قرية تل جميلو


اسحق قومي
الحوار المتمدن - العدد: 7890 - 2024 / 2 / 17 - 20:14
المحور: الادب والفن     

رقمها العقاري 197 ومساحتها 7200 دونم و52 دونماً أرض للبناء والبيادر والتل.
تقع قرية تل جميلو على الطريق بين الحسكة والدرباسية وهي أقرب للحسكة منها للدرباسية .حيث كانت تبعد عن الحسكة وعلى الطريق الترابي القديم ثمّ المعبد فيما بعد بـ 21كم.
وبعد مشروع البحيرة تمّ تغيير الطريق إلى الغرب ولهذا أصبح طويلاً ويُقدر من الحسكة إلى القرية ب 35 كم. يحد القرية من الشرق قرية الفرحية وأهلها أكراد والقرية الثانية إلى الجنوب الشرقي (المشيرفة) وأهلها عرب ومن الشمال يحدها قرية الطامة وكانت لموسى الكيسو القصوراني واليوم أهلها عرب وقرية تل رجب أهلها أقصوارنة .ومن الغرب يحدها أراضي قرية تل رجب وقرية البرغوثية وهي لبيت العكلة وهم عرب معامرة (عليزات) كما ويحدها من الغرب الجنوبي أراضي قرية أم المسامير وهم عرب معامرة مختارها كوكب العليوي. وكوكب العليوي هو من عرب الدليم وليس معماري ولكنه محسوب عليهم .
ومن الجنوب أراضي قرية نصف تل وأهلها أيضاً عرب معامرة.
قرية تل جميلو تقع بالقرب من تل عالٍ إذا صعدت فوقه في ليالي الصيف تأتيك النسائم العليلة من الغرب وإنْ نظرت إلى الشمال وأمعنت في النظر سترى أضواء مدينة ماردين التركية. ومن الجنوب ترى شفق( أضواء مدينة الحسكة) وهي تعلو وتتسلل من وراء جبل بركاني قليل الارتفاع يسمونه (الحما). ويجري غرب القرية شبه نهر موسمي صغير نسميه (الرجلة) تأتي قادمةً من شمال ماردين. وهي مجرى لمياه الأمطار شتاء. وقد ورد اسم (الرجلة باسم رجلة عويج )في أشعار الشاعر (عبد الله الفاضل) الذي كان عزيز قومه وأصيب بالجرب وبعد شفائه جاء إلى منطقة رأس العين وخدم عند الباشات.
وأما اسم القرية فهو آرامي حيث إنَّ اسم المكان أو الأشخاص في اللغة السريانية يُضاف إلى أواخرها واو. مثال:آلوهو(الله).شبقونو(عفواً).أو قريثو (القرية) وحتى كلمة كفر أو كفرو التي تعني القرية، يُضاف إليها واو ويكون اسم جميلو. تل كَمْلو أي تل الجمال.
وقد بُنيتْ القرية في نهاية الثلاثينيات ومطلع الأربعينيات من قِبل القصوارنة على كتف تلها العالي ومن الجنوب وعلى منحدره وامتدت حتى البئر الذي يقع جنوب القرية، قُربَ مجرى الرجلة. وعلى تلها إشارة من حديد عالية كان قد وضعها الفرنسيون عندما أتوا الجزيرة. حيث قاموا بوضع خرائط جغرافية وإدارية ومن عادتهم أنهم كانوا يضعون فوق كلّ مرتفعٍ إشارة كعلامة على أهميته وعلوه .وكانت تقع تلك الإشارة في الجهة الغربية من التل. نصعد إلى أعلاها عن طريق التسلق على قوائمها الأربعة التي كانت زوايا حديدية. وكانت ترتفع أكثر من 3,5م ولها صفائح حديدية بدا عليها الصدى. كان كبار القرية يقولون لنا بأنّ الفرنسيين كانوا قد وضعوها في منتصف العشرينيات من القرن العشرين وبقيت موجودة حتى عام 1987م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1= المرجع: الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة. ابن شداد.ج3 القسم الثاني ص542.
ولكننا نجد أعداء الحضارة يقتلعونها كجزء من حالة انتقامية من أهل القرية فلا يكتفون برعي الزروع التي أهلها يسكنون الحسكة وكذلك يرعون أيام الحصاد وكلّ الأوقات في أراضي القرية. بل فقد هدموا بئر القرية القديم منذ عام1978م.
أما التل يعود فكل الدلائل والقرائن والمقارنة مع غيره من تلول فإنه يعود إلى العهود القديمة أي إلى العهد السومري والأكادي والبابلي والآشوري والآرامي والحثي والروماني والعهد العربي الإسلامي. وحتى أن الموجودات فيه وعلى منحدراته تثبت قدمه الذي يعود إلى العصر الحجري وذلك من خلال الجواريش الحجرية (جمع جاروشة).التي تم العثور عليها في أطرافه .ويحتوي هو والأرض التي تحيط به على كنوز أثرية ففي عام 1958م كنّا قد رجعنا للقرية وقد شاهد الأهالي بالصدفة وعلى أثر نبش الغنم قرب المدرسة على دار كبيرة مبنية من القرميد مربع الشكل ومشوي. وكان يوجد عليه كتابات وقد رأيتُ المكان وكنتُ من بين الصبية الذين تجمعوا حول هذا الاكتشاف. وكان على شكل غرفة مستطيلة وكبيرة تتصل بأبواب ثلاثة مع غرف بجوارها. وقد أخذ أهل القرية القرميد. كما أتذكر أنَّ أهل القرية عثروا عند حفر بئر(جب) لبيت موسى البري على قنوات رومانية على عمق ثلاثة أمتار من سطح الأرض. كما تجد الآلاف من قطع القرميد التي تعلو التلَّ وأطرافهُ الجنوبية والشرقية. إنها بالتأكيد كانت جراراً وأدوات استخدمها الإنسان في العصور القديمة. وقد حطمتها أيادي أعداء الحضارة وأحياناً لجهل إنساننا فيما تمثلهُ تلك من أهمية بالغة وكان على بعضها رسومات كالأشجار أو الطيور وبعضها مصبوغ بألوان ترابية أو حمراء. وفي عام 1986م أخذنا كريدر( آلة كبيرة مهمتها تسوية الأرض وشق الطرقات) من المواصلات لتسوية أرض لنا وراء التل من الغرب وهي خربة ذات منحدر يزعج التركتور أيام الفلاحة وكذلك الحصادة يوم الحصاد. وبعد أن قشطت سكين الكريدر أكثر من متر وجدنا أعداداً هائلةً من الجرار الكبيرة والصغيرة تتكسر تحت دواليب الكريدر وسكينها وكان لوناً رمادياً يخرج من تلك الجرار التي كانت توابيت للإنسان القديم ورأيتُ عظاماً لكنها كانت تتفتت عندما نتلمسها بأيدينا أوقفتُ السائق الذي كان من قرية أم المسامير واسمهُ عواد. ومنعته من إكمال المهمة لأنني علمتُ أنّ هذا المكان ما هو إلاّ مقبرة لأهل القرية في الأزمنة الغابرة .وكنا قد حصلنا على الكريدر من المواصلات بمساعدة أخي المهندس الياس قومي الذي كان مدير مرآب المواصلات آنذاك.
نعود للقول لقد تمَّ شراء نصف القرية من جماعة كان يُطلق عليهم (بأبي عاصي ).كان ذلك عام 1939م.واشتروا نصفها الثاني من علي الحمزة المعماري وله قرية أبو خويط وهي على نهر الخابور إلى الغرب من الحسكة. وعندما اشتراها القصوارنة لم يكن في القرية من دورٍ مبنية من لبن بل كانت بيوت ساكنيها الأوائل من خيامٍ وكان من قبلهم بئر القرية القديم لا يُعرف متى تمّ حفره حيث كان مبنياً حتى السطح من حجارة بازلتية سوداء ومنه تسقى الحيوانات ومنه يشرب أهل القرية رغم أن ماؤه كانت مالحة.
ولنسأل كيف جاء القصوارنة إلى هذه القرية واشتروها ؟
لقد سعى موسى البري اللولي (عدواني) إلى شراء القرية على الرغم من أنه كان يستطيع شرائها بنفسه إلا أنه سيكون وحيداً في المنطقة.ولهذا لابدّ من أن يُشرك أقرباءه وبعض من أهل قريته من القصوارنة لأنَّ وجودهم ضرورة في وقتٍ كانت كلّ جماعة تسكن مع بعضها بعضاً. وعندما تحقق من ضرورة تنفيذ الفكرة وشراء القرية ذهب وجال على جماعته وجمع الأقرباء واشتروا القرية بعد الاتفاق على سعرها وكان يومها بـ 200 مئتي ليرة رشادية من الذهب الخالص. وكيسين كبيرين من القهوة العربية يوم كانت القهوة غالية الثمن جداً وبارودتين حديثتين آنذاك . والشراء تم مناصفة ما بين علي الحمزة المعماري وعرب البو عاصي
وأما مساحة القرية فتبلغ 7200 سبعة آلاف ومئتي دونم للزراعة و52 دنماً للسكن والبيادر والتل. موزعة على أكثر من 43حصة.لبيت موسى البري 12حصة.
وفي بداية شرائها كانت سنوات قحط حيث الجفاف ولاتعطي أرضها زرعاً. بل كان يكثر في أراضيها الصفيرة والزيوان في اللغة الأجنبية Lolium ( فصيلة نباتية نجيلية ).
وقد عمّر القصوارنة القرية من لبن على شاكلة قرية أهلهم القصور(أو الكولية التي تقع جنوب ماردين).وبنوا في القرية مناظر عالية منها منظرة المختار موسى البري اللولي ( عدواني) وابنه فرمان أبو فيصل لهُ منظرة وبيت عزيز حنتي (يوسف) لهم منظرة وبيت الخوال(حنّا وإبراهيم وعيسى وكرمو.) لهم منظرة. وبيت سليم القومي عمروا منظرة.وبيت موساوو لهم منظرة مبنية على بيت قليل الارتفاع يُستخدم للحيوانات والتبن وغيره
وللقرية ساحة تقع أمام بيت الجد بحدي جرجس أصلاني أبو جميل جنوب باب حوشهم ..ومن شرق تلك الساحة يقع بيتنا الذي بنيناه وأعني بيت حني الججي قومي أبو الياس الذي أصبح فيما بعد لبيت ياسو السيدة (الياس خلف) بعد أن اشترى من أهلي حصتين في عام 1951م ومن غرب الساحة بيت سليم القومي أبو فرحان وإخوته.
أما بيوت القرية: كانت القرية تتكوّن من البيوت التالية:
بيت موسى البري اللولي- عدواني- وأولاده. فرمان. عبد الأحد(بحو) الذي توفاه الله في شهر تشرين الثاني من عام 2002م. وولد آخر اسمه جاجان أراد أن يأكل لبناً من تحت المكبة فلدغه عقرباً ومات .ثمَّ جاء بعدهُ ولد أسموه إبراهيم والملقب بأبي جوزيف .توفاه الله أيضاً في عام 2006م في الحسكة.
ومن بنات موسى البري.خاتوني(خاتون) التي تزوجت لخالي حنا كرمو جرجس أصلاني.وقد ماتت في القرية وتبعها أولادها وآخرهم كان الشاب المقعد إسماعيل.(سمعو)الذي كنتُ ألعب أنا وأختي نورة معه يوم توفاهُ الله في قرية تل جميلو وكانوا يومها يسكنون بيت إبراهيم المسعودي.في شرقي القرية جنوب بيت موساو وكانت الحمى قد أصابتهُ منذ زمنٍ ودفن في مقبرة المسيحيين على الجهة الشرقية من تل القرية وأتذكر بأن الوقت كان خريفاً وكان خوالي وأعني الده وعمامه في المصلحة يحرثون ويبذرون جنوباً حيث ذهب والدي على فرسنا وأخبرهم وجاؤوا ودفنوه.
