عشتار الفصول:13992 آراء غير ملزمة ولكني أتبناها.


اسحق قومي
الحوار المتمدن - العدد: 7838 - 2023 / 12 / 27 - 20:54
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

.بالنسبة لما يدور ويُكتب ويُنشر في السوشل ميديا منذ زمن قريب حول جماعات عرقية بعينها تعيش في منطقة الشرق الأوسط ،من أنّ تلك الجماعات تعود بأصولها إلى أسلاف تتعدد تسمياتها ولغاتها وأماكنها وفي الوقت نفسه نرى العديد من الأصوات المثقفة والباحثة ترفض هذا القول جملة وتفصيلا.
كما نجد من الباحثين من يريد أن يُغير ماتعلمناه وقرأنا عنه وأقصد موضوع اليهود واليهودية وموطنهم الأصلي بأنه اليمن السعيد وليس فلسطين .
لهذا لنا رأيّ في جانب المنجز التاريخي حيث نرى بأنّ الباحث الرصين والمتوازن عليه ألا يرفض أيّ فكرة يقرأ عنها كما عليه ألا يتبناها على علاتها مادامت قيد الدرس.
فهناك الكثير من القضايا والمحاور التي قد تُثبت الدراسات الحديثة والقائمة على علم الأثار بأنّ ماتعلمناه وكان قد أصبح بالنسبة لنا من البديهيات يلزمه إعادة تأهيل والأسباب تقول بأن الباحثين الأوائل لم يكن لديهم مجالا أكثر مما قدموه لنا من معارف وثانياً بأن المكتشفات اليوم تُقدم ما يتعارض أحيانا عما قرأنه وتعلمنا.
لهذا لايوجد هناك بحث تاريخي على الإطلاق وقد استوفى شروط وجوده الكلي فهناك تحت الأرض وفي الأنهار والمحيطات من الوثائق المكتوبة على الحجارة وغيرها ما يشي بأننا أمام بيادر من المعارف غير المكتشفة والمتعلقة بهذا الموضوع أو ذاك ومن هنا لايوجد بحث تاريخي منجز مئة بالمئة 100%.
وأما المحطة الثالثة :
فنتناول فيها القول القائل :هل الخرائط التي رسمها كلّ من سايكس وبيكو لمنطقة الشرق الأوسط في بداية القرن العشرين المنصرم هي في حدود المقدسات التي لاتقبل النقد ووضعها كمشروع جديد ٍ لإعادة رسمها من جديد خاصة إذا تعارضت دساتير تلك الدول مع حقوق مشروعة لمكوّناتها القومية والدينية ؟!!في الإجابة على هذا السؤال ولأننا نُقدر مدى التكلفة للصراع الدموي الناتج عن المناهضة المحكومة بالحقد وعدم إحقاق الحقوق المشروع لمكوّن ما من أبناء الشرق والشوفينية المتلبسة لدى أغلب المكوّنات . فإننا نرى أن الأرض تكفي لكلّ المكوّنات ولا ضير في أن تُرسم خرائط من جديد وبحسب المستحقات الحقيقية لللشعوب الموجودة وتتبناها الدول كافة فليس هناك من صنمية وطوطمية لا تقبل أن نتناولها بالترويض والتهيئة كما لايوجد من قانون ثابت بل القوانين والدساتير التي تترهل مع الأزمنة ولا تفي بحاجة الشعوب الموجهة إليها تُصبح عبئاً على تلك الشوعوب التي وجدت لمساعدتها وأخيراً يقول لينين ( القانون الذي لايتغير هو قانون المتغيرات)
أما السؤال الأخير فيقول:
رغم قراءاتي المتواضعة في وسائل التواصل التي غدت الجرائد اليومية لنا هذه الأيام ،إلا أننا نرى غياب العملية النقدية للأعمال الأدبية أو التاريخية أو الفنية أو الموسيقيا وغيرها .
ومع أهمية العملية النقدية إلا أننا نعتقد بأنّ نقداً رصيناً يقوم على مجموعة منضبطات وبحرفية ومهنية قد غاب لأمرين اثنين :
الأول بدأت ظاهرة واضحة المعالم مع بداية القرن العشرين تقوم على عدم الترحاب بالناقد الرصين و الحرفي لا بل اعتبرته بعض الأقلام وبعض المبدعين بأنه غير نزيه ٍ أولاً .وأنه لايُضيف للتجربة التي ينقدها أكثر مما تملكها هي ذاتها .وهنا كأنها تقول حتى من ينقدون يمثلون ضحالة المرحلة بحد ذاتها ،فهم خواء كما بقية الجوانب الإبداعية.
أما الأمر الثاني : يقوم على الفوضى الخلاقة التي عمت جميع أنواع الإبداع على أثر الفلتان مماكان يُسمى بالرقابة التي كانت تتحكم بها المؤسسات التابعة للدول القطرية وقد حدث هذا الأمر مع وجود النيت والشبكة العنكبوتية في النصف الثاني من تسعينيات القرن العشرين المنصرم . حيث رأينا فلتاناً غير مسبوق من ربقة الرقيب سواء أكان ذلك الرقيب عسكرياً ( أمنياً)أو أدبياً أو فنياً .وأصبح كلّ من له رغبة بدأ ينمي قدراته ويُظهر الولادات لديه يعمل جاهداً على إظهارها وربما كان من بين أولئك من لديه فعلاً موهبة مكبوتة أو أن الحالة الاقتصادية لديه لم تكن تساعده على أن يصرف على موهبته الوقت الكافي لتنميتها وإظهارها . أجل لقد تغيرت لديه تلك الحالة وأصبح في بحبوحة اقتصادية وبدأ يسقي تلك الصحارى لديه والتي تحتوي على بذور جوانب إبداعية.كلّ هذا قدّم للمشهد الثقافي والفني والإبداعي بشكل عام ثلة جديدة لم تقرأ ربما أكثر من عشرة كُتب ٍ في حياتها ولم تدرس أسس الصنعة الإبداعية ولا تعرف المحسنات الإبداعية وإنما كلّ مافعلته قد فكت العنان لرغبتها وبدأت تخوض غمار التجربة وراحت تعد نفسها من المبدعين وربما تلقت من إحدى المواقع الهابطة شهادات تقدير وما أكثرها اليوم .وهذا أيضاً لفيه من الظلم المبين بحيث نجد إنزواء أغلب من كانت لهم تجارب إبداعية أمام هذا السونامي الذي اجتاح عالم النيت اليوم فمباركة هي مواسم المبدعين والتاريخ كفيل بأن يُبقي ويكشف الغث من السمين .

للبقية ما نكتبه فيما بعد. اسحق قومي.27/12/2023م