عشتار الفصول:13940 كيف نتجاوز الإشكالات الفكرية في العقل العربي والمشرقي.؟!


اسحق قومي
الحوار المتمدن - العدد: 7788 - 2023 / 11 / 7 - 00:28
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

هذا العنوان هو تتابع لعنوان كنتُ قد طرحتهُ منذ زمن بعيد وكان يتضمن السؤال التالي ((دور الفكر العربي في مستقبل الخطاب المعرفي العالمي والمعوقات ))وكنا قد نشرناه في.
الحوار المتمدن-العدد: 5581 - 2017 / 7 / 14 - 23:58 /اسحق قومي/13/72017
وشاركتنا يومها الأستاذة الدكتورة عبد الكريم فضيلة من الجزائر.
واليوم أعيد شكري وامتناني لمشاركتها لي حيث زانت مقالي بشعاع ٍ من شخصيتها العلمية تلك الشخصية التي رأيتُ أنها تحمل فكراً نيراً وفيه محطات عدة تتسم بالدينامية وكنت أتلمس هذا وأنا أتنقل في واحات فكرها وأهدافها وغاياتها وكيفية طرح المشكلة عبر سياقات فلسفية قدمتها الدكتورة بأسلوب أكاديمي فيه من التشويق مايجعلنا نَحسبه لها .
وكنتُ قد بينت منهجيتي في البحث ،عبر مراحل للفكر العربي ومدى تقبله لمفهوم وفكرة الحداثة باعتبارها محطة بين الماضي المشيمي لتراثنا وبين الحاضر والمستقبل الذي لم نُشارك به حتى الآن إلا بما يُخالف مشروعية الحضارة الغربية وخاصة من خلال تقديمنا لنماذج جهادية بدأت في مصر ولن تنتهي بتصوري من التوالد ،ولهذا جئنا على المكوّن لهذا الفكر ،والخلاف بينه، وبين الفكر الغربي ،وكانت غايتنا ليست المقارنة بين الفكرين. فلا أسمح لنفسي بهذا بل أتركه لشخص آخر ربما يتحمل وزر آراءه التاريخية. في أن يُقارن ما بين الفكر الغربي، والفكر العربي. إنما نقوم بذكر الفكرين لكي نتوصل إلى ما يفيدنا لمستقبل الفكر العربي ،ونجد في ذكر المكوّنات الأساسية في صنع الثقافة الغربية، والمنتج الغربي في سياقات حركة التاريخ والمجتمعات والتطور. فاتحة وتمهيداً لذكر مثيلاتها في صناعة الخطاب العربي ، فكراً وسلوكا.
وأذكر بأنّ منهجيتي ،قامت على خلاصات لمجموعة أنساق وكتل فكرية، لأنني أعتبر بأنّ المعرفة بوصفها سلوكاً ،ومنتجاً بشرياً ،وبيئياً ،واجتماعياً ،وتاريخياً، وفي جوهرها الفلسفي بوصفها حركة للفكر من خلال مجموعة النشاطات للمجتمع ،سواء أكان هذا أم ذاك. كما وتقوم منهجيتي على وحدة الإنسان ،في ثنائيته الفريدة القائمة على الضرورة والمنفعة ، فنجد فيه الخاص والعام ،له أدوار فيما يخص طبعه ومعتقداته وغرائزه وما بين ووجوده وضرورة كينونته، لكونه صلة ما بين الأرض الواقع ومابين اللاواقع،بين الوعي الذاتي واللاوعي ،بمعنى هناك عالم حيواني وعالم محمول على تلك العضوية التي تتماهى مع عضوية الحيوانات ، لكنه عالم يتسامى على الغريزة حيث يكمن في العقل الخاص بالإنسان وقدراته ومنتجه . ويتفاعل كلا العالمين الحيواني والعقلي ضمن نسق المصلحة المتبادلة ،والآلية في تنفيذ تلك العلاقة. فالعقل دوماً يوزع الاهتمام للحفاظ على الكينونة الوجودية للجسد ، بينما نرى الجسد في تحقيق وظائفه يمنح الفكر والعقل زوادة روحية وفكرية لا تقل أهمية عن دوره تجاه الجسد.
وهنا تُصبح المعرفة باعتبارها تراكمات للتجارب الذاتية والمجتمعية عبارة عن منتج عقلي و ثمرة للتفاعل ما بين الذات،والموضوع
وبعد هذه المقدمة المتواضعة أطرح عناويني التي أتمنى أن أغطيها كلها في مقالات ٍ قادمة ونبدأُ بتمهيد قصير لماذا هذه الأسئلة الآن وما علاقتها بالأحداث في غزة؟! وهل هي قراءات للشخصية المشرقية تجاه مايحدث؟!
هل نضح عن المأساة التي تجري في غزة بعضاً من الأسباب التي تتعلق بقدرة الفكر العربي والمسلم على قراءة الواقع ورسم معالم مستقبل أجياله؟
ألا يكفي ماعانته شعوب المنطقة برمتها من مايسمونه بالصراع العربي الإسرائيلي؟!
لماذا تأخرنا في استصدار مشروع ٍ ثقافي تنويري منذ حرب عام 1948م وحتى اليوم؟!!
هل لأنّ الجيوش العربية خذلت شعوبها فبدأت حركات الجهاد هي التي تهيمن على الساحات والعقول وتصنع أجيالاً تعتقد أنها قادرة على استرجاع حقها؟!
