أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد رياض اسماعيل - السلام يصنعه الانسان















المزيد.....

السلام يصنعه الانسان


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 8412 - 2025 / 7 / 23 - 14:05
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الناس يخشون المصير ومن أمور كثيرة ويرجون أمورا في أيام الحروب، فيحبون من يصنع السلام ويجلب إليهم الطمأنينة بما يزيل من خشية او يعزز من رجاء، ولان الحوادث الجسام توحي الى كل نفس ان الامر فوق طاقة الانسان، وان أعنة الاقدار في يد غيره وعلم غير علمه فيتجه الذهن لصناع السلام، والاعلام بكل أنواعها يفترض ان تكمل مسيرة السلام وتتحرى كل ما يروج وتهيئ للمتتبع ما يتوق اليه من انباء وما سيحصل بعد حين. والبنية الإنسانية تتحسس ما يهددها من الاخطار كما قال ابن الرومي:
وللنفس حالات تظل كأنها .... بما سوف تلقى من اذاها تهدد
لما تؤذن الدنيا به من صروفها .... يكون بكاء الطفل ساعة يولد
والا فما يبكيه منها وإنها .... لأرحب مما كان فيه وأرغد
ويتساءل الانسان هل يصبح العالم بعد الحرب اسعد مما كان قبلها؟ والجواب الاصدق فهو مزيج من الحالتين، فيظن البعض ان العالم سيتقدم بعد الحرب في سبيل نعمة الحرية، فهي نعمة وتبعة في وقت واحد. والنعمة لا ريب سعادة، ومن حيث تبعة فهي تبدو باب للهموم والشواغل وقرينة للعناء الذي يغض من سعادة السعداء. فالرجال والمثقفين والاقوياء أقدر على التبعة من الأطفال والجهلاء والضعفاء، اما مقياس السعادة فهي متباينة فقد يكون الطفل اسعد من الرجل او يكون الجاهل اسعد من المثقف او العكس. المرجو من عواقب الحروب ان يزداد نصيب الناس من الحرية ومزيج من النعمة والعناء أي حصر موارد الخير (كانتعاش التجارة والقضاء على البطالة والمسائل الأخلاقية) بالإضافة الى حصر الشر للمستقبل. وكل الرجاء لمن يحبون الحياة الا تقضي سعادة العالم بعد الحرب على أسباب شكواه.. السلام عبارة يبحث عنه وينازعه الانسان منذ ان وجد نفسه على هذا الكوكب.
هناك أحزاب في كل دول العالم، ففي أمريكا هنالك ديموقراطيين وجمهوريين وكل السكان في امريكا يؤمنون بآمال الاثنين معا! وفي إنكلترا المحافظين والعمال، وفي فرنسا هناك 408 حزبا واهم حزبين في فرنسا هما الحزب الاشتراكي والحزب الجمهوري، والأحزاب الرئيسة في ايطاليا هي الحزب الديموقراطي واخوة إيطاليا وحزب إيطاليا الحية ورابطة الشمال وحركة 5 نجوم، ولدينا في العراق عدد كبير من الأحزاب والرئيسية منها هي الدعوة الإسلامي وتيار الصدر والحزبين الكورديين الديموقراطي والاتحاد والمجلس الأعلى والحزب الإسلامي السني. كل حزب يمجد لانتصاراته ومنجزاته، وهناك الأغلبية الصامتة في كل دولة، الصمت في الفئات المنقهرة تتحول الى نضال صامت فتبدع موديلات صارخة للتعبير عن الحرية والديموقراطية.. والأحزاب تفشل لا محالة ان لم ينفذها مريدون متعصبون غير مكرهين ولا متشككين فيما يوكلون اليه. والأحزاب الدينية الأصولية عموما والإسلامية خصوصا قضوا قرونا ينفخون في نفوس الناشئة جذوة البغضاء ويلهبونهم بحماسة العقيدة، ويتجلى هنا حكمة الأنبياء في اشتراط الرغبة والطواعية واجتناب القسر والاكراه. والانسان المفكر يتساءل في هذا العصر لماذا كل هذه الأحزاب؟ إن كانت اهداف كل الأحزاب في ادعاء تحقيق الكرامة والحرية والرفاه والعدالة والمساواة، لا تختلف عن اهداف الشعب على مقدار ما توحيه من شعور! والأساس هو إرساء نظام اداري تنفيذي معاصر وفاعل يقدس الهوية الإنسانية ويطور البنى التحتية وخاضع لإرادة النخبة في الشعوب، وليس لإرادة الأحزاب بكل اشكالها وتوجهاتها.
تاريخ البشرية دموي كان فيه التنازع بين الاقوام المختلفة القوي يسيطر على مقدرات الضعيف والاول يمجد لانتصاراته وتدحرجها للوعي العام الإقليمي لتأخذ مسارها عبر التاريخ وتحظى بالاستمرارية والتوريث والثاني يلتزم الصمت. تفنن الانسان في اساليب القتل للوصول الى الحرية التسلطية، من إجازة قتل المعارضين وتشريع ما يحلو له من القوانين لتطويع وتذليل الاخرين أولئك اللذين ولدتهم امهاتهم أحرارا في الطبيعة! صانعوا السلام هم بشر من فصيلة يمكننا التعرف اليها خلال هويتهم الانسانية. وغالبا يدفعون حياتهم ثمنا في هذا الوجود لتعميم السلام. السلام حاجة ونزعة انسانية للبقاء وللتحرر من قيود الاستغلال والظلم والقهر.
هناك شعوب كانت تخشى من الكلام وتلتزم الصمت في ظل حكم المستعمرين والغزاة حتى طُمست هويتهم وهمشت بقائهم واُذيبت لغاتهم الأم امام رعونة الغزاة ناهبوا تراث الاخرين وسارقوا ثرواتهم ومستبيحي دمائهم واملاكهم واراضيهم واعراضهم (كما قال أحدهم " اعطونا كتابا "مقدسا" واخذوا أراضينا"). هذا هو التاريخ المخجل الذي يتفاخرون به اليوم. نحن نقرأ لتاريخ القوي المتغطرس وننسى اولئك القابعون في نير واستبداد الغزاة..
قبل مائتان من السنين كنا نمتطي الحمير والغزاة يمتطون الاحصنة والخيول. اليوم وبسرعة خيالية وصلنا الى غزو الفضاء بالمركبات الفضائية وتطورت وسائل التنقل، لم تصنعها الا النخبة من العقول المدركة من فئة الشعوب المقهورة وليس الحكام. الحكام والأحزاب التي تأتي بهم الى سدة الحكم، لا يزالون في التصارع من اجل السلطة والتحكم في المقدرات الاقتصادية للشعوب الصامتة. اناس اتت بهم الخبث البشري والمكائد السياسية ليجبروا العلم والعلماء ممن نسخت هوياتهم لغايات قذرة. كُتِب التاريخ في بلاط الحكام الجائرين، اولئك القساة. كان فيه من النساء ما يسد شهوة الحاكم ولم يسد! المرأة كانت ممسوخة الوجود، وكانت وجودها مثل اي حيوان تذبح على قبلة الرجل. متى رأيت المرأة تقود مجتمعا تدرك بان هناك حرية وديمقراطية حقيقية. العالم يحتضن اغلبية مطلقة من الفقراء ذابت فيها الطبقة المتوسطة، ونسبة ضئيلة من الأغنياء.. سنقف طوابير امام المزارع للارتزاق بسبب سياسة الأحزاب الحاكمة التي تتجه للكسب السريع على حساب المحذور البيئي والاخلاقي، وتغير من قيمنا الانسانية التي تفترض ان يتثقف عليها الجيل القادم.
الديموقراطية اليوم بعيد عن معنى الكلمة. فهل أصبحت الأحزاب من البنى التحتية للبلاد؟ يفترض من قانون السلام العالمي ان يجمعنا، ويتصدى للأوضاع المزرية الراهنة...
نحن نقرأ لتاريخ الاقوياء المتغطرسين ومرة أخرى ننسى اولئك القابعون في نير واستبداد الغزاة.
لم يبقى في حياة هذا الكوكب الشيء الكثير، فقد هرم الكوكب وأصبح العيش عليها خانقا ومحفوفا بالمخاطر البيئية في غياب الادارات الحكيمة التي تتم قتلها في المهد.
فمن يستحق ان يحكمنا؟ التاريخ كتبه المقهورون في بلاط الحكام الجائرين القساة. نحن بأمس الحاجة الى صناع السلام، يمكننا جميعا أن نرى أن الأرض تسخن، وأن الجليد القطبي والأنهار الجليدية تذوب، وأن المزيد من الحرائق والفيضانات والجفاف تصرخ فينا بأن مناخنا يتكشف. وتُظهِر مجتمعاتنا أيضا علامات الانهيار، ولدينا مسؤوليات عميقة تجاه الأجيال القادمة، والوقت هو الجوهر، ولكن إذا أردنا عكس المسار لمنع كارثة المناخ وتحقيق السلام الحقيقي، فسيتعين علينا التعمق لترسيخ القيم الأساسية للمجتمع المعاصر التي تكمن وراء الأزمات الوجودية التي نواجهها وتدفعنا نحو النهاية..



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرائق الراهنة في الابنية والمتاجر ومرافق الدولة
- الطبيعة هي القيمة المثالية العليا في الوجود والحياة
- العدالة في ميزان الزمن
- تاريخنا يمجد سفك الدماء (وجهة نظر شخصية)
- الأرض تحتظر في الواقع المرير
- انا مًن انا؟
- الحياة على الكرة الأرضية في افول
- الحب تحرر من الانانية
- نحن موتى احياء في ضل تكنلوجيا العصر
- الكورد في مسيرة البحث عن الحياة الحرة
- هل الفكر التأملي فكر واقعي في الحياة؟
- التراسل بين الخالق والمخلوق/ تأملات في الوجود
- استكمال مؤامرة الحرب العالمية في حقبة ترامب الاخيرة
- همسات قلب متعب
- الزواج رباط مقدس يمهد لتطور الحياة
- قصص لم تكتمل
- هذه هي امريكا
- وجود الاحياء مهدد على الأرض
- أثر المنظومة الأخلاقية في تقدم الأمم/ رؤية شخصية
- لمحات على النظم الدينية وضرورة فصل الدين عن الدولة


المزيد.....




- -كان داخل على طمع-.. تامر حسني يشارك فيديو طريف مع كريم أسام ...
- اختراق صيني في قلب أمريكا: هل تهدد هذه القهوة عرش ستاربكس؟
- حماس تسلم ردها على مقترح الهدنة وتطالب بتعديل خرائط الانسحاب ...
- جيل ألفا: هل يتحدّث طفلك لغة لا تفهمها؟
- بروكسل وواشنطن تناقشان الرسوم الجمركية
- زواجٌ رغم الماء و-الأعداء-و الإعصار .. حفل زفاف في كنيسة غمر ...
- -خطأ تقني-.. الجيش الإسرائيلي يكشف عن نتائج تحقيقه في قصف كن ...
- قطاع غزة: متى يفتح -ممر- المساعدات الإنسانية؟
- مروحية إيرانية تحذر مدمرة أميركية في بحر عُمان
- إيران تعتزم إطلاق قمر اصطناعي جديد


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد رياض اسماعيل - السلام يصنعه الانسان