أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم إيليا - مناظرة السيرافي والقُنَّائي















المزيد.....



مناظرة السيرافي والقُنَّائي


نعيم إيليا

الحوار المتمدن-العدد: 7590 - 2023 / 4 / 23 - 14:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مناظرةٌ تاريخية ما برحت تقاوم الذَّواء، تغالَبَ في ساحتها أبو سعيد السيرافيُّ الفارسي المسلم المنتدَبُ عن النحو العربي، وأبو بشر مَتَّى بن يونس القُنَّائي (النصراني) المنتدب عن المنطق اليوناني، وكانتِ الغَلَبةُ في ساحتها للنحويّ المسلم على المنطقي النصراني في حسبان وتقدير كلّ من شهدها، ومن نقلها، ومن اطَّلع عليها من المسلمين، وكذلك في حسبان من رجع إليها فنظر فيها فنوَّه بها من الدارسين في العصور الحديثة. ولولا قلّة من دارسين مسلمين معاصرين خالفوا هؤلاء فيما ذهبوا إليه، وفيما حكموا به مستندين على قواعد العقل لا على وهج العاطفة الدينية والقومية؛ لصحَّ القولُ بإجماع المسلمين على انتصار السيرافي على القنائي(1) .
فأما أبو حيان التوحيدي (2) وهو ناقلُ المناظرة، وكانت جرت في مجلس الوزير ابن الفرات في خلافة المقتدر، كما هو معلوم، فإنه أوَّلُ من أثبت من المسلمين الغلبةَ لأبي سعيد النحوي. وقد جاء إثباته لها في هذا الموضع من روايته:
" قال عليّ بن عيسى: وتقوّض المجلسُ، وأهلُه يتعجَّبون من جأش أبي سعيد الثابت، ولسانه المتصرّف، ووجهه المتهلّل، وفوائده المتتابعة. وقال الوزير ابن الفرات: عينُ اللهِ عليك أيها الشيخُ، فقد ندّيتَ أكباداً ، وأقررْتَ عيوناً، وبيَّضت وجوهاً، وحُكْتَ طِرازاً لا يبليه الزمان، ولا يتطرَّقُ إليه الحدثان „.
وجاء أيضاً في هذا المكان الذي وقع على هامش المناظرة:
„ وقلت لعليّ بن عيسى: أما كان أبو عليّ الفَسَويُّ النحويّ حاضرَ المجلس؟ قال: لا، كان غائباً، وحُدِّثَ بما كان فكان يكتم الحسدَ لأبي سعيد على ما فاز به من هذا الخبر المشهور، والثناء المذكور „ .
فأما المتأخرون من الدارسين المسلمين، وأكثرُهم، على ما تقدم ذكره، فمؤيِّدٌ دونما تردد وإجالة نظر لما قد أثبته التوحيديُّ لأبي سعيدٍ من غلبةٍ وانتصار وفيهم: محمد رشيد رضا (3) شوقي ضيف (4) عبد الفتاح لاشين (5).
فصاحب مجلة المنار محمد رشيد رضا، يحكم على أبي بشر بالعجز والعِيّ والحَصْر:
„ قد عجز عن بيان فائدة المنطق.. كان عييّاً حَصِراً، لا يقدر أن يُبين ما يعلم حقَّ البيان "
وشوقي ضيف يبتُّ لأبي سعيد الظفرَ بأبي بشر:
„ … وفي الحق أن لَسَن السيرافي وفصاحته وقدرته على التعبير كلُّ ذلك هو الذي أتاح له الظفر بخصمه في تلك المناظرة الطويلة".
وعبد الفتاح لاشين يجزم كلَّ الجزم بانتصار أبي سعيد:
„ ولعلَّ ما دار بين السيرافي وبين مَتَّى.. وكان ذلك في مناظرة طويلة، انتصر فيها السيرافي على مَتّى ".
هؤلاء وغير هؤلاء من المسلمين، يقطعون بفوز السيرافي بنحو ما قطع به أسلافهم من الذين نقلوا المناظرة، وشهدوا وقائعها، وبلغتهم أصداؤها(6). إنهم ليحكمون له بحكمٍ لا يحتمل النقض في شرعهم ولا المراجعة، بالرغم من أنَّ حكمهم هذا، لم يتورّك أو يستند على حيثيّات توجبه أو تسوّغه في أروقة العدل المنزَّه عن الهوى والميل. هو حكم: „ أشبه بصكّ اتهام يتلوه على متهم نائبٌ شرس، في محاكمة جاهزة وجائرة „ . في رأي الباحث محمد الإحسايني 7.
إنَّ للنَّصر دلائلَ وعلاماتٍ يُعرف بها أنه نَصْرٌ، فهل فيما أورده السيرافي النحوي على مَتّى المنطيق من اعتراضات وحجج وبراهين وأمثلة، شيءٌ من هذه الدلائل والعلامات؟
هذا هو السؤال!
ولن يكون الجواب عليه إلا بنفي قاطعٍ بالحرف (لا) عند كل من يبحث بتجرد ونزاهة عن الجواب. وكيف لا يكون بها، وجميع الذي تكلم به السيرافي، صفْرٌ من العلامات والدلائل التي تشهد له أنه أفحم المنطيق أبا بشر وأسكته؟ أجل، كيف لا يكون ذلك، ولم يرد في كلام أبي سعيد حجةٌ واحدة تدمغ انتصاره على القنائي بالدَّسم؟
وإنما هي العصبية الدينية والقومية، حالت دون رؤية الحقيقة والإقرار بها من جانب أنصاره ومؤيديه من المسلمين.