كان ذلك عام 1958م. وأما البنت الثانية لموسى البري عدواني كان اسمها مريمي (مريم) كانت بسيطة ووديعة وحنونة وتُقدر الأقرباء بشكل (وقد ماتت في الحسكة في تموز عام 1999م).
أجل لقد اختار المختار موسى البري أن يبني له بيتاً يقع على الجهة الجنوب الغربية من التل وكانت حوشه كبيرة جداً قياساً لبيوت الآخرين وبجانبه من الجنوب نجد بيت ابنه فرمان الكبير(أبو فيصل) ويعقوب وفواز وميخائيل وجبرا.وله بنات.ومن الشرق من بيت موسى البري عمرَّ الحجي جرجس آسيا أبو إيليا وبحود وعبود وآسيا. ومن بنات الحجي جرجس آسيا . مريم التي تزوجت لذياب بن كرمو كالو.وحبو تزوجت لابن خالتها نعيمة امرأة حنا البرفي واسمه إبراهيم حنا البرفي. وغزالي (غزالة).
ومن جنوب بيت الحجي نجد بيت برو الجزعو.ابنه كرمو والياس وجوزيف وجزاع وابنته الكبرى سارة التي تزوجت لابن بانوس.وإلى الشرق من بيت الحجي وبيت برو الجزعو.يقع بيت الخوال (حنّا وإبراهيم وعيسى وكرمو والجدة بهية)وإلى الشرق منهم .عمرّ عمهم بحدي جرجس أصلاني بيتاً وله من الأولاد جميل وكمال وإيليا وجورج (الياس) وصبحي. وابنته سارة.. وإلى شرقهم نجد زابوق(ممر ضيق) نسميه (خرخور ) يؤدي إلى التل ومخرجه ساحة القرية. وأما تسميته بخرخور لكونه مجرى لمياه تنزل من التل في ذاك المكان وذاك الممر يفصل بين بيت الجد بحدي وبيت بحدي الفارس أبو فارس وملكي ونعيمة وغزاله وليلى وزوجته اسمها شمسه ابنة نجو التي هي ابنة عم والدي حنا ججي قومي ملكو كتنه الداراوي .
أما شرق بيت بحدي الفارس.يقع بيت عديله موساو. وكنيته يوسف. أولاده بحود ونذير وطلال وسمير وسارة ابنتهم الكبيرة تزوجت لزحلة وابنتهم الثانية سميرة تزوجت لكرمو سليم القومي.وكانت لهم ابنة قبلها اسمها سارة ماتت وهي صغيرة. وقد عاشت عندهم أم زوجتهُ خانمي. العمة نجو. ونجو ابنة ملكو أخو جدي ججي وعيسو ويوسف .وبيت موساو يقع في شرق القرية وعلى سوية واحدة من بيت بحدي الفارس ومن جنوب بيت موساو(موسى) اليوسف يقع بيت إبراهيم مسعودي الذي تُعتبر جدتي هيلي بنت يعقوبي الملقبين بالزلك عمته الحقيقية .وابنه الكبير ذياب ومروان وحنا ومسعود الذي قُتل وهو شاب على الطريق المؤدي إلى تل تمر. عندما أراد أن يتزوج بفتاة فقام بتهريبها وفي الطريق تدهورت بهم السيارة فمات.. ومن بنات إبراهيم مسعودي الكبرى جوهرة امرأة الخال جميل بحدي جرجس أصلاني أم تركي (بسّام). وذيبه التي تزوجت وذهبت إلى استراليا. أما ذياب الابن الكبير بين الأولاد.فقد ضربه والده القندرة (الحذاء) فأصابته في مؤخرة رأسه وَفَقَدَ على أثر تلك الضربة بصره ورغمّ أنّ والده أخذهُ إلى بيروت ثمَّ فرنسا بقيّ أعمى وتزوج وخلف أولاد .أما زوجته فكانت أخت صومي الصارا والدها حنا الصارة رأيته وهو أحد أقرباء بيت موسى البري اللولي( عدواني).
ومن شمال غرب بيت إبراهيم مسعودي وأمام بيت بحدي الفارس كان بيتنا (بيت حنا الججي قومي ). وفي ذاك البيت ولدتُ أنا بعد موت أخي جرجس وراحيل وميثى. كان ذلك عام 1949م وكان الوقت بعد شهر تشرين الأول وقالت والدتي بأنك ولدت بعد شهر من ولادة إيليا بن بحو موسى عدواني وبعدنا بشهر يولد جورج بن الخال حنا كرمو جرجس أصلاني وابن العم يوسف صومي ججي قومي.
في ذلك البيت المؤلف من غرفة كبيرة ولدتُ وكانت تسكن في غرفة من ذاك البيت جدتي هيلي مع ولديها أول الأمر قبل أن يتزوج العم صومي من مرة بنت الياس البحي درويش من قرية تل رجب .وأما العم خليل فقد سِيقَ لخدمة العلم السوري وكانت الخدمة يومها سنة ونصف السنة وقد تألمت وانقهرت على ولدها وغيابه عنها وبدأت حالتها تسوء مما استدعى الأمر أن يأخذوها مريضة بسيارة لمدينة الحسكة ورغم علاجها إلا أنها فارقت الحياة في بيت إيلو التانو لكونه عديل عمي صومي آنذاك وقد تمّ دفنها في مقبرة الحسكة للسريان الأرثوذكس القديمة التي تقع الآن تحت بنايات غربي كراج الانطلاق والإطفاء بالحسكة وجنوب كازية الدكتور بكري قباقيبي .
أما أخواتي وإخوتي. مارين الكبرى ولادة بلدة الدرباسية عام 1940م. وميثى وراحيل مواليد قرية السيحة ونورا مواليد 1947 قرية تل جميلو وجرجس من مواليد قرية تل جميلو ومات في الدرباسية ودُفن في مقبرة المسيحيين على تل أيلول .
وأنا اسمي الياس.فعندما كنتُ طفلاً صغيراً وكنت في الدركوشه (سرير للأطفال كانوا يصنعونه من الخشب ).كانت والدتي تساعد العمة شمسة في صناعة (الكبيبات) وكان والدي في الحسكة احترق البيت(السبب لم يُعرف). وعندما سمع رجال وشباب القرية تنادوا جميعاً هم والنساء والصبية وأطفأوا النار وكانت والدتي تصرخ دخيلكم(الرجاء) الياس في الدركوشه جوا(أي في الداخل). أخرجوني ولم أصب بأذى رغم الدخّان والماء الذي كانوا يرشقونه على النار.قالت والدتي أنت وإنجيل قديم لم تُصبا بأذى.
العم صومي يتزوج من (مرة )ابنة الياس البحي درويش من قرية تل رجب.ويلد لهما ولد اسمه يوسف وابنة اسمها ناجيا ولدا في قرية تل جميلو وأما ناجيا فقد توفيت ودُفنت بمقبرة القرية . ومن غرب الساحة التي تقع غرب بيتنا آنذاك يقع بيت سليم القومي وأولاده: فرحان وعبي وقومي وكرمو ورفعة أم غسان وكميل برو. ومن جنوب حوشهم الكبيرة عمروا لودا(إديوان) المختار عندما استلم من خاله موسى البري المختارية كان ذلك عام 1958م.ومن الغرب من بيت سليم القومي.شارع يقع شرق بيت عزيز يوسف الملقب بحنتي ويصل شمالاً إلى بيت برو الجزعو وهناك ممر صغير يصل منه شمالاً إلى بيت الحجي جرجس آسيا.
كما كان يوجد شارع يبدأ من الساحة التي تقع غرب بيتنا (بيت ياسو السيدي فيما بعد ) وأمام بيت الجد بحدي جرجس وبيت الخوال حنا وإبراهيم وعسيى وكرمو ويمر أمام بيت العم برو الجزعو وينزل باتجاه الغرب ليفصل بين بيت أشبيني (جريفي)فرمان موسى البري وبيت حماه عزيز حنتي الذي يقع جنوبا من ذاك الشارع .ولبيت عزيز حنتي حوش كبيرة ولهم منظرة عالية من الجنوب والحوش مسورة لها باب من الغرب. وأمامهم من الغرب أرض واسعة كان يوجد بها بئر قالوا إن بعثة استكشاف بترول ألمانية كانت قد حفرتها للتفتيش عن البترول.
وأولاد عزيز حنتي.بكر وجميل ونذير وزكي وغزالة امرأة فرمان عدواني ونوفه أم جورج خليل دكران وتركية وليلى وإلى الجنوب من بيت عزيز حنتي. مسافة تفصلهم عن المدرسة.والمكونة من غرفتين كبيرة تقع إلى الغرب وشرقها غرفة صغيرة ومن شرق المدرسة يقع بيت إبراهيم العكلة وأولاده.من امرأته صبحه (حسن). ومن امرأة أخيه بشة (خضير.خليل.فرحان.خضرة.وضحه).وأما جاسم فهو ابن أخيه من بشة.
وإلى الجنوب منهم يقع بيت يوسف خزريك وهذا الرجل كان أرمنياً وأثناء المذبحة في عام 1915م.سفر بلك. كان قد سبيَّ وتربى عند من سباه فأسلم.من أولاده عزو ومسعود وسعد وإبراهيم وزهرة.وإلى الشرق منهُ بيت أخيه اسكندر وأولاد إسكندر : كمر(قمر) وعبد العزيز.
وهناك من يملك في القرية أرضاً لكنهم لم يسكنوها مثال بيت درويشات. من السيكر وبيت ششو وكنيتهم الياس.ولهم في تل رجب ملكاً وفي شرقي غويران أيضا.كما سكن في عام 1958م بيت أمين قومي(شماس) وعمرّوا جنوب بيت ياسو السيدي.ابنهم صبحي وسمير وجميلة..
ولا يفوتنا أنَّ أهل القرية الأوائل أبو عاصي كانوا في خيام وقد عاشوا أكثر من عامين في القرية كجيران بعد أن عمرّ القصوارنة واستملكوها.على طلب من هؤلاء ريثما يرون أين سيسكنون.
وكان أهل القرية من القصوارنة يذهبون معهم للسرقة لأنَّ الحياة كانت قاسية وكانت المواسم مجدبة .
كما سكن القرية رجل مشهداني اسمهُ حمدان العساف وزوجتهُ فطيم جاء هذا من جنوب مدينة الحسكة و هو من عشيرة المشاهدة ويُلقب بحمدان العساف المشهداني وفي أثناء وجوده بخيمة كانت تحتوي عليه وعلى زوجته وأخته عزيزة وهناك ولدت زوجته فطيم بكرها واسموه حسين.وبقي حمدان وأسرته في القرية حتى ذهب للأرض التي وضع يده عليها.ولما كانت الأرض بحاجة إلى فلاحة فقد طلب من والدي حنا ججي وبحدي الفارس والخال جميل بحدي أن يساعدوه في فلاحتها فأخذوا كل منهم فدانه وذهبوا يفلحون له الأرض مدة تزيد عن الأسبوع وكل هذا طبعاً يسمونه بعرف الحياة الاجتماعية آنذاك (فزعة ).وكان اسم القرية المرات وكان قسماً منها ملكاً لبيت كرمو الرزقو. والقسم الآخر لرجل سرياني كان في الجيش الفرنسي ولهُ رتبة عسكرية اسمهُ عبد المسيح أبو شفة.
وقد أعطى عبد المسيح أبو شفة قسمه وهو ربع القرية لحمدان العسّاف عندما ذهب إلى فرنسا دون مقابل.
