عشتار الفصول:14040 مقترحات تؤسس لاستنهاض الفعل الثقافي والأدبي والتاريخي لأبناء شعبنا في المغتربات والأوطان


اسحق قومي
الحوار المتمدن - العدد: 7881 - 2024 / 2 / 8 - 22:47
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

الشعوب الحية المتمسكة بقيمة وجودها ووحدة مكوّناتها مهما تعرضت له من محن وانكسارات وتوزع ٍ وترهل في شكل مؤسساتها العسكرية أو الاجتماعية أو الروحية إلا أنها تبقى تتميز بقدرتها على توحيد الصفوف للدفاع عن وجودها وحقوقها وخلق آلية جديدة للانطلاق نحو واقع تقرأ فيه مستقبلها من خلال استنهاضها لواقعها وفعلها الحضاري والإنساني والتاريخي .
وهنا نؤكد على أن شعبنا بكلّ تسمياته ومناهله ومشاربه لا يقبل أقل إن يكون أقل من تلك الشعوب التي نهضت من رمادها تصنع المستحيل كي تبدأ على مسرح التاريخ في تأسيس كيانها سيما وأننا أبناء إمبراطورية لا يمكن أن يغفل عليها التاريخ في مسيرته والبشرية في ذاكرتها الجمعية .وعلينا أن نُفعّلُ تاريخها وحضورها ووجودها وأهميتها أجل. إنها الإمبراطورية الآشورية العظيمة التي تمتد عبر التاريخ وستبقى مخرزاً في عيون أعدائها كما لو التفتنا إلى غربها لوجدنا ممالكنا الآرامية التي أسست لفعل تاريخي عبر قاموس الأبجدية بعدما كنا نكتب لغتنا الآشورية بالمسمارية إلا أننا رأينا فعل أبناء شعبنا في آرام دمشق كيف أوجدوا الأبجدية الآرامية (السريانية فيما بعد) والتي هي أكثر مطواعة وسهلة من سابقتها في كل شيء.
أجل نحن أحفاد آشور وآرام وكلدو ومارون لا يمكن إلا أن نستنهض الهمم ونبدأ بزراعة أشجار نهضتنا .وأول الغيث في بناء نهضتنا علينا أن نتمسك بالحياة ونعتز بماضينا ونتنبه لحاضرنا ولكن على أساس أن نوفر مستلزمات تلك العزة وذاك الشموخ وهذا الذي نعيشه .وأول ما نبدأ به هو أن نستمر في الزواج والولادات والاهتمام بالأسرة والتعليم والمبدعين وأن نتوجه نحو استقطاب أبناء شعبنا الموزعين بين مكوّنات أخرى في دول العالم .كل ذلك والبداية تكون مع المبدعين منهم ومن هنا علينا أن نوفر لهم مؤسسات تتبناهم وتعتز بهم ويعتزون بها فهي البوابات إلى عالم الإبداع .
ومن يسألنا منذ متى بدأتَ الاهتمام بموضوع شعبنا نؤكد للجميع والتاريخ يشهد لنا. لقد بدأنا ونحن في المرحلة الابتدائية عندما كنا نردد النشيد الصباحي ( أمتن سريتو أمتن حبيبتو...)أجل من تلك الأناشيد والتراتيل ، من تلك الينابيع الثرة صيغت أبجدية العشق بنا فكان إن نمنا بعض الشيء ثم في أوائل الثمانينات من القرن العشرين الماضي بدأنا نتحسس لموضوع الأغنية السريانية الأشورية وأهميتها فرحنا نقرأ ونجمع حصادنا من مصادر مختلفة سيما وأن كُتبنا التاريخية تناولت العديد من المواضيع والأبحاث التي تخص أبناء شعبنا ففي علم النفس هناك بديهيات وهو عمل العقل الباطن في انتشار بؤر الاهتمام . أجل ها نحن نستمر في الكتابة في مغتربنا بالولايات المتحدة الأمريكية وعبر إذاعة ساوث أورنج كنا نُشير إلى فعلنا الحضاري وحين جئنا إلى ألمانيا في نهاية عام 1991م .رحنا نكتب وننشر في مجلات وجرائد فيها زوايا باللغة العربية وفي عام 1996م أسسنا المعهد الاستراتيجي العالمي للدراسات والأبحاث السريانية الآشورية الكلدانية المارونية وعملنا مدة أربعة أعوام نجمع ما يؤهلنا لعمل أكاديمي ولم نيأس رغم الصعاب وعدم شركاء جادون ونستمر في البحث ففي عام 2022م طورنا فكرة المعهد إلى مركز فقمنا بتأسيس (مركز بيت نهرين العالمي للدراسات الاستراتيجية.)
هذا عدا أننا عايشنا العمل القومي منذ أن اتصل معنا الأستاذ المهندس جورج نويا من شمال العراق في عام 2014م وبشرنا بفكرة اللجنة الموحدة لتأسيس البرلمان الأشوري في المنفى( يوكب) ثم كان إن دعونا لمؤتمرها الأول والتأسيسي وتم اختيارنا كأحد الأشخاص الذين يُسيرون أعمال المؤتمر ومن ثم تم اختياري كمستشار وكناطق رسمي لها باللغة العربية .وهناك دعوات عديدة من قبل أحزاب أبناء شعبنا لايتسع المجال لذكرها لهذا نقول: لم نتوقف في قراءة الشأن القومي والهم القومي لأبناء شعبنا، وكلنا ثقة بأنّ هذا العمل لا نُشكل أي اعتداء على موضوع مواطنيتنا السورية ومشروعيتها لدينا.
ومن جملة ما كتبنا بشأن النهضة نطرح عدة مشاريع ٍ كمقترحات مهمة واستراتيجية في استنهاض أبناء شعبنا في المغتربات والأوطان لبناء الذات القومية عبر مشروع نضالي نعتقد بأنه يبدأ من حقول الأدب والثقافة والبحث والموسيقا والغناء والمسرح والرسم والفن التشكيلي والمعاهد السياسية والعسكرية وغيرها .
فماذا كُنا قد اقترحناه سابقاً في هذا الشأن ليس سوى جزءا من رغبتنا في أننا نُدرك خطورة ضياعنا في الأوطان والمغتربات ونحن نبحث عن موانىء للنجاة من واقعنا .
لهذا أؤكد على أننا ننطلق من نوايا سليمة وصادقة ونقول للمناضلين لستم لوحدكم بل نحن الرديف الأهم لكم ونعاهدكم على أننا سنبقى نؤمن بقدرنا في وحدة أبناء شعبنا وإن اختلفنا في التسميات كما لانسمح لبعض المتسلقين والانتهازيين أن يبسطوا فعلنا ويعتبروننا أننا دخلاء و لانجيد لغتنا الأم .أو كنا يوماً ما منخرطين في حزب آخر فهذه ليست تهمة ولا تُقلل من إيماننا بما نقوله اليوم إنما ما يقوم به أولئك المنغلقين على أنفسهم ووجودهم ليس غريباً عنا ولكننا نسألهم ماذا فعلتم أنتم للنضال القومي ولأبناء جلدتنا ؟ ننوه لهذه المحطة كونها محطة غير مرغوب بها عند أولئك الإخوة الذين تكلست عقولهم بعصبيات قروية وفئوية ولأنني قد تلقيت أكثر من اتصال وكتابة عبر عشرات السنين مفادها يقول :( كُنتَ بعثياً للعظم وها نحن نراك تكتب في الشأن القومي لهذا أنتَ تشبه كمن غير البارودة من كتفه اليمين لكتفه اليسار ) . أجل نحن لم ولن نتنكر لفعلنا في حزب البعث في وطننا سورية ونؤكد على أننا عَملنا بإخلاص وجدّ واجتهاد وكنا مخلصين للوطن ومتصالحين مع أنفسنا ولكن هذا لاينفي تغيير في مواقف المرء وليست بالكفر . ونقول لأولئك المتفلسفين الجهلة الغافلين عن أهمية الوحدة بين مكوّناتنا التسموية أننا ماضون ولا تهمنا أفكاركم لأنها ليست للبناء وعليه نتابع ما قدمناه وما اقترحناه سابقاً لتطوير أسس نهضتنا لقد دعونا إلى :
آ = تأسيس رابطة مستقلة ــ تحت اسم (أعلام أبناء شعبنا). وفي المقال الأساس كنا قد بدأناه بالسؤال التالي: هل سيبقى المعلم نعوم فايق أسطورة أبناء شعبنا؟!! أليس من أمّ سريانية( آرامية) أشورية كلدانية مارونية أنجبت أو ستنجب أعظم منهُ؟!
سأختصر لئلا يملني القارئ العزيز. المعلم نعوم فايق يُعد من الأوائل الذين عَملوا في الحقل القومي والروحي والأدبي لمدة تجاوزت الأربعين عاماً وهو بدون أدنى شك له المكانة والأهمية في مسألة طرح المشروع القومي للوجود ولكنه ليس الوحيد من نبهنا لذلك ولو اختصرنا مسيرة حياة الأديب والمفكر السرياني الملفان نعوم فايق فإنه ولد لأسرة سريانية في مدينة آمد( ديار بكر) في شباط من عام 1868 م ولُقب بفايق من قبل أترابه واسمه نعوم الياس يعقوب بالاخ .تعلّم في المدرسة الابتدائية التابعة لكنيسة السيدة العذراء السريانية عند بلوغه السابعة من عمره حين أرسله والده ليتعلم ، وبعدها أنتقل للمدرسة الثانوية التي أسستها "جمعية الشركة الأخوية للسريان القدماء" وتعلم هناك اللغات السريانية والعربية والتركية والفارسية والألحان الكنسية والعلوم الطبيعية والرياضيات ومبادئ اللغة الفرنسية ..
بعد وفاة والديه اضطر للعمل رغم رغبته الشديدة في إكمال دراسته الجامعية . فعمل كمدرّس للسريانية من عام 1888م وحتى عام 1912 م. في مدينة آمد والرها وحمص وتنقل ما بين ديار بكر( آمد) وما بين بيروت والقدس وأخيراً حطّ الرّحال في الولايات المتحدة الأمريكية واستقر به المقام في نورث بركن بولاية نيوجرسي .وأسس في رحلته القومية والأدبية جريدة كوكب الشرق ( في ديار بكر) ثم جريدة ما بين النهرين في أمريكا وكان رئيساً لجريد الاتحاد . وهنا لابدّ من الإقرار بضمير نير بأنه كان رجلاً ذكياً متقد بالحماس ليقظة أبناء شعبه على اختلاف تسمياتهم. لهذا يُعد المعلم نعوم فايق أول من نبهنا للمشروع القومي ، وهو الأول من ناضل في سبيل نشر أفكاره القومية بين أبناء شعبنا خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية والذين كانوا قد توزعوا ما بين شيكاغو(أشوريين ) ودترويت(كلدان) ونيوجرسي(ـآراميين سريان) .وللعلم فقد عشتُ قريباً من مكان البيت الذي كان يسكنه المعلم نعوم فايق في حي نورث بركن بنيوجرسي. وكان إن عملت عند أحد الأرمن اسمه ـ آبو.أبراهام ـ في صناعة الحقائب الجلدية النسائية (ديزاينر لذر هاندباك Designer leather handbag )في ذاك الشارع وكنتُ ساكنا ليس ببعيد عنه . أخبركم بهذا لأن الأمر بالنسبة لي لم يعد مجرد صدفة تجمعني بالمكان الذي سار عليه الأديب والمناضل القومي الراحل نعوم فايق ،كما وأن عدة مواقف دارة بيني وبين الزميلة الطبية علياء جبارة في إذاعة ساوث أورنج بنيوجرسي والإعلامي الأخ عصام البدري والتي كانت تدور في أغلبها حول أهمية توجهي نحو دترويت أو شيكاغو للعمل في إذاعات لأبناء شعبنا هناك ولابدّ لي أن أذكر وأتذكر لقائي اليتيم مع الشاعر الراحل والمناضل نينوس آحو في رحاب كنيستنا السريانية بحي هاكنساك بنيوجرسي حين أراد العودة إلى الوطن سوريا وبوجود شباب آثوري أمثال سعيد ميرزا وجورج حبيب وغيرهم كل هذا شجعني على أن أبحث عن كتب ٍ للملفان الراحل نعوم فايق فوجدت له كتاباً لو قرأناه وقرأنا مجموعة الأفكار التي فيه لأصابنا أقل ما يمكن بصدمة عميقة ٍ تخترق أحشائنا حيث أن أفكار المعلم الأول والذي لا يمكن أن أقلل من شأنه على الإطلاق لأنّ المنطق والمادية التاريخية تقول علينا أن نقرأ تلك الأفكار في سياقاتها التاريخية .
لهذا أرجو ألا يفهمني بعضكم فهماً خاطئاً ولكن الحقيقة لم يستطع أو يتمكن هذا الإنسان ،الأديب العبقري رغم كلّ محاولاته أن يُقنع أبناء شعبنا المختلفين في التسمية والمتفقين على وجوب أن تولد من جديد في نضالها القومي .فنراه أحيانا ولمسايرة المختلفين من أبناء شعبه يقول بالأمة الآرامية السريانية واللغة السريانية وأحيانا يقول بالأمة الآثورية وثالثاً بالكلدانية .لا أريد منكم سوى قراءة أفكار هذا العملاق لكن ما يجب أن أشير إليه هو أنّ أبناء شعبنا الذي ازداد تجربة ًوخبرة ًوعدداً وثقافةً أليس هناك من رجالات قدموا للفكر القومي ما قدمه المعلم نعوم فائق؟!!!
وأما مؤلفاته فنحن نقرأ بأنها بلغت أكثر من 34 مؤلفاً لكن مع الأسف كلّ ما كتبه عبارة عن مخطوطات تركها ولم يتوفر له أن يطبعها في حينها وتوفي في الخامس من شباط يوم الأربعاء من عام 1930م بنيوجرسي وبهذا فقد عاش 62 سنة مكافحاً بالعلم وخدمة الكنيسة وفي النضال الأدبي والقومي.
وهنا أؤكد بمسؤولية تاريخية موضوعية وأخلاقية بأن الرائد القومي نعوم فايق لم نلحظ في كتاباته التي قرأنا له ـــــــــ ولا ندري إن كانت مخطوطاته فيها ما نتمنى أن يكون قد كتبت بها ـــــــــــ بأنه دعا وكان واضحاً في دعوته إلى ما يلي:
1=لم يُطالب في كل ما كتبه بحقوق شعبنا في تركيا العثمانية أوحين كان في الولايات المتحدة الأمريكية أوغيرها من مكان.
2=لم نراه يُطالب جيله ومعهم الشبيبة بتأسيس حزب ما أو منظم تخص نضالنا القومي الذي كان يدعو له.
3=لم يتمكن نعوم فايق من إنهاء مشكلة التسمية لامتنا . فنراه يُساير هذا القوم وتلك الجماعة.
4=كما أنه لم يتمكن من إقناع السيدة سرمة خانم المولودة عام 1883 ولا مار بنيامين وغيرهم من رموز أبناء شعبنا من تشكيل قوة مؤثرة تقود نضال أبناء شعبنا.
5=وأخيرا لا يمكن لأحد أن ينفي عن المعلم نعوم فايق من أنه صاحب فكر متقد في زمنه وأنه كان قد التقى العديد من الكتّاب والمفكرين في عصره .سيبقى علماً من أعلام شعبنا الموزع إلى طوائف وتسميات ولهجات ولكن أليس هناك غيره من يستحق أن يُسجل اسمه في التاريخ ونحتفي به مع الرائد القومي نعوم فايق؟؟؟؟؟
لهذا أرى أن تُبادر شبيبتنا الغيورة لتأسيس رابطة مستقلة غير تابعة لأية طائفة أو حزب أو منظمة كانت . ويجمعون آثار الكتّاب والشعراء والفنانين التشكيليين والموسيقيين والباحثين والمطربين والمسرحيين والمهتمين بالشأن القومي ويدرسون هذا التراث دراسة علمية وبعد الدراسة يُرشحون الأسماء التي يرونها تستحق أن نحتفي بهم ولِمَ لا؟!!!