وقد تلمّس الدكتور عبد العزيز بن أحمد البجادي، وهو واحد من الباحثين المسلمين المحدثين القلائل ممن لم تَحِد بهم عاطفتهم الدينيةُ عن إشهار الحق وتوثيقه، هذه العصبيةَ في مقدمة دراسته القيّمة للمناظرة:
„ من عَجَبٍ أنّا قدْ نسوّغُ لأنفُسِنا تصديقَ الباطلِ تذَرُّعاً بالنصرةِ للدينِ، أو للعلمِ، أو للعِرْق، أو لِما شِئْتَ أن تسمِّيَهُ من مُهَابِ الحمى، ونحن مِنْ حيثُ لا نشْعُرُ نركَبُ الحُمُوقةَ، ونأخذُ من الجهلِ بُروقَه، نتلَقَّاها من سلفِنا دِيناً ، ونورّثها إذا مُتْنَا بنينا … 8“
وإنه ليزيد على قوله هذا زيادة معجِبةً، وهو يهمُّ بتحليل المناظرة تحليلاً مفصلاً فقرة فقرة متّبعاً نهجَ ابن رشد وطريقته في الرد على خصومه إذ يعرض الرأي من آرائهم على حدة ثم يشرع في تضعيفه أو تفنيده 9:
„ فلن تراني أصُدُّ لأبي سعيد عن قولٍ جانحٍ، أو لفظٍ جارحٍ، إذ ليسَ يشفعُ لحائدٍ حنيفيَّتُه ولا عروبتُه، أو أُخْفي لِمَتَّى جواباً صحيحاً، أو قولاً فصيحاً؛ إذْ لا يمنعُهُ أن يصيبَ في مسألتِنا نصرانيّتُهُ ولا سريانيّتُه، واللهُ أمرَ بالعدل مع المسلمِ والكافرِ، والبَرِّ والفاجرِ، ومَنْ أوجبَ نُصرةَ أبي سعيد دِيناً، وأن يكونَ لابنِ يونسَ مُهيناً؛ فقد بغى على نفسه، ووقعَ من الضلالِ في بؤرتِهِ ورِكْسِهِ، وادَّعى من الدين ما لم يأتِ به نبيٌّ، ومن العقل ما يُعْزى إلى الغبيِّ " .
كما تلمّس أيضاً هوى المجلس وأنه كان مع أبي سعيد قلباً وقالباً، وذلك في شرحه على قول الوزير ابن الفرات: " أيها الشيخ الموفَّقُ (يقصد السيرافي) أجِبْهُ (الهاء في الفعل عائدة إلى القنائي. وما بين القوسين للكاتب) بالبيان عن مواقع الواو (حرف الواو في العربية) حتى تكون أشدَّ في إفحامه، وحَقّق عند الجماعة ما هو عاجز عنه، ومع هذا فهو مشنَّعٌ به" حيث يقول البجادي:
" إن وصف ابن الفرات أبا سعيد بالشيخ المُوَفَّق، ودفعه إلى إفحام مَتَّى، ووصفَ متّى بالعجز والشناعة، كلّ ذلك دالٌّ على هوى المجلس...“
وليس من شكّ ألبتة في أنّ حُكْمَ المجلس بانتصار السيرافي، ارتكن إلى العصبية الدينية (هوى المجلس) فهي بادية بدوَّاً جلياً في مخاطبة الوزير أهلَ المجلس وهو يُحضّضهم على أبي بشر، ويغريهم به 10:
„ واللّه إن فيكم لمَن يفي بكلامه ومناظرته وكسر ما يذهب إليه. وإنّي لأعُدّكم في العلم بحاراً، وللدين وأهله أنصاراً وللحق وطلابه مناراً، فما هذا الترامز والتغامز اللذان تَجِلُّون عنهما؟! „.
فإن قوله: „ لأعدكم للدين وأهله أنصاراً" شاهد ثَبَتٌ على هذه العصبية لا قِبَل لأحد من الباحثين أن يمتري فيه. وارتكان القوم إلى العصبية الدينية في حكمهم لأبي سعيد بالنصر، سببٌ كافٍ لوصفه بأنه لم يكن حكماً نزيهاً عدلاً.
فإن الحكم النزيه العدل، ينبغي ألاّ يرتكن إلى العصبية الدينية، وما شاكلها من العصبيات: كالعصبية القومية، والعصبية الحزبية السياسية. وإنما ينبغي أن يرتكن إلى حيثيات مسوِّغة له ليس لها من شأن بتلك العصبيات، وأن يوزن بعد ذلك بميزان تريص.
