أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - الزمن ذلك اللغز المحير














المزيد.....

الزمن ذلك اللغز المحير


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 8458 - 2025 / 9 / 7 - 15:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أيها الزمن الذي أغوص فيه دون إرادة ولا قدرة، انت لي بين قافلة الأحياء، إرادة وقَدر، وانت لي بين الأموات خلفية تبحث عن الحياة من داخل الموت والفناء.. ولا ينفيك أبداً إحساسي بالعبث، ان الحس بالعبث يولد انفجاراً في شرايين الأفق، كانفجار الشريان في عيون الخارج الى النور القوي بعد سنوات من الظلام الدامس.
وَلَئِن حملت نفسي، ومضيت الى خارج بوابة المدينة حيث يرقد معبد النساك ويستيقظ صباح النظام على ليل الفوضى والعبث، ورحت أجوب باحثاً عن الانسان المشرد، الانسان المعذب، وألم ُ أشلاءه هنا وهناك لأُفِهِمه حقيقة الكون في حتمية اللانهاية، وصراع الأشياء ولأحمله معي هناك حيث يتوسط المروج الخضراء محراب النساك، وأجراس تصوف الانسان ضد تعفن المجتمع المريض المتهالك على الملاذ .... ولنسجد معاً وبكل إيمان في معبد الشروق، كما تسجد الشمس لضياء النهار ساعة الغروب اعترافاً بالجميل، وحباً في اللقاء، وبين الشروق والغروب، الولادة والموت زمنٌ يسمى الحياة، او حياة زمن ..... ومهما يكن الوداع صعباً ففي اللقاء أمل، وكروان الليل يعشق في النهار ابتسامة الشروق.
ايها الزمن الذي يمتد دوني أدرك جيدا بان عمر الموت اطول من عمر الحياة، اقتطعت بضع عشرات من السنين في زمن يمتد الى ثلاثة ملايين ونيف من السنين في قفصه لسجان يقبع خارج القفص، في كون لا متناهي، يحاكيني بطاقة الترددات التي يرسلها لنا، لماذا نتعذب في هذه الجنة الصغيرة التي نعتقل بها ثم تصدر بنا أمر الإعدام سلخا من الحياة. نعم الزمن محلول كيمائي نذوب فيه شيئا فشيئا الى ان ننسلخ من الحياة.. هل ابحث عبثا بتساؤلاتي؟
حين نمعن النظر في ميلودرامية الحياة والموت بالملاحظة الدقيقة، يبدو ان الحياة استمرار لفصائل البشر منذ ان وجدت الخليقة! ويبدو بان الزمن يقطع استمرارية حياة الانسان الى سلاسل بأداة الموت التي تمتلكه، اما الوعي الاجتماعي التراكمي للسلسلة يعمل بعكس الزمن فيخلد، لذلك فان اشكالنا وصفاتنا تتوارث عبر اجيال الاحفاد!، فيستمر اشكالنا في الضهور الى مسرح الحياة رغم موت ذاكرة العقل، لتتحول كورة معرفتها الى معين الوعي الاجتماعي السائد! كأن وجود الزمن ضروري لنبذ ملل الاستمرار في الحياة! الموت هو جزء او مرحلة من حياة مستمرة منذ ان وجدت فصائل البشر على كوكب الارض!! وإذا كان الزمن وجِد لوقاية البشر من الملل، فالذكريات الشخصية محكومة عليها بالإعدام.. والذاكرة تستمد معرفتها من معين الوعي العام البشري، ذلك الوعي الخالد الذي يترقى ويتجدد عبر الحقب الزمنية القادمة لينهل منها الأجيال..
عند الانطلاق الى كوكب الشمس، لا يتعاقب الليل والنهار عليها فلا وجود للامس واليوم وغدا! والفضاء اللامتناهي لا وجود لزمنه التاريخي، وبعكسه فان الفضاء محدود وليس لا متناهيا! فالزمن التاريخي الذي يعيش في ذاكرة العقل البشري له أمس واليوم وغدا ايضا.. لان ذلك محدد بتعاقب الليل والنهار، اظف الى ذلك تعاقب الاحداث أي حركة سلسلة الاحداث التي تعطي قالبا للزمن. القاسم المشترك بين الزمن ومخزون العقل من الصور الفكرية هو ان كليهما حركة سلسلة من احداث الامس واليوم وغدا. وليس للفضاء زمن، مادام لا متناهيا! أي اننا في الكرة الأرضية معتقلين بالزمن!! والعقل البشري الذي يخزن كل الصور الفكرية، تماما مثل الزمن له أمس واليوم وغدا، أي ان الزمن يساوي مخزون العقل، إذا كان الزمن خالدا بسبب استمرار حركة الاحداث فالعقل البشري خالد أيضا ولكن بأسلوب ثان، أي ان الصور الفكرية تتم توارثها من قبل المجتمع جيلا بعد الاخر مع التحديث والارتقاء، فلا تموت، بل تتجسد في الوعي العام، تنهل الأجيال منها، فهي خالدة كالزمن. وكما ذكرنا بان الاشكال البشرية والحواس لا تموت ايضا، بل تنتقل خلال وسيلة التكاثر.. فهي خالدة. ولكن الموت هو اللغز المخادع، جاءت لنبذ الملل نتيجة التشبع من التكرار. فالأرض سجن يعتقل فيه الانسان، وقضبان السجن هو الزمن! تأمل فكرة الحياة والموت في إطار فرض الزمن، وفهم برمجة خوارزميته، يبدو في النهاية اننا لا نموت بل نتكرر دون ذاكرة شخصية! لماذا نتكرر؟ نتكرر لنتعاظم ونرتقي فكرا، وصولا للكمال.. وماذا بعد ذلك؟؟