ولكي نقف على الحياد علينا أن نعمل على نشر خبر تشكيل أو تأسيس رابطة مستقلة ولتحمل اسم ((عظماء أبناء شعبنا)) أو( أعلام أبناء شعبنا) .وهذا ما أراه وأطرحه بهذه المناسبة الجليلة مع تأكيدنا على عدالة ومشروعية تأسيس مثل هذه الرابطة في الشأن القومي.
فهناك كتبة وشعراء في المجال القومي ما يؤهلنا لترشيحهم لنيل الثقة الجامعة كي يُدرجوا بقائمة أعلام أبناء شعبنا .فنساء شعبنا ليست بعواقر بل هناك المئات ممن يجب أن نُفاخر بهم سواء منهم من رحل ومنهم من هو على قيد الحياة وعلى أن نتناول الجانب الأنثوي ممن عَملنا في حقول الإبداع كافة . فالتكريم يجب أن يكون لكلّ المبدعين والمبدعات ولكوننا مستمرون في تقديم إضافات إبداعية بمهنية موضوعية فإننا نستنهض العمل في الشأن القومي وهذا ما تجسد من خلال اقتراح لنا بضرورة تأسيس جائزة باسم أعلام السريانية ( الآرامية) الآشورية الكلدانية المارونية للإبداع المشرقي في المهاجر تحت رقم عشتار الفصول:14033
في إحدى الدول الأوروبية ويكون لها فروعاً في أهم المدن التي يتواجد بها أبناء شعبنا ويكون لها مقرها الخاص بها في تلك الأماكن وفي كل سنة يتم الإعلان عن مهرجان في مناسبة قومية مهمة .مثال (عيد الشهداء مثلاً ) لتكريم من يستحق من المبدعين في كل المجالات كافة .وأن يكون (عنوان التكريم كل سنة باسم علم من أعلام أبناء شعبنا) ويُقام بإشراف وتنسيق لجنة خاصة بهذه المناسبة و قد تستغرق يومين أو أكثر حيث يتم تكريم عدد تُحدده لجنة المهرجان من المبدعين في مجالات مختلفة ( الشعر والقصة والروية وفي الفن التشكيلي والموسيقا والغناء والمسرح والسينما والإعلام ورجالات كانت لهم مكانتهم الاجتماعية والسياسية والتربوية والحقوقية وغير ذلك ..)
ويكون هؤلاء المكرمين قد قدموا محاضرات من نتاجاتهم الإبداعية وأنوه ــــ بتطعيم الأماسي بمواهب ناشئة لتشجيعهم ـــــــــ فتكريم المستحق وهو على قيد الحياة يُساوي العالم كله وحتى تكون عملية التكريم قدوة ومحطة تحريضية على الإبداع لدى الناشئة وفي كل عشرة أعوام أو أقل يمكن طباعة كل المشاركات في كتاب خاص يبقى ذخيرة للأجيال كلّ في دولته أو مدينته .
هذا مجرد اقتراح ويمكن إضافة أفكار أخرى فنحن نكتب حتى نؤسس لمهرجان بعنوان
جائزة أعلام السريانية ( الآرامية) الآشورية الكلدانية المارونية للإبداع المشرقي.
