أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم إيليا - محاورة ملحد الكريتي















المزيد.....

محاورة ملحد الكريتي


نعيم إيليا

الحوار المتمدن-العدد: 7360 - 2022 / 9 / 3 - 16:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما عهدنا في معلمنا الحكيم افلاطون أن يطلب منا التمكُّث في مجالسنا داخل الأكاديمية لوقت أطول من الوقت المقرر للتحصيل اليومي. من دأبه حين يفرغ من إملاء حكمته علينا أن يدعنا ننصرف إلى شؤوننا الخاصة. لكنه اليوم يخرج عن عادته فيطلب منا أن نتمكّث في أماكننا بإشارة من يده في اللحظة التي هممنا فيها بالنهوض من مجالسنا ونحن نلفُّ كواغدنا المصنوعة من البردي، حتى إذا استتب له أمرنا خاطبنا بلهجة أبوية عطوف قائلاً:
- أعلم أن الجهد قد بلغ منكم اليوم مبلغه، فليس حسناً أن أستبقيكم في أماكنكم لوقت أطول من الوقت الذي أمضيتموه. لكني مرغم على ذلك ؛ لأن صاحبكم – وأشار إلى صاحبنا نعيم إيليا - مزمع غداً على مفارقتنا إلى أرض الكلدانيين التي قدم منها إلينا لتحصيل المعرفة. ولأن صاحبكم قد رغب إلينا أن ننظر في رأي له مسطور بيده في هذا الكناش
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=574869
فلا يجدر بنا أن نهمل رغبته إلينا. إنه لمن الواجب أن ننظر في رأيه. ولعل النظر فيه أن يكشح عنكم التعب، ويبث في أبدانكم دواعي النشاط!
وما فرغ الحكيم من قوله، حتى أكبَّ على الكناش فجعل يقرأ علينا ما سطره فيه صاحبنا من الرأي بصوته العميق ولفظه الفخم الفصيح، ونحن نصغي إلى ما يقرأ بانتباه، وإن كنا في دواخلنا تذمرنا قليلاً مما نالنا من طول مكثنا في الأكاديمية.
وما زال معلمنا الحكيم يقرأ الرأي من الكناش حتى أتمَّه. فلما أتمه سوّى أطراف ثوبه الأرجوان وتنحنح ثم رفع إلينا هامته المجللة بالوقار، وجعل ينقِّل بصره فينا عسى أن يرى من منا وعى الرأي وتهيأ للشرح عليه.
وبينما هو فيما هو فيه إذا بصاحبنا فؤاد النمري - والنمريُّ تلميذ مثلنا في الأكاديمية مخضرم قدم إلينا من المستقبل، من القرن العشرين والواحد والعشرين، من البتراء حاضرة العربية بتقسيم جغرافيي زماننا، مشهور لدينا في الأكاديمية بتمحيص الأفكار على ناره المتقدة - يقوم للرأي منتقداً، فيقول:
- لم تتحدث الكتب السماوية عن فعل الخلق بمعناه المحدد والمباشر. في سفر التكوين في التوراة: ( كانت الأرض خربة وروح الله ترفرف فوق الغمر) أي أن كوكب الأرض كان موجوداً بما فيه من بحار. وفي القرآن يقول: (السموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما) وهكذا فإن فعل الخلق ينتفي في القرآن كما في التوراة. فعلى مثقف مثل صاحبنا نعيم إيليا ألا يتحدث عن إله خلق مليارات المجرات.
أما نظرية الانفجار العظيم فهي منطقية قد اعتمدت على حقيقة كونية وهي التمدد الدائم. فلو رجعنا بالتمدد إلى الخلف مع الزمن لوصلنا إلى السنجولارتي.
ورأينا أسارير معلمنا تنفرج لقول صاحبنا النمري الذي من العربية، ورأيناه يلتفت إلى حيث صاحب الرأي متربعاً، حتى إذا سقط بصره عليه، سأله:
- هل وجدتَ النمري على رأي فيما قاله؟
فأجاب صاحبنا:
- كلا، لم أجده على رأي.