ولنبدأ بأسئلتنا التي تتضمن الكثير من المعاني والقضايا .
لماذا المجتمعات المشرقية (العربية ، الإسلامية) لم تتقدم وتتطور وتُساير عملية الزمن .هل لأنها أقل قدرة عقلية عن الغربيين أم هناك أخطر من ذلك ؟!!
أين تلك المجتمعات من تشكيل منظومة إيديولوجية مشرقية معاصرة قوامها الفكر العربي المستوعب لمفهوم التحولات الكبرى في العالم والمنطقة على ضوء مستلزمات الواقع العربي والإسلامي؟!
لماذا تعيش المجتمعات العربية والإسلامية التأخر التاريخي في بناء أسس ومقومات مشروع النهضة الثانية في القرن الحالي؟!
هل المعوقات التي يعيشها الفكر العربي والإسلامي نتاج عدم التعامل بواقعية مع قوانين التطور التاريخي وحتمية المراحل ، أم لأنّ تلك المجتمعات أضاعت بوصلة البناء الذاتي وانصرفت لقضية فلسطين ؟!
وسؤال تابعي هل نعيش مرحلة وأزمة جلد الذات وعقدة النقص لهذا ترانا نهوى ونُجند أنفسنا لقتال ما نُسميه عدواً لنا؟!
كيف نخرج إلى واحات فيها الواقعية الفكرية وما هو الثمن الذي نتوقعه من العمل على مشروع النقد العقلاني لكلّ تراثنا الديني والثقافي حتى نتمكن من المشاركة الفاعلة ضد تيارات الراديكالية العمياء والمكتظة بكلّ التخلف والعبثية والمازوشية والإقصائية ؟!
ماهي أزمة المثقفين العرب والمسلمين والمشرقيين ، هل السبب هو الحاكم الجاهل والمتهور والتاجر والدكتاتوري أم هناك أكبر من هذا السبب؟!
هل المناهج التربوية هي سبب تخلفنا وعدم قدرتنا على تجاوز الموروث باعتباره إحدى المقدسات ؟
كيف نصنع أجيالاً تتمتع بقدرات عقلية نقدية وتجريدية وعلمية وموضوعية تجاه قضاياها الأساسية لصنع مستقبل خالٍ من الفقر والعوز والأمراض ؟
هل نحن في حالة ضياع كامل تجاه مشروع تأسيس الدولة المدنية؟ وما هي المعوقات التي تمنع الدور الريادي للمثقفين في هذا المضمار؟
كيف نفهم ونجسد مفهوم العيش المشترك بين المكوّنات الدينية المشرقية والمفاهيم القومية والوطنية ونحن في قمة ضياعنا وعدم قناعتنا بأنّ مانعيشه هو أننا نغرق؟!!
كيف نُسارع ونتدارك ونتوافق على أهمية وضع مناهج تربوية حضارية وواقعية وعلمية تُمثل مجموعة الثقافات للمكوّنات القطرية بغية ضمان وضوح المرحلة المقبلة في صناعة أجيالنا؟!
ماهي الإشكالات وأنواعها وآثارها تلك التي تمنع التيارات السياسية التي بدأت في مطلع القرن العشرين في الشرق من تحقيق شخصيتها وأهدافها في المجتمعات المشرقية كالتيار القومي والتيار الليبرالي والتيار الماركسي ؟! ولماذا نجد في الآونة الأخيرة فعالية التيارات الدينية والإسلام السياسي تغلب على المشهد الواقعي للمجتمعات؟!
هل يحمل من يدعي بأنه مثقف ازدواجية فكرية ويعيش فصاماً نفسياً وروحياً وعقلياً ويشعر بأنه متأرجح بين التيارات الدينية والأفكار السياسية وهذا ما يؤجل في عدم فعاليته في رسم معالم التاريخ الحديث للشرق؟!!
كيف يفهم المثقف العربي والمسلم والمشرقي العلاقة الجدلية بين الفكر السياسي ومدى صلاحيته في نقل الوعي الجماهيري لمنصة تحمل من الوضوح الشيء الكثير في صنع مستقبل المنطقة التي لانعرف إن كانت ستبقى على شكلها السايكس بيكو أم ستتغير في خلال مدة قياسية ؟!
كيف لشعوب المشرق أن تفهم أهمية دورها الحالي والمستقبلي في صنع القرار السياسي والثقافي المؤدي إلى مستقبل فيه الإنسان كائناً مبدعاً باعتباره أغلى من كلّ الموجودات .ماهي المعوقات وكيف نتجاوزها؟
والسؤال الأخير هل عقدة نقصنا وشعورنا بأننا في حالة تأخر عن أغلب المجتمعات البشرية هي التي تدفعنا للانتحار الجماعي أم هناك عصبية غير ناضجة تتملكنا وتُسيطر علينا غريزة القطيع ولماذا؟!
عزيزي القارىء هذه مجرد أسئلة سنُحاول الإجابة عليها ونُعالج خصائصها ومعضلاتها برؤية لن نُحابي أحد مادمنا في أساس ومنطلقات تصورنا نهدف إلى تحريك المشهد الفكري في زمن ٍ أحاطنا اليأس والإحباط والموت المجاني من كلّ الجهات فإلى لقاء آخر.
# اسحق قومي.6/11/2023م