عشتار الفصول:13906 .إسرائيل والفلسطينيين والحل العادل


اسحق قومي
الحوار المتمدن - العدد: 7761 - 2023 / 10 / 11 - 15:21
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

عندما نقرأ تاريخ الشرق الملتصق بالجغرافيا بشكل موضوعي وواقعي ومعقول .فإننا نُدرك أهمية إعطاء الحقوق التاريخية لكلّ المكوّنات القومية والدينية والمذهبية في الشرق الأوسط.
فهناك المكوّن العربي والإسرائيلي و(الآرامي السرياني الأشوري الكلداني الموارني) والكردي والتراكي والأرمني والشيشاني والشركسي والفارسي و اليوناني وغيرهم .
لماذا لا نُقلل من غلواء التعصب الديني ــــ رغم عدم أحقيته في أن يُصادر مقومات العيش المشترك الحقيقي بين المكوّنات القومية والدينية والمذهبية واللغوية في الشرق والعالم .ـــ
كون حقيقة الحياة ليست تعصباً للدين .والدين في جوهره يحتوي على محمول ٍ إنساني أكثر مما نتوقعه لو نحن قرأنا الدين قراءة بعيدةً عن قراءات جاءتنا من هنا وهناك .
وثانياً التدين حالة فطرية وصحية للإنسان ،ومن حقه أن يتدين بالدين الذي يراه. لكن ليس من حقه أن يُكفر الآخرين بحسب رؤيته وتعاليمه ويُمارس نظرة فوقية ويريد أن يفرض هيمنته على كل الأفكار بالقوة والقتل والإرهاب .
أما موضوع إسرائيل والفلسطينيين ومن خلال قراءة حقيقية للواقع بينهما نرى بعدم قيام سلام حقيقي مالم نجتهد في وضع مناهج تربوية لكلا الدولتين تتمتع تلك المناهج بواقعية وموضوعية و تقوم على مبادئ إنسانية و تدعو للإخوة البشرية . كوننا نؤمن أننا أبناء خالق واحد.
وعلى أن يسبق هذا وبعد هذه الحرب الغاشمة مؤتمراً عالمياً يضع الشعبين أمام خيار واحد هو إقامة دولتين في حدود المعقول وعلى أن تكون المقدسات في مدينة القدس الشرقية تحت حكومة عالمية وليس تحت حكومة إسرائيلية أو تحت حكومة فلسطينية وعلى أن تُصان كل المقدسات بشكل متساوٍ وعادل .
ونضيف ونسأل هل لو انتهت إسرائيل من الوجود كدولة رغم استحالة هذا . هل ستُحل مشاكل العرب والمسلمين والشرق الأوسط كلها والعالم ؟!!
لماذا عُقدت أغلبنا النفسية والوجودية هي إسرائيل ....؟!! لماذا لانفكر بواقعية لأمر وجودها فالشعب العبري الإسرائيلي موجود على تلك الأرض منذ آلاف السنين والتاريخ يروي بوجود إسرائيل في ذات المكان وليس في اليمن كما يدعي المدعين .
وكذلك الوجود الفلسطيني في غزة فهو منذ آلاف السنين .
لماذا لانفكر بأسلوب واقعي وننطلق دوماً من عناصر شوفينية وعصبية دينية .ونُؤكد على أنها أساس مقتلنا وتخلفنا وفقرنا وجوعنا وعوزنا مع التأكيد الحتمي بأن جميع المعتقدات الدينية في العالم في طريقها للزوال مهما تبجحنا وتفاخرنا فالأجيال القادمة ستُدرك حقيقة أفكارنا ومعتقداتنا وخُرافاتنا .
وسؤال أخير .لماذا المسيحيون رغم قوتهم وجبروتهم في العالم اليوم( قد يقول قائل أنهم يقتلون ويسفكون دم شعوب عديدة .أو أنهم دولاً علمانية وليست دينية .أحسنت لكن رغم هذا لم يُجبروا لا المسلمين ولا اليهود على أن يُغادروا القدس والناصرة وبيت لحم والجليل حتى صيدا لأنها أماكن مقدسة لهم .فالسيد المسيح هناك ولد وهناك عاش وهناك صُلب وقام أليس هم أولى من المسلمين واليهود بتلك المقدسات؟ !!
إنّ المسيحية واستمرارها ليست بالأماكن المقدسة وبقتل الإنسان من أجلها .بل ستستمر بكلمة الله التي تنمو وتتحقق في نفوسنا وقلوبنا ورؤيتنا الإنسانية تجاه أخينا الإنسان
أتعتقدون أنكم تفكرون بشكل صائب إذا ما تعصبنا لديننا ومقدساتنا؟
إنها سخرية مابعدها سخرية. إنّ الإنسان أقدس من المقدسات لو فكرنا بشكل واقعي .
ليتكم تعودون إلى ضمائركم وتسألون وتفكرون بشكل واقعي وليس بآلية حمقاء فليس هناك من يُزيل الممالك سوى هذه الغلواء غير المشروعة.
أرض الشرق تتسع لجميعنا لو نحن أعدنا تقسيمها بحسب مكوّناتنا القومية واللغوية والدينية والمذهبية .فهل الخرائط هي الأخرى منزلة؟!!!!
# اسحق قومي. 11/10/2023م