شارع البيشمركة في باريس وشارع ماكرون في اربيل؟

محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 8459 - 2025 / 9 / 8 - 00:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لا احد ينكر نضال وتضحيات البيشمركة الكردية في العراق. وهو نضال يعترف به العدو قبل الصديق والبعيد قبل القريب. ولكن تسمية شارع في باريس وليس في دولة مجاورة (كالعراق مثلا ! ) باسم البيشمركة ودعوة السيد مسعود بارزاني دون سواه الى فرنسا، أمر يثير عدة علامات استفهام والكثير من التكهنات، ولا اقول الكثير من الشكوك.
منها ان السيد البارزاني، مع كل الاحترام، يمثّل البيشمركة التابعة لحزبه فقط. ثانيا، كان يفترص ببلدية باريس أن تدعو رئيس الاقليم، وهو بارزاني ايضا، باعتباره الرئيس الشرعي لاقليم كردستان العراق والذي يمثله في الخارج. وثالثا، ماذا عن بيشمركة السيد بافل طالباني. ولماذا لم تتمّ دعوته الى فرنسا؟ وهو أيضا قائد بيشمركة لها تضحياتها ونضالها وجذورها العميقة في الاقليم وفي المنطقة.
الحقيقة هي أننا نعيش في عالم تدور فيه الشكوك حول كل شيء. وان عدم اليقين هو السائد تقريبا في السياسة والعلاقات الدولية. وصدّقوني، في اوروبا لاشيء يُمنح مجانا او تكرّما. او لوجه الله تعالى كما يـقال. على الاخص في عالم السياسة. وان تسمية شارع في باريس باسم "البيشمركة" قضية فيها "ان" كما يقول اهلنا في العراق. وسوف تكشف لنا الايام، عن طريق الصحافة الاجنبية طبعا، بان خلف هذه التسمية ثمّة اسباب كثيرة. ممكن أن تكون رشوة "دسمة" أو عقود نفطية مغرية أو صفقة أسلحة ضخمة بعيدا عن أعين حكومة بغداد الاتحادية. باعتبار أن كل ما يحدث في الإقليم هو "شان داخلي" يخص الإقليم فقط ولا علاقة للحكومة الاتحادية به. وبما أن وزير خارجية العراق تابع لحزب السيد مسعود البارزاني فإن الإقليم مُنح حرية التصرّف الكاملة مع الدول الاخرى وكانه دولة "شقيقة" مجاورة للعراق !
أن تسمية شارع باسم قوات عسكرية أجنبية في عاصمة أوروبية امرٌ غير مالوف. ومن المتعارف عليه، كما نرى هنا، عادة ما توصع اسماء شخصيات تاريخية مهمة في مجالات مختلفة. حتى من دول أخرى. ولكن ليس اسماء قوات أو تشكيلات عسكرية أجنبية. ثم ما سرّ اعجاب فرنسا بالبيشمركة دون سواها؟
ام أن هناك صفقات أسلحة فرنسية دون علم حكومة بغداد الاتحادية، اتحادية بالاسم فقط !
وهل ستقوم بلدية اربيل بوضع اسم ماكرون، أو زوجته بريجيت، على أحد شوارعها؟ لا شيء مستبعد ابدا. فالسياسة في عصرنا الراهن هي فن النفاق والزيف والمصالح الضيقة، بما فيها المصالح العائلية، والضحك على عقول الناس البسطاء، من أجل البقاء في السلطة إلى يوم الحشر...

#محمد_حمد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل