عشتار الفصول:12937 الزمن إن مضى لن يعود


اسحق قومي
الحوار المتمدن - العدد: 7699 - 2023 / 8 / 10 - 14:22
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

مقولة (التاريخ يُعيد نفسه) لاتملك مصداقة منطقية وواقعية وموضوعية لتحقيقها. وإن عادت حالات نظن بأنها تشبه تلك التي مرت قبل سنين فهي ليست كذلك إنما نتيجة حنيننا للماضي مما يجعلنا نتخيل ذلك.ونؤكد على أن الماضي لايعود بحكم المتغيرات وصيرورة وسيرورة حركة الشعوب والمجتمعات .تلك التي تُصيب المجتمعات البشرية والحكومات المحلية والظروف المحيطة والتغيرات المرفولوجية( السكانية) والنمو والتطور كل هذه لاتوفر دائماً مناخاً لتحقيق هذه المقولة. وموضوع الشعب الفلاني عاد بعد ألفي عام . أجل عاد ولكن لقد تغيرت كل المعادلة مع الزيادات السكانية والتغيرات في البنية التحتية والفوقية والحقوق الوطنية والأممية والثقافية .
لهذا فالشعب الذي فقد إرادته السياسية منذ زمن بعيد، ولم يتعلّم من نكباته ومآسيه ومجازره كدروس ٍ في أهمية إنجاز ملفات التسمية واللغة والقومية حتى اليوم فإنه شعب غير جديرة بالحياة.
كما أن التوزع والتنوع في الآراء وكثرة أبطال ذاك الشعب .وكلّ يعتلي فرسه قائلا أنا الفارس الأوحد. يجعل موقف ذاك الشعب من تحقيق أحلامه من الأمور المستحيلة .
لهذا بعض الشعوب يلزمها أن تعود إلى مدارسها الابتدائية وتقرأ أبجديتها قراءات مبنية على المناهج العلمية. وأن تؤمن بحقوقها وشخصيتها وفعلها الحضاري إيماناً راسخاً ،وأن تحترم مثقفيها ومفكريها وأن تعتمد الحرية المنضبة في سلوكيتها اليومية .على أن تبدأ بورشات عمل بقرار يتحمل المسؤولية التاريخية حاملة سمة الولادة الحقيقية بقافة بناءة ضمن مناهج مدرسية لتعليم لغتها الأم لأن اللغة هي المحور والحامل الذي تتميز فيه الشعوب عن غيرها. سيما ونحن اليوم أمام موت للعديد من اللغات. لهذا على من يريد أن يولد من رماد شهدائه ومآسيه وأن لايندثر في مساحة العالم الواسع ،عليه أن يُبادر ويتنادى لاجتماع مثقفيه ومفكريه ومن المستحق ممن لديهم تجربة سياسية حقيقية وفاعلة لوضع مصير ذاك الشعب على دروب الواقع والمستقبل وليس الماضي فالماضي قوة لا نستطيع تثبيته إلا من خلال مقومات قوة الحاضر ونؤكد على أن المستقبل لا يتحقق بالشعارات الخلبية ولا بماضي الذي كان .
ومن له أن يقرأ فليقرأ.
# اسحق قومي. 10/8/2023م