قال له الحكيم:
- إن كنت لم تجده على رأي، فما الحجة لديك على أنه ليس على رأي فيما قاله؟
فتحرك صاحبنا الذي من أرض الكلدانيين والمزمع على الرحيل غداً في جلسته إذ أحس بأبصارنا تحدق به من كل جانب قبل أن يضع حجته أمام الحكيم:
- التوراة هي حجتي أيها الحكيم، هي التي تشهد على خطأ النمري حين زعم أن فعل الخلق لم يجئ فيها على معناه الأصلي وهو الخلق من العدم. فإن الآية الأولى من التوراة: (في البدء خلق الله السماوات والأرض) تثبت لنا بلفظ واضح لا كدر فيه البتة أن إله موسى أبدع السموات والأرض لا من شيء، وإنما من لا شيء.
ولا بد لي بعد هذا أن أبين له أني لا أعالج في ما سطرته فكرة وجود إله معبودٍ خلف العالم خلق مجراته وأفلاكه، بل أعالج بالأمثلة فعل الزمن في تكوين الموجودات، فأرى الزمن بعين المجاز وكأنه خالق لها. إني أتساءل: أ كان للموجودات أن توجد، لولا الزمن؟ أتساءل: أين يوجد الزمن هذا الشيء الذي يحار العقل في إدراك كُنْهه؟ أيوجد مستقلاً خارج الوجود ومفردات الوجود أم هو مقترن بالوجود ومفرداته، داخلٌ فيه وفيها، غير مفارق له ولها؟ فإني قد سمعت مقالة قوم زعموا أن الدهر أو الزمان هو خالق الكون، وأنه مفارق له.
ولا بد لي أيضاً، وأنا في هذا السياق، من أن أذكِّر صديقي النمري بأنه ممن يتبعون الرأي القائل: (إن الحركة هي المبدع الأول لكل شيء) فإن كان صديقي لم يحل بعد عن هذا الرأي، فإنه يجدر به أن يدرك أن الحركة والزمن شيء واحد. فإن نفى أن تكون الحركة هي الزمن، واجهته بهذا السؤال القاطع: إن لم تكن الحركة هي الزمن، فما هي؟
وقد أظن أني وإياه متفقان على أن الزمن والحركة شيء واحد، وإن بدا أنه يفرِّق بينهما. ولكني سأختلف معه بلا ريب إذا ما تصور الحركة مستقلة كائنة خلف الوجود؛ لأن الحركة إن كانت خلف الوجود، فهي إذاً خالقة له. أمرها كأمر الله الذي يعبده عامة الناس حتى وإن لم تكن هذه الحركة تعقل. النمري إن اعتقد بهذا، سقط في حفرة التناقض؛ لأنه ممن لا يعتقد بوجود إله يعقل العالم أو لا يعقله خارج هذا العالم.
إن القائل بوجود حركة مجردة قائمة بذاتها خلف الأشياء، ليس على شيء ألبتة. فالحركة تغيرٌ، وما التغير إلا لفظاً دالاً على شيء يتغير. لذا فليس صحيحاً أن يقال إن كل شيء يتغير إلا التغير. هذا قول ساقط متهافت النسج. فأي شيء هو هذا التغير الذي لا يتغير؟ أين يوجد؟ كيف هو وجوده؟ أله وجود واقعي محسوس؟ فإن كان له مثل هذا الوجود، فهو إذن شيء. والشيء يتغير. فما دام الشيء هو الذي يتغير، فكيف يجوز أن يقال على الشيء الذي يتغير إنه لا يتغير؟
فأما مصادقته على فرضية (الانفجار العظيم) وتوسع الكون وتمدده…
فقاطع الحكيم صاحبنا في هذا الموضع، وقد ارتسمت علامات تعجب على صفحة وجهه المضيئة:
- ما هي فرضية الانفجار العظيم، فإني لم أسمع بها؟
أجابه صاحبنا على الفور، من غير أن يفطن إلى أن ذكر هذه الفرضية قد مرّ بالحكيم:
- هذه فرضية سيصوغها علماء سوف يظهرون في القرن العشرين متخصصون في فيزياء الكون.
