ذي معنى كامرأة والانخراط في تحول جذري للعالم من حولي أدى إلى البراغماتية. حركة الحقوق المدنية، والاحتجاجات المناهضة لفيتنام، وحركة الحقوق المتساوية، والحركة المسكونية، كلها أثرت على سنوات تكويني في الفلسفة. إن فلسفة جون ديوي، التي أكدت على أن الفلاسفة يجب أن يحلوا المشكلات الفعلية، بدلا من مجرد التفكير في القضايا التقليدية، كانت بالضبط ما كنت أبحث عنه. واجهت البراغماتية الفلسفية لأول مرة في دورة دراسية ألقاها جون ماكديرموت، الذي صادف أنه كان يقوم بتدريس فصل صيفي في جامعة سان فرانسيسكو. كان يقوم بالتدريس من مخطوطته غير المنشورة، كتابات ويليام جيمس. كلما تعمقت في جيمس، توسعت حياتي الفكرية. قد يفسر هذا سبب كون طريقي إلى ديوي عبر جيمس.  

كيف تصفين بحوثك الحالية
==================

إن أول منشورين لي كانا عن نيتشه، وخاصة فيما يتعلق بالتفسير والظواهر. ثم استكشفت جميع جوانب فلسفة ويليام جيمس، على أمل حل تناقضاتها وتحقيق اكتشافات جديدة في مجال بحثي حديث نسبيا لم تثقله قرون من البحث العلمي. كنت أستكشف في الوقت نفسه المجال الجديد والمثير للنسوية في الفلسفة والعلوم والأدب.  

إن مصدر إلهامي دائما هو أن أسأل: "وماذا في ذلك؟ ما الذي يحدث اليوم والذي يمكن لبحثي أن يحدث فرقا فيه؟” وعندما أدركت أن البراغماتية تحتاج إلى رؤى نسوية والعكس صحيح، فقد تم الجمع بين هذين المجالين، من خلال التعافي التاريخي لأصوات النساء وطرق جديدة للتفكير في العدالة الاجتماعية والعمل من أجلها. لقد كان اكتشاف جين آدامز كجزء من هذا التعافي بمثابة اكتشاف. لقد منحني تواجدي في برنامج الدراسات الأمريكية وكذلك في الفلسفة مجالا واسعا لاستكشاف العديد من القضايا خارج ومن وجهات نظر مختلفة كثيرة عما هو مفتوح عادة للفلاسفة. أعمل حاليا على مجموعة من مقالاتي عن آدامز وآمل أن أتبعها بكتب مماثلة عن النسوية وآخر عن البراغماتيين. كما تقول أغنية "دوري، دوري، دوري"، "لكل شيء موسم. . . وقت للزرع, وقت الحصاد." الآن هو الوقت المناسب لتجميع كتاباتي المتناثرة ومعرفة ما إذا كان لا يزال لديهم ما يقولونه. 

ماذا تفعلين عندما لا تمارسين الفلسفة الأمريكية؟ 
================================

ما زلت أحاول أن أعيش في عالم حي حقا، على حد تعبير آدامز. عندما كنت فتاة صغيرة، أتذكر أنني كنت أقف عند نافذة العلية وأنظر إلى غروب الشمس وأفكر: "لن أرى أبدا ظلا أزرق مثل السماء الآن. يجب أن أقف هنا وأطبعه في عيني حتى لا أنساه أبدا». وفي الوقت نفسه، كنت أعلم أنني سوف أنسى حتما. الأزرق في الرؤية. أحب العمل في حديقتي التي تتميز بمشهدها المتغير باستمرار من الزهور والفواكه الملونة. أحب القراءة أيضا، وخاصة الروايات التاريخية، وعندما أكتب أستمتع بإعادة صياغة المادة وتشكيلها كعمل أدبي فني. 

أحب السفر والتعامل مع أشخاص جدد. وهذا يفسر سبب بدء العديد من كتاباتي كمحاضرات. أجد أن التبادل مع الآخرين مصدر إلهام ومساعدة كبيرة في حل المشكلات. إن استكشاف مدن وبلدان المؤلفين المفضلين لدي، سواء من حيث السيرة الذاتية أو ما يكتبون عنه، أمرا محفزا. على سبيل المثال، كانت قراءة رواية قناع أبولو لماري رينو أثناء استكشافي لضريح دلفي القديم أمرًا مذهلا. الكثير من الأعمال الفنية التي أستمتع بها لا يمكن رؤيتها شخصيا إلا في متاحف مختلفة في الخارج. قزحية فان جوخ، في مادتها، عبارة عن مساحات متموجة وسميكة من الطلاء، لا يمكن تجربتها في النسخ. لا يمكن مقارنة الصور أو مقاطع الفيديو بضخامة وعظمة قناة بونت دو جارد التي يمكن رؤيتها من الأسفل. 

ما هو عملك المفضل في الفلسفة الأمريكية؟ ماذا يجب علينا جميعا أن نقرأ؟
=============================

من المستحيل تسمية واحدة. أنا منجذب إلى فلاسفة الأدب العظماء لأنهم يتحدونني لتطوير الأفكار التي غالبا ما يقتربون منها بشكل غير مباشر. على سبيل المثال، يفكر كل من جيمس ونيتشه من خلال الاستعارات. الفكر المجرد عقيم.

شارلوت بيركنز جيلمان، العالم من صنع الإنسان وروايتها هيرلاند. جين أدامز،  عشرون عاما في هال هاوس وجورج إليوت، ميدل مارش . قد يستغرق الأمر وقتا طويلا للغاية لاختيار كتاب واحد فقط عن ويليام جيمس، ولكن يجب أن يقترن بكتاب هنري جيمس، " الوعاء الذهبي" ، ومقالته "الشكل في السجادة". جون ديوي، الخبرة والطبيعة والفن كتجربة وكتاباته الاجتماعية والسياسية. أعتذر عن (أو) المفضلة التي تركتها.

***
النص الأصلي:

I Am An American Philosopher: Charlene Haddock Seigfried

https://american-philosophy.org/i-am-an-american-philosopher-interview-series/i-am-an-american-philosopher-charlene-haddock-seigfried/

© جمعية النهوض بالفلسفة الأمريكية
© The Society for the Advancement of American Philosophy

#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل