أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمد رياض اسماعيل - متى يتحرر الكورد؟















المزيد.....


متى يتحرر الكورد؟


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 8573 - 2025 / 12 / 31 - 18:49
المحور: القضية الكردية
    


إن الاستقلال لا يعني شيئا إن لم نكن أحرارا، والسؤال الذي نطرحه هو ما إذا كانت دول الشرق الاوسط حرة بالفعل بعد الكوارث التي صنعناها لأنفسنا. انتفض الكورد في العراق مقاتلين من أجل الحرية، التي كانت ولا تزال تحت الهيمنة الاستعمارية، وفي إيران، وقف الكورد مناديا للحرية، وفي بداية ثمانينات القرن المنصرم وقف هذا الكوردي مرة أخرى في تركيا مناضلا من اجل الحرية والحصول على الاستقلال، ثم انتفض الكورد في سوريا بالألفية الجديدة من اجل الحرية والاستقلال. إذا لم ينهي الكورد استعمار عقولهم، فإن استقلالهم لن يعني شيئا، إذا لم يتصرفوا بشعور من الإلحاح لتحرير أنفسهم في اصقاع وجدوا عليها منذ بدء الحضارات، فان النضال لا يعني شيئا.. اصقاعنا ليست آمنة مطمئنة روحيا، ليست في راحة اقتصادية، ليست امنة صحيا، ولا نشعر بالراحة في التعليم، نحن نعيش في بقعة من الارض لديها آفاق كبيرة، ولكنها تواجه الآن صعوبات هائلة، ولهذا السبب نقبع ضمن عمليات المشاريع غير المتحققة. لقد وقعنا ضحية عدة مرات، واستُعبِدنا كثيرا واستُعمِرنا من قبل العرب، كان هناك مشروع الاستعمار العربي مشروعا ليس فقط للأسلمة، ولكن أيضا مشروعا للتعريب، وعندما أصبح العرب معنا واقعا جاءت الأجانب لتستعمرنا من أتراك وفرس وانكليز وفرنسيون، وكنا ضحاياهم في الوقت نفسه، هذا هو تاريخنا باختصار، وعندما فقدت العبودية بريقها، تظاهر البعض من داخل الرتب، بأنهم سيلغون العبودية، ليقدموا شيئا آخر، الشيء المسمى الاستعمار، لماذا؟ لأنهم اكتشفوا جبالنا واراضينا وكأننا لسنا نعيش عليها منذ قرون ما قبل التاريخ، واكتشفوا جميع البحيرات وجميع الأنهار والثروات الطبيعية! لا أتوقع أن الدراسات جاءت حين كنا هنا في حضور، لكنها جاءت عند تغييبنا وتظاهرت بأنه ليس لدينا تاريخ! ولكن دعونا نقيم التاريخ، حتى لو كان ذلك لمجرد اثبات النفس، أن كوردستان هي مهد الحضارة الإنسانية، عندما كان العرب حفاة يجوبون في الصحاري، وكان الأوروبيون لا يزالون يعيشون في الكهوف، يتعاطون المشروبات المعتقة فيها، عندما كان الأخرون لا يزالون يعيشون عيش البراري، اكتشفنا النار وشرعنا لها كتابا زرادشتيا مقدسا قبل ان تأتي الأديان ومنه بدأت حضارة البشر. وكما تعلمون، تعرض كوردستان طوال التاريخ المعاصر لسوء المعاملة، فعندما تنظر إلى الخرائط التي رسمتها الفئات الأوروبية تجد كوردستان منشطرة بين دول عديدة لتقليل وجود الكورد واذابتهم في اعراق اخرى. ومع ذلك، فهي أكبر، من إنكلترا ومعظم الدول الاوربية، إنهم يقللون من شأننا دائما بإدراجنا ضمن مستعمرات الشرق الأوسط، نحن لم نسفك الدماء للحصول على هذه البقعة من الأرض، ولكن امتزجت دماؤنا بترابها لتصمد كوردستان في بقاعها المذبوحة، فحين تمزج الماء مع التربة تحصل على الطين، وحين مزجت التربة مع دم الكورد ولدت ارض كوردستان، ألم يقل عنا القرآن باننا قوم ذو بأس شديد! يجب إنهاء استعمار العقل، وعلينا أن نذكر أنفسنا بتاريخنا، فكفى استحماراً!
