أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمد رياض اسماعيل - الانتخابات ووضع الكورد المصيري















المزيد.....

الانتخابات ووضع الكورد المصيري


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 8523 - 2025 / 11 / 11 - 22:41
المحور: القضية الكردية
    


الانتخابات الديموقراطية في واقع عصرنا، تعطي انطباعاً اخر يختلف عن معنى التسمية … والاجدر في رأيي تسميتها بالانتخابات الأرستقراطية. فبنظرة للانتخابات الفرنسية والأمريكية الديموقراطيتين، المؤشرات الأولية في الجولات الاولى أفرزت فيهما واقعا ديموقراطياً اَي عكست إرادة الشعبين، ثم ما لبثت في الجولة النهائية الا ان فرضت السلطة الأرستقراطية رأيها الحاسم، ذهبت في فرنسا الى شخص عمل في مصرف روتشيلد وتدرج الى درجة وزير اقتصاد، وفِي الثانية الى الملياردير صاحب مجموعة شركات … المال سيفرض سطوته على المستقبل، وسيحكم رغم أنف الشعوب.
قد يكون الشعب الكوردي في حياة البشرية الوحيد الذي استطاع تحمل الجوع والعطش والفقر والنوائب وحارب طوال حياته، وفي الوقت عينه استطاع العيش دون هوية وطن! لا نحتاج الى حاكم في كوردستان بقدر حاجتنا الى إدارة دولة، لان الحاكم يحتاج محكوم أَي أوتوقراطية، إنما الديموقراطية يلغي الاول، فالصراع البريطاني الامريكي في العراق قضى على الديموقراطية الوليدة المستوردة في العراق. وفي الجانب الاخر الحرية هي الشعور بالواجب دون وصاية أحد، اذن هناك التزام بالشعور بالواجبات وليس الفوضى وفعل ما يحلو للفرد، او بعض الشباب الأثرياء اللذين نُصبوا في غفلة من الزمن رؤساء لأحزاب وليدة للضرف الراهن! كان الرؤساء في العراق يَصِلون الى سدة الحكم بمنطق القوة والثورات العسكرية، وفي عصرنا الحاضر يصلون بأقلام الغالبية المنهوبة … الحاكم النهاب الوهاب. احتلال كركوك بحجة فرض السلطة، كانت لعبة انكلوامريكية لإعادة BP الى العمل في حقل كركوك النفطي، ذكرت ذلك في صفحتي قبل أكثر من خمسة اعوام. الخارطة النفطية هي التي ترسم المستقبل السياسي للمنطقة. نحن نقترض كل دقيقه مليون دولار! الأجيال القادمة ستدفع ديون وكلف مأكل ومشرب آباءهم. اُريدَ للخلاف الكوردي الكوردي الاستمرارية، ويستعر يوما بعد الاخر، فهذه المعركة بين قطبي الكورد في العراق يشبه معركة "الوردة الحمراء" التي تظهر في أعمال شكسبير (هنري السادس) هي جزء من "حرب الوردتين" بين عائلتي لانكاستر (التي شعارها الوردة الحمراء) ويورك شاير (التي شعارها الوردة البيضاء)، وهما عائلتان من العائلة المالكة في إنجلترا تتنازعان على العرش. ومن طبيعة هكذا صراعات ان تستمر طويلا إن لم تستحكم العقل الواعي، فعائلة لانكاستر، اتخذت شعارها الوردة الحمراء. وعائلة يوركشاير اتخذت شعارها الوردة البيضاء. واستمر الصراع والمعارك سجالا لمائتي عام، وبعد ان أصاب الاعياء طرفي النزاع لجاءا الى الحكماء من الطرفين، واقترح هؤلاء حلا بسيطا لحقن الدماء وهو ان يلجأ ملك أحد الطرفين (لانكاستر) بتزويج ريتشارد بابنة الطرف الاخر (يورك) الاميرة اليزابيث، فأصبحت أكبر امبراطورية موحدة.. فمتى يستحكم طرفي النزاع في كوردستان العراق الى الحكماء أصحاب العقل والحكمة والمعرفة لوضع نهاية لهذا التنازع الذي يضر بمستقبل الكورد في المنطقة، والكف عن المهاترات الحماسية التي تقدح شراراً ولا تشعل ناراً في حيز الحياة السياسية المتجمدة. بالإمكان محاربة ميراث الكراهية بين الأحزاب التي تستفحل يوما بعد الاخر، بإنشاء ثقافة التسامح والمحبة، والنظر الى مصالح الشعب أكثر من النظرة للاقتصاد والتجارة والمجتمع من خلال المجال الأمني، فالتاريخ هو فلسفة التعلم بمناظرة الأمثلة.
واود تذكير أصحاب القرار بان الحياة قصيرة ولا مجال لتضييع الوقت فيها سدىً بالخصومة.
إن تعش قرنين او ألفين في دار الفناء
فستلقى خارج المنزل من غير مراء!
ولتكن شحاذ سوقٍ او مليكاً ذا لواء
فكلاً سعرَيهما في آخر الامر سواء!
ويقول عمر الخيام في أحد أشعاره باللغة الفارسية؛
مي بخور ، ميبر بصوزه
ان بادو روزي عومري تودا
ماردوم ازاري نه كون
ومعناه؛
اشرب الخمر، واحرق السجادة
ولكن إياك ان تلحق اذىً بأخيك
فعمرك يومان وليست سرمدية …
نعود للانتخابات البرلمانية لنسأل من ينتحل صفة الشعب؟ ان فاقد الشرعية لا يمكن ان يصون القوانين الشعبية… فالعِلة التي تشترك بها البرلمانات في الدول النامية واخص بها الدول العربية هي:
أولاً: فقدان وغياب الشرعية.
ثانياً: الوظيفة البرلمانية
فالأولى كما ذكرناه في السطر الاول، اما الثانية فنعني بها هو صيانة القوانين المنافية للفساد … وللأسف فان الذي يدعوا لمحاربة الفساد يُحارَب تحت قبة البرلمان ويُغَيب لحين ان يحال على التقاعد او يُحَل البرلمان ولا يُستَدعى، والى اخره من الوسائل..
نشأت البرلمانات في أوروبا قبل أكثر من 800 عام، مارست ثقافة الحوار وتمرست عليها وتطورت. الدول العربية استقلت قبل نصف قرن او ما يقاربها، فان تعميم التجربة الغربية عليها خاطئة من وجهة نظري. الترشح ومراكز الاقتراع هو مسارح وتزييف، فالتعيين مُسَبق ومزور وهذا اذلال للشعب والديموقراطية وانتهاك لسيادة الشعوب وكل شيء ينتج عن هذه العملية هو هش … ثم ما هي وظيفة البرلمانات! انها اضافة الشرعية الى اللاشرعية، انها مؤسسة مريضة وما تعانيه في الدول العربية هو التسلط وليس السلطة. والحال كذلك فان أي انتاج تشريعي يمر خلال مجلس الشعب التشريعي (البرلمان) حصراً! أتساءل هل سيكون ذلك المجلس ممثلاً أميناً للشعب القاصر!! فالبرلمان مأخوذة من الكلمة الفرنسية پارلي اَي (استطاعة) بمعنى محامي الشعب ويسبق وظيفة البرلمان الصحيح حرية الرأي، حرية الصحافة وحرية الأحزاب، ثم يأتي وظيفة منع التسلط او الحد منه (وبعكسه تنمو الدكتاتوريات من جديد)، ثم مكافحة الفساد، ثم تأتي بقية المهام … أتساءل أيضا ما هي سرعة التدرج الديموقراطي للشعوب النامية ومنها العربية؟ متى سيعطون شعوبهم جدولاً زمنياً بذلك؟ الى متى التدرج مطلوب؟ فمن يدفع للزمار يطلب اللحن المطلوب على حد قول المثل الشعبي … الحكام هم رعاة كل شيء، فأين موقع البرلمانات إذن!! أين وظيفة البرلمانات في التشريع، مراقبة الحكومة، الدبلوماسية والدفاع عن حقوق الأمة خارج وداخل الوطن، مسائلة الوزارات، الرقابة على تنفيذ القوانين من قبل الجهات التنفيذية ومراقبة الموازنة العامة … البرلمانات الحالية هي عمليات ارتزاق واسترزاق (فيد واستفيد) والمشكلة الأساسية هو ما يعشعش في عقول المواطنين من الخوف من النظم الاستبدادية التي تظهر في كل دولة بحُلة تختلف في المظهر عن اقرانه من الدول والمشترك بالجوهر في ترهيب واستباحة حياة البشر … إذن ما هو البديل؟ يرى الكثيرون ان البديل هو النظام البرلماني الديموقراطي الذي يؤسس على اعتاب نيل الحرية بالمخالب.



