|
|
*المُنجد الأخضر لهوية الجزائر العظمى: وليمة لأعشاب العُهر!(جزء 2)
لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)
الحوار المتمدن-العدد: 8565 - 2025 / 12 / 23 - 13:27
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
- إعداد: لخضر خلفاوي*(الجزائري)
-مدخل:(إن كنت لا تعرف هويتك و لا نفسك استعن بهذا العمل!) -ما لم يُكتب عن الهوية الجزائرية من قبل!: ** -في ماي 2.25 اعتلى عرش البابوية بالفاتيكان، البابا الحالي "ليو الرابع عشر" و اسمه الحقيقي (روبرت فرانسيس بريفوستRobert Francis Prevost) و هو إلى غاية اليوم البابا رقم 267 للكنيسة الكاثوليكية. وهو أول بابا بعد الحرب العالمية الثانية ولد في الولايات المتحدة، وهو أيضًا أول بابا من رهبنة القديس أوغسطين*. لمّا أدلى بأولى تصريحاته الإعلامية الموجهة لأكثر من مليارين مسيحي و غير مسيحي، لم يتأخر البابا "ليو الرابع عشر" بتلويحة أو غمزة لطيفة مُعبّراً عن تلهّفه و تمنّيه لزيارة بلد "الأمجاد و الأسياد و الحضارة"، بلد القديس أوغسطين (الجزائر)، حيث توجد كنيسة "القديس أوغسطين" التاريخية في عنّابة (بونة Bône). -تخيّلوا لو مُنحت للبابا "ليو 14" الرواية الماخور "وليمة لأعشاب البحر" لكاتبها السوري الفاسق "حيدر حيدر" كيف سيكون انطباع البابا و هو يطّلع على وقاحات و خزعبلات السفيه "خِنْزرْ خِنْزرْ" السّردية و هو يتطاول على "بونة" و ناسها برجسه و عُهره و رذائله، حتما سيصدم لحجم غرور الكتابة و المروق الشيطاني في نفس شخصية الكاتب. ** -القديس أوغسطينوس أو "أوغسطين هيبون" ، واسمه اللاتيني "أوريليوس أوغسطينوس" ، وُلد في 13 نوفمبر عام 354 (بعد الميلاد) في "ثاغست Thagaste (سوق أهراس- الجزائرية حاليا) و للمصادفة التاريخية توفّي "أوغسطين عنّابة" في 28 أغسطس عام 430 (بعد الميلاد) في "بونا/عنابة حاليًا في الجزائر. القديس أوغسطين هو فيلسوف ولاهوتي مسيحي روماني وأمازيغي.. من شمال أفريقيا إبّان حقبة نفوذ روما. تولى منصب أسقف "هيبون" بعد مسيرة في البلاغة و الفلسفة و العلوم و الفكر. أُعتمد قديسًا عام 1298 و رفقائه الثلاث ، "أمبروز ميلانو" Ambroise de Milan، و "جيروم ستريدون" Jérôme de Stridon، وغريغوريوس الكبير Grégoire le Grand، من أوائل آباء الكنيسة اللاتينية الأربعة الذين مُنحوا لقب دكتور الكنيسة الفخري. *)إشارة دينية: -العيد الديني "انتقال أو صعود العذراء مريم إلى السّماء" L Assomption de la Vierge Marie هو احتفال طقسي في الكنيسة الكاثوليكية يُحتفل به في كل 15 أغسطس. وهو يُخلّد ذكرى نهاية حياة العذراء مريم، والدة المسيح. ووفقًا لرواية المعتقد الطائفة الكاثوليكية، فإن مريم، بجسدها وروحها، "ارتفعت" أو "رُفعت إلى السماء"، أي دخلت مباشرةً إلى مجد و رحمة الله. -إذن عنابة بالعربية هو الاسم الذي استقرّ كتسمية نهائية لهذه المنطقة الجزائرية التي انبثق تحديد وجودها من آلاف السّنين )، كانت تُعرف سابقًا باسم "هيبون" Hippone و "بونا" Bouna ، ثم « بون Bône » أثناء الحقبة الإستعمارية الفرنسية، ولقبت أيضا بـ "مدينة الزاوية" أو "لا كوكات La Coquette أي ال (مغناجة/ مغناج) و كانت تعد رابع مدينة ساحلية في الجزائر من حيث تعداد سكّانها بعد العاصمة الجزائر ووهران وقسنطينة. "هيبون" Hippone باللاتينية تعني أيضا : Hippo Regius أو الاسم القديم لهذه المدينة. و في الحقبة الرومانية كانت إحدى المدن الرئيسية الإفريقية. و كان إبن الجزائر إلى يومنا هذا القديس "أوغسطين أو أغسطينوس" أسقفًا للمدينة مذ عام 395 حتى وفاته عام 430 لمّا حاصرها الوندال. مدينة عنابة(بونة)، المعروفة آنذاك باسم بون، كانت تابعة لولاية قسنطينة (سيرتا) حتى 7 أغسطس 1955. في هذا التاريخ، فُصلت الولاية عن جزئها الشرقي، استجابةً للزيادة الكبيرة في عدد سكان الجزائر خلال السنوات الماضية. وهكذا، ضمّت "بون" في هذا التاريخ خمس ولايات فرعية: "لا كالLa Calle”، وكليرفونتين Clairfontaine وقالمة، وسوق أهراس، وتبسة. ** يُعدُّ طاسيلي "ناجار N’Ajjer" موطنًا لإحدى أهم مجموعات فنون ما قبل التاريخ الصخرية في العالم. هذه المواقع التاريخية و المُدرجة في قائمة اليونسكو، تحتفظ في شقوقها و طياتها بأكثر من 15,000 رسم ونقش من عام 6000 سنة قبل الميلاد إلى القرون الأولى الميلادية. يتجلى تاريخ البشرية في تاريخنا، من خلال هكذا رسومات التي تُصوّر تطور الحضارة والمناخ، وقصص الحروب و الغزوات والفتوحات. -ما كان يجهله أو يتجاهله الكاتب الرذائلي و مُحبّيه داخل و خارج المشرق العربي أن الجزائر عظيمة و ضاربة في عمق التاريخ البشري و خلاصة تعاقب حضارات متعددة لموقعها الجد الاستراتيجي.. فالجزائر على غرار بلاد الرافدين و أرض مصر تُعدّ "أقدم دولة عربية متعددة الثقافات" ذات سيادة في العالم العربي منذ عام 202 قبل الميلاد.(مملكة أو دولة نوميديا) و كانت عاصمتها (سيرتا)، أي قسنطينة حاليا. -وهناك الكثير من دول الوطن العربي التي تأسست وأصبحت ذات سيادة على أراضيها منذ مئات السنوات؛ إلا أن معظم هذه الدول حصلت على السيادة خلال القرن العشرين، وكانت قبل ذلك محتلة من قبل بريطانيا أو فرنسا أو غيرها من القوى الأخرى. فعندما أجريت الأبحاث لمعرفة ما هي أقدم دولة في العالم العربي(من بين 22 دولة عربية حالية) اتضح أنّ الجزائر -انتزعت سيادتها على أراضيها منذ عام 202 - قبل الميلاد حسب "وورلد ببيوليشن إنترفيو" ، فعلى الرغم من وجود بعض الدول التي نشأت في الوطن العربي قبل هذا التاريخ؛ إلا أنها لم تكن من الدول العربية -ذات التعدد الثقافي- وقتها، أو أنها لم تكن كما هي تقسيمات الدول في العصر الحديث. -وهو ما يجعلها أقدم دولة في الوطن العربي على الإطلاق، و من أكبرها في العالم العربي أيضًا. و تمكّنت دولة العراق -من الحصول على السيادة- منذ عام 762 ميلادية، مما يجعلها في المرتبة الثانية ضمن قائمة أقدم دول الوطن العربي. أما المملكة المغربية فتعود سيادتها على أراضيها إلى عام 788 تقريبًا، و يعني ذلك أنها الدولة صاحبة