الاكراد او (الكورد)، يشكلون عنصرا هاما في آسيا ويلعبون دورا أساسيا في تطورات الشرق السياسية والاجتماعية والروحية. ومنطقة كوردستان لها أهمية جغرافية واقتصادية كبرى فيه، فهي إحدى الصلات بين الشرق والغرب وفيها تنفجر ينابيع غزيرة من الثروة الهيدروكربونية والمياه. حدثنا المؤرخ الإغريقي، كزينوفون عام 400 قبل الميلاد عن الكورد، وهم شعب عاش في منطقة تسمى كوردستان، وأن لفظة الكورد أتت، بمعنى القوي البطل، وإن لفظة كوردستان تعني بلاد الكورد، وهي منطقة واسعة لا حدود سياسية لها ولا وحدة قومية تجمع بين سكانها، وقد احتل الملك السلجوقي سنجر مقاطعات كبيرة من كوردستان في القرن 12 بعد الميلاد وكانت هذه المقاطعات تضم عدة ولايات يفصل بينها سلسلة جبال زاغروس، ففي شرق هذه السلسلة، تقع ولاية همدان ودينور وكرمنشاه، وفي غربها تقع ولايتي شهرزور وسنجار، أما عاصمتها، فكانت قلعة، هي قلعة بهار الواقعة شرقي همدان. وكانت هذه المنطقة قبل القرن 12 تدعى جبال الجزيرة أو ديار بكر، وأول مؤرخ ذكر كلمة كوردستان، هو القزويني، في كتابه المسمى "نزهة القلوب" سنة 740 هجرية أي في القرن 14 للميلاد. ويحد هذه المقاطعة شمالا مقاطعة أذربيجان، وغربا البلاد ما بين النهرين وجنوبا مقاطعة خوزستان، وشرقا بلاد فارس، وكانت مقاطعة كوردستان تضم 16 قضاء إداري. تناول العالِم السوفياتي مينورسكي جغرافية كوردستان خلال نقطتان هامتان، وهما أولا جبل آرارات، وثانيا خليج الإسكندرون. ففي جنوبي آرارات، تمتد سلسلة ضخمة من الجبال تتجه جنوبا على مسافة ألفي كـيلومتر ثم تتشعب وتنحرف نحو الجنوب الشرقي حتى الخليج الفارسي. وتقع جبال الكورد بين آرارات، وجبل جلاميرغ، وتحدها شمالا قمم جبلي أرمينيا، وجنوبا هضبة أذربيجان، وهي أقل علوا من جبال الكورد، ثم هضاب بلاد فارس، وهي شاهقة العلو. وهكذا، فإن جبال الكورد مع بحيرة أورميا تشكل شبه منخفض محصور بين قمم أكثر منه علوا، وفي الواقع، فإن ارتفاع حوض بحيرة أورميا يتراوح بين 1220 م إلى 1400 م. أما خليج الإسكندرون، فهو نقطة انطلاق لسلسلتين من الجبال سلسلة طوروس الشمالية وسلسلة طوروس الجنوبية، ولهذه الجبال أهمية كبرى لكونها خزاناً للمياه يغذي أنهار دجلة والفرات والزاب، وهي شرايين حيوية لهذه البقعة من العالم. وتقع جبال زاغروس في الجنوبي الشرقي من أرمينيا، وهي تشكل الحدود الطبيعية بين إيران والعراق حاليا ولا يفصلها عن أرمينيا سوى جبال صَر كِعُرامار، ويميز الجغرافيون الإيرانيون في جبال زاغروس ثلاثة مناطق، وهي أولا منطقة كوردستان المكري، وتبلغ أعلى قمة فيها 3200 م، وهي تتضمن حوضي مياه: حوض بحيرة أوروميا، مع حوض دجلة مع رافده الزاب الاصغر. والثانية منطقة كوردستان الكرمنشاهي، وتعرف باعتدال ارتفاعها، وقد كانت ممرا لجيوش داريوس ملك الفرس، ثم لجيوش الإسكندر ذي القرنين، وتحتوي على بعض الوديان والسهول الخصبة وترويها مياه النهر غمزاب ونهر كراسو، وتزدهر فيها مدينة كرمنشاه، وسكانها حضر على عكس سكان الجبال البدو الرعاة. اما الثالثة فهي منطقة أردلان، المعروفة بالكوردستان الفارسي، ويبلغ طولها من الشمال إلى جنوب 200 كيلومتر تقريبا، ويحدها شمالا منطقة ساينكلا وغربا منطقة السليمانية وكركوك، وجنوبا وادي نهر الديالى وشرقا غرو وهمدان، وتشكل أردلان، محافظة هامة خصبة تسقيها أنهر عدة أهمها نهر، كيزلوزون، وتكثر كثافة سكانها في السهول والوديان.