ولكنّ القوم حكموا له بدافع من العصبية، ولم يزنوا حكمهم بقسطاس. ولو أنهم كانوا تجردوا من العصبية ووزنوا بالقسطاس، لحكموا للقنائي لا عليه. فإن حديث السيرافي لم يكن شيئاً مما له تعلق بموضوع المناظرة، ولم يكن منهجه سديداً إذ أقامه على المغالطات. ومن يتتبع حديثه هذا الذي أورده على القنائي في المناظرة كما تتبَّعه الدكتور البجادي؛ فإنه لن يرى فيه سوى جملةٍ من القضايا والمسائل النحوية النائية عن الموضوع الذي كان الوزير طلب أن يُدحض بقوله لمن كان حاضراً مجلسه:
„ ألا ينتدب منكم إنسان لمناظرة متّى في حديث المنطق، فإنه يقول: لا سبيل إلى معرفة الحق من الباطل، والصدق من الكذب، والخير من الشر، والحجة من الشبهة، والشك من اليقين، إلا بما حويناه من المنطق، وملكناه من القيام به، واستفدناه من واضعه على مراتبه وحدوده، فاطلعنا عليه من جهة اسمه على حقائقه؟ "11.
فالسيرافي يحاجج خصمه باللغة: حروفِها وتراكيبها وبيانها ومسائلها النحوية من مثل حديثه عن حرف الواو، والحرف (في)، ومسألة ( زيد أفضل الأخوة، وزيد أفضل أخوته) وجواب النفي المصدّر بالاستفهام، ومسألة ( لهذا عليّ درهمٌ غيرَ قيراط، ولهذا الآخر عليَّ درهم غيرُ قيراط) ومسألة (بكم الثوبان المصبوغان، وبكم ثوبان مصبوغان، وبكم ثوبان مصبوغين) ومسألة (لفلانٍ مِن الحائط إلى الحائط 12)، بدلاً من أن يحاججه بالمنطق الهادم لمنطقه. وهو الأمر الذي تنبَّه له الباحث عبد الرحمن آل زعتري وحكم عليه بالقصور: „ إن أبا سعيد لم يكن موفقاً في استدلالاته أبداً، بل بدا وكأنه غير عالم بالمنطق – وهذا ما يرجحه كثير من الدارسين – فكان الواجب عليه لو كان عالماً به أن يبطل صحة قواعده قاعدة قاعدة، وأن يظهر أنها مخالفة للمعقول، لا أن يتكلم بعمومات لا تليق بمن كان في منزلته" 13
أي كان حريّاً بالسيرافي أن يلتزم البقاء داخل الإطار الذي كان الوزير رسمه للمناظرة، وهو كسر ما ذهب إليه أبو بشر من أمر المنطق، لا أن يخرج منه، ويلجأ إلى أرض غريبة عنه ثم يتَّخذَ له في تلك الأرض أداةً لهدم منطق أبي بشر هي النحو. إذ شتان بين النحو والمنطق!
ولقد صدقت بلاغة البجادي هنا إذ كنّى عن خروجه عن موضوع المناظرة بالتغريد خارج السرب 14.
والخروج عن الموضوع المطروح في كل مناظرة أو حوار، مذمومٌ على كل حال. فإنه إما أن يكون بسبب خلل يطرأ على ذهن المجادل كالسهو وضعف الانتباه، وإما أن يكون مغالطة كبرى. وأن يكون مغالطة كبرى هو الغالب لدى أصحاب العقائد؛ فإنهم يتعمدون الخروج عن الموضوع المتناظَر فيه بدهاء المغالطيّين السفسطائيين ومكرهم، كي يكسبوا المعركة ولو خدعةً. وقد تُذكر للعبرة في هذا السياق مناظرةُ الشيخ محمد عبده في أوائل القرن العشرين للكاتب فرح أنطون رائد العلمانية في مصر وبلاد الشام. فإنه في الوقت الذي راح فيه أنطون صاحب مجلة (الجامعة) يعالج قضية العلمانية من حيث هي ضرورة من ضرورات التمدن والارتقاء ويعزّز قيمها النافعة خلال عرضه لآراء ابن رشد، راح الشيخ يخطّئه بأسلوب السيرافي و"يغرد خارج السرب" فيحدّث عن المسيحية والإسلام وما بينهما 15.
ولن يكون أمر هذه المغالطة التي اجترحها السيرافي هيناً عابراً، بل سيكون من شأنها أن تنتج مغالطاتٍ كثيرة بنحو ما ينتج الأصلُ الفروعَ، ستَسْفَر في الحجج والشواهد النحوية التي أتى بها. وقد يغني التمثّلُ بواحدة من هذه المغالطات عن ذكرها جميعاًً.
ففي الجواب عن المسألة النحوية (زيد أفضل الأخوة...) يقول السيرافي:
„ إذا قلت " زيد أفضل إخوتِه" لم يجُزْ، وإذا قلت " زيد أفضل الإخوة" جاز. والفصل بينهما أنّ إخوة زيد هم غير زيد، وزيد خارج عن جملتهم. والدليل على ذلك أنه لو سأل سائل فقال: „ من إخوة زيد؟ " لم يجُزْ أن تقول: زيد وعمرو وبكر وخالد، وإنما تقول: بكر وعمرو وخالد ولا يدخل زيد في جملتهم، فإذا كان زيد خارجاً عن إخوته صار غيرهم، فلم يجُزْ أن تقول : أفضل إخوته، كما لم يجز أن تقول: „ إن حمارك أفْره البغال"؛ لأن الحمير غير البغال، كما أنّ زيداً غير إخوته 16 „ .
وهذا الجواب - وإن بدا في ظاهره مقنعاً - يستبطن مغالطةً صريحة منكرة 17. فالكوفيون وابن خالويه، والزمخشري، والتبريزي، والشهاب الخفاجي، وابن مالك، وأبو حيان، وناظر الجيش، يجيزون أن يُقال: زيد أفضل إخوته، كما يجوز أن يقال: زيد أفضل الإخوة.
