عشتار الفصول:111990 المتغيرات مابعد كورونا رقم 4.


اسحق قومي
الحوار المتمدن - العدد: 6525 - 2020 / 3 / 28 - 18:55
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات     

عشتار الفصول:111990
المتغيرات مابعد كورونا رقم 4.
لابدّ أن نوجز مالا يوجز.بحيث نأتي على ما نتوقعه بعدما جرى للعالم ماجرى على إثر جائحة (كارثة، مصيبة) فايروس كورونا. الذي بدأ في السعودية أولاً .ثم ظهر في مدينة ووهان بوسط الصين في شهر ديسمبر (أيلول عام 2019).وانتشر إلى إيران ثم إيطاليا وفرنسا واسبانيا وأمريكا وسويسرا والنمسا وألمانيا وبريطانيا.وأثناء تاريخ كتابة هذه التوقعات. نجد بأنّ أمريكا أعلى نسبة أصابات فيها بينما في الصين نراه يتقلص إلى حدود الصفر تقريبا وذلك لصرامة النظام الوقائي الذي اتبعته الصين.
وإيران التي بعضهم تمنى لها أن يجتاحها الموت نراها أفضل من إيطاليا التي أرعبها هذا الفايرس.وأمريكا التي ظنت أنها في مَنْأى من الفايرس نراها تفقد الثقة بنفسها وتطلب مساعات خارجية خاصة في اللباس الطبي .من هنا نقول ستكون لهذه التداعيات نتائج على المستويات السياسية والاقتصادية والصناعات العسكرية. هذا بالإضافة على الأثار التي ستُلقيبظلالها على العلاقات الاجتماعية والخلخلات والاهتزازات في الطقوس الدينية ونرى أنها ستكون على الشكل التالي:
1= نعتقد بأن العالم الغربي خاصة بعدما تضع الحرب الكورونية أوزارها ستتنادى دول العالم إلى اجتماع أممي عاجل يتم فيه وضع دراسات مسؤولة لتأسيس نظام عالمي جديد يؤمن بأن البشرية تواجه مصيراً واحداً أمام المخاطر الجرثومية وغيرها من كوارث مصطنعة أم طبيعية .
ولهذا سيُعملْ على استحداث نظام العالمي مابعد كورونا يُغاير النظام العالمي الحالي الذي بدأ يترنح أمام الواقع والحقيقة بحيث نرى اهتماماً حقيقيا يقوم بين الدول على مبدأ التعاون وتبادل الخبرات ووضع ضوابط مالية بين الدول بقاراتها المختلفة اقتصادياً وسكانيا وثقافاتاً وغيرها .
2= دراسة جدية ومسؤولة تتناول المنتجات النووية والصناعة العسكرية في كلّ دول العالم ووضع برامج تقليصها وكيفية التخلص منها ا، والتوقف عن السباق في انتاجها .وذلك من خلال وضع شروط صارمة على الدول التي تمتلك وتسعى لامتلاك قنابل نووية وغير نووية.
3= وضع كافة ثقافات القارات أمام حقيقة وضرورة تحديد النسل بحيث أننا على مقربة من هاوية سحيقة بالنسبة لعدد سكان كوكبنا الذي سيبلغ بعد ربع قرن أكثر من عشرة مليارات إنسان . هذا مع ضرورة التفكير بإنتاج لقاح ينتج عنه ولادات ذكرية .كون نسبة الذكور إلى الإناث في العالم بحسب احصائيات عام 2019م تؤكد أن عدد الذكور في العالم مليارين ومئتي مليون نسمة. مقابل خمسة مليارات و600 مليون نسمة من الإناث .ونسبة الذكور دوما ستبقى أقل من الإناث وهذه الضرورة تبقى مهمة كونها تؤدي إلى العديد من المشاكل الجوهرية في الحياة العائلية والاجتماعية والانتاجية.
4= العمل على إعادة توزيع العالم سياسياً في مختلف القارات على أساس عملي وواقعي للمكوّنات خاصة المتصارعة بينها والتي لا يمكن تطبيق الدولة المدنية في ذاك المحيط .فالتقسيمات الإدارية السياسية التي تُنهي الصراعات أفضل من بقاء تلك الشعوب محكومة بالشوفينيات القومية والدينية.