المرتبة الثالثة ضمن القائمة بعمر يتجاوز 1,230 عامًا خلال الوقت الحالي من عام 2025. بالنسبة لأقدم دولة عربية بآخر المفاهيم المعتمدة تاريخيا لم يتفق بعد المختصون على تحديد ما هي أقدم دولة عربية في التاريخ، إذ يرى بعضهم أنّ دولة "سبأ" ودولة "ديدان" من أقدم الدول العربية في التاريخ على الإطلاق. و يرى البعض المعارض أنّ الأقدم هي دولة "معين" نشأت قبل أكثر من ألفي سنة ولم تعد موجودة في الوقت الراهن بسبب قيام دول بأسماء جديدة. فيقول الشاعر العربي الكبير عن جزائره في إلياذته المشهورة: "جزائر يا مطلع المعجزات/ ويا حجة الله في الكائنات/ ويا بسمة الرب في أرضه/ ويا وجهه الضاحك القسمات/ ويا ولوحة في سجل الخلود/ تموج بها الصور الحالمات/ ويا قصة بث فيها الوجود/ ماعني السمو بروع الحياة/ ويا صفحة خط فيها البقا/ بنار ونور وجهاد الأُباة ويا للبطولات تغزو الدنا(الدُّنى)/ وتلهمها القيم الخالدات/ واسطورة رددتها القرون/ فهاجت باعماقنا الذكرات/ ويا تربة تاه فيها الجلال/ فتاهت بها القمم الشامخات والقى النهاية فيها الجمال/ فهمنا باسرارها الفاتنات/ واهوى على قدميها الزمان/ فاهوى على قدميها الطغاة شغلنا الورى وملأنا الدنا/ بشعر نرتله كالصلاة/ تسابيحه من حنايا الجزائر". "يجب أن تكون جزائري المعتقد و الانتماء لتصبح شاعرا" ..هكذا أقول للذين انتقصوا من هويتهم و إرث أمجادهم و أضلّهم الهوس بغيرهم فساءوا السبيل!. -يقول "أدونيس" و هو مواطن شقيق للدعي الشاذ فكريا "حيدر حيدر": "تاريخ النضال الوحيد عند العرب هو التاريخ الجزائري. و يقول: الثورة الجزائرية خلقت مدّا تحرّريا شاملاً..فالثورة الجزائرية هي الثورة الوحيدة التي تنطبق عليها شروط الثورة. ليس من زاوية عدد شهدائها، بل من زاوية قيامها على الروح الجماعية و إشعاعها على -محيطها و على العالم-، هذا الذي جعلها تخلق هذا المدّ التحرري الشامل..". رغم أنّي لستُ من محبّي الكاتب و المفكر العربي السوري المثير للجدل و لا استحسن بعض مواقفه الشاذة الاستفزازية السريالية إلا أنّي استحسنت رأيه و شهادته التي أدلى بها لموقع "إلترا الجزائر" في نوفمبر 2020 حول أعظم الثورات في التاريخ المعاصر التي خاضها أحرار و حرّات الجزائر الأبية. "أدونيس" الذي أُستضيف عام 2008 بمبادرة من المكتبة الوطنية لتنشيط نقاش محاضرة عن "تاريخ الإلحاد في الإسلام"، خطوة مغرضة بيّتَ لها صاحب المبادرة لاستفزاز مشاعر الشعب و لخدش ثابتا من ثوابت هويته المقدسة و تمخض عن تلك الزيارة جدلا شعبيا مع إقالة المشرف و القائم بأنشطة المكتبة الوطنية و تنحيته من منصبه، و هو صاحب منجزات كتابية مراهقة ك (ال:"الخنوع"، "النساء"، و "السّاق فوق الساق..."و "غرفة العذراء المدنّسة") ألا و هو "أمين الزّاوي". -كانت مثلا "سوريا" في الفترة الممتدة بين 1958/1971 عبارة عن شبه فيدارالية عربية متحدة مع مصر تسمّى" الجمهورية العربية المتحدة". و أنهيت هذه الوحدة بانقلاب عسكري في "دمشق" يوم 28 سبتمبر 1961، وأعلنت حينها دولة "سوريا" عن استرداد سيادتها السياسية و قيام رسميا "الجمهورية العربية السورية" في حين احتفظت دولة مصر باسم الجمهورية العربية المتحدة إلى غاية عام 1971 ثم غُيّر الإسم إلى "جمهورية مصر العربية". ** *عندما كانت امبراطورية فرنسا "جوعانة" كانت الجزائر "المحروسة في نعيم و رغد! -في موقع "أفريكا نيوز"، نشر و كتب "عمّار قردود" استنادا إلى وثائق تاريخية استعمارية موضوعا بعنوان "الأمة الجزائرية حارسة البحر الأبيض المتوسط قديما" ؛ أنه في عام 1793 منح حاكم الجزائر في الفترة العثمانية المُسمّى "الداي حسين" إلى فرنسا قرضًا إغاثة لتشتري به قمحًا من الجزائر.. يُسمى بقرض الاستيراد والذي بلغ أكثر من 7.9 مليون فرنك ذهبي للقمح وحده. فرنسا التي كانت تعاني أزمة وعجزًا ماليًّا إذ حلَّت بها المجاعة و الحاجة، جاءت هذه الخطوة بعد اعتراف "الجزائر العثمانية" بالثورة "والجمهورية الفرنسية الأولى" و القضاء على الحكم الملكي. و في ذات السياق التاريخي قدَّمت الجزائر لفرنسا قرضًا نقديًّا يُقدَّر بـ 5 ملايين فرنك ذهبي من دون فائدة، بالإضافة إلى المواد الغذائية المتنوعة والتجهيزات المختلفة، مثل: الخيول والجلود والصوف للجيش الفرنسي . وقد ذكر المؤرِّخ الفرنسي “دي غرامون” رسالة القنصل العام الفرنسي بالجزائر آنذاك “فاليير” إلى قادة الجمهورية الفرنسية، والتي يذكر فيها: “لقد علمت، ومَلأني السُّخط الشديد، أنَّ الإنكليز قد تجاسروا إلى حدِّ الطلب من الداي بأن يمنع عنَّا كلَّ إغاثة و كل إسعافٍ ليجعلونا نموت جوعًا، ولكن الداي أجابهم كسيِّد بلاده وكصديق الفرنسيين…”. : لكن ووفقًا لــ”خيرًا تفعل، شرًا تلقى” ؛ يُعلّق الكاتب "قردود" و -هكذا- يفعل أصدقاء الجزائر عبر التاريخ، إذ كافأت بالخيانة فرنسا كرم الجزائر باحتلالها وإضعاف شوكتها وهي الدولة القوية-أي الجزائر- التي جعلت فرنسا تبادر في مؤتمر فيينا سنة 1814 إلى طرح ملف الجزائر، فاتفق المؤتمرون (المتآمرون) على إضعاف و تحطيم هذه الدولة في مؤتمر “إكس لاشابيل Aix-la-Chapelle ” عام 1819، و هي مدينة إقامة "شارلومانْيْ/ شارلمان/ Charlemagne كعاصمة الإمبراطورية "الكارولنجية l Empire carolingien التي تأسست في القرن التاسع، إذ وافقت 30 دولة أوروبية على فكرة المؤامرة، وأُسنِدت المهمَّة القذرة إلى "فرنسا وانكلترا" بتنفيذ المخطط الذي ترتب عنه غزو الجزائر و احتلالها في يوم 5 جويلية 1830. و في هذه الحادثة و الخيانة التاريخية يقول الشاعر (العربي) و شاعر الثورة الجزائرية "مفدي زكريا": "وجاعت فرنسا فكنا كراما…وكنا الأُلَى يُطعمون الطعاما/ فـــأتخمها قمحنا الذهــــــــبي…وكم تُبطر الصداقات اللئاما!". أيْ والله، كمْ تُبطرُ الصدقات اللئام! فعليكَ أن تكون جزائريا يرعدُ شعرا بهذه الأنفة و بهذه الرصانة و العزّة الانتمائية الثورية و خصوصا الحضارية. -ما محلّ "أُمّة الجزائر" من التقاء الحضارات و قيامها؟ إنّ ألواح بابل، والكتابة الهيروغليفية أو الرسومات المنقوشة على صخور "طاسيلي ناجر(الجزائر)، تشهد على أن البشرية منذ فجر وجودها، حافظت على اهتمام كبير بالإنتاج الثقافي والرغبة في الحفاظ على المعرفة للأجيال القادمة. ولكن بعد ذلك، من كان لديه الحدس الأول و (العبقرية الإبداعية) لكتابة المعرفة بشكل لا مثيل له، كتأليف كتاب يحتوي على قصة خيالية و بسِمات و بصمات فلسفية ؟ -رواية !! "الحمار الذهبي" تُعرّفُ أيضًا باسم "التحوّلات"، فالحمار الذهبي هو عمل كتبه "أبوليوس لوسيوس" Lucius Apuleius، (باللاتينية لوسيوس أبوليوس، بالأمازيغية أفولاي Afulay)، و الذي ولد حوالي عام 125 في "مادور"، مداوروش الحالية، ولاية سوق أهراس في الشرق الجزائري. ) *و لا يفوتني هذا المقام أنّ أُذكّر كل جاهل و كل متنكّر و كلّ حاقد على الهوية المتعددة الثقافات لحضارة و تاريخ الأمة الجزائرية أن مدينة "مادور" احتضنت أولى جامعات في تاريخ البشرية حول العالم: "جامعة مادورا" (باللاتينية: Madaurus، Madauros، أو Madaura) هي جامعة عريقة، من أوائل الجامعات في القارة الأفريقية و في العالم، لم يبقَ منها إلا آثارها، و تقع طبعاً في مدينة مداوروش بولاية سوق أهراس الجزائرية. كما يعود تاريخها إلى العصر الروماني، بين القرنين الأول والثاني الميلاديين. و توفي "أبوليوس لوسيوس" بعد عام 170، وهو كاتب وخطيب وفيلسوف من العصر الأفلاطوني الأوسط. يطرح تفسير الرواية العديد من المشكلات بسبب تعدد طبقات عوالمها. شكّلت للباحثين في وقته و بعد تلك الفترة -تمرينًا صعبًا- في علم اللغة الكلاسيكي. اعتمد أوّل روائي في تاريخ البشرية و هو الفيلسوف الجزائري "أبوليوس" / أفولايْ، أسلوب سردي يخفي نواياه كمؤلف.. إذن أوّل روائي في تاريخ الانسانية الجزائري "أبوليوس" الذي اخترع أدبيا -التضليل السّردي- أو ما يُسمّى بأسلوب "المواربة" الذي اعتمده في سردياته؛ فالمواربة بالإضافة إلى الأسلوب الساخر يُمارسان من قبل الكثير الروائيين اليوم باعتبارهما أداتين من أدوات مراوغة سلطة الرّقيب و الرقابة بمختلف بأشكالها. (المواربة يتكئ عليها الكتّاب الشُّجعان إذا كانوا يحملون فكرا يحمل أبعادا عظمى -متعلّقة بالوعي الجمعي- للمجتمع و إنّ اعتماد الخطاب/ السّرد المباشر يعرّض مشروع فكرة الوعي الكبير و صاحبها إلى مخاطر الرُّقباء و إلى احتمالية إجهاضها.. و الجبناء و الخبثاء من الكتاب يعتمدون أيضا، بل هم أكثر الناس من النخب لجوءا و استعمالا لِ "السّرد الموارب" لإخفاء عوالمهم الخاصة الضيّقة التي تمّت فيها تكاثر تجاربهم الخاصة"؛ هكذا تجارب لا تمتّ الصلة أبداً بالوعي الجمعي للأمة بل هي في تضادّ و تجاسر معه!). -ليدفع بذلك "أبوليوس" إلى إثارة تعدد التأويلات و الرؤى و الفرضيات المتضاربة حول معاني تفاصيل عمله خلال الملف البحثي فيما يتعلق بأعماله. -قصة الإله "إروس Éros" أو(كيوبيدCupidon)، إله -العشق و الغرام و الأيروسية- و الأميرة "بسيشيPsyché"، إن "سايكي/ بسيشي" هي أميرة ذات جمال لا نظير له لدرجة أنها تثير غيرة كبيرة لدى الإلَهَة "أفروديت"، و التي ضاقت ذرعا بمقارنتها و جمالها على الدوام بسايكي Psyché. -الأميرة"سايكي" أسطوريا هي شخصية إغريقية تعني "آلهة الروح والحب والطيبة والبراءة" في هذه الميثولوجيا و كذلك الشيء نفسه بالنسبة لِ الميثولوجيا الرومانية. -رواية الجزائري "أبوليوس" / أفولايْ من خلال مادتها و ثيمتها الأسطورية الصادرة في -القرن الثاني الميلادي- أثارت اهتماما كبيرا بين القرّاء مذ عصر النهضة. و التي تتناول علاقة غرامية بين إله الأيروسية "إيروس" (كيوبيد) والأميرة سايكي. و كانت أوّل رواية في تاريخ الإنسانية من أصول جزائرية مفجّرة لكل "ورشات الكتابة الأدبية" و الأفكار الإبداعية و -ملهمة للعديد من الفنون-، فسحرت عبر العالم العديد من الشعراء والكتاب والرسامين والنحاتين والملحنين ومصممي الرقصات. وإلى جانب علماء العصور الوسطى ومنظري الأدب، شارك محللون نفسيون في دراسة و تحليل هذه السّردية الروائية الأولى -حصريا- في تاريخ البشرية -فإن رواية "الحمار الذهبي" أو (الحمار المُذهَّب) للجزائري "ليسيوس أبوليوس/ أفُولايْ" ، كماَ يعرف أيضا هذا العمل السّردي الذي رسم فجر الرواية في تاريخ الإنسانية باسم "تاج سيراسْ- Couronne Cérès " ، يحتوي العمل على العديد من الفصول على شكل "قصص جميلة" و "خُرافات تثير البهجة". يروي "الحمار الذهبي" (أو التحوّلات Métamorphoses) مغامرات شاب متضاربة الأحداث.. كان فضولي للغاية بشأن الحياة و خصوصا كلّ ما يتعلّق ب"ألغاز و أسرار السحر"، فيحدث أن وجد نفسه -متحوّلا- بغتة إلى حمار، ليُصبحَ رغما عنه رفيقا تعيسا لعصابة من الصعاليك و قطاع الطرق. و كما ذكرتُ تحتوي قصة الرواية على أسطورة من أساطير الحب واحدة منها دارت بين "سايكي/ بسيشي Psyché وكوبيد، أو إيروسْÉros"، والتي تُعد من أقدم القصص المكتوب في هذا المجال. القصة المروية تكشف النقاب -عن اتحاد (خارق للطبيعة) بين امرأة في غاية الجمال الساحر الأخّاذ و كائن تجتمع كل مواصفاته لتعطيه صفة "الوحش".. مُحبطة عند تجاوزها لمُحرّم من المُحرّمات، مما أدى إلى فقدان شريكها / الزوج و دفعها إلى البحث عنه من خلال العديد من المحاولات و التجارب. كان هذا العمل عبارة عن “لوح الحكاية من النوع 425*1) (أمّ كتاب القصة) تم تكييفها و اقتباسها في العديد من الإصدارات و الإنجازات الأدبية في جميع أنحاء المعمورة(العالم المادي الذي نعرفه) بما في ذلك قصة "الثعبان الأخضر" (السيدة دالنوي) Serpentin vert (Mme d’Aulnoy) أو "الجميلة والوحش" (السيدة لوبرانسْ دو بومونت)La Belle et la Bête (Mme Leprince de Beaumont). ——*1) وحدة قواعد تصنيف آرن-تومسون، وهي أداة لتصنيف ودراسة الحكايات المنقولة شفهياً./ -و تمّ توثيق و حفظ سلسلة "الحمار الذهبي"، كمرجعية و تراث أدبي إنساني عالمي في المكتبة الفرنسية عام 1521 ميلادية. -كان "لوسيوس أبوليوس" المؤلف و البطل الأرستقراطي يخوض مغامراتا متنوعة بعد أن حوّلته عشيقته الخادمة "فوتيس Photis"، عن طريق الخطأ إلى حمار. بعد التّحوّل يدرك أنه لاستعادة