أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - محمد رياض اسماعيل - الطبيعة هي القيمة المثالية العليا في الوجود والحياة















المزيد.....

الطبيعة هي القيمة المثالية العليا في الوجود والحياة


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 8408 - 2025 / 7 / 19 - 13:05
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


‎تعمل الطبيعة ومكوناتها وفق مليارات الخوارزميات وتترابط بشكل أواصر عنقودية تؤثر وتتأثر أحدها بالآخر، معيره بكميات وأرقام في حدود ومديات سماح ثابتة إذا تجاوزتها المعطيات تحاول لاهثا التغيير في العمل بدوال أخرى لتستعيد الاستمرارية والاستقرار، تماما كما يحصل داخل الانسان حين يعاني نقصا في أحد المعادن مثل الكالسيوم الكلي (8.5 الى 10.2) mg/dl تحصل عليها الجسم من العظام وفي نفس الوقت ترسل رسائل استشعار واستغاثة بشكل اعراض غير طبيعية تطرأ على جسم الانسان لتحسسه لفعل معين للاستعاضة والمعالجة الخارجية.. اليوم الأرض هرمت وافسدت بفعل الانسان وحاولت جهدها للعمل ضمن المعايرات المتاحة حتى أصبحت في حالة الاستغاثة. كان تعداد سكان الأرض لا تزيد على 150 مليون انسان قبل الفين عام تقريبا، وصل الرقم الى 350 مليون عام 1400م ثم وصل تعداد سكان الأرض بداية القرن التاسع عشر الى مليار انسان، ثم مليار ونصف في بداية القرن العشرين، وفي الحال الحاضر يتعدى الرقم 8 مليارات! توحي لنا هذه الأرقام الى ان الأرض خلال 300 ألف سنة والى القرن التاسع عشر الميلادي وصلت عدد سكانها من البشر الى مليار نسمة أي بمعدل زيادة 3400 انسان سنويا. وخلال 200 سنة الأخيرة وصلت الى 8 مليارات نسمة، أي ان نسبة الزيادة أصبحت مفرطة للغاية وبمعدل 35 مليون انسان سنويا خلال 200 عام الأخيرة وإذا استمرت على هذا المنوال فسيبلغ عدد سكان الأرض خلال مائة عام قادمة 12 مليار انسان وهكذا يتضاعف في المئة عام اللاحقة.
لم يبق بيئة او مساحة ارض لم تمسها يد الانسان الملوث،‎ لم يتبقى قطعة غير ملوثة على الارض بنتاج فعل الانسان عليها. ولابد ان نذكر ان جميع التجمعات السكانية على الأرض كانت في حالة تنازع على مدار التاريخ، مع بعض الفوارق فيما بينها، فالهنود اسسوا لنظام قبلي أساسه السلام والعدالة التوافقية، فكان الرجال والنساء يتقاسمون السلطة، لم تكن هنالك ديموقراطية وانتخابات، كانوا أحرارا قبل ان يستوردوا هكذا مفاهيم، وفي الوقت الذي كانت الاعراب تؤد بناتها، كان ديدن البرابرة والمغول القتل والغزو وكانت تقحم نسائها في المعارك وتقطع احدى ثدييها لتقوى يدها على حمل السيف! والمرأة في يومنا تبحث عن وظيفتين لتربية أطفالها! مفارقات كثيرة بين هذه التجمعات والقبائل البشرية على مسار الزمن البشري وهي خارج مبحثنا. تاريخ البشرية دموي كان فيه التنازع بين الاقوام المختلفة، القوي يسيطر على مقدرات الفقير والاول يمجد لانتصاراته والثاني يلتزم الصمت خوفا على حياته، الفئات المنقهرة تلتزم الصمت ومن ثم تحوله الى نضال صامت وتبتدع موديلات (صارخة) للتعبير عن الحرية والديموقراطية. نحن نتفنن في اساليب القتل للوصول الى الحرية، ونحن بطبيعتنا ولدنا احرارا! السلام عبارة يبحث عنه وينازع من اجله الانسان منذ ان وجد نفسه على هذا الكوكب الى يومنا ولا يدركه!
وعيت على بيئة خضراء في كوردستان العراق، كانت فروع الأنهار والينابيع والجداول لا تعد ولا تحصى، وكانت طيور اللقالق تبني اعشاشها على الأشجار الباسقة وعلى المآذن والاعمدة، وكان هناك طيور النقار على الخشب تنقر على الأشجار في مرابع الينابيع الخضراء المحيطة بقضاء جم جمال قبل سبعون عاما، اليوم لا أثر لهذه الطيور، وقرأت بان عين الحادث يحصل اليوم في احدى غابات أمريكا اللاتينية. طير اللقلق المهاجر غَيرَ مساره بسبب انحراف خطوط المجالات المغناطيسية التي يعتمد عليها في هجرته بين الصيف والشتاء، وطير النقار معروف بانه ينقر الشجرة الى جلد اللب ويكتفي به كطعام، لم يعد موجودا في بيئتنا اليوم، بعد ان جفت الينابيع وضعفت الأشجار وبدأت هذه الطيور تنقر وتستمر في النقر الى ان تقتل الشجرة، او تموت الشجرة عطشا او