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الاقتصاد النفطي العراقي وبناء الدولة الموحدة
- تداعيات الحكومات العراقية الحديثة
- السلام يصنعه الانسان
- الحرائق الراهنة في الابنية والمتاجر ومرافق الدولة
- الطبيعة هي القيمة المثالية العليا في الوجود والحياة
- العدالة في ميزان الزمن
- تاريخنا يمجد سفك الدماء (وجهة نظر شخصية)
- الأرض تحتظر في الواقع المرير
- انا مًن انا؟
- الحياة على الكرة الأرضية في افول
- الحب تحرر من الانانية
- نحن موتى احياء في ضل تكنلوجيا العصر
- الكورد في مسيرة البحث عن الحياة الحرة
- هل الفكر التأملي فكر واقعي في الحياة؟
- التراسل بين الخالق والمخلوق/ تأملات في الوجود
- استكمال مؤامرة الحرب العالمية في حقبة ترامب الاخيرة
- همسات قلب متعب
- الزواج رباط مقدس يمهد لتطور الحياة
- قصص لم تكتمل
- هذه هي امريكا


المزيد.....




- مسؤول عراقي يعلن عن موعد انتهاء مهام التحالف الدولي في بلاده ...
- تداول فيديو بزعم -نقل مروحيات أمريكية عناصر داعش بالعراق-.. ...
- العاهل الأردني في أبو ظبي.. تأكيد على رفض الاستيطان الإسرائي ...
- استئناف عمليات مطار رامون الإسرائيلي بعد إصابته بمسيرة أطلقت ...
- ما هي حركة -10 سبتمبر- التي تدعو للاحتجاج في فرنسا وهل تنجح ...
- هل يحرم الذكاء الاصطناعي أبناءك من تطوير مهاراتهم؟ هكذا نتعا ...
- خبير عسكري: هدفان لإسرائيل من تدمير أبراج غزة وعماراتها السك ...
- الموصل تنهض من جديد.. شاهد كيف أُعيد بناء معالمها بعدما دمره ...
- غموض حول الحالة الصحية للفنّانة الكويتية حياة الفهد
- جدل حول إعلان إلغاء صفقة الغاز الإسرائيلي مع مصر.. وخبراء: ا ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - الزمن ذلك اللغز المحير