هذه صورة للقرية كما رأيتها وأنا ابن السابعة والثامنة وحتى عندما كنت أزورها وأنا ابن 38 سنة لقد تحولت إلى أطلال في نهاية السبعينيات من القرن العشرين وآخر زيارة للقرية كانت لوداعها عندما ذهبتُ أنا وأخي الياس وبعدها سافرتُ إلى أمريكا.عام 28-9-1988م.
وكون قرية تل جميلو آخر القرى القصورانية في جنوب خط (طريق)الدرباسية.فقد حافظت على وحدة العلاقة الأسرية الكبيرة بين جميع القصوارنة في القرى الأخرى.
وتابع أهلها طقوس الأجداد في كلّ شيء.في أسلوب المعيشة والزراعة وتربية الحيوانات والمواشي والخيل والحمير والبغال والطيور من دجاج وعلو وحمام. الأرض العاشقة الأولى يحبونها حتى الجنون. يحمون تخومها. ويحرثون بورها ويزرعونها بالقمح والشعير والعدس والحمص ودوار عين الشمس والجلباني.وفي الربيع يزرعون أراضيها بالمقاثي حيث تزهو صيفاً بشجيرات الجبس والبطيخٍ والعجورٍ والرمي والقثاءٍ وباقلاء والشمام.فترى أرضهم صيفاً على طرفي الرجلة وكأنها جِنان خضراء تزهو وتسر الناظر وتُطعم المارة من الجبس والبطيخ المجورش الذي طعمه حلو وحامض فما ألذه من بطيخ وما أطيبه من جبس وماذا عن العجور والقثاء والرمي كلها خضار صيفية تنبت عذياً بدون سقاية وعلى مساحات من تلك الأرض تجد شُجيرات الشفلع .
أما البيادر صيفاً فقد امتلأت بأكداس القمح والشعير الذي حصدتهُ الأيادي بالمناجل القديمة.ونقلوه على الشخرة بواسطة الدواب وهناك بيادر العدس. هنا ترى امرأةً عجوزاً تعلو رأسها البوشية إنها العمة نجمة ملكو ابنة عم والدي وبجانبها بناتها وأزواجهن وفي الجهة الثانية ترى الجدة بهية وأولادها حنا وإبراهيم وعيسى وكرمو ونسائهنَّ. وعلى مقربة منهم تجد الجد بحدي وزوجته الجدة شمسه وأولاده.أجل ليس بعيداً تجد الجدة هيلي ووالدي حنّا ووالدتي خاتون والعمام.إنهُ عرس البيادر. موسى البري وزوجته العمة نجمة وهي الأخرى قريبة أبي وأولاده ونسائهم وهناك على مقربة منهم نجد زوج اخته سليم القومي وأسرته يذرون البيدر.والحجي جرجس آسيا والعمة سيدي أم إيليا .وإبراهيم مسعودي وزوجته.وبيت عزيز حنتي.وبيت العكلة وبيت الخزريك يوسف خزريك وبيت عمه إسكندر وأولاده .
حقاً القرية في عرسها تموج فرحاً بالغلال.تمارس طقوسها القديمة الأبدية. وأهل القرية في انتظار لنسيمٍ يمرُّ على تلك البيادر ليساعد على التذرية. وهناك البئر الخرافية ذات الماء المالح وعليها اجتمعت بعض النسوة لتستقي وتسقي الماشية من غنمٍ وماعزٍ وبقرٍ وحميرٍ أو خيلٍ.حتى الكلاب تلهث وهي عطشى. الدجاج والعلو والعصافير جاءت لتشرب من الماء الذي يتسرب ويتدفق إثر تزاحم الغنم والحيوانات على الشرب وهي تصطف على تلك القناة التي تُسمى (جابي).أما في عام 1949م.تتغير معالم القرية. حيث تغادر عائلة الحجي جرجس آسيا.أبو إيليا وأولاده هم وبيت أقربائه الخال حنّا وعيسى وكرمو.ينزلون إلى قرية الطوق الواقعة على الضفة الجنوبية لنهر الخابور حيث تبتعد عن مدينة الحسكة غرباً بحوالي 16كم .
ذهبوا للعمل كفلاحين للقطن والبقجات الصيفية.وفي عام 1950م.نلحق بهم نحنُ أيضاً والدي ووالدتي وأختي الكبرى والتي تليها نورة وأنا . واسم القرية التي عملنا بها القطن (المسياح). بجانب قرية الطوك(الطوق). نعمل في القطن بعد أن بعنا حصتين لنا في قريتنا تل جميلو مساحتيهما من الأرض(370) دونماً لبيت ياسو السيدة(ياسو الياس عبد الرزاق خلف ) بمبلغ خمسة آلاف ليرة سورية. يتقاسم والدي وإخوته كل حسب حقه ونرى العم صومي يسكن قرية تل رجب عند بيت حماه الياس البحي الدرويش .مثله مثل الخال إبراهيم الذي سكن تل رجب عند بيت حماه بيت الداو.وينزل العم خليل لمدينة الحسكة بعد أن ينهي خدمة العلم التي قضاها مابين ثكنة إبراهيم هانانو في حلب ومعبر الزهيرية شرقي ديريك وهناك يتزوج من روزه ابنة ايلو التانو أبو يعقوب القلعة مراوي . ويعمل في البقجات عند بيت كرمو بلحد(المسعودي).القصوراني الذي هو عديل لبيت إيلو التانو وهو بالأساس يقرب جدتي هيلي يعقوبي . كما عَملَ عند فرحان شرو البنيبلي.أما إبراهيم مسعودي فقد غادر القرية إلى الحسكة حيث يشتري حوش ودار قرب جسر نهر الجغجغ.إلى الشرق من شارع فردوسه.
الخوال يريدون أن يمتلكوا مصلحة (تركتور). يحتاجون إلى مال وعندما أدركوا أن والدي لديه مالا آنذاك فقد ألحوا على أختهم وعلى زوجها أن يعطيهم مالا يُقدر ب3000 ثلاثة آلاف ليرة سورية ويشتروا تركتور الجنزير كاتلبيلار نمرة 6 من عمسيح أصبهان وعندما عجزوا عن رد المبلغ ضمن المدة وها هي أربع سنوات إضافية فقد عرضوا أرضهم ( حصتهم) في قرية تل جميلو للبيع وفي ربعة موسى البري يكون المزاد الخلبي حتى يشتري حنّا ججي قومي الذي هو والدي أرضهم بـ 5000 ليرة بقصد أن يحصل على حقه منهم لأنّ المبلغ الذي أعطاهم إياه كانوا قد اتفقوا على أن يعطوه خمسة آلاف ليرة سورية .وهكذا نملك أرضاً في قرية جميلو ثانيةً.في عام 1956-1961م بين هذين العامين يرجع أيضاً بيت الخوال إلى القرية ومعهم تركتورهم ومصلحتهم سكنوا في بيت إبراهيم مسعودي مدة عامين وعند عودة إبراهيم مسعودي من الحسكة لظروف خاصة به يبني الخوال جنوب بيته داراً كبيرة لها حوش مسور بابها للغرب وتقع جنوب بيت إبراهيم مسعودي وشرق بيت إبراهيم العكلة.وفي ذاك الحوش يجتمع الإخوة الأربعة (الخال حنا. وإبراهيم. وعيسى. وكرمو.).
في ذلك الوقت كنا قد رجعنا إلى القرية بعد أن كنا اشترينا داراً في المدينة قرب الصناعة القديمة. مكانها الآن صيدلية عبير. وبعنا ذلك الدار واشترينا أرضاً قرب مقبرة السريان ومحطة بكري قباقيبي فيما بعد بُنيت . كما يعود الحجي جرجس وأولاده إلى القريةُ.وتجتمع القرية ثانيةً.
وفي عام 1956م.يُطلب من كل فلاح أن يكون على رأس أرضه . وبعدها تكون الوحدة بين مصر وسورية. والرئيس للجمهورية العربية المتحدة بين القطر الشمالي (سورية) وبين القطر الجنوبي(مصر).هو الرئيس جمال عبد الناصر الذي جاء للحكم بعد ثورة الأحرار في مصر وكانت تلك الثورة انقلاباً على الملك فاروق.في أثناء وجودنا بالقرية أدخل أنا وأخي الياس المدرسة في الصف الأول .
وقرية جميلو عروس القرى.فيها تركتور ومصلحة لبيت موسى البري. حصادتين وتركتور كيز 500 وكميون وبيكأب موديل 54 أزرق اللون كان ذلك مابين عامي 1953 و1954م وكانوا قد اشتروها بقيمة قدرها 53 ألف ليرة سورية آنذاك.ولكنهم يبيعون الحصادات والتركتور والكميون إلى بيت دباغ وهم جماعة من عامودا بمبلغ قدره 18 ألف ليرة سورية. بعد عامين من شراءهم للمصلحة.ثم يشتري بيت عزيز حنتي تركتور كيز أمريكي(500) ومصلحة في عام 1957 صيفاً.وفي خريف عام 1959م نجحتُ إلى الصف الثاني حيث يقرر الوالد العودة إلى الحسكة.نبقى ذاك الخريف في بيتنا ولكن في أول السنة ننتقل للعمل في زراعة القطن عند بيت عبد المسيح نانو للمرة الثانية وأرضهم تقع شرقي نهر الجغجغ وشرقي حي تل حجر .وفي عام 1963م يشتري بيت الجد بحدي أصلاني تركتور كيز930 من دير الزور وهو موديل جديد ويكوّنون مصلحة.وفي نفس العام يشتري بيت موسى البري مصلحة أيضا كيز 930 ويتبعهم بيت برو الجزعو ويشاركون بيت العكلة بتركتور كيز 930 لكن يتعرض كرمو بن برو إلى مشكلة كانت ستؤدي به إلى الموت جراء وقوعه تحت الدسك والتركتور يفلح وقد أُصيب كتفهُ.
بعد ذلك يشتري بيت موساوو تركتور كيز 500. ويشتري إبراهيم مسعودي تركتور.
وأهم من امتلك مصالح فيها التركتور والحصاده والبيكآب هم:بيت موسى البري. وبيت الخوال (حنّا. وعيسى. وكرمو).وبيت عزيز حنتي. وبيت الجد بحدي جرجس أصلاني. وقد أحدث وجود تلك الآلات ثورة في المنطقة من حيث الجهد والوقت والجودة. فلم يعد للفدان من أهمية إلاَّ من أجل المقاثي.والمنجل ذهب زمنهُ وتعبهُ.والبيادر أصبحت تُدرس بالحصادات بدل النوارج(الجرجر).
ومن جهة أخرى كان لابدّ في الستينيات من أن ينتقل أولاد القرية الذين أنهوا تعليمهم الابتدائي في القرية إلى المدينة حيث المدارس الاعدادية. وهنا تتوزع الأسر. ويتم ْ استئجار غرف لأولادهم الطلاب . فمثلاً سكن الخال الياس وصبحي في تل حجر عند بيت كرمو الياس البحي.ثمَّ سكن الخال الياس بحدي سنة عند بيت حمدان العساف وبعدها سكن هو وأخيه صبحي عندنا في عام 1964/1963م.ثمَّ استأجرا في البلد عند بيت إيلو التانو. ومسعود وإبراهيم خزريك استأجرا في شارع فارس الخوري (القامشلي).
أما موسى البري لهم دار كبيرة منذ زمن اشترها عام 1953م من بيت زكو رصاصة وكان للدار حوشا كبيرة في إحدى تلك الغرف من الحوش سكن الطبيب اللبناني ميشيل قطريب صديق وشريك الدكتور داوؤد خوري الذي كان من النبطية بلبنان أما ميشيل فكان من نواحي طرابلس لبنان .