هيئته البشرية، عليه أن يتغذى على الورود و يأكلها. مغامراته العديدة المؤسفة ، الهزلية و الساخرة إن شئنا خلال سعيه وراء الورود كانت -الذريعة السّردية- أتاحها الروائي لوسيوس لنفسه للقيام بحبكته و بناءاته القصصية و الروائية من خلال خلق العديد من فصول قصصية للقارئ كَ (أسطورة سايكي وكوبيد، و"زوجة الأب السامة"، و"الكنة الدموية"، وغيرها من سرديات مثيرة). و اعتمد "أبوليوس ليسيوس" على المزج بين "الإثارة الجنسية و الأيروسية والجرائم الدموية و عوالم السحر الغامضة". ورغم أن معنى ثيمة الرواية الكبيرة قابلة لتفسيرات مختلفة، إلا أن رحلة "لوسيوس" تبدو بحثا يشبه التخبط النفسي عن لب الرّوحية و جوانبها التي تطالبه بها نفسه من شغف إلى محاكاة عالم السحر الجميل النقيّ، و في ذات الوقت محاولة حرصه على عدم الوقوع في عوالم و متاهات السحر الأسود و الشعوذة، يروي ذلك بشيء من الفكاهة، و بأسلوب ساخر. -إن من الأهمّ و الجدير بالذكر أنّ العنوان الأصلي لهذا التراث الروائي العالمي البشري يضمّ "أحد عشر كتابًا (جزءا) من سلسلة "التحولات". -كما يُذكرنا هذا العمل بأعمال باقتباس الشاعر "أوفيد" Ovide الذي يحمل عنوان عمل "ليسيوس أبوليوس"، والذي عنونها أيضا بِ "التحولات"؛ أيّ رواية "أبوليوس-أفولايْ"، حول تحولات البشر إلى حيوانات. أما عنوانها المُحدّث: "الحمار الذهبي" (Asinus aureus) ثبتت صيغة عنوانها في أواخر العصور القديمة (من خلال "القديس أوغسطين"). -الجزء الأول من الرواية. كان الراوي، الذي يُطلق على نفسه اسم "لوسيوس"، هو بطل الرواية نفسه؛ يروي و يسرد مصيره المغامر بضمير المتكلم. في مقدمة العمل، يخاطب القارئ مباشرةً ويُعرّف بنفسه بإيجاز، حيث تتداخل شخصية المؤلف مع شخصية البطل. خلال رحلة عمل إلى "ثيساليا Thessalie"، المعروفة بعالم أو بأرض السحر، يلتقي بالتاجر "أريستومينيس" Aristomène؛ الذي يروي بالتفصيل كيف قُتل صديقه القديم "سقراط "Socrate أمام عينيه بسحر ساحرتين خطيرتين و هما الأختان "مروي وبانثيا Méroé et Panthia". رفيق "أريستومينيس" المتشكك دائما لا يريد أن ينساق بجدية إلى ما جرى ويعتبر القصة مُختلقة. في مدينة "هيباتا" Hypata.. يستقبل "لوسيوس" مُضيفه، المُقرض أو السمسار الجشع الذي يُدعى "ميلون Milon". ** -لا بأس بالتذكير ففي بعض الإعادات إفادات.. وُلِد أبوليوس في "مادوروس/ مداوروش الحالية/ Madaure، على حدود "غايتوليا ونوميديا"، على مقربة من سيرتا، المستعمرة العريقة. "سيرتا" أي "قسنطينة" الحالية. بمعنى آخر، كان "أبوليوس/ أفولاي جزائريًا و يبقى واحدا من عظماء تاريخ الحضارة الجزائرية إلى غاية نهاية التاريخ. كان "ابن عائلة" تنتمي إلى الطبقة البرجوازية الثرية في المدن الإقليمية، و لقد فعَل إبن الجزائر العريقة "أفولايْ/ أبوليوس" ما يفعله كلّ "أبناء العائلات" اليوم: أيّ الانجذاب و الميول إلى التعليم العالي، أي الدراسات المعمّقة/ أو العُليا. لمّا كانت "قرطاج Carthage" آنذاك تُشعّ بتألقها و أنوارها التعليمية الأكاديمية على شمال أفريقيا و باقي جهات المعمورة انجذب "ابن البلد و ابن العائلة الجزائرية" -أبوليوس- و هو في ريعان شبابه بشغف كبير إلى هذا الوسط -الجامعي-الغني بالثقافة اللاتينية. -بعد إنهاء إقامته في روما، كان حب و عطشه للعلوم و الفلسفة يجذبه إلى عوالم "أثينا" الإغريقية، حيث استغلّ وجوده بأقصى شغفه ليستمتع بحضور محاضرات الفلاسفة أثناء بحوثه و دراسته لباب "الأسرار/ أو الألغاز Mystères. ومن خلال هذه الإقامة التعليمية في "أثينا"، اكتسب "الطالب، الباحث "أبوليوس" معرفة لا تضاهى باللغة اليونانية، ثمّ عاد مجددا إلى قرطاج، حيث عاش هناك حياة عامة كخطيب ومحاضر ، كذلك أُختيرَ كاهنًا تابعا لِ الإمبراطورية. و كتب أبوليوس/أفولايْ قصائدا ونشر مناقشاتا بحثية حول مواضيع مختلفة، وخاصة الباب الفلسفي، بالإضافة إلى كتابة الخطب. وقد فُقد جزء كبير من أعماله للأسف الشديد. "الساتيريكون" (le Satyricon) يشير تاريخ أبوليوس، الذي كُتب في أوائل القرن الثاني، معنى ذلك أنه بلا شك مؤلف أول رواية في التاريخ، لكن الإيطالي بترونيوس كتب، قبل أبوليوس مباشرة، في نهاية القرن الأول، رواية الساتيريكون، وهي رواية تُعتبر واحدة من أوائل الروايات في الأدب العالمي، حيث تمزج بين الشعر والنثر واللاتينية الكلاسيكية والعامية. تحكي القصة عن المغامرات التي خاضها شابان، "أنكولبيوس وأسيلتيوس" ( Encolpe et Ascylte) ، بالإضافة إلى عاشق أو غلام الشاب الأول، "جيتون" Giton المراهق، في روما المتدهورة، و المنحطة أخلاقيا (كان ذلك قبل نهاية القرن الأول). ** *الجزائر قبلة أو "مكّة الثوّار " يحجُّ إليها أحرار العالم: -"...قليلة هي المشاهد التي تضاهي -الجزائر-، إحدى أعرق عواصم الحرية رمزيةً -كمثل هذا الإعلان-. عسى أن يُلهمنا -الشعب الجزائري العظيم-، و هو من الشعوب القليلة و النّادرة التي صنعت نفسها من الكفاح لأجل تحمّل معاناة الاستقلال و الحرية ، بذلك النضال الدؤوب ضد الإمبريالية الأمريكية، الغربية ." كان هذا مقتطف من كلمة "أرنستو شي غيفارا" Ernesto « Che » Guevara خلال ندوة دولية اقتصادية حول التضامن الأفروآسيوي، في 22 و27 فبراير 1965 بالجزائر العاصمة. -و قال (ياسر عرفات) للفلسطينين مخاطبا : "لو ضاقت بكم الدنيا و لم تجدوا مفرا فعليكم بالجزائر فان بها رجال!". -فللجزائر دون أن ينكره ناكر مواقف سابقة، سبّاقة ناجحة جُعلت لتمكين النضال الفلسطيني من الدعم لقضيته العادلة ، فلقد احتضنت مذ البدء أولى "كتائب حركة فتح" وتسليحها، و من أرض الثوار و الشهداء (الجزائر) تمّ الإعلان رسميا عن قيام الدولة الفلسطينية في نوفمبر1988، دون نسيان "صوت فلسطين" من أرض الجزائر، و هو صوت الكفاح و النضال الفلسطينيين من خلال أمواج إذاعية التي تربّى عليها جيلي السبعينيات و الثمانينيات. -و يقول "أميلكار كابرال" Amílcar Cabral ، زعيم استقلال "غينيا بيساوْ" ومؤسس الحزب الأفريقي لاستقلال غينيا بيساو و "الرأس الأخضر" عن جزائر الستّينات: "يحج المسلمون إلى مكة المكرمة، ويحج المسيحيون إلى الفاتيكان، وتتوجه حركات التحرير في العالم إلى الجزائر". و كان "أرنستو شي غيفارا Ernesto Che Guevara" في نضاله معجبا حد التقديس بالثورة الجزائرية و بالعنصر الجزائري و يتوق إلى الاحتكاك و الاقتراب بأهم رموز الثورة الجزائرية و أن يتحيّن فرصتهُ لالتقاط صورة تذكارية مع أحدهم كَ"بن بلّة" و رفاقه الذين فجروا حركة الجهاد التحرّرية ضد كل ما هو إمبريالي و استعماري. و قد زار ال "Che" أو "شي غيفارا" قبلة الثوار عام 1963 كمرة أولى و تلتها الحجة الثانية عام 1965 ، أمّا "مَدِيبا"، Nelson Rolihlahla Mandela صرّح من جانبه في كثير من المناسبات و هو الزعيم الأفريقي التاريخي "نيلسون روليحلَحلا مانديلا" صاحب نوبل للسلام عام 1993 مُردِّدا: "الجزائر هي بلدي". تُرى لماذا قال "مانديلا" ذلك؟ - هل هو إطراء أو مجاملة سياسية ديبلوماسية تعود إلى مواقف الجزائر مذ زمن، و المناهضة للاستعمار و المؤيدة للحركات التحررية في العالم ؟ الإجابة هي أبعد من التزامات الجزائري أخلاقيا و سياسيا بنصرة الشعوب المضطهدة، لأن هذا الزعيم الثائر احتضنته الجزائر ليستفيد في تكوينه على خبرات و فنون الثورة المسلحة في مواجهة العدو و (هذه حلقةٌ غير معروفةٍ في مسيرة نيلسون مانديلا النضالية: التدريب العسكري و التربّص القصير والمكثف الذي تلقاه زعيم المؤتمر الوطني الأفريقي في مارس 1962 في معسكرٍ تديره جبهة التحرير الوطني الجزائرية. و قد أدى هذا التواصل بثوار الجزائر لاحقًا إلى تصنيف المؤتمر الوطني الأفريقي الذي يرأسه كَ "منظمةً إرهابية". وكان له تأثيرٌ كبيرٌ في الحكم الصادر بالسجن على "ماديبا" بعد اعتقاله في أغسطس1962 كما ورد في الفيلمٌ الوثائقيٌّ الحصريٌّ على قناة "تيفي 5TV العالمية الفرنسية في عام 2013، و أعدّ التقرير الكاتب الإعلامي الفرنسي/الجزائري و الزميل القديم "سليمان زغيدور Slimane Zeghidour". ** *معنى أن يكون "Garcia Marquez غارسيا ماركاز" جزائريا رغم أنفه ("الثورة الجزائرية هي المعركة الوحيدة التي سُجنت من أجلها") !: -في هذه العيّنة النادرة من مقال لم تتناوله أقلام النخبة الجزائرية الإعلامية و لا الإبداعية، حيث يروي صاحب نوبل الكاتب غابريال غارسيا ماركاز؛ أنه عندما دُعيَ إلى الجزائر عام 1979 بمناسبة إحياء ذكرى ثورة الفاتح من نوفمبر، صرّح عن تفصيلٍ لصحفي و هو شيء لم يكن يعلمه الكثير، و خاصة من -يتهافتون- وراء كتابات الروائي الكولومبي، حتّى بدا الأمر بالنسبة للمشككين من الصعب تصديقه لمّا قالَ: "الثورة الجزائرية هي المعركة الوحيدة التي سُجنت من أجلها". -إذن تابع معي يا من -قد- يشكّك في قدر و قيمة (المعنى)، معنى أن تكون "جزائريا"، و أن تُرسم ملامح وجهك تفاصيل الجينة (الجزائرية).. فهذه المقالة، المنشورة في صحيفة "إل باييس -البلد-El Pais" الإسبانية ترجمها إلى الفرنسية الكاتب (الكَندي/الجزائري) "بن سعدة Bensaada" و من الفرنسية إلى العربية الكاتب "لخضر خلفاوي Lakhdar Khelfaoui ".. -أحداث مأساوية دامية ارتبطت بالذاكرة الجزائرية حيث شاءت الصحيفة الإسبانية "أل باييس" ذكر تفصيل ما حدث لغابريال غارسيا و الثورة الوحيدة في تاريخ الماركيز التي سُجِن بسببها. فبقدرة قادر يجد الكاتب العالمي وسط أحداث مجازر 17 أكتوبر 1961 بباريس بسبب عنصرية و حقد محافظ الشرطة "موريس بابون Maurice Papon " الدموي، لمّا أصدر هذا الفاشي مرسوم حظر التّجوال العنصري ضد المناضلين الجزائريين في "باريس" مع تسليط العنف بكل وحشية و قسوة و استباحة روح كل جزائري وطني مؤمن بالحرّية و الاستقلال. مُورست عليهم كلّ الوحشية في "الممرات و الميادين الكبرى"، و على أرصفة نهر "السين" و عند بوّابات باريس الرئيسة المهمة ..كان الكاتب الكولمبي "غابرييل غارسيا ماركاز" في مكان ما في باريس داخل أسوار المدينة..لم يتخيَّل أحد في العالم أنّ "غابو Gabo" سيتقاسم مع أحفاد "ليسيوس أبوليوس(أَفُولايْ)، و أُغسطين، و الشيخ بوعمامة و لالّة نسومَر، و بن بولعيد، و بن مهيدي" و أحفاد"كلّ القدّيسين" رغيفا جزائريا ثريّاً خالصا منقوعا في شراب الثورات و الحرّية، و أن يروي لنا بنفسه جانبا من جوانب النضال الجزائري. -يسردُ "غارسيا المركيز" التّالي: "في إحدى الأمسيات الباريسية، بينما كنتُ خارجًا من السينما، فجأة اعترضَ سبيلي رجال الشرطة، في لحظات مجنونة و دون أن استوعب الأمر تمّ توقيفي في الشارع بشكل مُهِين و صادم و مُسيء جدا؛ حيث كانوا يبصقون في وجهي قبل إجباري، و تحت الإكراه على دخول شاحنة أمنية مُصفّحة. كانت تلك المركبة تكتظ بالجزائريين الصامتين، و /كأنه جسد عملاق واحد به رؤوس عدة للثائرين، تئن و تصرخ بصمتٍ و أطراف متعددة/؛ حيثُ تعرض جميعهم أيضًا للضرب و البُصاق و كل أنواع الإساءة و الإهانة قبل توقيفهم و إخراجهم من المرافق التجارية و حانات الحي. و لسخرية الأقدار معي كان مثل هؤلاء كمثل الضباط الذين اعتقلوني، حيث ظنّ وقتها الجزائريون الموقوفون أيضًا أنني جزائري/لا يمكن أن تكون الثورة تهمة لغير الجزائري!/. لذلك قضينا الليلة معًا، /و انضَمَّ رأسي و جسدي و كذلك أطرافي إليهم/ كنّا مكتظين أكثر ببعضنا البعض كأكوام "السّر-دين" في زنزانة بأقرب مركز شرطة. بينما كان رجال الشرطة، بقمصان ذات أكمام قصيرة، يتحدثون عن عائلاتهم و أطفالهم ويأكلون شرائح خبز منقوعة في النبيذ. و لإفساد متعتهم الماكرة باعتقالنا، كنتُ أنا و بقية الجزائريين طوال الليل نغني و نردّدُ بصوت مرتفع موحّد أغاني "جورج براسانْسْ Georges Brassens" ضد تجاوزات الشرطة وغبائها." “Le temps ne fait rien à l affaire”/ "الوقت لا يغير شيئا من القضية"/ -لقد كان "غابو" وقتها جزائريًا بالفعل!". -رغم يسارية و علمانية صاحب نوبل للأدب المدعو "غابو" و أفكاره التي تشي بروح شيوعية يرفض الاعتراف بها رسميا؛ فإنّه لم يتطاول أبدا و لم يفتري بحماقات تمسّ الثورة الجزائرية بسوء و تشوه "هوية" الجزائري و شرفه ذكرا كان أو أنثى مثلما تجرّأ الكاتب العربي الشيوعي اليساري، و الصعلوك المشرقي الحاقد، السوري "حيدر حيدر" في قُمامته المروية :(وليمة لأعشاب البحر...)