عشتار الفصول:12929 السلام للعالم ،لنُغني للسّلام


اسحق قومي
الحوار المتمدن - العدد: 7691 - 2023 / 8 / 2 - 11:29
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

الإنسانية بحاجة للعودة إلى الأخلاق المسيحية وما بعد الثورة الفرنسية.
لا أقول الأخلاق المسيحية لأني معتنقها . لكن إن وجد في التاريخ أفضل من دعوتها لنترك مانقوله.
قال السيد يسوع المسيح :(أحبوا بعضكم بعضاً، أحبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم....كلّ ماتريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم لأنّ هذا هو الناموس والأنبياء)
الإنسانية مطالبة اليوم أن تستحضر القيم والثقافة التي تعمل على المحبة والبناء وليس على الكره والطمع والجشع والحسد والغيرة القاتلة والحروب والتدمير .
لقد وصلت الإنسانية بعد نتائج التقدم النوني. إلى حالة مزرية ورعب ينتظرنا .فما تقدمه الدراسات الاستراتيجية للحالة التي وصلت إليها البشرية برمتها شيء يدعو إلى الغثيان والدوار كما يقول الكاتب والفيلسوف البريطاني كولن ولسن .
نحن جميعاً على اختلاف ثقافاتنا وأدياننا ومذاهبنا ورؤيتنا للأمور علينا أن نستحضر مصيرنا المحتوم إذا ما تمسكنا كلّ بثوابته وتربياته وقيمه . لهذا لازالت أمامنا جميعاً فسحة من الوقت لنصوب مساراتنا لصالح الجميع.لنفكر بعقلانية وليس بتوحش ديني أو نووي أو صناعي . علينا أن نستحضر الحربين العالميتين ونتائجهما التدميرية .فالقادم ليس حربين مجتمعين بل تدمير للجنس البشري وكوكبا الجميل.
ولهذا نعتقد .نحن مطالبون في توحيد رؤية دينية ووجدانية واحدة أولاً . لأنّ اختلاف التربيات الدينية يُبقي الباب مشرعاً على التناقضات القاتلة كما وعلينا أن نختار الأفضل من الأنظمة السياسية والاقتصادية ثانياً .ومن ثم ننطلق إلى ترتيب أولوياتنا الضرورية ثالثاً.
ولنقلل من الولادات السونامية فهي أخطر من السلاح النووي والليزري.رابعاً.
ولنعمل على مساعدة بعضنا في إيجاد الحلول السليمة للتنمية في كل الاتجاهات.
وأريد أن أقول اليوم جراء مايجري في العالم منذ سنوات عِجاف : إذا كان فردريك نتشه قد قال يوما (إنّ الله قد مات) أقول لكم لقد مات الضمير عندنا . وعندما يموت الضمير وتنطفىء كلّ شموع الإنسانية وتحتضر القيم المعتدلة في دواخلنا وفي مجتمعاتنا ، عندما نعود إلى شراستنا وبداياتنا الأولى التي كانت تقوم على الغزو والنهب والسلب والقتل والاغتصاب والاحتلال .فإنّ المستقبل لايمكن إلا وأن يكون ليس مظلماً وحسب بل هو الظلام السديمي إلى أن تُخلق الحياة من الموت والرماد.
وهذه الدعوة لانوجهها للفلاحين ولا للعمال مع جل تقديرنا لهم ، ولا لمن هم في دور العجزة أو دور المجانين . نوجهها للذين يدعون بأنهم من المثقفين وللسياسيين والعسكريين وإلى من تبقى من العشاق في العالم لأنّ العشق قد هاجر إلى بلاد (الواق واق) ولم يعد حباً إلا من أجل غايات عرجاء.
الشموع التي تُنير ظلمة أيامنا ستنطفئ إذا ما تركنا أصحاب الدعوات غير الإنسانية يسرحون ويمرحون.
العنف الديني على أشده ،والخلافات في تقاسم الثروات على أعلى مستوياتها، وأصحاب المخططات المشبوهة التي تريد إبادة الجنس البشري في قمة سكرتها .
نحن أمام سيول جارفة وعنيفة ستجرف كلّ شيء .
إنهم يحضرون لثقافة الفناء . علينا أن نستيقظ كلّ في مكانه .لنقل لا للتطرف ، لا للحرب النووية، لا للمثلية الجنسية، لا لكورونا المصنعة ومابعدها وما سيكون بعد التلقيح.لا للديانات المتطرفة والتي تتملكها العصبية الهوجاء.لا للسياسيين الذين ظلموا شعوبهم ليذهبوا إلى الجحيم. لا لكلّ من قتل أملاً في صدور الفقراء والمظلومين، لا وألف لا. إلا للحب والسلام والعدل والمساواة والحق في العالم وللعالم السلام .
# اسحق قومي.2/8/2023م