مع تطور الزمن، تقلص العنصر الكوردي في السهول، وعلى ضفاف البحيرات متراجعا أمام العرب والأتراك والفرس والأرمن. في كوردستان، الفارسية، يذكر لارش إن الكورد شأنهم شأن قدماء الكلدانيين، على مهارة فائقة، فهم لا يتقاعسون في العمل في إقامة المجاري المائية لري أراضيهم. غير أن شأنهم هو أيضا، شأن جميع سكان الجبال لا يعيرون الزراعة إلا اهتماما ثانويا وهم يزرعون الذرة والقمح والشعير والإرز بمقدار ما هم بحاجة إليها في معيشتهم فقط، ذلك إن ثروتهم الحقيقية تقوم على تربية قطعان المواشي. ويجمع المؤرخون على أن العقبة الرئيسية في وجه نمو الزراعة لدى الكورد هي في نظام الضرائب المفروضة الذي من شأنه أن يثبط كل عزيمة، وبالمقابل فإن الأمراض والكوارث التي تصيب القطعان أحيانا تحمل الكورد مرغمين على تعاطي الزراعة، ولا بد لنا الحديث عن اقتصاديات الكورد أن نذكر القدر الذي يسهم فيه الصيد والتقاط بعض منتجات الأرض في أرمينيا، حيث تندر الغابات يشكل جمع الوقود اهتماما جديا، فينصرف الكورد إلى اقتلاع بعض النباتات (الاستراغال) ويحملونها على ظهور الحمير ليبيعوها في أسواق المدينة وأحيانا يصنعون منها الفحم غير إن مواد التدفئة الرئيسية تصنع من روث البقر الذي يمزج بالتين أو بالأوراق اليابسة، وتوجد أشجار السنديان الضخمة في جبال طوروس الجنوبية العنصر الذي يستعمل في الصباغة، أما الصيد فلا يشكل موردا. هاما لد خصوصا في أرمينيا حيث يندر وجود الصيد فما هناك ألا بعض الغزلان، والخنازير البرية والثعالب والذئاب. والكورد يستعملون أسلحتهم الثانوية أو النارية لحماية قطعانهم ضد هذه الحيوانات المفترسة، الأمر الذي جعل وجود هذه الحيوانات يتناقص ويضمحل، وفي دراسة الصناعات اليدوية عند الكورد، لا بد من الإشارة إلى أن ما تقوم به النساء من أنسجة يدوية يظهرن فيها كثيرا من التذوق والتأنق، خصوصا في صناعة الملابس وتزيين الخيم، وفي هذا المجال أيضا، تبرز متطلبات الإدارات في الضرائب عائقا كبيرا في سبيل نمو هذه الصناعات، فحين ترتفع الضرائب نجد الكورد يقعون في فقر مدقع، ويحدون كثيرا من اندفاعهم في إشغال الأنسجة الفنية التي يوحى بها إحساس فني بدائي رائع، ولكنه فطري لا تعوزه النضارة والبراعة في تنسيق الألوان، ويشتهر الكورد في منطقة سناه في ايران بصناعة سجادات الصلاة، بالإضافة إلى صناعة مقابض الخناجر من العظم والنقوش وعقد الأحزمة. ويجب ألا يفوتنا بأن كوردستان ليست بلاد البدو والفلاحين، بل هناك مدن وقرى كبيرة عدة نمت فيها بعض الصناعات اليدوية الفنية التي أضحت من تقاليدها العريقة، ويكفي أن نذكر على سبيل المثال بتليس وأربيل وسناه وسودج وبولاج، أنها مدن كردية صرفه وتطورت فيها الصناعات اليدوية بجميع أشكالها صناعة الجلود والمعادن والأخشاب. ويقدم ساركيسيان، في مقاله عن عبد الخان، سيد بتليس الكوردي في الجيل الثامن، تفاصيل مثيرة على القطع الفنية والأسلحة والحلى والمخطوطات التي كان يمتلكها هذا السيد، وهذا ما يجعلنا نتأكد من أنه كان بين الكورد من يهوى جمع التحف الثمينة، ويشجع الصناعات اليدوية، ويوجد في سناه بشكل خاص صناع