وبيت إبراهيم مسعودي فكان لهم داراً اشتروها قرب جسر الجغجغ كما ذكرنا سابقاً. وأما بيت العم صومي فقد سكن منذ مدة في تل حجر قرب بيت حماه بيت الياس البحي في بيت كانت له علية وبعد ذلك باعه في السبعينيات واشترى أرضاً وعمرها في الوادي جنوب جسر الجغجغ. وبيت العم خليل سكن في العزيزية.ثمَّ اشترى داراً شرق شارع فردوسه شارع سنجار.وفي عام 1963-1964م نزل بيت الحجي جرجس آسيا إلى الحسكة واشتروا أرض في الناصرة.وكذلك بيوت الخوال حنّا وإبراهيم وعيسى وكرمو اشتروا أرضاً في الناصرة وعمروها بعد أن نقلوا البن والعواميد والتخت من بيتهم في تل جميلو.ونزل بيت بحدي الفارس وبيت العكلة وبيت خزريك.وبيت عزيز حنتي.وبيت أمين قومي.وأولاد سليم قومي. وبيت فرمان موسى البري (عدواني).
أما مختار القرية:
لقد تسلم مختارية القرية السيد موسى البري عدواني منذ بداية تعمير القرية في بداية الأربعينات من القرن العشرين.وحتى عام 1957م حيث أعطى المختارية لابن أخته فرحان سليم القومي.وأتذكر كيف كان يأتي فرحان ورجال القرية(الهيئة المختارية). ويجمعون من أهل القرية كيس من الحنطة عن كلّ تيرة(أرض) التي كانت تقدر بـ185دونماً. وهذه لقاء أن المختار يقوم بواجب الضيافة لكل من يمر بالقرية أو يستضيفه عدة أيام ومن أجل شراء القهوة العربية والخدمات التي يُقدمها المختار الذي هو الناطق باسم أهالي القرية وكان للمختار إيواناً كبيراً يُسمونه ( لودة المختار) وكانت مبنية من لبن وهي عالية وكبيرة تقابل المدرسة تقريباً.لها شبابيك عديدة وكبيرة ويُصعد إليها بدرج من لبن وضع عليها حجارة بازلتية من الغرب باتجاه الشرق حيث مسطبة واسعة ثم الباب المتجه للجنوب وفي الجهة الشرقية من البناء . وكانت تُضاء ليلاً باللوكس .
وهناك تجد دلال القهوة العربية والمحماص. وهاون الدق ويسمى المهباش.وعلى الأرض تجد الكجوان (اللبّاد) مصطفة على جانبي الحيطان من الداخل.من الشمال والغرب والجنوب وأما اللوكس فهو مدلى من السقف الخشبي.وبجانبه بنت السنونو أعشاشها.
وأما مدفأة اللودة (الإيوان)فهي مبنية من لبن داخل الحائط الشرقي تُسمى كانون.
وفي القرية دكان لأشبيني فرمان أبو فيصل.بابه كان يتوجه نحو الغرب وبعد عام يَفتتح بيت سليم القومي دكاناً أخرى .
أما في مواسم شراء الحاجيات في أيام الأعياد (عيدي الميلاد وعيد القيامة المجيد).فكان أهل القرية يذهبون للحسكة. كما يذهبون لشراء الدامية قبل رأس السنة بيوم أو يومين. وكانوا يذهبون إِما على خيولهم استمرت الحالة حتى ما بعد الستينيات أو في بوسطة جوزيف وهو من أهالي الدرباسية. وكان هناك مصدراً أخر لشراء الحاجيات فقد كان للباعة المتجولين (عطارين).على حميرهم أو بواسطة عربانات ذات دولابين بعد أن تخلوا عن العربانة القديمة ذات الأربعة دواليب من خشب. وفي فصل الصيف يأتينا من الآشوريين الذين يقايضون(يبدلون) العنب والتفاح بالحبوب يأتون من قراهم الواقعة على نهر الخابور خاصة من منطقة تل تمر وتل نصري لأنهما لا تفصلنا عنهم سوى جبل الحمة البازلتي.
أما مدرسة القرية:
فقد تأكد لنا بأنها بُنيت عام 1952و1953م وكانت تابعة لمديرية المعارف السورية وعندما كنا قد رجعنا للقرية في عام 1956و1957دخلنا مدرسة القرية وكان المعلم يومها اسمه خليل جرّاح كان من قرية المشتاية التي تقع قرب تل كلخ التابعة لمحافظة حمص. وكانت المدرسة مبنية إلى الغرب من بيت إبراهيم العكلة يفصل بينهما مسافة أقل من عشرة أمتار وكان بئر القرية يقع إلى الجنوب الغربي من بناء المدرسة.
ومن المعلمين الذين جاؤوا وعلّموا في تلك المدرسة ــــ مع كل أسف لم نحصل على أسماء المعلمين الأوائل ـــ بل نبدأ مع المعلم خليل جراح الذي كلمته هاتفيا وهو في لوس أنجلس بالولايات المتحدة الأمريكية وأنا في ألمانيا بعد أن ساعدني في التواصل معه الصديق فؤاد أصلو وكان هذا اللقاء الصوتي بعد أكثر من 60 عاما .
أجل في عام 1957-1958م كنتُ أدرس بها في الصف الأول الابتدائي. وكان يرافقني إليها أخي الياس الأصغر مني سناً. كانت المدرسة مؤلفة من غرفة كبيرة ذات مقاعد خشبية واللوح(السبورة) للكتابة على الحائط الشرقي لغرفة الدرس. ولها باب من الجنوب ونافذتان واحدة من الجنوب غربي الباب وواحدة في الحائط الغربي، ومن شرقها هناك غرفة ملتصقة بها تلك الغرفة خاصة بنوم وسكن المعلم وهي إدارة أيضا. وأتذكر كلّ يومٍ نحمل معنا طار الجلة(وقود) المدفأة. أما كتبنا ودفاترنا فكنّا نحملها في كيس من قماش يُسمى كنف وكانت الصفوف فيها من الأول إلى الصف الخامس.
وأما طعام المعلم فكان على كلّ تلميذٍ يوم واحد. الفطور والغداء والعشاء وكانت عادة متبعة حتى زمني عندما أصبحتُ معلماً بالوكالة وأنا أدرس في جامعة دمشق وكان المعلم يحضر أحياناً للعشاء في دار التلميذ ويسهر بعدها في ربعة المختار. كما وأتذكر أن المعلم خليل جراح كان يتفقد التلاميذ وبيدهِ( البيل) وهو جهاز صغير يصدر عنهُ ضوء من بطاريات. أو كان يحمل الفانوس الصغير. كان يقوم بهذه الجولة المسائية ليتأكد من أن التلاميذ يدرسون قبل النوم.
وأما لوازم المدرسة من دفترٍ وقلمٍ ومبراة وممحاة فكانت رخيصة كان الدفتر الذي يحتوي على عشرين ورقة بفرنك. والقلم بنصف فرنك. والممحاة والمبراة كلّ واحدة بنصف فرنك.
كما أذكر أنَّ أول أولاد القرية الذين حملوا حقائب من تنك هم أنا وأخي الياس وباقي التلاميذ حتى الصف الخامس حيث شهادة السرتفيكة كانوا يحملون كنوفاً من قماش. والكنف خرقة مخيطة على شكل مربع مفتوحة من فوق ولها قشاط من القماش نفسه لتعليقها بالكتف وكان للمدرسة ملعب لكرة السلة وملعب لكرة القدم شرقي القرية إلى الجنوب.
وقد كان الصف الأول أروع الأعوام فما أحبهُ من عام حيث اكتشف روعة العلم. وفي نهاية العام كان أهالي التلاميذ يجمعون الصوف والسمن والجبن للمعلم خليل وأتذكر أنهُ أخذها جميعاً في بوسطة (باص للنقل) جوزيف بعد أن وزع لنا الجلاء المدرسي. وقد بكى عليه بعض التلاميذ وشباب القرية. ومن تلك المدرسة المتواضعة. تخرجت كوادر قيادية للمجتمع فمنهم المعلم والمدّرس والمحامي والطبيب والقائد العسكري والقائد الحزبي والسياسي والشاعر والفنان والرسام والمسرحي والمصور. وفي المهن. الميكانيك والعامل الفني والتاجر وغير ذلك لا بل قل وصلوا إلى فلوريدا ولوس أنجلس والسويد وألمانيا وفرنسا باريس وحتى استراليا. فمثلاً:
1- الياس بحدي جرجس أصلاني. معلم. ثم مدّرس. مدير مدرسة ابتدائية (مدير مدرسة بالعزيزية ثم مدرسة التطبيقات المسلكية). ثم عضو قيادة شعبة حزب البعث. وعضو قيادة فرع الشبيبة رئيس مكتب الثقافة والإعلام. ثم ّ أميناً لفرع الشبيبة لمدة تزيد على عشرة أعوام.
2- صبحي بحدي جرجس أصلاني. مساعد مدّرس للغة العربية في إعداديات مدينة الحسكة. ثمَّ يحصل على إجازة في الحقوق من جامعة دمشق. ثمَّ أميناً فرقة حزبية. ثمَّ مديراً للمصرف الصناعي في المحافظة. وكان قد سافر إلى إسبانيا لدراسة الطب وعاد للوطن بعد غياب قُرابة عام.
3-مسعود يوسف خزريك. ضابط في الجيش العربي السوري برتبة عميد ركن.
4- الياس حنا ججي قومي مهندس ميكانيك. عمل في إداراتٍ مختلفة (. المواصلات الأشغال العامة، الإسكان العسكري وكان عضو مجلس إدارة ورئيس قسم في فرع الإسكان العسكري في المحافظة. شاعر وأديب هاجر إلى كندا).
5- اسحق حنا ججي قومي. معلم بالوكالة. مكلف لتدريس الفلسفة في ثانويات عدنان المالكي بتل تمر. وثانوية ابن خلدون برأس العين، وثانويتي يوسف العظمة والطليعة للبنات في ديريك المالكية. مدّرس في معهدي المعلمين والمدرسين بالحسكة لمادة التربية وعلم النفس ومادة التربية العملية. ثمّ رئيساً للدروس المسلكية ونائباً للمدير في معهد إعداد المدّرسين. أمين فرقة التربية الرابعة للحزب ما بين عامي 1980-1988م حكم قطري لاختيار الطلائع الأوائل على مستوى القطر في الفصاحة والخطابة والموسيقا والغناء. شاعر وأديب وباحث ومؤرخ. وأول أقصوراني يطبع دواوينهُ وأول شاعر من المحافظة يظهر على شاشة التلفزيون السوري عندما كان أسود وأبيض وكان البث لا يصل دير الزور والرقة والحسكة كان ذلك عام 1973م. سافر بقصد العمل إلى أمريكا ثمّ ألمانيا.
له أكثر من مئة كتاب بين التاريخ والأدب .
6-عبد الأحد حنا ججي قومي.طالب جامعي لم يكمل. أدب عربي. شاعر وفنان كان قد حاز على جائزة شانكار للفنون من دلهي عن لوحة قدمها عن طريق مديرية التربية بالحسكة بعنوان نداء الأرض وقد حازت على المرتبة الأولى على أطفال العالم . مخرج مسرحي ومدير للمسرح المدرسي في محافظة الحسكة. مظلي في دورة البعث الثانية وهو من ألقى كلمة خريجي الدورة وبحضور القائد الرئيس حافظ الأسد وأخيه رفعت الأسد وقد أهداهُ السيد رفعت مسدساً لهُ ولابنتهِ لمى الأسد.(توفي في 16/1/2000م.في الحسكة).
7- كيفارة حنا ججي قومي.بكالوريا صناعية نجارة.فنان ونحات.
ومن الأوائل على مستوى القطر بسباق الدراجات.درس اللاهوت في دير الشرفة لم يكمل سافر إلى ألمانيا.
8-جزاع برو جزعو.مهندس زراعي.
9-الياس برو جزعو مدّرس للفلسفة في ثانويات الرقة والحسكة.