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطوير حقل كركوك بين إمكانات وزارة النفط والعقد مع شركة BP
- اليك.. بَعضٌ من هذياني (محاورة روحية)
- الانسان هو الغاية والامل
- ازمة المرور في مدن العراق الى اين؟
- ذاكرة العقل تعطل فهمنا للواقع
- الحب في العلاقات الإنسانية (وجهة نظر)
- الزمن ذلك اللغز المحير
- في الاقتصاد النفطي العراقي وبناء الدولة الموحدة
- تداعيات الحكومات العراقية الحديثة
- السلام يصنعه الانسان
- الحرائق الراهنة في الابنية والمتاجر ومرافق الدولة
- الطبيعة هي القيمة المثالية العليا في الوجود والحياة
- العدالة في ميزان الزمن
- تاريخنا يمجد سفك الدماء (وجهة نظر شخصية)
- الأرض تحتظر في الواقع المرير
- انا مًن انا؟
- الحياة على الكرة الأرضية في افول
- الحب تحرر من الانانية
- نحن موتى احياء في ضل تكنلوجيا العصر
- الكورد في مسيرة البحث عن الحياة الحرة


المزيد.....




- الأسرى الفلسطينيون.. رحلة الصمود والإعدام
- كارثة إنسانية متزايدة في السودان وسط تصاعد المعارك وانهيار ا ...
- قانون الإعدام.. الأسرى الفلسطينيون من القتل البطيء إلى التشر ...
- تونس: منظمات حقوقية تطلق -صيحة فزع- بعد قرار تعليق نشاط بعض ...
- اليونيسف: -إسرائيل- تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال إلى غزة ...
- فليتشر يصف المحادثات مع البرهان بالبناءة.. والأخير يؤكد است ...
- وادي المخازن وخلل الموازين / الجزء 11
- -صرخة فزع-... منظمات حقوقية تونسية تحذر من تراجع الحريات الم ...
- من دير الزور إلى ميونيخ .. محاكمة 3 سوريين بتهم -جرائم حرب- ...
- البرهان يؤكد حرص السودان على التعاون مع الأمم المتحدة


المزيد.....

- الى جمهورية كردستان الاشتراكية المتحدة!، الوثيقة 3 - كردستان ... / كوران عبد الله
- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمد رياض اسماعيل - الانتخابات ووضع الكورد المصيري