عشتار الفصول:12919 المشروع العالمي الذي تتزعمه القِوى الغربية ويتناغم مع الإسلام السياسي والرجعية العالمية


اسحق قومي
الحوار المتمدن - العدد: 7673 - 2023 / 7 / 15 - 18:01
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

.أينما وجدت .
يبدأ بالسؤال التالي :
كيف لنا أن نُدمر الحضارة الغربية التي وصلت إلى مرحلة متقدمة ومتطورة ،وننتقم من صانعيها الذين يمثلون الإرث الحقيقي للمسيحية السمحاء ؟!!!
لن نأتي على تاريخية الصراع الديني للديانات الإبراهيمية . وأعني الصراع مابين المسيحية واليهودية أولاً ومابين المسيحية والإسلام ثانياً .إنما نوجز ملايوجز فاليهودية والإسلام لا خلاف بينهما من حيث العقيدة فهناك الله وهناك النبي سواء أكان موسى أم محمد .
أما المسيحية بعقيدتها الفلسفية فهي تُخالف الدينتين اليهودية والإسلام .ولهذا نرى الإسلام يُكفر المسيحية منذ نشأته ويبني تكفيره على قراءته للمذهب النصراني ( النصرانية). كأحد المذاهب المسيحية في الجزيرة العربية . أجل يكفرها لأنها كانت تقول ( بالله والسيد المسيح وأمه العذراء..) وكذلك لتبني المسيحية التي تأسست كمفهوم في أنطاكية حيث على تلك الأرض دعي التلاميذ بالمسيحيين . الذين تبنوا مفهوم البنوة( بنوة السيد المسيح لله،( ابن الله) وإن كانت تلك البنوة تختلف 180 درجة عن مفهوم البنوة الجسدية التي يقصدها الإسلام . وحاشا لله أن يمارس أو له شهوة .كما نعتقد نحن وكذلك موضوع الصلب والقيامة الذي هو إشكالية بين التعاليم المسيحية، والإيمان المسيحي ،وبين التفسير الإسلامي .على الرغم أنه جاء في القرآن الكريم( سلامٌ عليَّ يوم ولدتُ ويوم أموتُ ويوم أبعث حيا).ورغم أن السيد المسيح هو روح الله وليس روح منه، كما أن روح الله ليست بجبرائيل قطعاً كما يفسر بعض السذج بقولهم بأن مفادها ( روح الله بجبرائيل ) وجبرائيل مخلوق من قِبل الخالق أولاً. وهو نوع من الملائكة ،والملائكة أخطأت .ولايمكن أن يكون السيد المسيح هو جبرائيل لأنه جاء في سورة مريم والآية 16 ( فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سويا).رغم هذا وذاك والمسيحية منذ نشأتها الأولى .حسمت الخلاف حول الإيمان بالله الواحد. وذلك في مؤتمرها المسكوني في نيقية عام 325 للميلاد. حين قالت: من خلال قانون إيمانها ( نؤمن بإله واحد آب وضابط الكل ..خالق السموات والأرض وكل ما يُرى ومالا يُرى... ونؤمن برب ٍ واحد ، يسوع المسيح ،المولود من غير مخلوق ومساوي للآب في الجوهر.......). ولكن أيمانها هذا يأتي من خلال أقانيم ثلاثة تُمثل( الآب والابن والروح القدس) ولكنها واحد في جوهرها .إنما تختلف في التجليات وأستطيع أن أقرب المعنى. وهذا رأييٌّ وأنا قائله وأتبناه حيث شبهتُ الأقانيم الثلاثة ب الماء . فصيغة الماء العلمية . يتكوّن من HO2 .وله ثلاثة حالات ( السائلة، والمتجمدة، والغازية). فالماء في حالته السائلة هو الله، وفي حالة التجسد هو يسوع المسيح ( الابن)، وفي حالته الغازية بعد تسخينه هو ( الروح القدس).ولكن الماء هو الماء موجود في كل الحالات ولا يفقد أيّ ميزة أو جوهر من جوهره أثناء تلك الحالات .أعني خلال التحول للتجمد ،أو الحالة الغازية.ومن هذه الإشكالية وغيرها التي لا أعرف لماذا يُعارض فريقاً جاء بعد المسيحية الوحي المسيحي؟ لايوجد سبباً مقنعاً بالأصل إلا إذا فهمنا عكس ما تعنيه مشروعية الوحي الأسبق منا .نترك هذا وذاك .فهذا ليس سوى جزءا من مقدمة قصيرة جداً كمدخل لما نريد الوصول إليه...
والسؤال يقول ما هي الأسباب الجوهرية حول الخلافات والحروب الدموية منذ مايزيد عن 1440 عاماً بين الإسلام والمسيحية بشكل متميز؟!! وهذا السؤال أيضاً ليس هو موضوعنا بل موضوعنا يتمثل في تأزم العلاقات الحوارية بين رجالات الدين عامة وعدم إيجاد قواسم مشتركة يتم تعميمها. وتكون بمثابة نزع فتيل الصراع الظاهر والخفي، والتوقف عن موضوع التكفير الذي صدّع رؤوسنا . سيزيد من حل المشاكل على ما أعتقد لو نحن أحسنا التوصل إلى أن البشرية أسرة واحدة ،وعائلة واحدة خالقها هو الله الواحد أحد ،ومن قال بغير ذلك ؟!!