10- ملكي بحدي الفارس معلم. وجامعي يحمل إجازة في التاريخ تسلم عدة مسؤوليات منها مديراً للثانوية التجارة بالحسكة. ثم مسؤولاً طلابياً ثمّ نقيباً للمعلمين في محافظة الحسكة. إعارة لليمن عاد يعمل في مديرية التربية بالحسكة.
11 - فؤاد إبراهيم جرجس أصلاني(جرجس).معلم. أمين سر ثانوية أبي ذر الغفاري بالحسكة عضو قيادة فرقة للحزب. إعارة لليمن وعاد عمل في مديرية النقل بالحسكة. هاجر إلى السويد ويعمل في تدريس أبناء الجالية.
12- صبحي أمين إسماعيل قومي. معلم. إجازة عامة من جامعة دمشق. عمل تاجراً.
13-إبراهيم يوسف خزريك. ثانوية مراقب مساحة في دائرة مساحة الحسكة.
14- خليل إبراهيم العكلة.معلم ابتدائي. موجه في الثانويات.
15-فواز فرمان موسى عدواني. بكالوريا زراعية. مراقب زراعي. أعمال حرة ترانزيت اللاذقية. دمشق.
16- أولاد بحود موساو. معلمين ومعلمات..
17-آسيا الحجي جرجس آسيا مصور لهُ استوديو في الناصرة.ومسؤول عن فريق الفرسان الرياضي.
18-فصيح ياسو السيدي.(عبد الرزاق).معلم حرفة في الثانوية الصناعية بالحسكة.
19-سمير أمين إسماعيل قومي.معلم حرفة في الثانوية الصناعية.
20-عدنان ياسو السيدي خياط.كان لهُ محل خياطة بالحسكة والآن في حلب.
21- رزوق بكر عزيز حنتي دكتور تخدير.
22- ومن الذين ولدوا في تل جميلو ابن العم صومي.يوسف صومي ججي قومي. فنان تشكيلي على مستوى القطر.ونحاة.وجنباز على مستوى القطر ونجار بيتون بالتعهد.هاجر إلى كندا.
23- صبحي صومي ججي قومي فنان ونحاة.وبنّاء بالتعهد.
24- عبد المسيح صومي ججي قومي.مراقب زراعي وفنان وخطاط. وحفر على النحاس.
25- سامر الياس بحدي جرجس أصلاني. طبيب بشري (دكتور تجميل) في حلب.
26-لمى الياس بحدي جرجس أصلاني صيدلانية.
27-هيثم كمال بحدي جرجس أصلاني السنة الرابعة حقوق جمهورية أوكرانيا لم يُكمل .
28- صخر كمال بحدي جرجس أصلاني. صيدلة. أوكرانيا.وسورية وفرنسا باريس.
29-حنّا كرمو كرمو جرجس أصلاني.دراسة كومبيوتر. أمريكا.
30-جرجس كرمو كرمو جرجس أصلاني.ذهب إلى أمريكا بقصد الدراسة.صاحب كازية في فلوريدا.والآن يعمل أعمال حرة.
31-سعد كرمو كرمو جرجس أصلاني. أعمال حرة أمريكا.
32-جورج حنا كرمو جرجس أصلاني.صاحب كازية أمريكا.واليوم أعمال حرة وكان من قبل يعمل في الحقائب الجلدية بنيويورك .
33- أصلان حنا جرجس أصلاني.عمل حر.أمريكا صاحب معمل حقائب جلدية سابقا هو وشريكه ميشيل قريو..
34-كابي حنا كرمو جرجس أصلاني.وأخيه كريم. أصحاب كازية. أمريكا.
35-اسحق إيليا حجي جرجس آسيا.صاحب معمل للحقائب الجلدية أمريكا.
36-عدوان إبراهيم موسى البري (عدواني)وأخيه موسى أصحاب محال تجارية أمريكا لوس أنجلوس.
37- فؤاد بحو موسى عدواني وإخوته رزوق وهاني .أصحاب محلات تجارية بالحسكة وحلب وفؤاد هو من بدأ بكل هذه الأعمال وله الفضل في ذلك سنأتي على لمحة عن أعماله.
38-نجاح وأختها خاتون بنات بحو موسى عدواني ممرضات بمشفى الموساة دمشق.
39- نزار صبحي بحدي جرجس أصلاني. بكالوريا. صاحب محل نوفوتيه.
40- عبود حجي جرجس آسيا.يُشارك نزار في محل النوفوتيه.
41- دحام حسن إبراهيم العكلة.خياط رجالي.الحسكة.
42-أولاد عبد العزيز خزريك معلمين ابتدائي بالحسكة.
43-أولاد الخال إبراهيم كرمو جرجس أصلاني.جوزيف وأولاده. صبحي وأولاده. وأخيه فؤاد.وغسان وأولادهم.في السويد يعملون في أعمالٍ حرة. وأصحاب محال تجارية.
44-حسين حمدان العساف من مواليد القرية.مدّرس للغة العربية في إعداديات وثانويات الحسكة. ومدرس في معهدي إعداد المعلمين والمدرسين بالحسكة. وله أبحاث وكتابات عديدة.
وقد سعينا لمعرفة كلّ المعلمين الذين علّموا في مدرسة القرية منذ تأسيسها عام 1952/1953م.
فكانوا على الشكل التالي:1= المعلم الأول للمدرسة اسمه نعيم أظن وكان من دمشق عام 1952- 1953م.
2= المعلم عازار طفس من صدد محافظة حمص. 1953- 1954م.
3= المعلم بطرس أبو بسّام .من مرمريتا . حمص.1954- 1955م.
4= المعلم محمود عبد الرزاق .من حماة .1955- 1956م.
5= المعلم حنا أسعد . من حمص.1956- 1957م.
6= المعلم خليل جرّاح من قرية المشتاية التابعة لتل كلخ . حمص.1957- 1958م.
وهنا هذا هو المعلم الذي علمني وعلم أخي الياس الأبجدية العربية في مدرسة قرية تل جميلو.
7= المعلم مطانيوس كسيح من زيدل التابعة لحمص.1958- 1959م.
8= المعلم مطانيوس كسيح. زيدل ـ حمص. 1959- 1960م.
9= المعلم ميخائيل كساب . زيدل ، حمص. 1960- 1961م.
10= المعلم ميخائيل كسّاب . زيدل حمص.1961- 1962م.)
11= المعلم علي ونوس من اللاذقية .1962 - 1963م.
12= المعلم عارف دوه جي من اللاذقية مابين عامي 1963- 1964م.
13= المعلم أحمد صديق . رأس العين محافظة الحسكة. 1964- 1965م.
14= المعلم فؤاد شحوذ . المشتاية التابعة لحمص .1965- 1966م.
15= المعلم فؤاد شحوذ . المشتاية ، حمص.1966- 1967م.
16= المعلم فؤاد شحوذ . المشتاية ، حمص. 1967- 1968م.
17= المعلم فؤاد شحوذ . المشتاية. حمص.1968- 1969م.
18= المعلم سهيل حنا صويري . دمشق. 1969- 1970م.
19= المعلم صبري الخيوتي. درعا. 1970- 1971م.
وبعد عام 1971م أصبحت المدرسة ذات معلمين لزيادة التلاميذ.
20= المعلم سليمان النزال . من قرية منيفة القريبة لقرية تل جميلو .1971- 1972م.
21= المعلم سليمان النزال زائد معلم لا نعرف اسمه 1972- 1973م.
22= المعلم روبير حنا بيطار من الحسكة مع المعلم الوكيل الياس جزاع من قرية تل جميلو 1973- 1974م.
23= المعلم سليمان مجدل من قرية تل بيدر مع المعلم الوكيل الياس جزاع 1974- 1975م.
24= المعلم خليل إبراهيم العكلة من أهل قرية تل جميلو ومعاه المعلم الوكيل الياس جزاع من نفس القرية 1975- 1976م. وبعد هذا تم تأنيث المدرسة حيث علمت بها معلمات وهنّ.
25= المعلمة هناء خضر المطر ومعها المعلمة هدى مبارك الشوحان . من دير الزور.1977-1978م
26= المعلم جاك عروسي . من الحسكة لم يُكمل العام الدراسي 1978 لهجرة أهل القرية وأغلاق المدرسة وتم نقل السجلات والأثاث إلى مدرسة تل بيدر(.1).
= المعلمة هناء خضر المطر تكون ابنة جوهرة بنت إسكندر كمر وأمها من القرية بالأصل.

أما الجانب الروحي للقرية:
فجميع أهل القرية من المسيحيين والمذهب سريان أرثوذكس عدا بيت موسى البري العدواني هم بروتستنت وأما بيت إبراهيم العكلة. وبيت يوسف خزريك وأخيه اسكندر يدينون بالإسلام وهم سنة.
(وكان أحد الأكراد في عام 1992م قد اشترى أرضاً من بيت عبي السليم قومي. ولكنه يبيعها بعد سنوات لأهل القرية(...
أما بشأن الصلاة.
فلم يكن في القرية كنيسة ولا جامع .وعندما كان يُدعى القس عبد الله أو الراهب المسكين(ابن دولماية) الذي كان يمر القرية لأي أمر مثل العماد أو كليل عرس ما. كانت تُقام الصلاة على ما أذكر في بيت الجد بحدي جرجس أصلاني حضرتُ مرة إقامة الصلاة في بيت جدي بحدي عم والدتي خاتون أو في بيت موسى البري.وأؤكد هنا على أن والد موسى البري واسمه إبراهيم كان على المذهب البروتستنتي وهذا ما أفادنا به الخال عبد الأحد موسى عدواني عندما كنتُ في جادر مصلحتهم في الثمانينات من القرن العشرين فسألته عن مذهبهم الروحي ولماذا يُعطلون الحصادة من يوم السبت فجرا حتى غروب الشمس يوم الأحد فكان يقول لي بأننا نحن نحفظ الأحد ونحن بروتستنت ولهذا ذكرتُ بأن بيت موسى البري اللولي عدواني هم بروتستنت وجاء تأكيد ابنه فؤاد عبد الأحد عدواني على أنهم بروتستنت وأن جده كان على تواصل من الزعيم الروحي للبروتستنت في الحسكة السيد إبراهيم الصباغ وابن عمه دانيال قس الياس إلا أنهم كانوا لايفرقون بين المذاهب وكانوا مع السريان أرثوذكس أكثر .كما كنا نرى تواجدا لبائع الأناجيل وصوراً للسيدة العذراء والسيد المسيح والقديسين يمر القرية بعد مواسم الحصاد وكانت وسيلة تنقله على الموتورسكل. كما لابدّ أن نذكر بعدم وجود جامع للإخوة العرب حتى عام 2022م.
أما أعراس القرية:
فقد جرى في القرية عدة أعراس.وكما وصفها لنا من عاشها كانت أعراساً رائعة.ومن الأعراس التي حضرتها أنا عرس الخال كمال بحدي أبو سمير عندما كنا في الصف الأول.
أتذكر أن القرية عاشت أسبوعاً خالداً.حيث الذبح والسلخ والنقارة تدق والناس يرقصون في الساحة أمام بيت الجد بحدي . ولما كانت العروس تلرمناوية من قرية هيكو فقد أقبل أهالي العروس وأذكر سيارة أخيها عزو الرشو كانت سيارة أمريكية مجنحة كما جاء إلى العرس أناس من مدينة الحسكة من بينهم الشاعر الشعبي الأعمى بدران بن الناعم .جاء لحضور العرس وليقول ما يريد من مدح للعريس وهنا لابدّ أن يكرمه العريس أو من يتبرع بهدية كما تُقدم هدايا للمطربي الذي يدق الطبل وأخر يدق الزرناية وكان المطربي جميلو النقيرجي .ومن صفات الشاعر بدران أنه كان ذكياً وكانت تهدأ النقارة والطبل لنستمع إليه . وأتذكر أثناء العرس تمَّ إطلاق الرصاص من بنادق مختلفة لا يعد ولا يُحصى.أما نحنُ الأطفال فكان العرس بالنسبة لنا أكلاً دسماً ولمدة أسبوع كامل ونحن نأكل اللحم والشحم والسكاكر.