5= استحداث نظام مالي عالمي يتناسب مع الواقع الأممي ومستقبل الشعوب ويتم تقدير القيمة الفعلية للمنتج في كل قارة على أساس الحاجة والاستهلاك والمفضل في التعاملات طريقة ومفهوم المقايضة دون استغلال الدول الفقيرة وارهاقها بمعاهدات واتفاقيات .
6= النظام الاجتماعي الذي نُقدر أنه الأفضل للعالم .نعتقد بأنّ النظام الليبرالي المدجن بنظام السوسيال ووضع ضوابط على الشركات الخاصة والعامة بمايتناسب مع المساواة والعدالة الاجتماعية وحق الأسرة في تحقيق ماتراه بالنسبة لأطفالها وعدم تعرض العلاقة السرمدية بين الأب والأم والأطفال لنوع من الشرخ من خلال قوانين السوسيال والليبرالية هو النظام الأمثل للمرحلة المقبلة.
7= إجبار كل الدول في قارات العالم على أن تتبنى قوانين تخص موضوع الشيخوخة ورعاية المسنين .وأول تلك القوانين هو تخفيض ساعات العمل إلى 7 ساعات لأن الغاية من العمل لن تعد الربح الفاحش بل توفير السلع الضرورية مع فائض مادي يوفر كل مستلزمات الصيانة وحتى تغيير المعامل والآلات وتسديد رواتب وأجور العاملين والعاطلين كما ونرى أن تُعمم في كل الدول إجازة شهرية للعمال مأجورة وللأسرة التربوية والتعليمية قُرابة ثلاثة شهور. وأن يكون سن التقاعد لايزيد على 60 سنة .
8= الاهتمام بالشبيبة يبدأ من مرحلة الحضانة على ألا يتعلموا من خلال المناهج التربوية على التمرد وتلك الروح التي تؤدي إلى الابتعاد عن الأسرة الأساس التي لا غنى عنها لبناء أيّ مجتمع سليم في العالم .
9= الأممية لاتعني القفز على المناطقية والوطنية (القومية ،الدينية ،المذهبية) بل بالعكس لايمكن أن تكون الأممية ناجحة بدون أن نُشبع المناطقية والوطنية بمفهوم الواقعية وليس الشوفينية.
وكما تقول صديقتنا العالمة الروسية ( كروبسكايا ):( كما لايمكن بناء الجدار دون أن نضع الأساس أولا ثم الجدار …) هكذا الثقافة بمعناها العام والخاص لاتكون بالقفز على أسوار الواقع ولا بالأحلام نتبنى تأسيس نظام عالمي متكامل في تربيته التعليمية والسياسية والاقتصادية والدينية والمذهبية.
10= على النظام العالمي الجديد أن يتبنى احترام كل الثقافات العالمية التي تدعو إلى المحبة والتعاون والمساواة وتحقيق العدالة الاجتماعية وإدخالها ضمن دساتير الدولة القطرية ـــ أو النظام الفدرالي لو تم تقسيم القارات إلى فدراليات كُبرى ــ.لأنّ الثقافات العالمية للمكوّنات القطرية مالم تنصهر في بوتقة سياق حركة تلك المجتمعات وتؤدي غرضها بشكل إيجابي وتُعبر عن مكوّناتها القومية والدينية والمذهبية وتبقى دون تحقيق من خلال ظلم الغالبية فإنها تُشكل قنابل موقوتة .إنّ فرض ثقافة بعينها على مكوّنات قومية وعرقية ودينية يعني أن نترك هذه الساحات مجالاً للصراعات التي لن تهدأ وعلى الرغم من إيماننا بعدم تحقيق ما نقوله 100% بل (نطلب المستحيل لتجد المعقول).إنما في حال عَملنا على انتاج وتأسيس نظام عالمي كما سبق وحددنا ملامحه ستكون تلك التناقضات في حالة تضعف في تأثيراتها العدوانية .
وأخيراً إذا أراد العالم أن يُقلص التناقضات بين قاراته وشعوبه. فيجب أن توزع اهتمامات الدول الصناعية على كل القارات بنفس الضرورة التي تجدها لصالح الجميع.
وللحديث صلة في الجزء الخامس.
اسحق قومي.
شاعر وأديب وباحث سوري
ألمانيا في 28/3/2020م