على أن السيرافي مع علمه – أغلب الظن - بجوازه، فإنه أخفاه وطمس معالمه فضلَّل السامعَ ممن قصُر باعُه في نحو العربية، ضارباً بحديث نبيّه الذي ينهى عن التغليط عُرضَ الحائط، وهو المعتزليّ الموصوفُ بالتُّقى والزهد والورع، وهو الذي مدحه علي بن عيسى الرُّمَّاني فقال فيه: „ وكان له يومَ المناظرة أربعون سنة، وقد عبث الشّيبُ بلهازمه (ج، لهزمة. العظم الناتئ في اللحية) مع السَّمت والوقار والدين والجِدّ، وهذا شعار أهل الفضل والتقدم…“.
ولا يؤخذ على السيرافي تغليطُه وحسب، بل يؤخذ عليه أيضاً جهله بأن المنطق علم مستقل له قواعده وشروطه وأغراضه وقضاياه التي تختلف عن علم النحو وقواعده وقضاياه. وبهذا يكون أخطأ مرتين: الأولى حين جهل الفرق بينهما، والثانية حين سينقض رأيه الذي مرّ في سياق شرحه لمسألة (زيد أفضل أخوته) وهو الرأي الذي لا يجيز المفاضلة بين شيئين إلا إذا كان أحدهما بعض الآخر. فإذا كان لا يجوز في رأيه أن يقال: "الحمار أفره البغال" على المفاضلة؛ لأن الحمار غير البغل، فكيف جاز له أن يفاضل بين المنطق والنحو، وما بين المنطق والنحو أبعد مما بين الحمار والبغل؟!
ولكأنَّ السيرافيَّ أدرك أنه أخطأ ههنا، فأراد التنصُّل من خطئه، فجعل يزعم أن المنطق نحوُ اللغة اليونانية. لكنّ تنصُّله بهذا الزعم، جاء أقبح من خطئه؛ إذ أوقعه فيما يُستكره للأريب أن يقع فيه من سخف الرأي والكلام.
قال لأبي بشر:
" أنت إذن لست تدعونا إلى علم المنطق، إنما تدعونا إلى تعلم اللغة اليونانية" 18“
ومراد السيرافي من زعمه أن المنطق نحوُ اليونانية، أن يتحصّل على نتيجة مُفادها أنّ المنطق اليوناني لا غناء فيه ولا جدوى. إنه نحو اللغة اليونانية، ولأنه نحوُ اليونانية فليس يلزم العربَ ولا الفرس ولا الترك ولا الأمم الأخرى. مع أنّ أبا بشر نبّهه إلى أن المنطق:
" بحثٌ عن الأغراض المعقولة والمعاني المدركة، وتصفّحٌ للخواطر السانحة والسوانح الهاجسة. والناس في المعقولات سواءٌ. ألا ترى أنَّ أربعةً وأربعة ثمانيةٌ سواء عند جميع الأمم؟ 19“ .
لكنَّ أبا سعيد سيعترض عليه بأن أمر المنطق ليس هكذا، ولو كان هكذا: „ زال الاختلاف وحضر الاتفاق " أي لَمَا اختلف الناس في شيء من أمره، بل لاتفقوا كما يتفقون على علم الحساب، وعلى النتائج التي يستكشفها هذا العلم. والحق أن المنطق هو كالحساب لا يختلف الناس فيه من جميع الأمم. فمتى تراهم اختلفوا في جمع أو ضرب أو قسمة؟
والمنطق اليوناني في عرفان أبي سعيد هجينٌ لا يوثق بأنه علم أصيل، وحجته على ذلك أن يونان اندثرت فاندثرت معها لغتها، ولم يبقَ لها من أثر إلا في الترجمة السريانية. وأبو بشر إنما ينقل منطق يونان من السريانية ومنها إلى العربية، ولا ينقلها من لغة يونان الأصلية. وعلى هذا، فما أدراه أن السريانية قد نقلت منطق يونان وعلومها نقلاً صادقاً أميناً؟!
ولا يتورع في هذا الموضع عن توبيخه قائلاً له:
„ فكيف صرت تدعونا إلى لغة لا تفي بها، وقد عفت منذ زمان طويل، وباد أهلها، وانقرض القوم الذين كانوا يتفاوضون بها، ويتفاهمون أغراضهم بتصاريفها؟ على أنك تنقل من السريانية، فما تقول في معان متحولة بالنقل من لغة يونان إلى لغة أخرى سريانية ثم من هذه إلى أخرى عربية؟ ".
وحين يردّ عليه متّى:
„ يونان وإن بادت مع لغتها فإن الترجمة حفظت الأغراض وأدَّت المعاني وأخلصت الحقائق“.
يستنبط السيرافي من ردّه معنى غير الذي أراده:
„ فكأنك تقول: لا حجة إلا عقول يونان، ولا برهان إلا ما وضعوه، ولا حقيقة إلا ما أبرزوه 20“.