ماهرون للعلب وطاولات الشطرنج والأواني الفخارية. كما يوجد في فان صناع بارعون، وإذا ما اعتبرنا الكوردي في الحدود التي ذكرناها صانعا يدويا، فإنه لا يمكننا إطلاقا أن نعتبره تاجرا ممتهنا على الرغم من أنه مضطر لأن يجلب من الخارج الحاجات التي لا يؤمنها له اقتصاده الطبيعي، ومن هذه الحاجات في الدرجة الأولى الأسلحة التي يشتريها من الأرمن ومن الإيرانيين وهي ضرورية لتأمين حياته المعرضة دائما للخطر حتى أنه مستعد لكل تضحية في سبيل الحصول عليها، ثم حاجات الزينة الفخمة إذ إن الكوردي يحب الثياب الجميلة ويرتديها بأناقة عريقة في طباعه، ولذلك نلحظ في الأغاني الكوردية الشعبية وصفا مسهبا للأسلحة والألبسة والخيل. والكوردي كان نادرا ما يستعمل النقود في تجارته، إنما هو يفضل عمليات التبادل، أما القطع النقدية فتستخدمه النساء في تزيين ثيابهن ورؤوسهن، ويحصل الكوردي على الجبن والزبد والصوف والمواشي والخشب والسجاد والجلود بواسطة المقايضة، وليس الكوردي في هذه المقايضة هو الرابح. وإذا كانت أوجه الحياة الاقتصادية الحديثة مهملة من قبل أكثر الباحثين، ألا أننا باستطاعتنا أن نبين معالمها، لأنها لم تتطور إلا في حدود ضيقة، لقد عرفت بلاد كوردستان نوعا من النظام الرأسمالي، لأنها كانت مركزا هاما في تموين بغداد، والقسطنطينية وسوريا بالمواشي، كما كانت تصدر الصوف والعسل والأصماغ المطيبة، وبعض مواد الصباغة وبالمقابل كانت كوردستان تستورد الأسلحة والأنسجة القطنية والحرير والسكر وبعض الأصناف الاستهلاكية الأخرى. ومن الممكن التقدير بأن صادرات كوردستان كانت أكثر من وارداتها، مما جعل مقادير من الأموال تتجمع لدى الكورد الحضر. وكانت القسطنطينية وحدها تستورد من كوردستان ما لا يقل عن مليون ونصف مليون رأس غنم وبقر، ولا ريب إن القطعان التي كانت تصدر أكثر عددا من هذا الرقم بكثير، ولكن وعورة الطرق وطولها كان يتسبب في فناء قسم كبير منها. وكانت كوردستان تصدر أيضا، بما يزيد عن 35000 ليرة استرلينية من العفص، وكميات كبرى من الصوف، وبالأخص صوف ما عز "الانغورا" الذي يستخدم في صناعة المعاطف والشالات. ويقدر ان كوردستان التركية كانت تصدر سنويا في أواسط الجيل 19 بضائع بقيمة 700000 جنيه إسترليني، وكان أهالي كوردستان يبيعون منتجاتهم في أسواقهم المحلية، فهم يخشون رجال الجمارك، فيأتي التجار الأرمن واليهود والأتراك يحملون البضائع المختلفة ويقايضونها بمنتجات كوردستان. وكان أهالي كوردستان، يستغلون الحديد والرصاص في خفية عن أعين الحكومة التركية، فيصنعون من هذه المعادن بعض أدواتهم، ويبيعون الباقي. من مجموع هذه المعلومات عن الحياة الاقتصادية في كوردستان. يصل "فيلتشنسكي" إلى الاستنتاج بأن التجارة في الجيل 19 كانت على قدر كافي من التنشيط في كوردستان، خصوصا في مجال التجارة المحلية قبل امتداد النفوذ الاستعماري. أما فيما يتعلق بكوردستان التركية في الوقت اللاحق، كان النشاط الاقتصادي قد أفاد كثيرا بظل النظام الجمهوري الذي أنشأه كمال أتاتورك، فسكة الحديد أضحت تصل إلى ديار بكر وإلى أرضروم، ثم وصلت إلى كوردستان العراق.
