عشتار الفصول:13965 موضوع الإندماج في المجتمعات الغربية ،واقعيته وتعثر تحقيقه ولماذا؟!


اسحق قومي
الحوار المتمدن - العدد: 7814 - 2023 / 12 / 3 - 02:50
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

رأي غير ملزم ولكننا نتبناه.
في البدء لابدّ لنا من الاعتراف بأن موضوع الاندماج موضوع شاسعٌ واسع، وله عوالمه ومعانيه ويستلزم دراسة أكاديمية تقوم على تقديم مجموعة أدلة وإثباتات كقرائن مادية على الأفكار التي نطرحها في النقاش والمعالجة . ولأنّ هذا الأمر مستحيل بالنسبة لنا لعدم وجود معهد أو جامعة توفر لنا جميع الأبحاث وآلية الاستنتاج والاستقراء والمقارنة والتضمين حتى تكون هذه المواد جزءاً من مشروع دراستنا .
لهذا سنبقى نعمل وفق مايتوفر لنا من آليات تقربنا من جوهر الموضوع ،ولا ندعي بأننا أحطنا به إحاطة كلية وعلمية وموضوعية لكن (لكلّ مجتهدٍ نصيب).
كما ونرى أنّ جميع الآراء التي تُطرح في هذا الجانب ومن أشخاص لهم خلفيات قومية ٍ ودينية وثقافية هي مجرد أفكار غير منجزة وتمثل أصحابها وخلفياتهم الثقافية والدينية والاجتماعية والاقتصادية .ولهذا لا يمكن أن نعتبرها إجابات محكمة لأنها لاتتمتع بالعلمية والموضوعية ولهذا نسأل.
ما هي الأسباب التي نعتقد أنها وراء تحقيق الإندماج من عدمه.؟!
نعتقد بأنّ هناك مجموعة أسباب ٍ تمنع من الاندماج الحقيقي وليس ذاك الذي يدعيه القادم إلى ثقافات ٍ تُغاير ثقافته ومجتمعات ٍ وتُخالف قيمه والتربية التي عاش عليها، ولكنه يوهم نفسه، كما يوهم الآخرين بأنه يندمج مع تلك المجتمعات ولكن هو يعلم لن يكون أوروبي أو غربي الثقافة في كلّ شيء لكن لابدّ أن يقوم بدور تمثيلي بغية الحصول على مكاسب عدة سواء أكانت الإقامة الدائمة بما تحمله من تمهيد للحصول على الجنسية وغير ذلك .وثبت من التجارب الحقيقية التي عايشناها مع أطباء أمضوا في ألمانيا مدة تتجاوز الأربعين عاماً ،لكنهم كانوا ولا زالوا يشعرون بأنهم غير الألمان و ترى ولائهم للدولة التي قَدموا منها أو أنّ لهم شعوراً جمعياً للديانة التي ينتمون إليها وحتى للمذهب الذي نشأوا عليه . بل أكثر من ذلك يقفون ضد ألمانيا ومشاريعها إذا كانت الفكرة تتعلق من قريب ٍ أو بعيد ٍ بديانتهم أو وطنهم الأم أو حتى لأيّ وطن يُغاير قوميتهم لكن أهله يُدينون بديانتهم فهذا كاف ٍ ليقفوا ضد الوطن الذي علمهم وتخرجوا وافتتحوا عياداتهم فيه وجمعوا أموالهم من أهله ورغم هذا فهم لايعملون بإخلاص لهذا الوطن بدعوة أنه بلاد الكفر وأن ( الأقربون أولوا بالمعروف) وهؤلاء أعدادهم تتجاوز مانتوقعه لابل لهم اجتماعاتهم أثناء الأزمات الكُبرى في أوطانهم ويجمعون التبرعات التي لن توقعها لو عرفنا الأرقام ولا ننسى بعضهم لابل أغلبهم متزوج من الغربيات .
لهذا نقول كلّ التجارب والخبرات التي عرفناها حول هذا الموضوع منذ عام 1988م وحتى اليوم تثبتْ بأنّ هؤلاء المدعين ومعهم اللاجئين القادمين ، الهاربين من الفقر والجوع والحروب من بلادهم ولم يكن معهم غير اللباس الذي كان يسترهم نراهم يتبنون نفس السياسة والأسلوب ويعلمون بأنهم غير صادقين وواقعيين مع أنفسهم ومع المجتمعات التي توفر لهم الحماية والسكن والطبابة والطعام والمدارس وغيرها من أمور لا تُعد ولا تُحصى .ومع هذا فإنهم يتحينون الفرصة لكي ينتقموا من تلك المجتمعات المتحضرة والتي يشعرون بأنها تسبق مجتمعاتهم بآلاف السنين الضوئية في كلّ شيء ولهم مدارس خاصة بهم ذات صبغة دينية تُحرضهم على تنمية هذا الشعور لديهم كما لو تناولنا في جانب الجنايات والقضايا الجنائية سنرى أغلب من هم في السجون من أصحاب نفس المدرسة التي يسهر عليها هؤلاء الأطباء والصيادلة والمهندسين أو أصحاب التاجرات العابرة للقارات .