! ** -شعراء كبار من أمثال سليمان العيسى، محمود درويش، وراشد حسن، وسميح القاسم و محمد الحريري، ونزار قباني، وغيرهم. و آخرون من كل بلدان العالم تأثّر أدبهم في الفترة الاستعمارية بنضال و ثورات الشعب الجزائري. "سليمان العيسى" هذا السوري و العربي الأبي الأصيل هو أيضا كان جزائريا حتّى لُقِّبَ في المشرق العربي بشاعر الثورة الجزائرية، فله دواوين عدة، فيها جُمعَ في مُجلّد "كل قصائده" التي نظمت في الثورة الجزائرية التحريرية والتي بلغ عددها سبعا وثلاثين 37 قصيدة. نردف عينة مما كتبه عن الجزائر، و عن ملاحم الجزائري: (... روعةُ الجرح فوق ما يحملُ/اللفظ ، ويقوى عليه إعصارُ شاعرْ/ أأغنّي هديرَها ، والسماواتُ/ صلاةٌ لجرحها ، ومجامرْ ؟/ أأناجي ثوارَها ، ودويُّ/ النار أبياتهم ، وعصفُ المخاطرْ ؟/ بين جنبيَّ عبقةٌ من ثراها/ ونداءٌ – انّى تَلفّتّ – صاهر ما عساني أقول ؟ والشاعرُ/ الرشاشُ ، والمدفع الخطيبُ الهادر/ والضحايا الممزّقون ، وشعبٌ / صامدٌ كلإله يَلوي المقادرْ/ فوق شعري ، وفوق مُعجِزة/ الألحان هذا الذي تخطُّ الجزائر/ يا بلادي ، يا قصةَ الألم الجبار/ لم يَحْنِ رأسه للمجازرْ (...) يا قلاعَ الطغاة ، قد نفَضَ/ العملاق عن جفنه عصور الضبابِ/ والتقينا من غير وعدٍ على الثأر ،/ شهابٌ يضيء دربَ شهاب / سفحتنا الصحراء فجراً سخيّاً بالبطولاتِ ، بالعتاقِ العرابِ/ أمةٌ ظنّها الغزاةُ اضمحلّت/ وتلاشت وراء ألف حجابِ / في افترار الربيع لا يسأل السروُ شموخاً عن حاقد الأعشابِ/ والعتيقُ الأصيل لا يخطئ الشوطَ !/ وضجِّي يا حانقات الذئابِ !/ المروءات قد تنام عن الخلد ،/ وتكبو في رحلةِ الأحقابِ (...) مَنْ سقى الرملَ في الجزائر رعْشاً/ وحياةً تمور مَوْرَ العبابِ !/ من أحال الجبال زأرَ براكينَ ،/ وجدرانَ معقلٍ غَلابِ (...)إنها أمتي .. تَشُدّ جناحيها ،/ فوجهُ التاريخ فجرُ انقلابِ/ حادثُ الجيل عودةُ الفارسِ/ الأسمرِ حَلّ الميدانَ بعد الغياب (...) لا تسلني .. جزائري تخضب/ التاريخ عطراً بحفنةٍ من ترابِ/ إنها أمتي .. تعود إلى الساحِ/ نبيّاً ، وآيةً من كتابِ (...) أين مني جميلة* ؟ تزأرُ السا/ حاتُ من صمتها بألفِ حُداءِ/ أي سرٍّ في الصمت يُرسلُهُ/ الأبطالُ ناراً ، وصاعقاتِ فداءِ ! (...) في بلادي ، في الصين ، في شفتيْ/ راعٍ يغني على الذرى الخضراء/ وهِمَ المجرمون ، لن يطفئوا/ الشمس بارهاب غيمةٍ سوداءِ/ تتحداهم جميلةُ بالصمتِ رهيبا ، والبسمة الزهراءِ/ تتحداهُمُ صخورك يا (أوراس)/ أن يوقفوا زئيرَ القضاءِ/ موجةٌ .. تحملُ العروبة فيها من جديدٍ مقَدّساتِ السماءِ....). -أمّا الشاعر الكبير الفلسطيني "محمود درويش"، فلم يبخل في التحدث عن "قلعة الثوار و قبلتهم" .. ففي آخر زياراته للجزائر قال الشّاعر الراحل محمود درويش :« ... أرجو أن أعبر عن أعمق مشاعر المحبة للشعب الجزائري البطل الذي تمثله تجربته الثورية العريقة أمثولة للشعوب في جعل المستحيل ممكنا، والذي تحتل القضية الفلسطينية في وجدانه مرتبة المقدَّسْ الذي لا يطاله الشك في زمن تشيع فيه ثقافة الردة!». . و بعض مما كتب عن جزائر الشرف و الحضارة :"...خلفها تحيا الملايين أبية. فشهيد الفجر بعث وحياة في بلاد خلق الموت بها حب الحياة... في بلاد... -كل ما فيها كبير- الكبرياء. شمس أفريقيا على أوراسها قرص إباء. وعلى زيتونها مشنقة للدخلاء.(...)1- بيتي على "الاوراس" كان مباحا/ يستصرخ الدنيا مساءَ صباحا/
و تراب أرضي من دمي معشوشبٌ / كي يشرب الغرباء منه الراحا/ اقداحهم ،عظمات جد ٍ ثائر/
قتلوه ، و التقتيل كان مباحا/
و تقيأت باريس كل ذئابها/
لتمدن المتوحش الفلاحا/
لا بأس ان جاعت بُنيّة ُ عامل ٍ/
فالجوع أحلى نعمة ً و سماحا/
لا بأس ان ماتت ، لتحيا مومس
تبتاع من أشلائها افراحا/
سوزان تصبغ من دمانا ثغرها/
حتى يظل جمالها فواحا!/
حتى تظل شفاهها يا قوتة ً/
لِمَ لا يكون صِباغها أرواحا!/
(2) أنا في ترابك يا جزائر/
عَفرتُ .. مرّغتُ المشاعر/
و خزنتُ أمسك ِ كله ُ/
ووعيت تاريخ المجازر/
أنا قبلما اعطيتني نور الحياة .. ولدت ثائر/لو تسألين الصخر و الغابات ، و السفح المكابر/ لو تسألين الساحل المذبوح ، و الشط المهاجر/ لو تسألين ذراع طفل علقوه على الخناجر/ لو تسألين بكارة العذراء تشوى بالسجائر/ لو تسألين حذاء جندي ٍ يدق ُ على الحرائر/ بقرت ْ حراب النذل بطن َ الحاملات ِ ..و ظلّ حائر/ فالوحش يقتل ثائراً .. و الأرض تنبت ألف ثائر!/ يا كبرياء الجرح ! لو متنا لحاربت َ المقابر!/ فملاحم الدم في ترابك ِ مالها فينا أواخر/ حتى يعودَ القمح ُ للفلاح يرقص في البيادر/ و يُغرّدَ العصفور حين يشاء في عرس الازاهر/ و الشمس تشرق كل يوم .. في المواعيد البواكر(3) بيتي على الاوراس كان مباحا/ يستصرخ الدنيا ، مساءَ صباحا/ شعبي بلا عَلَم يصلىّ تحته/ يسع السماء َ مرفرفاً .. لواحا/ لكن في مُهَج ِ القلوب ِ، خيوطَه/ مغروزة ، تلد الغد الوضاحا/ تستجمع الماضي ، تلملم شمله/ بعد المخاض ، و تسفح السفاحا/ فبغير كف بالدما ، حنّاؤها/لم نلق في باب الغد المفتاحا/ و بغير زيت دمائنا ، ما نورت/ حرية ، كنا لها مصباحا!/ إنّا منحنا للشموس ضياءها/ و لكل من طلب الصعود جناحا/ إنّا فتحنا الباب في افريقيا/ فتطايرت شهب اللهب رماحا/ و تمرد الزنجي يحمل فأسه/ ليسل من كبد الظلام ، صباحا/ أو ليس من دمنا منار طريقه/ يجتاز ريح الليل ، و الأرواحا/ فعلى ضفيرة كل ِ غصن نائم/ ليَ طائر.. كسر السكون صياحا(4) افتح ذراعك للجزائر/ و احضن مسدس كل ثائر!/المدفع الرشاش في الاحضان يحفظ .. في المحاجر/ خبئه في العينين .. في الشفتين.. في قلب الجزائر/ و انصبه تمثالاً.. إلَهاً امطر الدنيا بشائر!/ فسلاحنا مطر السماء ، و ليس موتاً أو مخاطر/ فلينبت الزيتون ، و ليزرع زهور الحب في قلب الحرائر/ و ليخمر الخبز المملح بالكرامة و المفاخر/ و ليحرس الشطآن من ريح يحركها مغامر!/ يا طائر الاشواق ضعني قشة عند البيادر/ أو عشبة منسية في عرق دالية تسامر/ حتى أغنى الريح ، و الهضبات ، و الجبل المفاخر:
أوراس يا "أُولمبنا" العربي .. يا رب المآثر!/ إنّا صنعنا الأنبياء على سفوحك .. و المصائر/ إنّا صنعناها ، و ما أوحت بها أوهام ساحر/ أو شاعر نسي التراب.. فراح يستجدي الخواطر/ أوراس ! يا خبزي و ديني .. يا عبادة كل ثائر!/ افتح ذراعك للجزائر/ في يوم أعراس الجزائر
فعلى خيول الريح أسراجنا و علقنا المنائر/ و أتت (عروس الشعب ) ترفل بالكواكب و الازاهر/ إنّا دفعنا مهرها مليون ثائرةٍ و ثائر/ و على صباح جبينها الوضاء أشعلنا المباخر/.. رفاً من الشهداء ليس تعيه ذاكرة المآثر/ و من الدم المسفوح حنينا الانامل و الضفائر..." — ** لا أنكر أنّي كنتُ أحب كثيرا من الشعر لِ "نزار" في حقبة "حياة أفضل" لعُهدات "الشاذلي بن جديد"؛ حتّى هناك من كتب عنّي نصّا إعلاميا في يومية فرونكوفونية معروفة عنونه بعد ذكر اسمي، "على خطى قبّاني".. و لدرجة أن نصّا من نصوصي أو ثيمة قصيدة زارتني في الألفية الفارطة؛ و لقِلّة اهتمامي و لمّا ضاقت ذرعا بي و ذاقت ذعرا من تماطلي في تحريرها، هجرتني طائرة ثمّ طلبت الخلع من هناك في المشرق و رحلت فكرتي منّي إليه بتخاطر عجيب لترتمي في أحضان الشاعر الدمشقي، قرأتُها و تفاصيلها بالبنط العريض على صفحات الجرائد بعد ذلك! ..جينات نزار تربّت على إرثها الأموي المشرقي، و جيناتي كانت نوفمبرية لم تهدأ بعد ثورة أسلافي .. فأهوال بلادي في العشرية السوداء الدموية شغلتني عن ممارسة "رومانطيقيتي" الإبداعية، كنت مهووسا فكريا و ثقافيا .. كنت مريضا ببلدي و هو يعيش أحلك أيامه. كان عليَّ و أنا في أعزّ الشباب أن اختار ما بين: أن أكسب "معارك الحب" و أن أتركهم يسلبوني وطني أو يخربونه دون أن تتحرّك لقلمي طرفة عين؛ طبعا اخترت "إصابتي المبكّرة بوباء الوطن الجميل!".. لهذا أحيانا أقسو على جيناتي و على إرث أجدادي! الحبّ خارج وقت السلم لا يتحمّل أو لا يعمّر في العراء أو في مناطق الظل و اللجوء.. الحبّ ينتعش و ينمو إذا حُرّر الوطن من أسباب زواله و عدم استقراره !. -و أنا في أوجّ إصابتي بالجنون و الذعر لما أفرزته قضية الشيطان "صنصال" هذه، كنت أتابع انطباعات و وجهات نظر أعداء الجزائر و من ينتظرون بل يعملون ليلا نهاراً على سقوطها و عودتها إلى "عقود من الشكّ" و "الظنون" و الفوضى.. -من هو "بوعلام صنصال"، هذا الحصان الجامح الجسور الذي راهنت عليه فرنسا و أوروبا بفكرها الاستعماري القديم هو و قبيله من التيّارات الفرونكوفيلية التغريبية و أجنداتها ك "الكاتب كمال داود" و كثير من أزلام الداخل و الخارج لمشاكسة الجزائر في ملفّات الذاكرة و الهوية؟ -وُلد بوعلام صنصال في 10 مارس 1944، في قرية بجبال "الونشريس"/ الورسنيس (ولاية تيسمسيلت بالغرب الجزائري). والده يدعى "عبد القادر صنصال Abdelkader Sansal"، من أصول أمازيغية مغربية تنحدر من عائلة في منطقة "الريف المغربي" استقرت في الجزائر قبل استقلالها. أما والدته الجزائرية، "خديجة بن علوش Khdidja Benallouche"، فقد تلقت تعليمًا تغريبيا فرنسيا. -أفرج عنه بشكل مفاجئ من قبل الجزائر في 12 نوفمبر 2025. أي بعد أيام قليلة من قرار مجلس الأمن الدولي حيث اعتمد مجلس هيئة الأمم القرار رقم 2797 في جلسته المنعقدة في 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2025،الذي أكّد مشروع السلطات المغربية المقدم و المقترح منذ 2007 لمنح "إقليم الصحراء الغربية" حكمًا ذاتيًا، لكن كما أرادت و راهنت دوما "الرباط" عليه؛ أن يكون هذا الحكم الذاتي تحت السيادة و الهيمنة المغربية.. و تتبخّر بذلك "أحلام الاستقلال التام" و إجراء استفتاء في الصحراء في شأن تقرير المصير. هذا التحوّل التاريخي المفصلي في قضية نزاع الصحراء الغربية و كل الأطراف الشريكة و المتورطة فيه كانت للإدارة الأمريكية بقيادة "دونالد ترامب" و القوى العظمي باستثناء روسيا و الصين يداً فيه!. -كانت تصريحات "ايكزافيي درَيُونكور Xavier Driencourt"، السفير السابق لفرنسا الإعلامية جدّ مستفزة لجزائريتي و هويتي..لأوّل مرة أشعرُ كجزائري و من داخل الجزائر أنّ (ظهري عارٍ و كُسِرَ بعنف الحدث!)..قادتني بعض المقالات الفرنسية بالصدفة العجيبة إلى اسم كاد أن تمحوه بالإهمال " ثلاثون عاما من العزلة" في أرجاء و ضواحي باريس "المتثغلبة!".. -لمّا كنت أنسى نفسي في قاعات تحرير "دار الصحافة" بقسنطينة و يتأخر الوقت و أهم بالمغادرة سريعا لالتحق بالمحطة البرّية الجهوية للحافلات لأعود إلى "مسكن-الكاهنة" كان الزميل "العربي" من يومية "النصر" يقترح عليّ كرم إيصالي بسيارته إلى المحطة و كان صديقنا المشترك و زميلي الراحل الدكتور "مصطفى نطور" رحمة الله عليه يوصيه بي خيرا.. و في مسافة السكّة كنا كالعادة ننهي الحديث الذي لم ينته في قاعات التحرير ، فيختصر الزمن و أجد نفسي أمام المحطة الجهوية فنَفترقُ كما آمال الوطن على "جسور معلقة" من الود و الاحترام و أُغادر "سيرتا" باتجاه بلدتي الظالم أهلها!. -من المؤكد عن "عزلتي" تلك الطويلة فاتتني فيها أشياء كثيرة، (أمرٌ جلل حِيكَ و دُبّرَ بِغياب!).. لو تعلمون كم هو مفجع و مؤلم جرد الخسارات العظمى و الفادحة عند العودة من طول الغياب! لم أكن أدري أن الأخ و الزميل القديم "العربي ونوغي Larbi Ounoughi"، قد ارتقى في تجربته الإعلامية إلى مناصب عدة في القطاع و وصولا إلى وزارة الاتصال، سدرة مُشتهى كل إعلامي غيور و نزيه "مُصاب بالوطن"، يحلم بالتغيير في بلده؛ أغبياء كنّا -ذلك الجيل-، لأنه بعد عودتي أدركتُ أن -بعضهم- لا يريدون التغيير.. هم يريدون إبقاء الأوراق "مخلوطة" لتستمر ألغاز الفوضى بعد عقود إنهاء ثورة التحرير و انطلاق مراحل البناء و التشييد في عهد الدولة الحديثة !. هكذا مسيرة هي معقولة و طبيعية تقريبا لكل إعلامي، لم يكن عنصرا مفاجئا لي، إذن ما وصل إليه "العربي" أعتبرهُ استحقاقا من نصيب الجيل المخضرم.. -ما هالني و أحبَطني كثيراً و أحزنني أنّه لما عيّنت الوزارة "العربي" على رأس أهمّ مؤسسة (حساسة) مثيرة للجدل في الجزائر منذ نهاية السبعينيات، و