عشتار الفصول:111637 الإبداع والمحاكاة والتقليد


اسحق قومي
الحوار المتمدن - العدد: 6297 - 2019 / 7 / 21 - 15:04
المحور: الادب والفن     

عشتار الفصول:111637
الإبداع والمحاكاة والتقليد
صنعة الكتابة ،من أخطر وأنبل الصنائع قاطبة ً .والإبداع موهبة أصيلة غير طارئة على المبدع ،صقلتها الخبرة، والتجارب، والسهر، والكد، والتحصيل، والمحي والبري ، والإرادة التي لا تُقهر مهما حاول من حولها أشباه البشر..أجل السير إلى الأمام مهما عصفت بالمبدع عاصفات الأيام وزوابع، الأولاد الحمقى . والخلاف مابين مايكتبه المبدع وما يكتبه المقلد ..فارق كبير، كما مساحة النور عن الظلام.والنص الإبداعي لاتكتبه اليد . بل هناك في أعماق النفس للمبدع يكمن رحم الموهبة ،ومنه تنطلق سيالات الإبداع إلى فضاءات خارجية نُجسدها على الورق أو غيره ..وفي ذاك الرحم الإبداعي تتنوع الحقول في ألوانها وفي تقادمها فمنها القديم القديم ومنها الوسيط ومنها الحديث.وكلها تعمل في ورشة واحدة. وأنا على يقين بأنّ أغلبها يُريد التحرر من تلك الجنان العميقة في النفس ليخرج إلى عنق الرحم ويرى النور.وهنا تكمن خطورة العملية الإبداعية والمبدع على حد سواء. بعض من ليس لهم تجارب قديمة ولايتجاوز عمرهم في صنعة الكتابة عدد أصابع الكف الواحدة . تراهم يتخيلون بعضاً مما يكتبونه أنه( من بنات أفكرهم ) .كما يُقال...ولكنه في الحقيقة هو مما عَلِقَ في أعماق النفس ما كان قد قرأه هذا أوذاك. ولازال يعمل عمله في أعماق اللاشعور فيخرج مع نشوة الروح والعين أثناء ميلاد مولود جديد فنظن أنه أصيل لكنه نغل يحمل ثياب الأصالة ... لهذا يلزم الكاتب الموهوب والمبدع أن يقوم بعملية نقدية فور الانتهاء من الولادة للنص. مهما كان وإعادة قرأته، وتفقد ذاكرتنا .وعلينا هنا أن نُجري العملية النقدية بشكل صارمة لئلا نقع في المحظورات ومايُسميها بعضهم بالسرقات. وأنا أُسميها بالوهم المشوه الخارج من أعماق النفس .والذي ليس له أصله في موهبتنا ..
أتيتُ على هذه الجزئية لأني أتمنى على المبتدئين أن يحرصوا على جوهر ماجئتُ عليه هنا .فهذا لخيرهم وليجعلهم أكثر قوة ذاتية وإبداعية. وليس مننا من قفز إلى ماهو عليه... فجميعنا تعثرنا، سقطنا، قمنا، لكن زماننا لم يكن بين أيدينا هذه الوسائل العالمية التي توفر لك تجارب لايمكن لقارىء في المراكز الثقافية قديما أن يحصل عليها كما يحصل عليها المرء اليوم.
وخير الكلام السلام والأماني للمبدع الموهوب
اسحق قومي.
21/7/2019م