ومن غرائبه على المنطق اتهامه إياه بأنه لا يقدر أن يفصل بين مختلفين، لا يقدر أن يرفع الخلاف بين اثنين:
„ حدثنا هل فصلتم بين مختلفين أو رفعتم الخلاف بين اثنين؟ أتراك بقوة المنطق وبرهانه اعتقدت أن الله ثالث ثلاثة، وأن الواحد أكثر من واحد، وأن الذي هو أكثر من واحد هو واحد، وأن الشرع ما تذهب إليه، والحق ما تقوله هيهات، ها هنا أمور ترتفع عن دعوى أصحابك وهذيانهم، وتدِقُّ عن عقولهم وأذهانهم ".
ولو أنه هنا كان أفسح لأبي بشر مجالاً للرد عليه، فأغلب الظن أن أبا بشر كان سيرد عليه بقول كهذا القول: المنطقُ لو نظر في هذه المسألة، فلا مشاحة في أنه مستطيع رفع الخلاف فيها بين اثنين اختلفا فيها. فإنه لا يعدم القدرةَ على إثبات أن مقولة (الله ثالث ثلاثة) مغالطة مفضوحة؛ وذلك بالرجوع إلى الوصايا العشر، وإلى قانون الإيمان المسيحي الذي لا يبدأ بنؤمن بثلاثة، كما يدعي على النصارى ثم يهاجم ادعاءه عليهم، بل بواحد " نؤمن بإله واحد...“ وفي وسعه أن يعالجها بما هي فكرة مجردة لا بما هي حقيقة واقعية فالله بصورته المتخيلة لم يظهر في الواقع لأعين البشر، ولن يظهر ليكون حقيقة واقعية.. في وسعه أن يقول فيها: فما دام الله في عقيدة الاثنين (شيئاً) وللشيء الواحد أبعاد كالطول والعرض والارتفاع – وليس يوجد شيء قائم بذاته وهو خاو كل الخواء، وهو خالص صرف بلا أبعاد كما يعتقد المسلمون - فعلام ينكر أحدهما أن تكون للشيء أبعاد؟ أليس يخطئ حين ينكر أن تكون للشيء أبعاد؟ فإن زعم المنكر أن الله شيء ولكنْ لا مثيل له بين الأشياء المادية، وجب عليه في هذه الحالة أن ينضو ثوب الحياة والعقل والوجود عن الله، ويخلع عنه كل الصفات التي كساه بها من رحمة وغفران وغضب وسمع وانتقام… ؛ فإن هو لم يفعل ذلك، انتقض قولُه: إنه لا مثيل له بين الأشياء؛ لأنَّ للإنسان أيضاً وجوداً وروحاً وعقلاً، وله صفات كصفاته فهو رحيم وسميع وغافر وغضوب وماكر... فإن عاند المنكر، فهل يصح عندئذ أن يُلام المنطق، وأن يزدرى به، ويقالَ عليه إنه لا يقدر أن يرفع الخلاف بين اثنين؟! 21
وعلى هذا السراط يمضي السيرافي في الانتقاص من المنطق، وفي التهكم به وبلغته ومصطلحاته وبالمشتغلين به 22، وينعى عليه أنه أحدث لغة جديدة داخل اللغة العربية، يقول:
„ ما وجدنا لكم – يريد المناطقة – إلا ما استعرتم من لغة العرب كالسبب والآلة والسلب والإيجاب والموضوع والمحمول والكون والفساد والمهمل والمحصور، وأمثلة لا تنفع ولا تجدي، وهي إلى العِيّ أقرب ، وفي الفهاهة أذهب. ثم أنتم هؤلاء في منطقكم على نقص ظاهر؛ لأنكم لا تفُون بالكتب ولا هي مشروحة فتدّعون الشعر ولا تعرفونه وتذكرون الخطابة وأنتم عنها في منقطع التراب، وقد سمعتُ قائلكم يقول: الحاجة ماسة إلى كتاب البرهان، فإن كان كما قال فلم قُطِع الزمانُ بما قبله من الكتب؟ وإن كانت الحاجة قد مسّت إلى ما قبل البرهان فهي أيضاً ماسة إلى ما بعد البرهان، وإلا فلم صُنّف ما لا يُحتاج إليه ويُستغنى عنه؟ هذا كلُّه تخليط وزَرْق وتهويل ورعد وبرق. وإنما بودّكم أن تشغلوا جاهلاً، وتستذلوا عزيزاً، وغايتكم أن تهوّلوا بالجنس والنوع والخاصة والفصل والعرض والشخص، وتقولوا: الهَلّيّة والأينيّة والماهيّة والكيفية والكمية والذاتية والعَرضيّة والجوهرية والهيولية والصُّورية والأيسيّة واللّيسيَّة والنفسية، ثم تتطاولون فتقولون جئنا بالسحر في قولنا (لا) في شيء من (ب) فإذن (لا) في كل (ج) هذا بطريق الخُلْف، وهذا بطريق الاختصاص. وهذه كلُّها خرُافات وتُرَّهات، ومغالق وشبكات، ومن جاد عقله وحسن تمييزه ولطف نظره وثَقُب رأيه وأنارت نفسه استغنى عن هذا كلِّه بعون الله وفضله. وجودةُ العقل وحُسن التمييز ولطف النظر وثقوب الرأي وإنارة النفس من منائح الله الهنيّة ومواهبه السنيّة، يختص بها من يشاء من عباده“.
