عشتار الفصول:12936 دعوة للتنوير. مستقبل الشرق إذا أردنا أن ينهض من موته.


اسحق قومي
الحوار المتمدن - العدد: 7689 - 2023 / 7 / 31 - 18:28
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

إن لم تؤمن بوجود وحق الآخر المختلف عنك بالقومية واللغة والدين والمذهب والتراث .فأنتَ شوفيني ولا يمكن أن تُقام معك أية علاقة إيجابية في الوطن أو خارجه .وكل كلام غير واقعي ولا تتجلى فيه المسؤولية الوطنية والتاريخية والوجدانية والإيمان الراسخ بحق الآخر فهو كلام يقع خارج المنطق ،وهو مضيعة للوقت وحرق جهود الأجيال ومصيرها ومستقبلها .ولهذا علينا أن نتوحد حول قراءات معينة إن أردنا حقاً وليس لرفع شعارات كمن يرفعون شعارات السلام وهم أكبر مغتصبي وسفاحي التاريخ لهذا تقول القراءات مايلي :
آ=التاريخ مهم، ولكن الواقع أكثر أهمية.إذا كان التاريخ يفعل فعله الحقوقي والقانوني والوجداني. فإنّ الواقع يفرض نفسه بجملة من معطيات وقِوى مؤثرة وفاعلة ولهذا علينا مناقشة الكيفية التوافقية على محمولات التاريخ بمنطق علمي وسياسي وحقوقي وليس بجملة عواطف لاتثبت أمام المتغيرات والزمن.
ونعتقد بأنّ العمل على بناء دولة القانون في الشرق الأوسط هو الحل الوحيد لتشابك في وشائج المكوّنات القومية أولاً والمذهبية ثانياً وهذا يستلزم أن نتوحد حول .
1= المنهجية التي ندرس بها واقعنا وما يُناسبنا هو المنهاج الواقعي والعملي والمفيد في قراءة الواقع .وتشخيص أمراضه ومستلزمات نهضته عن طريق حزمة من الأبحاث الرصينة تتناسب مع واقع الشرق وأمراضه بغية توظيفها في خدمة النهضة المرجوة للواقع الراهن . ونعتقد بأنّ هذه الأبحاث والمناهج يجب أن تنطلق من أهداف وآمال ومطالب جميع المكوّنات التي تُشكل جوهر الواقع المشرقي .على اختلاف قومياته ولغاته وتراثه وتطلعاته وأهدافه وأنواع التربية الدينية والثقافية لتلك المكوّنات وذلك لضرورة النهضة والتقدم والمعالجة الحقيقية لمشاكله الجوهرية.
2= عدم إهمال تحت أي مسمى كان أهمية ومركزية الحقوق الجغرافية والتاريخية لجميع المكوّنات القومية واللغوية والدينية في الشرق . لأنّ تلك الحقوق تُشكل الميدان الحقيقي للأبحاث العلمية التي ستكون بمثابة منطلقات نظرية في معالجات أمراض المشرق كما أنّ ملخصات وخلاصات ومركزيات تلك الأبحاث ستُشكل ميداناً هاماً في صنع السياسات المرجوة لذاك الواقع ومعالجته بطريقة حديثة ومهنية وبناءة .
3= أما بشأن موضوع بناء جسور ثابتة وحقيقية وواقعية بين المكوّنات المشرقية ولموضوع العيش المشترك بينها دون إكراه أو غبن ٍ أو صورية ٍ أو هيمنة وغطرسة وشوفينية وإقصائية .يتمثل في بناء منظومة فكرية جمعية تربوية يؤمن بها الجميع على مسافة وقدر واحد تترسخ عن طريق المناهج التربوية .
ونرى أنّ أحد مراكز الفعل الإيجابي في تلك المنظومة يؤكد على أن نتخلى عن الماضي بكلّ إرهاصاته ومآسيه وصراعاته لصالح الحاضر .
وهذا التخلي لايعني عدم الاعتراف بحقوق المكوّنات في تاريخها وجغرافيتها ومحمولاتها ومآسيها ومذابحها وظلمها . وإنما يتمثل في الإيمان بقانون واحد يقول: لجميع المكوّنات ،لجميع الأفراد والجماعات نفس الحقوق والواجبات واقعياً وليس ورقياً ..وأن لا تقوم تلك الحقوق على أساس الأكثرية العرقية أو الدينة بل على أساس الفرد وما يستحقه ،وما يتمتع به من ثقافة وعلوم وقدرة وإرادة على تحقيق ما يُحقق للجميع العدل والمساواة والحرية المنضبطة والشعور بالأمن .
4= أيّ اعتقاد ديني أو قومي أو سياسي بتميز وأحقية أي قومية أو دين أو مذهب في دول الشرق يعني ليس هناك أيّ فسحة للأمل أو قدرة على المعالجة. ولهذا على المدارس الإسلامية على اختلاف تنوعها شيعية كانت أم سنية . عليها أن تكون واضحة في موضوع الفقه فهو لدى الشيعة أو السنة واحد في موضوع التكفير وقتل الآخر المخالف لهم .على الجميع تفهم خطورة جوهر هذا الفقه ويجب وضع دراسة حقيقية وعملية وواضحة تجاه أبجدية الفقه الإسلامي في باب الآخر المخالف في الدين والعقيدة.ولهذا على الجميع تقع مسؤولية تأخر الشرق وتأصيل مفهوم اللون الواحد والقومية الواحدة والدين الواحد. فإذا أردت الأكثرية شرقاً بلون واحد في كل شيء فذاك ليس بشرق بل أنه منازل لعصابة دينية وقومية ليس إلا.
5= علينا جميعاً أن نتعاون في قراءة موروثنا الثقافي والديني والتاريخي والأركيولوجي بالكثير من الشفافية والواقعية وعدم الجزم في رأينا لأنه ليس من صفات المختص والباحث النزيه أن يجزم بمعرفته ونتائج بحوثه .بل عليه أن يقرأ للجميع ويُحاور الجميع فيما يكتنزونه من معارف حول حقوقهم التاريخية ولايوجد في البحث التاريخي حتى في نتائج التنقيبات قول أن هذا هو ولايوجد غيره .
لأن الأبحاث المستمرة تُفضي إلى معطيات جديدة .ولهذا ليس هناك تأكيدات مطلقة حول التاريخ ومحمولاته .
كما يجب أن يُحترم كل من على هذه الأرض وفي أيّ بقعة جغرافية كان .وعلينا أن نتعلم من الغربيين حيث أن الفرد القادم من افريقيا أو آسيا له الحقوق التي لحفيد من ماتوا على هذه الأرض ومفهوم المواطنة عند هؤلاء الكفرة بتعبير 97% من أهل الشرق لا تقوم على التاريخ ولا الجغرافيا بل على قيمة الإنسان . أجل هو يُحترم لكونه إنسانا...ونحن في الشرق لازالت تسوقنا العصبية الدينية والمذهبية والقومية ولن نُكمل...فهل نحن على استعداد للعمل على نهضة الشرق من موته أم سنواصل طريق أجدادنا ؟!!!!!!!!!!!!!!!
وللحديث صلة.# اسحق قومي.31/7/2023م