ولكن ما يلزمنا الآن هو وحدة الصف بين الديانات السماوية كلها. لأنّ الخطر قادم على الجميع دون رحمة أو شفقة والمخطط قد تمّ رسمه على أساس أن ينتهوا من المسيحية وبقاياها في الغرب خاصة وكان لهم حين أقاموا الحربين العالميتين الأولى والثانية وقيام الثورة البلشفية في أرض روسيا والحرب الكونية الأولى لم تكن قد وضعت أوزارها بعد نراهم يُشعلون النيران بين الكاثوليك والبروتستنت وبين المسيحيين والإسلام في الشرق ، وحدث ولا حرج. كما لم يكتفوا بأنهم شجعوا عقيدة الإلحاد وأعطوها بعداً شخصياً وحرية فردية .وإنما نراهم يُبدعون في تناسل المناهج في تدمير المسيحية من داخل مؤسستها الكُبرى، وأقصد من خلال الفاتيكان. بعد أن تمكنوا من تأسيس مذاهب عدة فيها فقد زوجوا في المؤسسة الفاتيكانية الماسونية بشكل واضح وجلي .وشجعوا على الشذوذ الجنسي بين رجال الدين وأطلقوا العنان بدعوة المساواة لتكون المرأة رجل دين وإدخال الحيوانات إلى الكنائس لتعميذها وما إلى غير ذلك حتى تبدو المسيحية فعلا مؤسسة شاذة وتُخالف تعليمها 100% .
أما اليوم فلم يكتفوا بمحاربة المسيحية بالشيوعية ولا بالتدخل في المؤسسة الكاثوليكية ( الفاتيكان) .
إنما نشروا قيم المثلية الجنسية حتى في الفاتيكان نفسه. فكم من قس ٍ كاثوليكي وهو مثلي.والسؤال كيف يكون شاذا وهو يقوم بطقوس المسيحية إنها فعلاً آخر الأزمنة الوقحة التي نعيشها.؟!!
وزادوا في نشر هذه الثقافة بشكل متسارع وكل غرضهم الوحيد والهدف الأوحد هو تدمير المجتمعات الغربية ،وعدم الإنجاب فراحوا يؤسسون للثقافة المثلية في المناهج التربوية والتعليمية أيضاً .وانتشرت ظاهرة الزواج المخالف للطبيعة، بشكل واضح المعالم في العالم الغربي .وإن كُنا نعرف بأن لهذه الحالة جذوراً في الحياة الإنسانية منذ الخليقة الأولى والعلوم النفسية تكشف عن الخلفيات لهذا المرض العضال ولمن يريد أن يتأكد مما نقوله عليكم بالعودة إلى قراءة ( المثيولوجيا عند الشعوب الغربية والشرقية معا) لكن الهدف من نشر ثقافة المثلية بهذا الشكل هو نوع من أنواع الحروب على المسيحية كهدف أول وبعدها سيكون الإسلام هو المحطة التالية . ويسعون أصلاً لتدمير الديانات وتأسيس دين واحد للشعوب بكلّ ثقافتها .
لهذا أرى أن نبدأ بالعمل الجماعي والمخلص في تأسيس اجتماعات بين رؤساء الكنائس المسيحية المشرقية خاصة وبين المؤسسات الإسلامية في الشرق وأخص الأزهر الشريف والمرجعيات الشيعية واليزيدية والمندائية واليهودية للتدارس في منعطفات هذه الظاهرة والقوانين التي تُفرض علينا عنوة من قبل السلطات المحلية في الغرب وستبدأ تتغلغل في الشرق أيضا.
علينا أن ندع مانختلف حوله في العقيدة بين الديانة اليهودية ،والمسيحية والإسلام وبين مذاهب هذه الديانات .فالوقت ليس وقت أن تدعي وأدعي .علينا أن نتوحد في وجه كل ما يُفرض علينا من عادات وتقاليد وقوانين بشأن المثلية الجنسية التي يعلّمون أطفالنا عليها في المدارس كجزء من مناهج تربيتهم. ولهذا أرى أنها مهمة وجودية للحفاظ على قيمنا الشرقية التي توحدنا .ولا أعتقد من عاقل وحكيم يرفض هذه الدعوة لتوحيد الصف في وجه الحروب القادمة من الغرب وتعاليمه التي لاتمت بصلة إلى المسيحية أو اليهودية ولا إلى الإسلام بصلة .
وختاماً لا تغركم مواضيع انتشارنا في القارات ولا في جمع الثروات المادية فإننا على مقربة رمي حجر من القضاء الكلي على قيمنا الروحية والوجدانية والدينية ،وكل إرثنا الحضاري .لهذا يتطلب الأمر وحدة الصف بين أبناء الديانات الإبراهيمية وبقية الديانات الوضعية . لنتوحد أمام الثقب الأزرق الذي سيبتلعنا إلى الأبد. وللحديث صلة%.
# اسحق قومي. 15/7/2023م