ويودُّ السيرافي لو استُبعد المنطق من ثقافة المسلمين؛ فالنحو يغنيهم عنه. وقد تساءل الباحث (رشيد لولو) بإزاء موقف السيرافي هذا في نهاية مقالته (مناظرة السيرافي لمتَّى بن يونس القنائي):
" غير أنّ السؤال الذي يفرض نفسه الآن هو: ألا يمكن تجاوز هذا الصراع القائم على التنافي ( يريد الصراع بين المنطق والنحو ) إلى أرضية تسمح بوجود كلّ منهما؟ ".
فإذا عدّى المرء عن هذا الوهن في آراء أبي سعيد، وهذه الركة الظاهرة في حجته، ونظر في أخلاقه وهو يحاجج أبا بشر، فلن ينظر منها خلقاً جميلاً. فإنه ليخطّئ القنائي في كل نقلة من نقلاته ولا يأتي ببيّنة أو برهان على خطئه، ويغالطه، ويحطّ من قدره ومن منزلته العلمية بألفاظ لا تليق، وهو (أبو بشر) الذي " انتهت إليه رئاسة المنطقيين في عصره.. وفسّر الكتب الأربعة في المنطق بأسرها وعليها يعوّل الناس في القراءة" كما وصفه ابن النديم.
وهو " الحكيم المشهور .. كان يقرأ الناسُ عليه فن المنطق، وله إذ ذاك صيت عظيم، وشهرة وافية، ويجتمع في حلقته كل يوم المئون من المشتغلين بالمنطق، وهو يقرأ أرسطاطاليس في المنطق، ويملي على تلامذته شرحه " كما وصفه ابن خَلَّكان.
وهو أستاذ الفارابي، ويحيى بن عدي، وأبي سليمان السجستاني المنطقي شيخ أبي حيان التوحيدي ناقل المناظرة 23.
حتى إن الباحث الدكتور عبد العزيز البجادي، ليؤذي ضميرَه ما بدر من السيرافي تُجاه أبي بشر من لفظ نابٍ هجين، كما آذى عقلَه ما صدر عنه من آراء هي إلى الفسالة أدنى وأقرب، فيصرّح في أسف ولا يتمتم:
„كم تمنيت أن لو كان أبو سعيد قد اجتنب تلك الألفاظ، فإن الحق إذا ظهر أغنى عن كل لفظ قبيح ".
فإذ قد تبين بهذا الوجيز المختصر من القول أنّ السيرافيّ لم يكن موفَّقاً في مناظرته لمتى بن يونس، فمن المحقق إذن أنَّ أنصاره ممن حكموا له، إنما حكموا له " دون أن يغوصوا في حجج طرفيها، ومن قصد الإنصاف، دون غوص في الخلاف لم يسلم من الإجحاف" كما يرى البجادي 24.
وهم إذ لم يجدوا له في إثبات انتصاره حجة أو رأياً، جعلوا الفصاحة واللسن والتنوّق في اللفظ برهانَهم على انتصاره. ولعمرهم كيف تكون الفصاحة ويكون اللسن والتنوق في اللفظ برهاناً على ذلك؟!
أي معنى لقول شوقي ضيف: "وفي الحق أن لَسَن السيرافي وفصاحته وقدرته على التعبير كلُّ ذلك هو الذي أتاح له الظفر بخصمه في تلك المناظرة الطويلة"؟
فإن (كلّ ذلك) أي كل بلاغة السيرافي، ليس فيها من الرأي إلا السقيم الواهي، ومن الحجج إلا الفهيهة المنقوضة. فعجباً، كيف لبلاغة، وقد رحل عنها الرأي المؤيد السليم، والحجة المنطقية المقنعة، أن تكون بلاغةً وبرهاناً؟!
إنها بلاغة ولكنها لا تطرب العقول بل الآذان. إنها فصاحة ولكنها جوفاء! والفصاحة الجوفاء مزيّة من مزايا السفسطائيين الذين ما نشأ المنطق – أصلاً - إلا لمحاربة أغاليطهم وتمويهاتهم وإحالاتهم وادعاءاتهم وطرائقهم الفاسدة في قلب الحق باطلاً، وقلب الباطل حقاً.
ومن الرأي الغريب في هذا المضمار رأي الأستاذة أمينة بنت سعود بن خيشان القرشي في بحثها (القِيمُ الحجاجية للبديع. مناظرة السيرافي لمتى بن يونس القنائي أنموذجاً) 25 حيث ترى فيه أن السيرافيّ:
„ استعمل معجماً بلاغياً غنياً بتنوع المعاني الدلالية؛ إذ وظف البديع في حلية جمالية أضافت للنص إيقاعات موسيقية متناغمة ذات أثر إيجابي في إيصال الحجج؛ حيث بلوغ المراد، وإقناع السامع، وهذا وجه من وجوه القول، جعل من البديع عنصر بلاغة وإبانة ".
والحق أن هذا المعجم البلاغي الذي تشير إليه الأستاذة، ليس معجم السيرافي بل هو معجم عليّ بن عيسى الرُّماني، وهو الشيخ الذي كتب عنه أبو حيان التوحيدي هذه المناظرة. وقد أشار أبو حيان التوحيدي إلى ذلك في ليلته الثامنة من الإمتاع والمؤانسة إذ قال:
" هذا آخر ما كتبتُ عن عليّ بن عيسى الرُّمَّاني، الشيخ الصالح بإملائه. وكان أبو سعيد قد روى لُمَعاً من هذه القصة. وكان يقول: لم أحفظ عن نفسي كلّ ما قلتُ، ولكن كتب ذلك أقوام حضروا في ألواح كانت معهم ومحابرُ أيضاً، وقد اختلّ عليّ كثير منه".
