عشتار الفصول:12901 رأي ملزم لمن هم نور العالم وملح الأرض.


اسحق قومي
الحوار المتمدن - العدد: 7659 - 2023 / 7 / 1 - 02:47
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

ازدراء الأديان ليست من القيم المسيحية التي تدعو إلى المحبة حتى محبة الأعداء.
لهذا نشجب ونستنكر ونؤكد على أن الغرب بهذه الحرية سيُقرب تحقيق من لهم غايات في صدام الحضارات.
وعلينا جميعاً تقع مسؤولية أن نوقف ونُجبر البرلمانات الأوروبية بتبني مشروع عدم ازدراء الأديان. فهذه ليست من الحرية لا الشخصية ولا الاجتماعية بشيء ،بل هذه فتنة وفوضى . الحرية وحق الحرية عندما لايتعلق الأمر بمشاعر الآخر فرداً أو جماعة كانت تلك فليسموها مايسموها .
قبل قليل بلغني من عدة مصادر نبأ شاب من خلفية مسيحية من العراق يقوم اليوم في 28/6/2023م بحرق نسخة من القرآن الكريم في العاصمة السويدية ستوكهولم .
وبالطبع بعد أن وافقت ــــ على تصرفه الذي لايمت للمسيحية ــ بأيّ صلة السلطات السويدية المتهورة كما بقية الدول الغربية .
أولاً :وقبل كلّ شيء . إنّ هذا الإنسان لايمثل إلا نفسه المريضة .لابل عقله المهزوز والمعتوه .
وأعتقد قمت بجمع بعض الأفكار السابقة عليه فتبين أنه كان يشترك في غرف (البالتوك) وكان دوما إنساناً متهوراً وأحمقاً لابل كان يشتم أبناء شعبه. وهو من كان يجلب الشتائم على دينه والسيد المسيح من خلال سلوكيته العرجاء وحتى أنّ أبيه قد تبرأ منه .
ثانياً: يا أيها الأحمق والأرعن وغير السوي .أنتَ تُخالف أخلاق مسيحيتك أولاً. هذا إن كنت على مسيحيتك؟ وأعتقد أنك َ قد تخليت عنها منذ زمن بعيد .
هل تظن أيها الأحمق بأن الإسلام سينتهي بأعمالك وأعمال أمثالك نتيجة تصرفاتكم الحمقاء هذه؟!!
أؤكد لك أن الدين الإسلامي ولدراسة موضوعية فهو الدين الذي يُناسب العالم والحياة الأرضية أكثر من غيره وهو في انتشار وتزايد إن شئت أم أبيت.
والسؤال الثاني: هل بعملك الأرعن هذا وبحرقك لكتاب يُقدسه مليار و860 مليون إنسان ستنتهي النسخ القرآنية من الوجود أيها المريض في أعماقك .
لن أتحدث عن رأيّ حول شخصيتك وتصرفك لكنني ألوم الدول الأوروبية في استمراريتها بحماية حرية الرأي والسلوكية حول مثل هذه الأفعال وازدراء الأديان بطرق أخرى.
في الوقت الذي يحترمون ديانات القادمين إليهم ويُقدمون لهم الدعم المادي في بناء دور عبادتهم وممارسة شعائرهم وحمايتهم . إن هذا التناقض قد جعلني أسأل لماذا ؟!!
هل هناك من يُحرك نار الفتنة بين المسيحية والإسلام؟!! أؤكد على ذلك لأنّ مايقوم به بعض الأوروبيين لا أعتب عليهم لكونهم بالأساس هم أنفسهم لايعرفون أولاد من هم. وليس لديهم أصلاً خلفية ثقافية في احترام الأديان وأغلبهم بالأصل ملحد ويريد أن يُسجل اسمه في سجل الدعاية .ولستُ مدافعاً عنهم فأغلبهم لايتمتع بأهلية إنسانية سوية .بل مرضى في عقولهم ونفسياتهم وسلوكياتهم . ولكن عتبي على من هم من خلفية مسيحية مشرقية وهم الذين دفعوا عبر التاريخ دماء وتضحيات بالملايين من قبل جيرانهم من كلّ القوميات والمذاهب الذين كانوا يفرغون جام غضبهم عليهم رداً على سياسات الدول الغربية.
ولا أريد أن أقارن مافعلته جحافل داعش وغير داعش بالأماكن المسيحية المقدسة وبصور القديسين والسيد المسيح ومريم العذراء ولا مافعلته تلك الزمر الحاقدة من تدمير وتجميع للصور وفعل مالا يفعله حتى الحيوان .
إنما كل هذا وذاك لن يفيدنا جميعاً بشيء مادام هناك حمقى كأمثال سلوان هذا الشاب العراقي الذي كان مسيحياً ولم يجد طريقا للشهرة غير فعل مشين .وغداً من سيحرق الإنجيل وهكذا هي فتنة مابعدها فتنة . والمعالجة لاتتم عن طريق الشتائم والانفعالات والتكسير والضرب والقتل بل عن طريق إجبار البرلمانات الغربية لتغيير في حيثيات موضوع الحرية الشخصية فحرق وتمزيق وشتم الكتب المقدسة والمقدسات ليست حرية شخصية لأنها تمثل وجدان 97% من المؤمنين بهذا الدين أو ذاك.
إنما في النهاية إن الغرب الفوضوي والمسلوب الإرادة من قِبل الماسونية والدولة الخفية هدفهم الأول والأخير إيقاع الفتن بين الديانات والشعوب حتى يتم ويتحقق حلمهم المنشود.
# اسحق قومي. شاعر وأديب وباحث سوري يعيش في ألمانيا.28/6/2023م.