فأمال الحكيم رأسه جانباً، وقال:
- يسرني أن تفكر الأجيال القادمة في حقيقة الكون. لا بد أن يكون وراء التفكير في حقيقته منفعة للبشر. حسن، تابع حديثك!
فتابع صاحبنا حديثه على الوتيرة نفسها وكأنه لم يجدث له انقطاع:
- فأما فرضية الانفجار العظيم، فلست أصادق على صحتها؛ لأنني إن صادقت على صحتها كما صادق النمري، كنت كمن يتوهم أن شيئاً يمكن أن يوجد من لا شيء.
إن علماء فيزياء الكون في القرن العشرين، سيزعمون أن الكون بصورته التي نراها اليوم، حدث عن مفردة متناهية في الصغر، مثل حدوث الإنسان من نطفة – إن جاز التشبيه - سيزعمون أن هذه المفردة كانت مجردة عن الزمان، ومجردة عن المكان، ثم في لحظة من الزمان انفجرت، وفي الحال انتفخت انتفاخ الجنين في المكان واتسعت حتى صار منها هذا الكون العجيب الذي نراه.
فإن كان زعمهم صحيحاً، فلم لا يكون زعم من سيزعم أن إلهاً خلق الكون من عدم صحيحاً، ما دام الكون في الزعمين يمكن أن ينشأ من عدم؟
وصديقي النمري لا يكتفي بالمصادقة على فرضيتهم، بل يصادق أيضاً على الدليل (المنطقي) الذي سيسوقونه على صحة فرضية التوسع والتمدد، والذي هو "لو رجعنا بالتمدد إلى الخلف مع الزمن لوصلنا إلى السنجولارتي“ والذي هو أيضاً أبعد ما يكون عن المنطق. إذ ليس في المنطق ولا في التجربة أن يرجع شيء له زمن إلى الوراء إلى حيث لا زمن. فإن كان المولود من الأحياء لا يمكن أن يعود إلى النطفة التي جاء منها إلا في التصور والخيال، وكذلك الكائنات الحية جميعاً فإنها لا ترجع إلى الخلية الأولى التي نشأت منها، فكيف للكون أن يعود إلى نقطة البداية إلا في الافتراض والتخيل؟ بل كيف للسوبرنوفا التي ليست كائناً حياً، والتي انفجرت أن تعود إلى سابق عهدها؟
أجل، إن الإنسان يعود إلى الأرض كما جاء منها، ولكنه لا يعود إلى النطفة التي انبثق منها، وهو في الحالين ليس مثالاً للكون. إن جسد الإنسان يتحلل، والتحلل ليس مشابهاً لرجوع الكون إلى السنجولارتي. لكي يكون صحيحاً أن شيئاً تطور عبر الزمن، يمكنه أن يرجع إلى منشئه الأول، فلا بد من إثبات أن الزمن يمكنه أن يتقهقر إلى الوراء، لا بالتخيل ولا بالمعادلات الرياضية المنطقية، وإنما بالتجربة المخبرية. فإن قيل: ليس الكون على مثال. قيل: فما بال العلماء يمثلون انتفاخ الكون بانتفاخ البالون أو المنطاد؟
ثم كيف يتوسع شيء لا خلاء يحيط به؟
إن الخلاء (المكان) إن لم يكن، فلن يكون للشيء أن يتوسع في ما ليس كائناً.
(السنجولاريتي) التي أشار إليها صديقنا النمري، هي بمثابة الكل. فلنفترض أنها الكل، وأن هذا الكل موجود بالفعل. ولكن كيف لهذا الكل الذي ليس يحيط به خلاء، أن يتوسع بعد انفجاره.. أن ينتفخ؟ كيف لنا أن نعقل أن شيئاً هو الكل يتمدد أو يتسع في اللاخلاء، واللاخلاء عدم؟
فإن كان الكل يتوسع في العدم حقاً، أفلن يعني هذا أن العدم وجود يسمح للكل بالتمدد فيه؟ أفلن يعني هذا أيضاً أننا نناقض أنفسنا حين نعتقد أن للعدم وجوداً؟ كيف يكون للعدم وجود، والعدم نقيض الوجود؟
وبهذا التساؤل أنهى صاحب الرأي نعيم ردّه على مقالة النمري في رأيه. فنظرنا فإذا بملامح وجه معلمنا الحكيم تنبسط من جديد، فأدركنا أن اعتراض صاحبنا نعيم على ما قاله النمري، قد حاز على رضاه.