ومن الأعراس التي انقلبت إلى مأساة . عرس إيليا بن بحو موسى عدواني كان ذلك في 21 آب من عام 1966م. وزواجه من ناجيا بنت ياسو السيدي( الياس خلف). ولابد أن نوضح بأنّ أسطحت بيوت بيت موسى البري وابنه فرمان وبيت الحجي جرجس آسيا وبيت برو الجزعو وبيتنا وبيت الجد بحدي كل هذه الأسطح متصلة مع بعضها وكان فوق تنور بيت موسى البري فتحة للتهوية في السطح وكانوا قبل ليلة العرس قد سجروا التنور لابل التنانير وخبزوا خُبزا يكفي للمدعوين الذين تجاوز عددهم الثلاثمئة شخص لابل قال بعضهم أنّ عدد المدعوين بلغ أكثر من ذلك وللحظ أن يصعد الصبية فوق تلك السطوح وهم يلعبون فرحين ومن بينهم الطفل جهاد بن فرمان والبالغ أربعة أعوام وإذا به يسقط من تلك الفوهة ويأتي إلى عمق التنور المسجور يحترق حتى يتحول إلى فحم وعندما بلغ الخبر الجلل للأهل والوالد والوالدة والجد تحولت اللحظات إلى مأساة حقيقية ذهب العريس وأخذه بيده وجمعوا عظامه وذهبوا وحفروا له في تل القرية قبراً ودفنوه هناك وعادوا يرقصون حزناً على أنغام زرناية وطبل المطربي عليكو الملقب بأبي حسين وظل ساعة كاملة أبكى بها الحضور لحزن أنغامه وبحضور كل الأقوام من أغوات للأكراد إلى شيوخ للعشائر والقبائل العربية ووجهاء عشيرة القصوارنة الذين جاؤوا للمشاركة في فرحة العرس .ومع كل هذه المأساة طلب الجد موسى البري من ولده فرمانو وزوجته أم الطفل المحروق جهاد أن يرقصا في أول الدبكة ويستمر العرس لأن العادات والتقاليد وعنفوان وعزة النفس لا تقبل أن يتوقف العرس ويهزئ بهم أغوات الأكراد وشيوخ العشائر والقبائل العربية وحتى كبار القصوارنة.لهذا استمر العرس رغم المأساة .
الطبابة في القرية:
أما عن الطبابة في القرية فقد كان الجد بحدي جرجس أصلاني يُمارس عملية فصد الدم من وراء الأذن إذا أُصيب الإنسان بأبو صفار.ووالدتي خاتون كانت ترفع التخمة التي كانوا يسمونها الأكلة. صباحاً على الريق ( من دون أكل) . كما كانت ترفع الهبطة(الخوف).أما العم الحجي جرجس أبو إيليا فكان يرفع الصرة عندما يرفع الإنسان حملاً ثقيلاً وبعدها يُصاب بقلة الشهية ويشعر أن جسمه غير سليم وتظهر علامات الصفار على وجه المريض. فكان يرفع الصرة صباحاً ومن دون أن يأكل المريض حيث يتمدد ويأتي العم الحجي بماء فاتر ورغوة صابون ويدلك الصرة وما حولها ثمَّ يضم قبضتهُ فوق الصرة ويدفعها إلى أسفل ثمَّ يبرم(حركة دائرية) قبضتهُ وفجأةً يرفعها ولعدة مرات ومدة أسبوع يتحسن المريض.
أما بشأن البرقه التي تصيب الظهر فكانوا يستخدمون الدلك أو وضع خشبة وقعت عليها قرقوعه( الصاعقة). أما الجروح فكانوا يكشطون من قشاط جلدي ويضعون البرادة على الجرح والكل لديه هذه الخبرة.أما إذا لدغت العقرب أي شخص كانوا يشدون اللدغ ويخرجون من المكان الدم أو يضعون قحفونكاية (قطعة جرار قديمة )حارة على المكان.
الدايات في القرية:
منذ عام 1945م. وحتى عام 1965م. كانت الداية الوحيدة جدتي بهية أم حنا كرمو جرجس أصلاني.ومن النساء الدايات.نجمة امرأة موسى البري(عمة والدي). اللولي(عدواني).أم فرمان. وكانت العمة سيدي امرأة الحجي جرجس أم إيليا هي أيضاً تقوم بتوليد النسوة.وسارة امرأة عزيز يوسف الملقب بحنتي.أم جميل وبكر ونذير وزكي وزكية وليلى..
المزروعات الصيفية-المقاثي:
والمقاثي في قرية تل جميلو في فصل الصيف تحيلها إلى جنان.وقد توارثوها أباً عن جد.فهناك الجبس والبطيخ والعجور والقثاء والرمي. ودوار عين الشمس. ويذكر أهل القرية أن الريس ميخو الفارس كان قد وزّع على القصوارنة بذور الدوّار(عين الشمس).أتذكر جيداً عام 1957/ 1958م كيف كان والدي المرحوم يحرث أرض المقثة وكيف يزرعونها. وكيف كنا نحرسها من الحرامية في الليل وكم من مرةٍ نمتُ في المقثة وأنا أحرسها مع والدي أو الجد بحدي وخوالي صبحي والياس.وكيف كان الجد بحدي عندما يعلم بمجيء اللصوص للسرقة يقوم بإطلاق رصاصة من جفته ثمّ يهربون. وخلال الصيف نأكل من الخضار والفائض كانوا يحملونه في عربانات إلى الحسكة لبيعه.ومن القصص التي لن أنساها ضياع فرسنا البيضاء أثناء وجود والدي في الحسكة وكيف بحثنا عنها أنا ووالدتي حتى وصلنا إلى قرية نصف تل.وعندما نزل العم بحدي الفارس وإيليا الحجي وياسو السيدة(الياس خلف) إلى الحسكة أخبرا والدي بالأمر حيث بحث عنها في خان بهنو فوجدها عند حواج(بائع) حلبي أنكرها في البداية لكن شهود والدي حاضرون.ولكنه ساوم أبي على شرائها لقاء 500 ليرة سورية.وقد أعطى والدي راديو فيلبس كبيراً ذا بطارية كبيرة وله انتيل ينصب فوق السطح.وعندما جاء به والدي اجتمع رجال القرية وجاؤوا براديو بيت الجد بحدي الأصغر حجماً وأرادوا أن يعرفوا من منهما أقوى في الصوت وبالطبع كان راديونا أقوى.
أما خيل القرية:
فهي كثيرة فعند بيت موسى البري خيل وعند بيت الجد بحدي خيل وهناك فرس لخالي حنا كرمو أصلاني التي سابقت السيارة التي راحت تجلب عروسه من مدينة الحسكة. وعزيز حنتي وسليم القومي وإبراهيم مسعودي والعكلة ويوسف خزريك والجميع لديهم أغنام وبقر وماعز وحمير وعند بيت موساو بغلة.
وكان عندنا خيل منها خجة وزليخة. وقد قص والدي عليّ كيف ذهب إلى البصيرة لشراء مهرين عندما كنت ابن السنة ونصف السنة.حيث استغرق جلبها مدة أسبوع. ذهب بالبوصطة وبعد شرائهما استأجر رجلاً ساعده بها حتى الحسكة ثمَّ أخذهما إلى قريتنا تل جميلو.
كما ماتت لنا فرس أثناء أخبار الخوال بموت سمعو ابن الخال حنا من امرأته خاتون ابنة موسى البري.بعد أن ربطوها وراء البيك آب عند العودة من قرية جنوب أم المسامير ليلحقوا بسمعو الذي توفاه الله ليلاً .
أما مقبرة القرية:
الجهة الشرقية الجنوبية من التل مقبرة للمسيحيين.ومن الجهة الغربية قرب الإشارة فهي للمسلمين.
وقد دُفن في تلك المقابر العديد من أهل القرية وأطفالهم الذين كانت الحصبة والأمراض تحصدهم.ومن بين الذين أذكر أنهم دفنوا في تلك المقبرة..أختي راحيل وميثى وابنة العم صومي ناديا (ناجيا). وخاتون امرأة الخال حنا ابنة موسى البري وأولادها جميعهم وآخرهم كان إسماعيل (سمعو).والجدة خزوم امرأة الجد جرجس أصلاني والد الجد كرمو وبحدي جرجس أصلاني، والعمة نجو أم العمة شمسه والعمة خانمي وهي ابنة عم والدي. وسليم القومي.ويوسف خزريك.وغيرهم.
أما الصلة التي تربط أهل القرية:
أولاً بيت كرمو أصلاني هم إخوة والدتي. وبيت عمهم الجد بحدي.وامرأة موسى البري.نجمة هي ابنة خال جدتي هيلي أم والدي. وإخوة نجمة امرأة موسى البري هم يعقوب مسعودي وإبراهيم مسعودي، وابن عمهم هو كرمو بلحد (تملك في غرب العزيزية بالحسكة أرض ذكرناها في موضع آخر).وبنات ابنة عمه(نجو) شمسه وخانمي بنات عم والدي.بيت إبراهيم مسعودي جدتي هيلي تكون عمتهم. والعم الحجي جرجس هو ابن عم جدي لأمي. والعم برو الجزعو فهو ابن عم جدتي لأبي ومن أقرباء موسى البري. أما امرأة سليم القومي فهي أخت موسى البري.وبيت عزيز حنتي المرأة تقرب لشمسة امرأة الجد بحدي.وبيت ياسو السيدة (عبد الرزاق أو خلف) هم أقرباء لبيت برو وبيت موسى البري..وبقي أن نذكر أن أهل القرية هجروها عام 1975م. إلى الحسكة وكانوا قد وضعوا حارساً على الزروع. وهُدمت أغلب بيوت القرية وسُرق اللبن والعمد من بعض البيوت ودمروا البئر.وسرقوا حديد الإشارة.
وفي عام 1988م بدأت تباشير العودة إليها ونجد عام 1997م بيوت من الإسمنت المسلح تُبنى.وبدأ ماء البحيرة يصل إلى القرية حيث يزرع القطن والحبوب وقد وزعت أراضي القرية من جديد بسبب اقتطاع مساحات للممرات المائية والطرق.
ومن بين البيوت التي بُنيت.بيت موسى البري، بيت الجد بحدي.بيت عزيز حنتي.وبيوت لجميع أهل القرية ووزعت أراضي البيوت من جديد.كما لا ننسى مشروع حفر بئر ارتوازية الذي قام به إبراهيم موسى عدواني (أبو جوزيف).قبل عشرين عاماً والذي زرع موسماً واحداً ثمَّ أغلقهُ بسبب ملوحة الماء وكان يقع غرب الطريق العام في أرضهم.
وتمر القرية منذ عام 1982م الكهرباء. فهل من عودة الله تحملني إلى تلك القرية وذاك التل لأكتب على ترابه قُبلاتي.ونغني أغنيات صيفية على تلها العالي؟!!