من تزايد شدة حرارة الصيف. هاجرت هذه الطيور بيئتها ولم تعد لها مرة ثانية.. هي لا تستمع لندائنا، لأنها تتلقى الاوامر من مكان اخر وهي الطبيعة. الجليد يذوب ولا يستمع لنا لأنه يتلقى الاوامر من الطبيعة وفق اصرة عنقودية تنظمها خوارزمية الطبيعة، تضمحل طبقة الاوزون لأنها تتلقى اوامرها من الطبيعة، فتخترق الاشعاعات الكونية الحزام الواق للأرض وتهدد حياة الانسان وتذيب الجليد في القطبين لتغمر الارض بالماء. نحن نقضي على حقوق الاحياء والموجودات على الأرض. استمع جيدا انها رسائل للمستقبل لأجيالنا القادمة وإننا مسؤولون عن افساد الطبيعة يوم لا ينفع كل مال وذهب وفضة الأرض لمعالجتها. المسألة خطيرة تتعلق بحياتنا ووجودنا على الارض، يجب وضع المعايير للاستخدامات الصناعية وغرس قيم الحفاظ على البيئة من اجل البقاء على الأرض سالما معافى لأجيالنا القادمة. والقرار يعود للزعماء في كل البقاع التي يديرونها ويحكمونها في العالم، لان إقناع ٨ مليار انسان على الأرض مهمة صعبة لاختلاف خيارات كل فرد، مما تستوجب تدخل الحكومات للعمل بصرامة في هذا الصدد.
لا قيمة للإنسان بدون الأرض، نحن نعتمد على الارض كما تعتمد الشجرة عليها فهي تتجذر في الارض باحثا عن الماء والغذاء في أعماق الأرض، وترسل اغصانها الى الاعلى بحثا عن ضوء الشمس والاوكسجين. نحن والاحياء عموما تعتمد على الأرض في بقائها، ان الأرض مضلة للجميع او بعبارة أخرى امنا الاصيلة وسندنا للبقاء في الحياة أحياء. على مدار وجود الانسان على الأرض لم يتعرض الأرض الى وحشية في التعامل كما حصل في القرنين المنصرمين.. كنا نخرب الارض والارض تعيد نفسها وقادرة على تنظيف نفسها ولكننا مستمرون في التخريب ولا قانون يردعنا ولا وعي سائد يحمي الارض امام وحشية الانسان. ٨ مليارات من البشر تعبث في الارض دون وازع المسؤولية. الجرذان تعبث لكن عبثها ضمن قانون التوازن الطبيعي. اليوم فقدنا التوازن بسبب النمو السكاني. الطاقة التي نأخذها من الشمس تكفينا لنعيش يومنا على الارض، وفي القرن الماضي استخدمنا طاقة الكهرباء ثم خزنها في البطاريات لديمومة حياتنا المترفة على الارض، زادت نفوسنا دون ضوابط، من حق اجيالنا ان تحاكمنا وتحاسبنا على ما نورث لها من جرائم ستهدد حياتهم وبقائهم على الارض. سيحاسبون الزعماء والرؤساء على هذا الوضع المزرى، الشجرة تعمل واجباتها للحفاظ على حياة الكوكب ولكن قرارات الزعماء تعبث بنظام الطبيعة، ليست لهؤلاء الحكام قيمة شجرة في خدمة البيئة. نرى وندرك جميعا بأن الأرض تغلي، وأن الجليد القطبي والأنهار الجليدية تذوب، وهنالك المزيد من الحرائق والفيضانات والجفاف كما لم نألفها سابقا، وهي شواهد تصرخ بأن المناخ يتغير نحو السوء. إذا أردنا عكس المسار لمنع كارثة المناخ وتحقيق السلام الحقيقي، فسيتعين علينا التعمق الجدي في المسائل التي تكمن وراء الأزمات الوجودية التي تواجهنا وندفعها نحو الأولوية القصوى في المعالجات، وتحويل القيم الأساسية للمجتمع المعاصر بهذا الاتجاه، فالطبيعة اليوم هي حاكمنا العادل.
حروبنا بكل أنواعها العسكرية والاقتصادية التنافسية، تقضي على حياة اُمنا الأرض، وبحثنا للطاقة خارج التوازن الطبيعي تقضي على أبانا الشمس وتؤثر على اخوتنا الرياح والصواعق والمياه والنبات. نحن المخلوقات وميكانيكية الموجودات والظواهر على الأرض عائلة واحدة، كنا نتعايش بأمن وسلام، بدأت تتفكك يوما بعد الاخر. يجب ارساء قيم الطبيعة من اجل البقاء. بعض الحلول محاولات جادة لإنقاذ البيئة، فالطاقة النظيفة هو حل جيد. نعم لبذل الغالي والنفيس من اجل السلام، وكلا للحروب وتطوير الأسلحة الفتاكة بكل أنواعها، تذكروا باننا بشر ودمائنا قابلة للتبرع بيننا مهما كانت الواننا واشكالنا. كفى للتنازع، كفى للتشريع العقيم للمستجدات العلمية التي تعبث في نظام الطبيعة، كفى للقرارات التي تمس معطيات الطبيعة من انهار وجداول وبحار ومحيطات وهواء وتربة، والحفاظ عليها كما اورثناها عند بداية وجودنا على الأرض. ان تغيير القيم السائدة العبثية التي ولدتها الاحتكار والإمبريالية والتنافس الرأسمالي هو المطلوب اليوم. فكفى لقد بلغ السيل الزبى..