ولعل النمري أدرك ذلك أيضاً، فلم يشأ أن يعقّب على كلام صاحبنا توقيراً منه لمعلمنا الحكيم لا اقتناعاً منه بكلام صاحبنا. فإن النمري الذي من العربية هو من الذين إذا قالوا قولاً وقفوا عليه، تشبثوا به على كل حال.
فلما أخلد النمري إلى الصمت على كمد، وثب (ملحد) للكلام على الرأي. وملحد هذا تلميذ لم يمض على انتسابه إلى الأكاديمية سوى عام ونيف. وهو من جزيرة كريتا تلقب بملحد لشدة بغضه للدين. لا همّ له سوى نقض أركان الدين وإحلال الإلحاد محله. مقياس قيمة الإنسان في نظر صاحبنا ملحد هو الإيمان أو الإلحاد. فإن كان امرؤ مؤمناً، ازدراه وعده ضالاً غبياً جاهلاً عديم الشأن، ولو كان حسن الرأي جميل الخلق متعلماً يحذق صنعته ويبرع فيها. وإن كان امرؤ ملحداً مثله عده أخاً له، وإن كان زريّ الخلق غليظ الطبع فاسد النية خبيث الطوية. ومما هو معروف عنه أنه يضمر لصاحبنا نعيم الذي لا يقيس قدر الناس مثله بمقياس الإيمان والإلحاد شيئاً من اللدد والجفوة. قال وقد ثبَّت بصره عليه بتحدٍ:
- قد بدا لي أنك تكفر بالدين، إذ كتبت "وأفسح لمخلوقاتها الضئيلة اللبونة أن تتطور وتتطور عبر الزمان شيئاً فشيئاً، حتى تشكل من تطور بعض نوعها نوعُنا العاقل" فهل هذا الذي بدا لي حقٌّ؟ ألي أن أستنتَج منه أنك بتَّ أقرب إلى الاعتقاد بصحة نظرية النشوء والارتقاء للعالم داروين الذي سيأتي في القرن التاسع عشر، من الاعتقاد بالأديان وخرافاتها كخرافة خلق آدم وحواء كما وردت في سفر التكوين من التوراة؟
فرد نعيم صاحبنا وهو يمسح على جبينه براحته:
- متى ظهر لك اعتقادي بالأديان وخرافاتها؟ وأين ظهر لك ذلك؟ فإن كنتُ لا أكفر بخرافة خلق آدم وحواء مستقبحاً إياها، كما تستقبحها أنت، فهل يفيدك هذا بأني مؤمن بها وأني أراها صادقة حقيقية؟ هذه أسطورة! هذه محاولة من الأقدمين لتفسير من أين جاء الإنسان إلى الوجود، فلماذا علي أن أكفر بها؟ لماذا عليَّ أن أستقبحها، وهي لا تحض الناس على شر نكير، ولا توصيهم بالتخلق بخلق مرذول؟
إن كان علي أن أستقبحها، فسيكون علي أيضاً أن أستقبح فرضية نشوء الكون التي سيقول بها علماء فيزياء الكون في القرن العشرين كما أفادنا بها صديقنا النمري قبل لحظات من الآن. فلدى هؤلاء العلماء أن الكون لم يجئ بكلمة من الله؛ بل جاء من مفردة متناهية في الصغر ليس لها زمان ولا مكان كالآلهة التي لا زمان لها ولا مكان تُدعى (السنجولارتي) وأنت تعلم مثلي أنَّ ما لا زمان له ولا مكان، فهو الصفر المعدوم. فإن كنت ترى تصور علماء القرن العشرين مقبولاً مستملحاً على تضمّنه فكرةَ العدم، فلماذا تستقبح اعتقاد عامة الناس بأن الكون جاء بكلمة من إلههم من العدم، أو باعتقاد بعضهم بأنه فاض عن الأول؟ ألست ترى أن كلا التصورين يتضمنان فكرة الوجود من عدم؟ ألا ترى كلا التصورين مخالفاً للعقل؟ فلماذا يكون أحدهما وهو مخالف للعقل جميلاً لديك، ويكون الآخر وهو مخالف مثله للعقل قبيحاً لديك؟
ردّ ملحد وقد اكفهرت سحنته:
- هناك فرق بين الاثنين. فالله في تصور المؤمنين عقل، والمفردة (السنجولاريتي) في تصور العلماء شيء بلا عقل. فأما إن كنت تعتقد أن الله هو مجرّد (ذريرة وجود) اي مجرّد مادة جامدة بلا وعي، فأنت بذلك تقترب كثيراً من الفكر الإلحادي! وعندها فلا خلاف ولا اختلاف.
