عشتار الفصول:14100 رسالة مستعجلة إلى الدكتور عادل العوّا


اسحق قومي
الحوار المتمدن - العدد: 7941 - 2024 / 4 / 8 - 00:14
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

أستاذي الجليل وأنتَ مستغرق في أبديتك بمقبرة العائلة بدمشق ـــ أعلم ذلك ــــ أبعث لك برسالة مستعجلة عبر الانترنيت لأقول لك ولأستاذنا محمد طيب تيزيني وربما أشركتُ معكم الدكتور بكري ونايف بلوز والدكتورة جوليت عويشق ولا يمكن نسيان ذاك المتمرد من الشمال الذي يكتب لك رسالته التالية:
أسأله أن يكفّ عن تهديدكم وتهديدنا بالعقاب والثواب وأن يكون قد ألغى هذا القرار الأبدي منذ نوح وحتى يومنا هذا. والذي أتمنى ألا يكون قد وقع عليك وعليهم جزاء ذلك التصور هذا أولاً وثانياً رسالتي تتضمن عتاباً أرسله لك على عجل يقول :.
1=لماذا لم تخبرنا ونحن طلاب قسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية بجامعة دمشق .بأن هناك مواضيع لا يمكن الحديث عنها والاستغراق بها خاصة في مجتمعاتنا التي تُعانق الفضاء في الحداثة والحرية والعصرنة والعدالة والمساواة؟
واستدرك قولك لنا ( اتركوا ما يتعارض مع العقل ولا تصرفوا أوقاتكم في اقناع السفهاء والحمقى لأنّ أذيتهم تلسع فلا تقربوا إليهم إن أردتم النجاح ). وهنا يخطر ببالي السؤال التالي:
هل لأنك كُنت تُدرك خطرهم الحقيقي على مجتمعاتنا ،أم أنكَ كنتَ خائفاً وجلا منهم وأنهم يولدون كالأفاعي السامة ويتكاثرون ولايمكن إيقاف مدهم؟!
2= أخبرك يا أستاذي بأنني بدأتُ أخاف من سيطرة هؤلاء على جميع مقدراتنا ومداركنا وكما تعلم علم اليقين بأنّ كل الفلاسفة لم ترهبني مجادلتها وساحاتها المختلفة وهذا لمسته من خلال رسالة تخرجي التي أنت بالذات أشرفت عليها وحين وجدتني شرساً عنيداً قلت لي عرّف العقل بأربع كلمات ولا أريد الزيادة فقلت لك حالاً ( سكة الفدان) وبدأت تسألني عنها وهكذا تم وضع علامتك ( تقديرك) على رسالة تخرجي .
3= سؤال هل كنت قد مررت ببرزخ فلسفة الفلاسفة المشعوذين الذين يُجيرون أفكار غيرهم لصالحهم؟
بمعنى أخر أسألك هل الذات الإلهية تحتوي حقاً على المتناقضات وهل تتناسب المتناهيات مع غير المتناهيات؟! ماهي الأدلة العقلية والمنطقية على ذلك يا أستاذنا الجليل؟
ثم هناك اعتراضية مرتني في المنطق الأرسطوطالي تقول:كل عقل مكتفي بذاته مستقلا عن جميع الموجودات متضمناً اللانهاية معبراً عن الكون فهو أزلي ومستمر ومطلق في وجوده ؟ هل التربية والمناهج التربوية مسؤولة عن مثل هذه العقول بتصورك؟ أم أن الوجود يسبق الإدراك كما أحسبه أنا كما تعلم؟
وهل الجواهر تؤثر في بعضها بشرط أن يفهم أن الواحد هو علة التغيرات في الآخر كنتيجة لقوانين الانسجام؟ ما مدى حركة المجتمعات المتخلفة في صنع العقليات الخرندعية يا أستاذي وأنت من أحملك المسؤولية في عدم تبليغنا عن محطات مهمة في التفكير الذي نتوخاه ونعتقد أنه ضالتنا لحل الإشكالات في حياتنا من خلال الإدراك مخلوق عبر المادة ورغم أنه غير كامل فلديه نزعة مثلي لمعرفة الكون كله هل بتقديرك أطلب المستحيل أم أن الجواهر تؤثر في بعضها وأعلم أن الواحدة علة التغيرات في الأخرى عندما نلاحظ الانسجام الميكانيكي والعضوي فيما بينها.
وأخر سؤال لي في هذه الرسالة يا سيدي الغائب الحاضر
أنا أعلم وأنت تعلم أنّ كلّ مخلوق مادة وهو غير متناهٍ. ولكنه حر الفاعلية وثابت الوجود . أي نعم شيء نُعالجه من خلال ماهية المادة والحرية المنظمة والمنتظمة مع وحدة الوجود لكنه ظاهرا يعيش عالم الوحدة اللفظية وليست المكانية ولا يسعني غير أن أذكرّك بالكائنات غير المتناهية هل لها أن تكون في المتناهي كجزء من جوهره وفعله وإرادته وقراراته .
ربما تسأل لماذا هل اختلفت مع الدكتور بكري في مادة التصوف الإسلامي ؟ أم أنك من أنصار المعتزلة ؟ أم أنّ رابعة العدوية والحلاج قد أزعجاك بشيء؟
لا لا يا أستاذي فلا هذا ولا ذاك لكن هناك من كنتُ أظنهم فلاسفة وإذا بي بعد هذه السنوات تظهر لي حقيقتهم فليسوا سوى مشعوذين مخبلين لا يتناسبون لا مع العقل ولا مع المنطق وأنهم يسرحون في وديانٍ تملأها الخُرافات والأباطيل والناس في هذه الأيام إليها مقبلة هرباً من فشل جميع الأحزاب الماركسية وغير الماركسية وسقوط شعارات كانت تُخدر الجماهير في الشرق عن إِعمال العقل وها أنا أختتم رسالة قائلاً سأكتب لك في المرة القادمة عن آخر صرعة فلاسفة صدعوا رؤوسنا بخرافاتهم .
بلغ من هم معك بمضمون رسالتي وأنا على استعداد أن أجادلكم بالتي هي أقبحُ....
طالبك المتمرد من الشمال اسحق قومي. ألمانيا في السبع من نيسان لعام 2024م