أما بشأن تطوير العمل الثقافي والإبداعي لدى شبيبتنا ومبدعينا لابد من التفكير بتأسيس اتحاد كتّاب السّريانية . أجل إنَّ دراسة متواضعة للمشهد الثقافي والأدبي والفني والموسيقي لأبناء السريانية ممن يكتبون بالعربية أو بالسريانية على اختلاف لهجاتها الغربية أو الشرقية في المشرق والمغتربات ومن المهاجرين الذين يتوزعون جميع أنحاء العالم ويكتبون باللغات الأجنبية ينضوون تحت مشروعية تأسيس اتحاد لهم وهو من الضرورة بمكان على أنْ يؤسس فروعاً له في كلٍّ من أوروبا بدولها والدول الاسكندنافية والمملكة المتحدة البريطانية وروسيا واستراليا ونيوزيلندا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية ودول أمريكا الجنوبية بالإضافة إلى سورية لبنان والأردن والعراق وفلسطين والكويت ومصر.
لهذا نهيب بالإخوة والأخوات للبدء بتأسيس اتحاد كتّاب السريانية الآرامية الآشورية لهم في سورية والعراق بالرغم من أننا نقدر الجراح والظروف القاسية التي يعيشونها حيث الموت والتهجير والقتل بأنواعه والابتزاز وما إلى ذلك
إنَّ الكشف عن تأسيس اتحاد كتّاب السريانية في سورية في هذه الظروف يؤكد على أنّ المكوّن السرياني الآشوري الكلداني باقٍ على أرضه التاريخية مهما حاولوا ومهما مارسوا من أساليب بربرية عدوانية عليه فهو باق ٍ وأنّ ما يجري رغم الجراح وطعمها المر هو امتحان لجميع المكوّنات السّورية .وبهذا يؤكد شعبنا على أصالته وتمسكه بحقه الشرعي في أرضه مع شركائه على اختلاف قومياتهم ودياناتهم ومذاهبهم الروحية والسياسية وسيبقى شعبنا رمزاً للمحبة التي هي غاية وجودنا ونوراً وملحاً لأرض الشرق والمغتربات وأنه يقدر القيمة العليا للتضحية والشهادة في سبيل معتقده الديني والقومي والوطني وأنّ ما قدمه من شهداء في سورية سواء أكان أثناء قيامهم بواجبهم الوطني أو ممن استشهدوا على أيدي أعداء سورية .فأنَّ شعبنا يؤكد من خلال تلك الدماء الزكية على أنه ليس استثناءً ولا مهاجراً جاء من بلاد( الواق واق) وأنه لا يرضى إلاَّ أن يكون في مركز الحدث الوطني الساعي لخير الوطن وحريته وكرامته ، الوطن الذي يتساوى فيه الجميع دون استثناء وأنه شريك أصيل ولا يمكن تهميشه بأيّ حالٍ من الأحوال وأن ما تتعرض له سورية ما هو إلا غيمة صيف ٍ عابرة ٍ، أجل ستولد سورية وتتجدد ، سورية كطائر الفينيق فمن رمادها سيكون النشيد القادم .
كما ويؤكد شعبنا في المغتربات على اختلاف توجهاته وتوزعه على أنه مع الوطن سورية وجميع مكوّناتها الساعية للحياة الحرة الخالية من أيّ إقصاء أو اضطهادٍ أو تمييزٍ وتحقيق المواطنة الكاملة غير المنقوصة وأنّ هذا الشعب السوري السرياني الآشوري الكلداني الموزع في المغتربات والذي يتجاوز عدده أكثر من 7 ملايين نسمة بدءاً من البرزايل وحتى نيوزيلندا هو مع وطنه سورية ومع شعبنا يشد من أزريهما كما يؤكد للقاصي والداني أنه مهما حاول شذاذ الآفاق وسفاحي التاريخ فلن يخاف شعبنا من المجازر لأنه لم يفطم منها بعد وأنه توزع في العالم ولن ينتهي كما يتوهمون ومهما قتلوا منّا فنحن باقون نصنع الحياة مع الشرفاء الكرماء النجباء في الوطن والمغتربات
في الختام نرحب بكلّ فكرة بنّاءة ومفيدة وعملية كما وأن الأفكار الإضافية حق مشروع لجميع المهتمين فنحن نطرح مجموعة أفكار نعتقد أنها ضرورية لكنها ليست منزلة...
.اسحق قومي
شاعر وأديب وباحثٌ وإعلامي سوري يعيش في ألمانيا. عشتار الفصول:1836