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة في ميزان الزمن
- تاريخنا يمجد سفك الدماء (وجهة نظر شخصية)
- الأرض تحتظر في الواقع المرير
- انا مًن انا؟
- الحياة على الكرة الأرضية في افول
- الحب تحرر من الانانية
- نحن موتى احياء في ضل تكنلوجيا العصر
- الكورد في مسيرة البحث عن الحياة الحرة
- هل الفكر التأملي فكر واقعي في الحياة؟
- التراسل بين الخالق والمخلوق/ تأملات في الوجود
- استكمال مؤامرة الحرب العالمية في حقبة ترامب الاخيرة
- همسات قلب متعب
- الزواج رباط مقدس يمهد لتطور الحياة
- قصص لم تكتمل
- هذه هي امريكا
- وجود الاحياء مهدد على الأرض
- أثر المنظومة الأخلاقية في تقدم الأمم/ رؤية شخصية
- لمحات على النظم الدينية وضرورة فصل الدين عن الدولة
- الاستعمار والشعوب المستحمرة
- الذاكرة وتراثية المجتمع أساس الانقسام والصراع*


المزيد.....




- -سيارة مجهولة- تدهس حشدًا في هوليوود بلوس أنجلوس.. شاهد آثار ...
- برعاية أمريكية.. اتفاق مبادئ بين الكونغو و-إم23- في الدوحة
- نائبتان فرنسيتان للجزيرة نت: لن نوقّع أي وثيقة إذا قرصنت إسر ...
- دراسة: الأراضي الرطبة بأفريقيا من الأكثر تدهورا عالميا
- مصدر أمني يكشف للجزيرة مراحل اتفاق السويداء وترحيب بوقف إطلا ...
- بعد إزالة آخر سد.. شباب السكان الأصليين يستعيدون نهرهم التار ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات فيديو -سرقة أسوار حديدية من الطر ...
- وفد ديني من القدس يتفقد كنيسة العائلة المقدسة في غزة بعد الق ...
- غزة: مقتل 32 فلسطينيا على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين أثن ...
- أفول الهيمنة الأميركية.. صعود الصين والمأزق في الشرق العربي ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - محمد رياض اسماعيل - الطبيعة هي القيمة المثالية العليا في الوجود والحياة