نحن نعلم أن (خودي) أي الله خلق العالم. لا شك أن الإنسان يعبد الله وعبادته سهلة للغاية، وأن الله ليس مسيحيا ولا مسلما ولا يهوديا ولا كل هذه الأشياء. لأن الله روح وإذا كان روحا، فلا يمكنه أن يكون كل هذه الأشياء.. لم يكن النبي محمد مسلما وهو رسول، ويمكنك أن ترى أن الله قد تم الاستيلاء عليه من قبل الحضارة على مر الزمن، كان هناك تعريب الله عندما كان الله في الشرق الأوسط، أخذوا كتاب النبي محمد ليُحَيي الفرس الذين جعلوه تشيعا فارسيا، وجعلوه يتحدث الفارسية. ثم أخذوه إلى أواسط اسيا، وجعلوه يلتصق بسنته، وحين تعبوا من ذلك، خلقوا دينا قابلا للمط واللوي يتصرف به شيخ الإسلام السني وفق رؤى الحكام المورثين.. لم يكن الله سنيا على الأقل وليس شيعيا، وعندما كانوا متعبين منه أخذوه إلى بلاد افريقيا، وثم اخذوه الى أوروبا واسسوا له جوامع بطراز وتفصيل المستعمرة، وطافوا بالله في اصقاع العالم باسم الدعوة الى الله ليأخذ قرآنه الكريم طرقا واشكالا مختلفة في كل بقعة اُستعمرت، وتناسوا كوردستان البغيضة لان الكورد من أصول الجن! الله ليس كل هذه الأشياء، إنه إله تعبده بسهولة، وان عبادته في الحقيقة سهلة روحية، وارجوا أن تسألوا انفسكم بعض الأسئلة الأساسية على الرغم من حقيقة أنهم فعلوا كل شيء لمحو الكورد من على وجه هذه الأرض ارض كوردستان، حتى في تاريخهم، يعترفون بأن جميع رجالهم العظماء جاءوا إلى كوردستان، لماذا جاءوا؟ الم يكن هناك رجال عظماء في كوردستان؟ وماذا جاءوا يفعلوا بكوردستان؟ كان سقراط وارسطو في اليونان، في الوقت الذي كان عندنا الخوارزمي وابن سينا والخيام والفارابي والرازي وآخرين، حيث المعرفة، كوردستان هو مهد الحضارة الإنسانية، لكننا تعرضنا للبطش على مر السنين، لقد تعرضنا للإيذاء على مر السنين، استعبدتنا الإمبريالية، ولا يتغيرون أبدا بل يبدلون اقنعتهم في كل عصر، يجب أن نكون حذرين من ذلك، إنه لأمر محزن عندما جاءوا إلى هنا وأساءوا استخدام الأديان، قالوا لنا أن نغمض أعيننا في الصلاة، وعندما فتحنا أعيننا، اختفى الأرض التي نملكها، اعطونا كتابا مقدسا وسلبوا كل أراضينا وسلبوا نساءنا واستعبدوا أطفالنا.. نحن الكورد ندرك أن هناك جنسا واحدا فقط هو الجنس البشري، من واجبنا أن نُذكِرهم بأن هذا هو بالفعل التعليمات الإلهية لله الذي أعبده لا يمكن أن تكون معبأة في أديان صغيرة، الهدف الذي أعبده لا يمكن احتواؤه في الكتب الصغيرة، الإله الذي أعبده قريب ومنتشر في كل مكان، الكورد يعرفونه في الحقيقة قبل كل الاقوام، ومن أجل تقديره يجب أن نفهمه بشكل مختلف، يجب أن نفهمه في الأرواح، أتعرف؟ عندما نظر الكوردي إلى العالم بتمعن مراقبا حركة النجوم والكواكب عَبَد الخالق واسماه خودي، قبل رسالة الإسلام واستخدام العرب لها سلاحا أيديولوجيا للفتك بالأقوام واستعمار الشعوب، وأفكر في كثير من الأحيان ان اسأل العرب سؤالا بسيطا لماذا تريدون تعريبنا؟ لماذا تريدون أسلمتنا؟ هذا الإله الذي خلقنا في أماكن مختلفة خلقنا على الحكمة، أليس هو إله التنوع الذي يريدون الاحتفال به بطرق مختلفة ومتنوعة، اليس هو الذي خلق الطبيعة بأشكال والوان متنوعة والورود بألوان متعددة وروائح متباينة والاحياء بهيئات مختلفة! يجب أن نقبل ونحب طبيعة الأشياء، يجب تغيير أنفسنا كلما تعلمنا الحب، لان الذي لا يحب لن يتغير. كنت أقرأ أعمال كوردية عظيمة لكتاب وشعراء كبار، بختيار علي، حسن منه، سليم بركات، جوان قادو، ازاد احمد علي، بديع الزمان النورسي، بهروز بوجاني، عزيز نسيم، واورهان باموك، ماء شرف خان، بابا طاهر الهمداني وعلي ترموكي... وسير قادة وشخصيات مناضلة امثال صلاح الدين الايوبي، مصطفى البارزاني، عبد الرحمن باشا، محمود الحفيد، جلال الطالباني، عبد الله اوجلان، إبراهيم هنانو، محمد العابد، احمد خاني، عبد الرحمن قاسملو واخرين تقشعر له الأبدان في الليل المظلم، قامات ناضلت لإنهاء الاستعمار، ويجمعون القول في إن المكان الوحيد الذي يجب أن نبدأ فيه في إنهاء الاستعمار هو العقل، لأن العقل هو معيار الرجل، فتعلمنا الإرادة منهم، يحثون الشباب على إنهاء استعمار العقل، وخوض جميع المعارك في العقل. كان ديكارت على حق في روايته "سيزيف والانسان المتمرد" لأن المعرفة هي الاله العالمي، لذلك يجب أن نفكر، لأنه بمجرد تغيير عقولنا، يتم تنشيط روحانيتنا، وبمجرد تنشيط روحانيتنا، فإننا نمارس شبح احترام الذات في القانون، لنبدأ في اكتشاف إمكاناتنا، ثم يبدأ اقتصادنا في النمو، ثم نقوم باستخدام ثرواتنا الهيدروكربونية وتحسينه، أتعرف كيف يمكن أن يتحقق كل ذلك؟ لا يمكن أن يتحقق ذلك الا بتحرير عقولنا، لأننا سمحنا باعتقال عقولنا.. لا يمكن أن يكون ذلك إلا لأننا سمحنا لأنفسنا بالارتباك الروحي، لا يمكن أن يكون ذلك إلا لأننا سمحنا لأنفسنا بأن نكون عبيدا للآخرين والله الذي نعبده، فالله ينتظر ان ندرك أنفسنا ولا يهتم لصلاتنا والتحية يمينا ويسارا في نهايتها، بل كيف تفكر في التوبة للخطايا التي ترتكبها ويرتكبها الجيل الاخر؟ حان وقت التوبة فالمستقبل الآن لا يكمن فينا، والمستقبل يكمن في الصغار اللذين سيرفعون كوردستان على اكتافهم، واجبك وواجبي هو زراعة الشجرة اليوم فان جيلا واحدا يزرع شجرة، جيل آخر يسقي الشجرة لتضلل جيلا تالياً. هذا واجبنا فنحن لسنا هنا لنقول أشياء جديدة، نحن هنا فقط لتذكير أنفسنا أنه في البداية كان هناك الله، تحت ذلك خلق الله الإنسان، واختارنا ان نكون كورداً فلماذا أشك في ذلك؟ وهذه الروح كانت الله وأظن أن الله أعطانا الذاكرة اداةً للتفكير ومن ثم الذكاء، وأظن أن الله خلق كوردستان، حيث تتوسط الكرة الأرضية، فيها وفرة الشمس، وتدابير الحياة في كل مجال، ووضع جميع هذه الثروة في كوردستان من النفط وخام اليورانيوم، ولما يتوقف عند هذا الحد عندما كان يوزع الأنهار والبحيرات حيث خص كوردستان بأفضل البحيرات وأفضل الأنهار ولم يتوقف عند هذا الحد بل وهبنا الرجال والنساء المتسامحون والاسخياء جدا. هذه هي البقعة الوحيدة