ومن يتفحص هذا المعجم، معجم السيرافي (الموهوم) ويقارن بينه وبين معجم أبي حيان، فلن يجد ما يميزه عن معجم أبي حيان ناقل المناظرة. فألفاظه وتراكيبه وبيانه وبديعه هي عين ألفاظ وتراكيب وبيان وبديع أبي حيان يلحظها المتفحص في جميع رسائله ومصنفاته. لذا فحين يتحدث المرء عن لغة السيرافي، فإنه إنما يتحدث عن لغة أبي حيان التوحيدي أو لغة عليّ بن عيسى الرُّماني، لو صحّ أنّ التوحيدي كتب عنه القصة بإملائه.
ولو سُئلت الأستاذةُ عن حقيقة المعاني والحجج التي أبانها بديعُ السيرافي، فما عسى أن يكون جوابها؟
وبعد، فإنه ليس خطأ أن يُفسّر ما دار بين أبي سعيد السيرافي النحوي وبين أبي بشر متَّى بن يونس المنطقي، على أنه كان صراعاً بين النحو والمنطق. ولكنه سيكون تفسيراً غير مكتمل إذا اكتفى بذلك. فإن المناظرة في عمقها الغائر البعيد تمثل وجهاً من وجوه الصِّدام بين حضارتين: حضارةِ الفرس، وحضارة الروم.
كان العداء استحكم بين الحضارتين منذ أقد العصور – ولمّا يزل. فالفرس إلى اليوم يعادون الغرب وريث الحضارة اليونانية الرومانية – فلا غرابة في أن يتوجسوا شراً من المنطق الذي هو من صنع أعدائهم، كما يتوجسون اليوم من قيم الغرب الحديثة. ولما كانوا دخلوا في الإسلام، رأوا فيه خطراً على عقيدتهم الجديدة، وخطراً على دولتهم.
عبّرت الأستاذة أمينة القرشي عن هذا الخوف في دراستها للمناظرة بلا مواربة، قالت: „ تُعد مناظرة السيرافي مدونة علمية كشفت أخطاء متّى بن يونس ومخاطره على العربية، وعالجت قضايا جوهرية بمنطق العقل البلاغي، فتنوعت الأساليب الإقناعية في معالجة تلك القضايا، فتارة تهدف إلى التقرير، والتوضيح، والتعليل، والاستدلال، وأخرى إلى التبكيت، والتحقير، والتشهير، والتقبيح، والإنكار، وامتزجت بنمط عال من وضوح الدلالة، وإصابة الإجابة، وسلاسة العبارة ".
ولم تكن موفقة أيضاً وذلك حين رأت خطر المنطق على (العرب) لا على المسلمين الفرس. فمن المعلوم أن أبطال هذه القصة المناوئين للمنطق هم من المسلمين الفرس، وأن القصة جرت أحداثها في العصر العباسي. والعصر العباسي هو العصر الذي استعاد فيه الفرس ملكهم من العرب (الأمويين). أما العرب الأمويون فلم يسد بينهم وبين الروم عداءٌ مستحكم كما ساد بين الفرس والروم. ولقد استعاد الفرس ملكهم الضائع بالإسلام ! بعين الدين الذي قوّض به العربُ ملكهم. ولا غرو في هذا، فالدين سلاح ذو حدين.

______________________________

1: الإمتاع والمؤانسة لأبي حيان التوحيدي. تحقيق أحمد أمين وأحمد الزين. الناشر مؤسسة الهنداوي سنة 2019
2: منهم الدكتور عبد العزيز بن أحمد البجادي، ومحمد الإحسايني. انظر مقالة الإحسايني المنشورة في الحوار المتمدن، العدد 3543. 11. 11. 2011.
3: الإمتاع والمؤانسة. الليلة الثامنة.
3: محمد رشيد رضا، مناظرة متى بن يونس وأبو سعيد السيرافي، مجلة المنار 8-114.
4: شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي - العصر العباسي الثاني 538.
5: الدكتور عبد الفتاح لاشين، التراكيب النحوية من الوجهة البلاغية عند عبد القاهر 36، نقلاً عن د. عبد العزيز بن أحمد البجادي صاحب الدراسة القيمة: أثر مناظرة السيرافي ومَتَّى في النحو العربي.
6: انظر دراسة البجادي: أثر مناظرة السيرافي ومتَّى في النحو العربي.
7: محمد الإحسايني، الحوار المتمدن
8: البجادي
9: البجادي
10: الإمتاع والمؤانسة، الليلة الثامنة. وكان بين هؤلاء الجلوس ابن كعب الأنصاري، ذكره التوحيدي في (البصائر والذخائر) فقال: „ وسمعت ابن كعب الأنصاري يقول في مجلس الزُّهريّ سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة في مناظرته: مّنْ طالَ خطابُهُ، واشتدَّ لغطُه، قلَّ صوابُه، وكثُرَ غلطُه. انظر دراسة البجادي. والقول ورد أيضاً في حكمة يونان الإغريق. ولكن ابن كعب الأنصاري لن يتهم السيرافي بأنه قد طال خطابه واشتد لغطه فقل صوابه وكثر غلطه.