قال نعيم صاحبنا:
- إن ما يشغلك هو الإيمان والإلحاد، حتى إنك لتمضي غير مكترث بجوهر القضية. جوهر القضية هو الخَلْق من عدم، وأنت لا تلحظه. قد بينت أن فرضية الانفجار العظيم وما تبعه من توسع وتمدد، تقول بالخلق من عدم وفي العدم، كما تقول التوراة بأن الله خلق السموات والأرض من عدم وفي العدم...
فقاطعه ملحد بحدة:
- هذا كلام خاطئ كلياً. أكرر: خاطئ كلياً. ما أسميته أنت ذريرة الوجود أي السنجولاريتي (انبثق منها الكون) وليس خلقت الكون في العدم – وإن يكن قولك في العدم صحيحاً – ولكن ما ليس صحيحاً هو قولك " خلقت الكون (من) عدم بدلاً من انبثق منها الكون “.
ذريرة الوجود، السنجولاريتي، كانت عبارة عن نقطة متناهية جداً جداً في الصغر، محشوّة ومضغوطة بطاقة هائلة انفجرت في لحظة ما مشكّلة كوناً أو أكوانا. فعن أي عملية خلق تتحدّث?!
بهدوء أجاب نعيم:
- الانبثاق هو كالفيض. ألن يقول أفلوطين بالفيض؟ أراك تحصر فكرة الخلق بإله اليهودية، وكأنك تجهل وجود عقائد غير اليهودية تقول بالخلق لا بكلمة من الخالق وإنما بفيض منه؟
علماء القرن العشرين يرون إلى السنجولاريتي أنها بلا زمان، بلا مكان. فما معنى أن تكون السنجولاريتي هذه بلا زمان ولا مكان؟ أليس المعنى أنها معدومة كما ذكرتُ ذلك قبل قليل؟
فإن كانت معدومة – وهي كذلك – فكيف أكون أخطأت في قولي؟
إن زعمتُ أن معدوماً انبثق منه كون، ألا أكون زعمت أن المعدوم أوجد أو خلق كوناً؟
فتوثب ملحد للرد محتقنَ الوداج، لكن الحكيم نهاه عن الرد كي يتاح لغيره من طلاب الحكمة أن يتكلم، فأطاع ملحد، وهو يكظم غيظه بإرادة من حديد.



#نعيم_إيليا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثالوث الديالكتيك الماركسي
- الطعن على رأي الأستاذ منير كريم في الديالكتيك والمادية
- دَوّامةُ النَّهرِ الكبير 8
- الزمان بعداً رابعاً
- سُلَّم الوجود
- مشكلة النسبية
- ميزتا التعليق والتصويت في صحيفة الحوار المتمدن
- دَوّامةُ النَّهرِ الكبير 7
- الإلحاد والتطرف
- إفسادُ منطق الإمكان
- دَوّامةُ النَّهرِ الكبير 6
- أخطأ الرئيسُ ماكرون
- دوَّامةُ النَّهرِ الكبير 5
- دوّامة النهر الكبير 4
- الواجب الوجود بغيره
- فذلكة فلسفية لأطروحة ماركس الحادية عشرة
- دوّامةُ النهر الكبير (3)
- دوَّامةُ النهر الكبير (2)
- دوّامةُ النهر الكبير
- الرسالات السماوية


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم إيليا - محاورة ملحد الكريتي