التي رحبت بجميع الحضارات بدءاً من العرب، اللذين اساءوا إلينا ثم جاء الفرس الذين رحبنا بهم وأساءوا إلينا، ثم جاء الاتراك، رحبنا بهم واساءوا إلينا، ثم جاء الأنكليز، ورحبنا بهم واساءوا لنا، ثم جاء الفرنسيون، رحبنا بهم، اساءوا لنا ثم عُهِدنا الى سلطة العرب!! لقد رحبنا بهم واساءوا إلينا بل اقتلعوا جذورنا. الآن الامريكان وقد رحبنا بهم... يجب أن نوقف هذا ولا يسعنا إلا أن نوقف هذا الإدراك الذاتي الحقيقي، ولهذا السبب، عندما أقهر، يجب أن أختتم بالإشارة إلى الكوردي العظيم في الاصقاع الأربعة لكوردستان، الذي يكتب في كتابه "الإنسان، الأصل الكوردي للبؤس البشري". الواقع يقول إن هذه مشكلة لا يمكن حلها إلا من خلال العدوان، وأنا أقول إن هذا هو الوقت المناسب لنا الآن لكي تنهض كوردستان، ستكون كوردستان عظيمة. ويجب أن تكون كوردستان عظيمة، ولن تكون عظيمة إلا إذا اخترنا إنهاء استعمار عقولنا روحيا وقلوبنا وثقافتنا لأنه عندها فقط ستكون كوردستان دولة عظيمة.



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر وتساؤلات من الحياة
- الانتخابات ووضع الكورد المصيري
- تطوير حقل كركوك بين إمكانات وزارة النفط والعقد مع شركة BP
- اليك.. بَعضٌ من هذياني (محاورة روحية)
- الانسان هو الغاية والامل
- ازمة المرور في مدن العراق الى اين؟
- ذاكرة العقل تعطل فهمنا للواقع
- الحب في العلاقات الإنسانية (وجهة نظر)
- الزمن ذلك اللغز المحير
- في الاقتصاد النفطي العراقي وبناء الدولة الموحدة
- تداعيات الحكومات العراقية الحديثة
- السلام يصنعه الانسان
- الحرائق الراهنة في الابنية والمتاجر ومرافق الدولة
- الطبيعة هي القيمة المثالية العليا في الوجود والحياة
- العدالة في ميزان الزمن
- تاريخنا يمجد سفك الدماء (وجهة نظر شخصية)
- الأرض تحتظر في الواقع المرير
- انا مًن انا؟
- الحياة على الكرة الأرضية في افول
- الحب تحرر من الانانية


المزيد.....




- انتهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة في العراق ... ماذا حققت؟
- مفوض أممي يصف إعلان إسرائيل تعليق أنشطة منظمات الإغاثة في غز ...
- آلاف العائلات في مخيمات النازحين شمال غربي سوريا تواجه أوضاع ...
- تقرير حقوقي يوثق -إبادة ممنهجة- بحق الأسرى الفلسطينيين
- صحف عالمية: وقف عمل منظمات الإغاثة سيفاقم مأساة غزة
- مؤسسات الأسرى الفلسطينيين توثق كارثة حقوقية خلف القضبان في 2 ...
- حماس تدين والأمم المتحدة تحذر من حظر إسرائيل المنظمات الإغاث ...
- انتقادات أممية وأوروبية لعزم إسرائيل تعليق أنشطة منظمات إغاث ...
- حماس: قرار الاحتلال بمنع 37 منظمة إغاثة دولية من العمل في ال ...
- وزارة الداخلية الترکية تعلن اعتقال 125 شخصاً مشتبهاً بانتمائ ...


المزيد.....

- الى جمهورية كردستان الاشتراكية المتحدة!، الوثيقة 3 - كردستان ... / كوران عبد الله
- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمد رياض اسماعيل - متى يتحرر الكورد؟