11: الامتاع والمؤانسة، وهم الخالديُّ، وابن الأخشاد، والكتبيُّ، وابن أبي بشر، وابن رباح، وابن كعب، وأبو عمرو قدامة بن جعفر،، وعلي بن عيسى الجراح، وابن فراس، وابن رشيد، وابن عبد العزيز الهاشمي، وابن يحيى العلوي، ورسول ابن طغج من مصر، والمرزباني صاحب آل سامان.
12: الامتاع والمؤانسة.
13: البجادي: وطريقة ابن رشد شائعة اليوم في المنتديات الحوارية.
14: البجادي.
15: المناظرة الدينية بين الشيخ محمد عبده وفرح أنطون. تقديم الدكتور ميشال جحا. الطبعة الثانية. بيسان للنشر والتوزيع.
16: الامتاع والمؤانسة. .
17: البجادي
18: الإمتاع والمؤانسة الليلة الثامنة.
19: أثر مناظرة السيرافي ومتّى في النحو العربي للدكتور البجادي.
20: الإمتاع والمؤانسة. الليلة الثامنة.
20: الإمتاع والمؤانسة. الليلة الثامنة.
21: يخالف البجادي عن هذا، يقول:“ وأما أن المنطق عجز عن تفسير معنى التثليث، فهو دليل على صحته؛ لأن فكرة التثليث مما عجزت عقول النصارى وغيرهم عن توصيفها، لكونها مخالفة لصريح العقل، والمنطق لم يُبنَ لمثله؛ فإن أرسطو كان يثبت إلهاً واحداً - أو علة واحدة – وإنما أدخله النصارى في عقيدتهم اقتباساً من الهنود والفرس، ثم حاولوا أن يحتجوا له بالمنطق، فلم يقدروا، فلا يكون ذلك دليلاً على المنطق…“ .
22: وممن تهكم السيرافي بهم، الكنديُّ. ومما قاله فيه: „ أليس الكندي وهو عَلَم في أصحابك (أصحاب أبي بشر) يقول: في جواب مسألة (هذا من باب عدَّ) فعدَّ الوجوه بحسب الاستطاعة على طريق الإمكان من ناحية الوهم بلا ترتيب، حتى وضعوا له مسائل من هذا الشكل وغالطوه بها وأرَوه أنها من الفلسفة الداخلة. فذهب عليه ذلك الوضع، فاعتقد فيه أنه صحيح. وهو مريض العقل، فاسد المزاج، حائل الغريزة، مشوّش اللُّبّ „. الإمتاع والمؤانسة.
23: ومع ذلك فإن أبا حيان لم يتورع عن الطعن في أبي بشر في إخباره عنه: „ فإنّ متّى كان يملي ورقةً بدرهم مقتدريّ وهو سكران لا يعقل ويتهكم. وعنده أنه في ربح وهو من الأخسرين أعمالاً الأسفلين أحوالاً ". الإمتاع والمؤانسة.
24: د/ عبد العزيز بن أحمد البجادي. أثر مناظرة السيرافي ومتى في النحو العربي. ص 127
25: الأستاذ المساعد بجامعة الباحة. كلية العلوم والآداب بالمندق، تخصص البلاغة والنقد. ص 47



#نعيم_إيليا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دوَّامةُ النَّهرِ الكبير 9
- البعد الفلسفي لفرضية الانفجار الأعظم
- محاورة ملحد الكريتي
- ثالوث الديالكتيك الماركسي
- الطعن على رأي الأستاذ منير كريم في الديالكتيك والمادية
- دَوّامةُ النَّهرِ الكبير 8
- الزمان بعداً رابعاً
- سُلَّم الوجود
- مشكلة النسبية
- ميزتا التعليق والتصويت في صحيفة الحوار المتمدن
- دَوّامةُ النَّهرِ الكبير 7
- الإلحاد والتطرف
- إفسادُ منطق الإمكان
- دَوّامةُ النَّهرِ الكبير 6
- أخطأ الرئيسُ ماكرون
- دوَّامةُ النَّهرِ الكبير 5
- دوّامة النهر الكبير 4
- الواجب الوجود بغيره
- فذلكة فلسفية لأطروحة ماركس الحادية عشرة
- دوّامةُ النهر الكبير (3)


المزيد.....




- وزير الخارجية الأمريكي يزور السعودية لمناقشة وضع غزة مع -شرك ...
- السلطات الروسية توقف مشتبهاً به جديد في الهجوم الدامي على قا ...
- حماس تنشر مقطع فيديو يوضح محتجزين أمريكي وإسرائيلي أحياء لدي ...
- حزب الله يقصف إسرائيل ويرد على مبادرات وقف إطلاق النار
- نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب بسام محي: نرفض التمييز ضد ...
- طلبة بجامعة كولومبيا يعتبرون تضامنهم مع غزة درسا حيا بالتاري ...
- كيف تنقذ طفلك من عادة قضم الأظافر وتخلصه منها؟
- مظاهرات جامعة كولومبيا.. كيف بدأت ولماذا انتقلت لجامعات أخرى ...
- مظاهرة طلابية في باريس تندد بالحرب على قطاع غزة
- صفقة التبادل أم اجتياح رفح؟.. خلاف يهدد الائتلاف الحكومي بإس ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم إيليا - مناظرة السيرافي والقُنَّائي