عشتار الفصول:12892 رأيّ غير ملزم .في وجوب وضرورة القراءات العلمية في التراكمات التاريخية .


اسحق قومي
الحوار المتمدن - العدد: 7650 - 2023 / 6 / 22 - 14:21
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

مع التطور التقني والاكتشافات والمخترعات يبدو أن الأبحاث التاريخية التي كتبها الإنسان منذ عصر الكتابة الأولى وحتى عام 2023م .لا تلقى رأياً واحداً تجاه قراءاتها .بل هي أمام آراء نُلخصها فيما يلي:
1= الرأي الأول يقول: كل ما وصلنا من المؤرخين والباحثين والرواة عن الحضارات الموغلة في القدم والوسيطة ونتاجاتها .واعتمدناه حتى اليوم .يُعتبر مرحلة ابتدائية لمعرفة الماضي بكلّ محمولاته .مع الاعتراف بأنّ ذلك الخزان من الثقافة التاريخية بحاجة إلى قراءات منهجية حديثة تعتمد على الدراسات العلمية لغربلتها حتى يتم اعتمادها دون تسفيه أهمية المراحل التي نضطلع عليها من خلال تلك الثقافات .وأهميتها تكمن في الفكرة التي تقول: لو لم يكن ذاك الماضي أو بعضاً منه قد سجله لنا القُدامى ماذا كان حالنا أمام ذاك الفراغ من الجهل بذاك الماضي، وكيف كُنا سنُعالج تلك الجبال المتراكمة من الحضارات والمواضيع؟!! ومن المؤكد من يستخف بالتاريخ القديم هو كمن يستخف بآدم الأول. .
2= الرأي الثاني: هل نزدري بتلك المرحلة الابتدائية من التوثيق والتأريخ. أم أننا سنبقى بحاجة إلى أغلب ماجاء فيها لأنها البدايات لمعرفة ما جرى وما مضى.
لكن تصويبها وتلقيحها عن طريق المستجد من المكتشفات والقراءات بمنهجية حديثة لا يُضير فيها بل يؤسس لعلم توثيقي قادر على الصمود أمام الدراسات العلمية التي تعتمد المناهج التاريخية والتحليلية والوصفية والمقارنة والعلوم المختصة بعلم الآثار( الأركيولوجيا). ودراسة الصلة مابين الماضي والإنسان الحاضر .
3= الرأي الثالث : لكي نصوب التاريخ المشرقي برمته علينا استحداث مركز عالمي استراتيجي خاص بالعلوم التاريخية .وأول مهمة يقوم بها مجموعة من الأساتذة المختصين والعارفين والثقاة بوضع دراسات وخطط للمراحل كافة أولاً . ودراسة كل مرحلة بمفردها ثانياً . وتنقية ما علق بها من شوائب.وبعد كتابة تاريخ المشرق بمراحله على ضوء المستجدات.
يبدأ المركز بتشكيل مدرسة بحثية. تتبناها الدولة القطرية كمشروع تنموي يؤسس له فروعاً في كلّ المحافظات والأقاليم على أن تتناول المناهج التربوية أهمية وجود فروع بحثية للتاريخ والعلوم المرتبطة به .
4= والرأي الأخير الذي هو الأول بالحقيقة .
وبهذا السياق فقد قلتُ منذ زمن بعيد أنه في المنجز التاريخي لا يوجد أحكام نهائية. بمعنى لم أقف يوماً وأقول ما جئتُ عليه بشأن تاريخ مدينة الحسكة مثلاً بأنه بحث كامل ومستوفي الشروط لأنّ الموضوع بكر ويستلزم المزيد من التنقيبات والمكتشفات والقراءات في تل الحسكة والتلال المجاورة وما أكثرها في الجزيرة( بلاد مابين النهرين سابقاً).
لهذا نستطيع أن نقولها بكلّ موضوعية وعلمية جميع الدراسات التاريخية أو الكتب التاريخية التي بين أيادينا غير منجزة وكاملة .خاصة تلك الدراسات والأبحاث البكرية .
ولما كانت الأبحاث التاريخية ذات أبعادٍ مادية وثقافية وجغرافية وتاريخية وسياسية واقتصادية وعلوم ومعارف وديانات وعادات ٍ وتقاليد. فإنّ دراسة هذه العناصر والمكوّنات التي خلفتها لنا الحضارات القديمة تتطلب منا معرفة حقيقية قائمة على العلوم التطبيقية في دراسة تلك الأكوام من مخلفات الحضارات القديمة والوسيطة. وهذا يتطلب منا دراسات رصينة لاتعتمد على التخمين والأقوال التي لاتثبت أمام الدراسات العلمية بمناهجها الحديثة .
بل علينا أن نؤكد على أهمية تلك الدراسات التي تعمل الدولة القطرية في المشرق على رعايتها كمشاريع لها أهميتها المعرفية والعلمية وأثرها على التكوين المعرفي العام ووضع تلك الدراسات التي تخلص إلى نتائج حقيقية في متناول القرّاء والمهتمين عن طريق طباعتها في كُتب سواء أكانت ورقية أو الإلكترونية .
وأخيرا نقول إن أهمية الماضي تكمن في أنه المركز والمحور الذي منه نتعرف إلى ماضي الإنسان ومنتج الحضارات القديمة . لهذا فالاهتمام بالدراسات التاريخية من الأهمية بمكان.
وللحديث صلة
# اسحق قومي.21/6/2023م .