أما الذين ماتوا حتى عام 2002م من أهالي قرية تل جميلو فهم:
والدي حنا ججي قومي توفي في يوم السبت الواقع في 18/2/1983م.بالحسكة ودفن في المقبرة التي تقع جنوب المحلجة.وأخي عبد الأحد حنا ججي قومي توفي في يوم الأحد الواقع في16/1/2000م.بالحسكة ودفن بجانب والدي. وعم والدتي خاتون. بحدي جرجس أصلاني.وابنه صبحي بحدي أصلاني.وأنور بن إيليا بحدي أصلاني.وجدتي بهية أم (حنا وإبراهيم وعيسى وكرمو كرمو جرجس أصلاني). وخالي إبراهيم كرمو أصلاني.وامرأتهُ مريم الداو ماتا في السويد. وخالي عيسى كرمو أصلاني مات في أمريكا.وسيدي امرأة الحجي جرجس آسيا.وهي ابنة عم بيت أصلاني والحجي جرجس آسيا وبرو الجزعو وجزاع ابنه وإبراهيم بن كرمو برو الجزعو وفرحان السليم وأخيه كرمو سليم القومي وأخيهم شكري مات في البرية بسكة قلبية كان متزوجاً وطلال بن موساو وغسان بن بحود الموساو (يوسف). وإبراهيم مسعودي. وموسى البري اللولي العدواني.وامرأته نجمة. ومريمي ابنته. وفرمانو ابنه وميخائل بن فرمانو الذي قُتل على سكة حديد في اللاذقية، وذياب بن إبراهيم مسعودي وابن ذياب مسعودي هاني حيث قُتل وهو في الطريق إلى القرى الآشورية عندما كان يريد أن يتزوج من فتاة، والعمة خانمي امرأة موساو. وابنة عم والدي نجو أم خانمي. وكنيتها قومي.وبشة وصبحه امرأتا إبراهيم العكلة. وامرأة جاسم العكلة. ويوسف خزريك.وإبراهيم العكلة بالإضافة إلى العديد من الأطفال الذين ماتوا في القرية. نذكر منهم إخوتي ميثى وراحيل. وجرجس، ونادية بنت العم صومي، وإسماعيل بن الخال حنا وسارة وجميلة وسليم وطفلة صغيرة. جميعهم أولاد حنا كرمو جرجس أصلاني من زوجته خاتون بنت موسى البري (عدواني).كما توفي في الشهر12 من عام 2002. المرحوم بحو موسى بري اللولي (عدواني) أبو إيليا بالحسكة.وأما من دفنوا في القرية وعلى الجهة الجنوبية الشرقية من التل حيث مقبرة المسيحيين فهم:1:أخواتي ميثى وراحيل. 2:خزوم امرأة جرجس أصلاني. 3:ناديا صومي ججي قومي.4:نجو قومي أخت ججي قومي أم خانمي وشمسه.5:خانمي بنت نجو قومي.زوجة موساو.6: سارة وشفيقة بنات موساو.7:سمعو(إسماعيل) وسليم وسارة وجميلة وطفلة صغيرة أولاد حنا كرمو جرجس أصلاني،8:سيدي أم ياسو(الياس) عبد الرزاق المعروف بياسو السيدي. 9:بنت إيليا بحدي أصلاني. 10:بنت وولدين لفرمو موسى عدواني.11: ولد لبكر بن عزيز يوسف(الملقب بحنتي).12: شكري سليم القومي أخو فرحان وقومي وكرمو وعبي مات وهو متزوج حديثاً بجلطة قلبية في البيرية عند جاسر الخيمة. 13: عنتر بن جرجس آسيا الملقب بالحجي.14: سلمى بنت إبراهيم مسعودي.15: وسليم القومي أبو فرحان المختار. هذه لمحة عن الذين فارقوا الحياة من خلال خمسين عاماً.
وأما أهم ما نسجله ونوثقه هنا عن قرية تل جميلو وعن مؤسسها ومختارها السيد موسى البري اللولي ( عدواني).
والذي سعى كما قلنا لأن يجمع القصوارنة أهله وأقربائه الذين لم يكن لهم مُلكاً وكانوا متناثرين في القرى القصورانية ويعود له الفضل في شراء نصف قرية تل جميلو من عرب ينتمون للبوعاصي . والبو عاصي هؤلاء عرب كانوا قد وضعوا يدهم على أرض القرية وكانوا يسكنون الخيام على الجهة الجنوبية وفي أسفل التل .والنصف الآخر كان قد وضع عليه يده السيد علي الحمزة المعماري وكان هذا له قرية أيضا على ضفاف نهر الخابور أسمها قرية أبو خويط .فقد اشتروا القرية كاملة من هؤلاء.
والحقيقة أنّ القصوارنة يتمتعون بالدماثة والكرم والشجاعة كما لابدّ أنهم يعيشون ظروف من فقد أرض أجداده في قرية القصور التي هجروها عنوة وحالهم طبعاً حال جميع المسيحيين الذين هاجروا من قراهم ونزلوا لتحت الخط كما كانوا يقولون ولهذا كانوا يتعاملون مع جيرانهم البو عاصي وكأنهم شركاء وأخوة لهم وحدث أن تمّ تعيين مختارا لقرية تل رجب من قبل مخفر تل بيدر مما رتب على أهل قرية تل جميلو أن يذهبوا ويُباركوا للمختار بمنصبه وكانوا قد اتفقوا في إيوان( ربعة) المختار موسى البري عدواني على أن يُقدموا ليرة ذهبية واحدة يُقدمها المختار موسى البري ( عدواني) لمختار قرية تل رجب نيابة عن أهالي قرية تل جميلو .ومعهم طبعا محمد علي نائباً عن البوعاصي كونهم كانوا قد طلبوا أن يبقوا ضيوفاً في القرية ريثما ينتقلون لمكان آخر وهناك أيضا بيت إبراهيم العقلة (العكلة) وأخيه هلال العكلة وبيت يوسف خزريك وأخيه إسكندر خزريك وهم ملاكيين في القرية .
وذهب الوفد إلى قرية تل رجب راكبين على خيلهم وهناك عندما رأى موسى البري أن الليرة الذهبية غير كافية كتعبير عن كرامته وكرامة الوفد المرافق له وما قام به أهل تل رجب من إكرامهم قام َ وقدم ليرة ذهبية ثانية .وهنا نجد الغيرة تدخل قلب محمد علي وتثور ثائرته وما إن خرجوا من ربعة مختار قرية تل رجب بدأت مشدات كلامية بينه وبين المختار موسى البري وانتهت بأن يُطلق محمد علي ثلاث طلقات على موسى البري من نفس البارودة التي كان محمد علي قد حصل عليها من حق قرية تل جميلو.
يصلون القرية ودماء موسى البري تنزف وتتم معالجة الجروح بينما يُرسل إلى مخفر تل بيدر بأن يستعجلوا ويأتون للقرية وفعلاً لكونه يُكرم رجال المخفر كلهم دوماً فقد جاؤوا بأسرع ما توقع ويقبضوا على محمد علي ويتم إيداعه في السجن ولكن محمد علي لم يصبر على الإهانة واعتبار أن سجنه من قِبلْ موسى البري المسيحي ـــــــــــــــــ وهنا لا أتحفظ على الحقيقة هكذا كانت أفكار هؤلاء ولا زال ليومنا هذا هناك 85% يفكرون هكذا ــــــــــــــــــــــ سيكون مهزلة بين العرب وغيرهم لهذا قرر أن ينتحر وقد رمى بنفسه في بئر المخفر ومات غرقا ومتأثراً بجراحه على أثر السقوط إلى أسفل البئر. ويُقال بأن الحادث تم على الشكل التالي حدثت في الطريق مشادات كلامية ولكن محمد علي يحقد على المختار موسى البري وفي أيام قليلة يأتي محمد علي والبارودة قد لقمها ويرى موسى البري يتمدد أمام ربعته بالفروة وعندها يُطلق عليه الرصاصة الأولى والثانية والثالثة في رجله اليُسرى ولهذا يُصاب موسى البري بسقط برجله ولكن يتم أخذ محمد علي لسجن تل بيدر وهناك وبعد أن كاد أن يقضي محكوميته يُقال أنه أنب ضميره على فعلته فرمى نفسه في بئر المخفر منتحراً فمات ودفع ديته موسى البري التي حكموا لمحمد علي .
وقد عاش موسى البري بعرج في قدمه اليسرى ومرت الأيام وفي عام 1984م جاء أولاد محمد علي وأحفاده مطالبين بيت موسى البري بدية( حق دمه). وكان الحكم لهذه الدعوة هو الشيخ راغب البشير ومن حضر معهم ودفعوا مبلغاً مالياً آنذاك. على الرغم من أن الشيخ راغب البشير قال لهم بأنّ لا حق لكم شرعاً وقانوناً ولا عشائريا ولا وجدانيا ً .
وعلى أساس أنّ الأمر انتهى لكن أثناء غياب الأمن من الجزيرة السورية بعد عام 2012م.فقد جاء أولاد محمد علي وهجموا على إيليا بن بحو موسى عدواني وطالبوه بأن يرحل عن الأرض لأنها ملكا لوالدهم محمد علي بحسب تعبيرهم وهددوه بالقتل ولكن تدخل العديد من القصوارنة في الأمر ومنهم وأولهم بسام (تركي) بن جميل بحدي أصلاني فقد تدخلوا بينهم وذهبوا يحتكمون إلى الشيخ محمد الفارس شيخ قبيلة طي بالقامشلي وحكم لهم أيضا بمبلغ مليون ونصف ليرة سورية وأعطوهم المبلغ وتمت كتابة ورقة تُثبت الواقعة بإعطائهم المبلغ المذكور. ولا ندري غداً هل سيعود أولاد محمد علي ويُطالبوا بدم والدهم لا نعرف ذلك لكن التجربة تؤكد مانقوله.
أحداث مأساوية:
ومن الأحداث المأساوية التي حدثت في قرية تل جميلو . موجة من موت الأطفال الصغار تباعاً على اثر الحصبة والذي شكلّ مابين عامي 1943وحتى 1952م ظاهرة موت غريبة مات على أثرها أطفالا وفتيات
ومن بين الأحداث المأساوية في قرية تل جميلو:
1= موت أسرة خالي حنا كرمو جرجس أصلاني بالكامل زوجته خاتوني بنت المختار موسى البري ومعها أولادها جميعهم ما عدا ابنها إسماعيل( سمعو) الذي توفي في خريف سنة 1958م. وكنت أنا الكاتب موجوداً هناك ومعي أختي نورا .
2=موت هلال العكلة في إيوان المختار موسى البري .بعد الظهر حوالي الساعة الثالثة .
وأما القرية وخيراتها فهي عديدة على الرغم من سنوات القحط التي مرت عليها لكنها كباقي أرض المنطقة هناك كل ثلاث سنوات تكون المواسم بها جيدة وسنة محل وقحط وقلة في الموسم لكن خيراتها كثيرة وقد جاءها ماء البحيرة الاصطناعية ورغم هذا فقد عاد أهل القرية لقريتهم وزرعوا أشجار الزيتون خاصة بيت موسى البري اللولي فقد زرعوا أكثر من خمسمائة شجرة زيتون وراء بيتهم وحولوا الجهة الغربية من التل تقريباً إلى مدرجات وهكذا زرع الخال جميل بحدي أصلاني أشجاراً من الزيتون وقد زرعوها في أرضنا التي كانت تقع وراء التل والتي كنت ُ قد سألتُ المهندس الزراعي صالح مهيدي بما تُزرع أرض تل جميلو فقال بالزيتون والفستق الحلبي وضابطة البناء فيها هي أرض سياحية وزراعية .ولهذا نجد أمام بيوت قرية تل جميلو أشجاراً ولكن مع كل أسف فقد غادرها أهلها إلى العالم وبقيت تئن حزناً عليهم ولم يتبقى في القرية سوى إيليا بن بحو موسى عدواني وهو يعيش بالحسكة لكن يُشرف على أرضهم وبيت الخال إيليا بحدي جرجس أصلاني وهناك بيت إبراهيم العكلة وخزريك وقد جاء القرية عرب اشتروا أرضاً من القصوارنة .
ولابدّ أن نُكرم مؤسس قرية تل جميلو بهذه اللمحة عنه وعن حفيده فؤاد بن بحو .
موسى البري اللولي (عدواني). مؤسس قرية تل جميلو ومختارها.