ولنعد لموضوع الاندماج والعوامل التي تؤثر في تحقيقه العملي ونأتي على بعضها ونُعددها ونؤكد على عدم تحقيق الاندماج لهذه العوامل وغيرها فأولاً .
1= اختلاف الثقافات وماتحمله كلّ منها تجاه الثقافة الأخرى.
2= اختلاف البيئات الطبيعية وتأثيرها الفاعل على مجموعة الأفكار والسلوك لكلّ شعبٍّ أو جماعة ٍ.
3= اختلاف التربية الدينية ورؤيتها لبقية الديانات والمذاهب وإيمانها بأنّ تعاليمها هي الأصح والأسلم.
4= اختلاف العمر الزمني للشخصية التي تعني بحثنا في موضوع الإندماج ووجودها مع أسرتها أم تعيش لوحيداً ، مراهقة أم تجاوزت هذه المرحلة ؟!.
5= ما تُعانيه الشخصية من معوقات علقية ولغوية وجسدية والأمراض المختلفة التي تُعاني منها وراثياً أم مكتسبة.
6=الأهداف التي وضعتها الشخصية التي تعيش في غير بيئتها ومجتمعها وقدرتها على استغلال وجودها وأهميته في سبيل تحقيق الغايات التي رسمتها لنفسها .
7= تعمل الشخصية المختلفة عن المجتمع الجديد لاستغلال القانون والحرية لصالح تحقيق أهدافها الشخصية والعامة التي تخص من هم مثلها وتُبشر به بينهم لتكوين لوبي ترى فيه مستقبل وجودها ووجود أجيالها .
هذه بعض المحطات التي نعتقد بدورها الفاعل في عملية الاندماج من عدمه. ولكن المحور الرئيسي في اعتقادنا يتمثل في أمرين : 1=العصبية الدينية.
2= والعصبية القومية .
فهما المحرك الرئيس للشخصية المندمجة وغير المندمجة . مع العلم العالم الغربي حين استقبلهم طلاباً للدراسة أو استقبلهم في موجات للهجرات لم يسألهم عن دينهم أو قوميتهم ولم يُجبرهم على تغيير اللباس الذي يلبسونه، وقدم لهم بكلّ ترحاب ٍ وإنسانية بدون مقابل آلاف وملايين لابل ترليونات الدولارات دون أن يُلزمهم بتغيير معتقدهم أو سلوكيتهم كل مايريده منهم هو أن يكونوا مواطنين صالحين دون أن يتآمروا على البلد الذي آواهم وقدّم لهم مالم تقدمه أوطانهم الأم أو أوطاناً يعتبرونها أنها أوطانهم لكونها تحتوي على أغلبية دينية من نفس دينهم .
وختام هذه الجزئية نرى استحالة اللاندماج وكل ما يطرحه السياسيون والتربويون هو وهم لحقيقة تقول أن ( الطبع غلب التطبع) ولايمكن أن يندمج حقيقة هؤلاء ولربما حصل بعض هذا في الجيل الخامس. لأنّ التكوين الجيني لهؤلاء يحمل معه كلّ هذه الأنواع من المعوقات .
فأنا بعد مضي 35 سنة في بلاد الاغتراب هناك أموراً لايمكن أن أكون فيها كالألماني وهي مستحيلة في أن أعيشها أو أمارسها مهما كان الثمن وإن كنت أتفق مع الألماني في رؤيته الدينية والسياسية وأسلوب معيشته لكن هناك أموراً لا ولا يمكن أن أقبلها أقل مايمكن وأنا موجود على قيد الحياة.
لهذا أقول لمن يثقون ويؤمنون بموضوع الاندماج .أقول لهم أنتم واهمون . تندمج الصخور وتتكسر جبال الجليبد في القطبين لكن الإنسان إن( شبّ على شيء شاب عليه )ولايمكن أن يُغير دينه وأما مثال من يُغيرون دينهم ف 95% منهم لغاية في نفس يعقوب.
يتبع.
# اسحق قومي.2/12/2023م