اسمه موسى البري اللولي ولادة قرية القصور 1910 م . ولد من أبوين هما: إبراهيم والملقب ببري اللولي وأمه مريم نزلوا إلى أرض الجزيرة السورية في نهاية سنة 1939م إلى قرية تل بس حيث بيت أخته راحيل امرأة نعوم إبراهيم ( الملقب بنعوم البرو) .لم يكن لموسى البري أخوةً بل كان له أخوات وهنّ:
1= غزاله أم فرحان زوجة سليم قومي .2= راحيل زوجة نعوم إبراهيم ام سعيد نعوم وأم هتي زوجة ابنه بحو.
3= نجو أم أمين إسماعيل أبو صبحي شماس. زوجها إسماعيل وكان يقسو عليها للغاية.
4= شمسه زوجة ملكو مسعودي أبو إيليا والأب الخوري حنا خوري فيروزه.
وإذا ما أردنا أن نعرف من هم أقرباء السيد موسى البري اللولي( عدواني).
يُعتبر السيد موسى عدواني من الأسر التي لم تُنجب أولاداً بكثرة كبقية الأسر بحيث أن جده وأبيه لم يكن لديهم سوى ولداً واحداً ولهذا لانجد لموسى البري أولاد عم مباشرين إنما أقربهم إليه هو السيد بحدي غزالي.وبحدي غزالي له أولاده هم :جميل ويعقوب وبحدي وكنيتهم عدواني في سجلات النفوس هم الوحيدين حملوا كنية عدواني.
ولكن لموسى البري اللولي ( عدواني) أولاد عمومة مع السيد بحدي الدكدوك وأولاده جورج ويعقوب ومنير والياس وفهمي .فيعقوب ومنير كانا يعملان في الصياغة .وأما ابنه الكبير جورج فكان يعمل في طاحونة بيت بحدي قريو وزوجته هي السيدة جولي أخت الحلاق جاك دوم .أما الياس يُعتبر من الرعيل الأول في لعبة كرة القدم بنادي الجزيرة الرياضي بالحسكة وكان يعمل هو وأخيه فهمي في المواصلات بالحسكة.
ومن أقرباء موسى عدواني بيت منجي والقربة بينهما أولاد عمومة .وكنية منجي هي يوسف عطالله يوسف أبو عبد .وكذلك جميل يوسف أبو ليلى أي يوسف منجي وكنيته في النفوس يوسف وكان يعمل في مشفى الحسكة أولاده عبد وجوزيف وغاندي وريمون وداوود وجان.
وأيضا من أولاد عم موسى البري بلحد بروكي( عبدلأحد) أبو اليأس بروكي كان يعمل في الكاتب عدل .وأما عبود بروكي فكان يعمل في المواصلات وحنا بروكي وهو زوج خاتون بنت عبد الأحد موسى عدواني ويُكنى بأبي باسل . ومن أولاد عمومتهم السيد دانيال قس الياس .
ومن أولاد خالة موسى البري عدواني .ياسو السيدي (الياس عبد الرزاق خلف) وبرو الجزعو كما أنّ حنا الصارة من أولاد عمومته المقربين ولحنا الصارة ولد اسمه صومي أبو عدنان الذي سكن في العزيزية على طريق المفتي إلى الغرب والشمالي الغربي من بيت كرمو مسعودي صاحب تلك الأرض وقد رأيتُ المدعو حنا الصارة حين جاء من قريتنا تل جميلو ضيفاً لدينا ونام عندنا لأن العادات كانت تفرض علينا أن ينام الأقرباء والمعارف الذين كانوا يسكنون القرى لدى أهليهم الموجودين بالمدن. وأما ابنة حنا الصارة فاسمها شمانة تزوجها ذياب بن إبراهيم مسعودي ولحنا الصارة أبنة أخرى اسمها شمسه متزوجة في زحلة وزوجها بنيبلي .
ومن أولاد عم موسى البري السيد عطالله ميخائيل أبو متى.كان هذا الرجل يعمل في محطة القود التابعة لبيت مرشو محاسباً وكان لديه أخ أخر يعمل في العرصة القديمة (سوق الهال) في بيع الخضرة وابنه جوزيف عنده محل بيع أدوات منزلية مع جورج أسطاكي .
وإذا ما جئنا على أقرباء موسى البري جميعاً فإننا نقول إنّ المذابح التي حلت بالمسيحيين في السلطنة العثمانية في عام 1915م (سيفو) جعلت الأسرة الواحدة تتوزع إلى عدة ديانات فهناك لبيت موسى البري اللولي أولاد عم منهم مسيحيين ومنهم إسلام فداؤود ميخو أبو ابراهيم ويعقوب هذا بقي مسيحي هو وأخيه شكري لكن له أخوة اسلموا وهم أكراد اليوم منهم محمود أبو شيخموس أولاده شيخموس وجميل وأخيه سعيد . ومن الجدير ذكره أن أولاد عمومة موسى البري عاشوا في قرية قلعة مرا ولهذا عُرفوا بالقلعة مراوية هؤلاء هم أقرباء موسى بري اللولي ( عدواني) .ولابدّ أن نذكر بأنّ يعقوب مسعودي وإبراهيم مسعودي هم إخوة نجمة امرأة موسى البري وابن عمهم هو كرمو بلحد مسعودي ونجمة زوجة موسى البري هي ابنة خال جدتي هيلي يعقوبي الزلك .
أما تجربة فؤاد بن بحو موسى عدواني فقد كتب لنا يقول:
منذ نعومة أظافري وأنا أكد وأجد حتى في الزراعة والحصاد وبيع الإنتاج وتوزيع حصص الفلاحين إلى أن اشتريت محل الألبسة من سعيد نوري بك بناء سليم وملكي بصمه جي واشتريته من عرق جبيني كما واشتريت ستة مقاسم أرض من أولاد حبو وسيارة مازدا بعتها بمبلغ قدره مئة وسبعين ألفا كما بعت محل الألبسة إلى أديب شمسه بثلاثمائة ألف ليرة سورية وبعت المقاسم الستة وقمت بعمار الحوش التي اشتراها جدي موسى في الحسكة والبداية كان بناء العبارة وفتحت محل ألبسة ومحل أحذية ومحل أحذية ولادي ماركة طيباتي الطبية للأطفال وكان مركزها حمص قطينة . ومحل اكسسوار وعطور وداخلي وفتحت مقهى في العبارة.
باشرت الإنتاج في صناعة الألبسة في الحسكة كان الخياط معي جاك مسعود وكنت أتي بالفستان الأجنبي وأصنع على نسقه فستانا وطنيا كنت أذهب الى حلب حي الجديدة محل الفصول الأربعة واشتري قماش وأصنع له طاقية وجزدان وقندره وهذه كلها من أفكاري وفتحت منشرة مع منير عازري وفتحت مكتب تعهدات أنا وخليل عبد القادر الفنان وأخذنا تعهد المركز الثقافي في الحسكة ورأس العين وهم من تعهداتي أيضا بيت المحافظ مصطفى ميرو ومكتبه وكساء فندق نقابة العمال في رأس البسيط من رئيس الاتحاد عودة قسيس. سافرت إلى حلب وفتحت معملي في حلب وصنعت في البداية ثلاث موديلات قصهم شريكي عدنان بن ياسو السيدي وأما كيفية التسويق فقد صنعت من كل موديل مائة وخمسون قطعة أي عشرة سيري من كل مديل ووزعت الإنتاج على عشرة محلات اخترتها في العزيزية والتلل وجانب السوق الحرة وشارع القوتلي وقلت لأصحاب المحلات سوف أودع هذه البضاعة عندكم بصفة أمانة من هنا إلى أسبوع إن بيعت البضاعة تعطوني حقها وإن لم تباعْ سوف أخذ بضاعتي. وهنا قمت بخطة جهنمية إذْ أنني طلبتُ من أختي هناء التي تدرس في جامعة حلب كلية الآداب. قسم اللغة الإنكليزية أن تجلب معها خمسة عشر فتاة من الجامعة صديقات ٍ وافقت عندما شرحتُ لها الغاية من جلبهن فجاءت بصديقاتها الطالبات وقد قمت بعمل حفل لهم وشرحت لهم الغاية من وجودهن وما هي الأعمال التي سيقومون بها فوافقوني ثم قمت بتوزيعهن كل ثلاثة بمجموعة واحدة على أن يتجولوا في أسواق حلب ويحدثون أصحاب المحال التجارية التي أودعتُ بضاعتي عندهم على أن يطلبوا من أصحاب المحال الماركة الجديدة الخاصة منتج عدواني الجديد وكنتُ قد سعرتُ قطعة بضاعتي بمبلغ قدره خمسمائة ليرة سورية لهذا قمت فوزعت على كل فتاة خمسمائة ليرة وقلت لهنّ كل واحده تشتري القطعة من منتج عدواني وهي بمثابة هدية كتعويض مساعدتكم في الدعاية لي ثم كررت العمل على عشرة أيام كل يوم ١٥ فتاة وأعطيهم كل واحدة خمسمائة ليره وهكذا قلت لهم هذا لا يكفي أريد منكم أن تدخلوا أي محل ألبسة في حلب وتطلبوا ماركة عدواني كسؤال لتمكنكم دخول المحل وتسألون هل لديكم بضاعة عدواني كما هذه القطعة التي بيدي والقطع المصنع كان على قياس xl لأني كنت قد صنعت قياسات S +M + L وبهذه الطريقة فرضت المنتج على الأسواق أي دفعت خمسة وسبعون الف ليرة سورية كدعاية وهكذا أصبح التجار يطلبون البضاعة وكان شرطي معهم أن يسددوا قيمة البضاعة نقدا كاملا. وهكذا وفقني الله فيما سعيتُ . أجل وبعدها فُتحت الأبواب على مصاريعها أمامي حيث انتقلت من السوق المحلية الى السوق الإقليمية وبعدها العالمية أي التصدير والوكلاء. في دول الخليج والكويت والعراق والأردن ولبنان ومصر ).فؤاد عدواني السويد بتاريخ 16/2/2022م.
ملاحظة: أوردنا أسماء بعض ممن لم يولدوا في القرية إلاَّ أنَّ والدهم عاش فترة فيها. لذا نرى أن نضيف أسماء أولاد العم خليل ججي قومي. موفق وجورج ورامي ورائد صواجة سيارات. والفنان التشكيلي يوسف صومي قومي. والفنان التشكيلي عبد المسيح صومي قومي. والصيدلي صخر كمال بحدي جرجس أصلاني. أما الذين كانوا موجودين في قرية تل جميلو(أصحابها الأوائل) فكانوا يسمون بأبي عاصي وهم عرب كانوا يسكنون الخيام. حتى عام 1941م. نذكر منهم محمد علي محمد الشخاطي، حسين الزلوق، بدران، بيت أبي عصفور لأن امرأته كانت تأكل العصافير كثيراً،علي التهام.وبعد شراء القصوارنة القرية رحلوا وتفرقوا في القرى.ولم يكن في قرية تل جميلو بناء يُذكر قبل مجيء القصوارنة إليها في نهاية الثلاثينات وبداية الأربعينات.وأما المختار وصاحب مشروع شراء أرض جميلو المرحوم موسى البري (عدواني) فقد توفي في بيروت عندما أخذوه للطبابة هناك ودفن في الحسكة عام 1973م.وميمي خزوم (هي زوجة جرجس أصلاني الثانية)توفيت في صيف عام 1968م ودفنت في تل جميلو.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:الوالد حنا ججي قومي. وفؤاد عبد الأحد موسى عدواني. والمدرّس الياس جزّاع .علّم كمعلم وكيل بمدرسة القرية وهو من أهالي القرية.الحسكة 22/2/2023
المصدر:كتاب القصور والقصوارنة عبر التاريخ 1968_2020م