هي مؤسسة "الوكالة الوطنية للنشر و الإشهار "، فكم من رؤوس كبيرة من وزراء و مدراء و مسؤولين أتت بأجلهم هذه "المؤسسة الاخطبوطية" لِما تخفيه كواليسها من ملفات فساد فجرتها الصحف في كثير من مناسبة على حقبات زمنية متفاوتة! و فهمتُ بعد إطلاعي لهذا الملف أن سي "العربي" تخيّل نفسه "دونكيشوت" التطهير و التغيير و خال نفسه أمل قطاع الإعلام و الإعلاميين و الصحف.. و أنّ عهود القسمة "الضيزى" في توزيع عادل بين الصحف للمادة الإشهارية كنتُ -أنا شخصيا أعرفها جيدا- قد جاء أجلها!. -فإذ بي أقع في لقاء غير مباشر في تصفح مقال عمود خميسي للزميل القديم العربي" في 17 جوان 2015 عن رحيل البطلة الرّمز "جميلة"، و هي مجاهدة و ثورية ألهمت بطولاتها و تضحياتها أحرار العالم و مثقفيهم، و في ديسمبر 1961، رسم بيكاسو Picasso لوحة (بورتريه) بالفحم لِ"جميلة بوباشا Djamila Boupacha : "، مستوحىً من صورة فوتوغرافية. حيث شكّلت هذه الصورة غلافًا لكتاب "جيزال حليمي Gisèle Halimi وسيمون دو بوفوارSimone de Beauvoir، عنوان الكتاب يحمل اسم البطلة "جميلة بوباشا" متوزع على 296 ص / الذي نشرته دار غاليمار عام 1962." يكتب زميلي "العربي" عن جميلة من جميلات الجزائر: (...يكتبون تاريخ ثورتنا لتزيين أفعالهم و تزييف الأحداث/ هذا ما قالته " جميلة " قبل أن يأتي أجلها : لا أرى موضوعا آخر أكتبه في خميس اليوم غير الفاجعة التي إهتزت لها الجزائر فجر الجمعة الماضي 12 جوان 2015 بشكل قوي كاد يخرج الشهداء من قبورهم فرحا بقدوم رفيقة سابقة لهم في الجهاد. بطلة لم ترحل مع قوافل الشهداء الأولين . لكن رغم قوة الفاجعة وجلل الحدث ، وعظمة الرحيل للتي ملأت الدنيا بطولات ككل الفدائيات الجميلات في ثورتنا التي باتت تتعرض – للأسف الكبير – للتنكر وللتقزيم وللتمييع وحتى للخيانة ، فإن رحيلها بل خسوفها لم يزلزل الأرض زلزالها . ربما لأن الفقيدة إختارت أن ترحل في صمت كبير ودون أن تستأذن أحدا من الذين لم يسألوا عنها في حياتها . وأيضا ، أولئك الذين تنكروا " لعشرة الجهاد " ومبادئ ثورة التحرير ، كما صرحت للنصر في نوفمبر الماضي . الذين أغوتهم الحياة الدنيا بمتاعها ولم يعودوا يذكرون " ميثاق الجهاد " وهو عند الله ميثاق غليظ وثقيل ، على أن تحرير الجزائر لا يتطلب جزاء أو شكورا". -فما سرّ تغطية "بوحيرد" على جميع "جميلات الجزائر" الثوريات الحرات، و التي كتب عنها أشهر كتاب و شعراء في العالم العربي كَ(صلاح عبد الصبور، بدر شاكر السياب، الجواهري و طبعاً نزار قباني، ).. و لماذا ظلت بوحيرد قرابة قرن من الزمن يغطي ظلها وجود باقي "جميلات" الجزائر الحُرّات الثوريات!. لماذا أشهر الثورات في التاريخ تبدأ أوّلا بالتهام أطفالها المخلصين و بعض رموزها و تسيء إليهم حتى!؟ -و أنا أكتب عن "الهوية" أُصبتُ بدوار آخر و غثيان و بجنون ليس كَجنون "نزار" الانطباعية الذي أحدثته تفاصيل قراءته لِ "ذكريات جسد أحلام مستغانمي"، بل بسبب ما تفعله بعض النخب (الوصية من كلّ مشرب) في البلاد. إلاّ أنّي قد شعرتُ بعفوي عن "نزار"، رغم كلّ اللوم عليه.. رُبّما الشاعر الذي بداخلي هو الذي قد صفح عنه و ليس المفكّر.. قلتُ في نفسي لروح نزار /لا علينا.. ما دمتَ تريد إنصاف "الأنثيَين" الجزائريتين النقيضتين/ (بوحيرد-مستغانمي) في كل شيء في عوالم النضال من أجل الحفاظ على "الهوية" الوطنية. -و علمتُ بأسف شديد أنّ سي "العربي ونوغي" هو الآخر أخذته العزة بالوطن و أراد أن يُهاجم رأساً من الرؤوس المتعددة لذلك "التنين"الخبيث و وجد نفسه مُقالا و منحّى و .... بعد 6 أشهر فقط من تعيينه و من بدء مهام -التطهير-للفساد الذي ينخر تلك المؤسسة الحسّاسة! -وعلاه .. يا "العربي" خويا تحطّ يدّك في (الخ......!)؟!. ** -منذ زمن بعين "المفكّر الإصلاحي " كنتُ أسعى إلى إثارة و استفزاز وعي حقيقي تارة و بعين" الأديب" الأخرى لا الكاتب و أنا أتتبع ما ينتجه أدب "الانحطاطية في الجزائر خلال 40 سنة و ظاهرة الكتابة الليبرالية اليسارية -الرذائلية- لدى بعض الأقلام النسوية التي تستخدم لغة الضاد في سرد "القاعْ-، خلصت كما أشرتُ في مواضع عديدة من هذه الدراسة في خصوص "الهوية" الجزائرية بمفهومها الشامل الجامع إلى الاعتراف الضمني المؤكد أن "أحلام مستغانمي" نجحت على صعيدين مهمّين؛ الصعيد الشخصي أنّها شيّدتْ لنفسها مكانة في أعلى هرم السّرد الجزائري و العربي اليساري الليبيرالي، لأنها كما قُلت مرارا استطاعت بفضل تجاربها في المشرق و في أوروبا أن تخلص إلى فهم و استيعاب "طَلبية و -حاجة-دفتر شروط القارئ المثقف العربي المشرقي خاصة اليساري العلماني" و ما ينتظره من كتاب و خاصة كاتبات المغرب العربي ككل .. و هي تعرف أنه تقليديا و عرفيا و دينيا أن "جسد" الأنثى العربية المحكومة "بهوية الأسْلَمة" مُحاصر بحدّية لباس و جلباب (التقوى) و (العفاف) حسب النّصوص اللاهوتية، و هي تدرك تماما أن في هذه المجتمعات انطلاقا من مجتمعها و خاصياته يوجد جيل من نساء مثقفات و متعلمات "مستنسخات" و متعطشات إلى حرية "أحلام". - بقينَ سجينات في هذه الأطر و هن بحاجة إلى من ينقذهنّ و أجسادهنّ من سجون إملاءات الدين و الأعراف. صارت كثيرا من الأقلام النسوية الجزائرية و العربية شبيهة أو استعارات لمُستغانمي، أراهن أنه لو أُستبدلت أسماء هذه الأقلام باسم "أحلام مستغانمي" و نُشرت أعمالهن تلك فلن ينتبه أحد و يعتقد أنها فعلا لأحلام! تصبّ معظمها في إطار كتابات تنتصر لغرائز الإنسان، لأنهن رفضن أخلاقيات المجتمع الدينية باعتبارها وضعت الإنسان ضد غرائزه.. "كِتابات بِتْهَيّجْ.. بتْهَدّي..وتْرخّي!". ** اختيار أو قنص "مُستغانمي" لِ (التايمينغ) أو التوقيت في اللحظة الفارقة و الحرجة كان أكثر من استراتيجي و هي تكشف عن محتوى روايتها "ذاكرة الجسد" في أوجّ الأوراق المخلوطة أو المختلطة للبلاد، و الحرب الدائرة بين العسكر و الأجهزة الأمنية ضد "الدينيين المتطرفين"، و ضد الإرهابيين بكل مللهم و الفوضى الأمنية و العنف التي ذاقها بكل مراراتها الشعب في تلك العشرية الملعونة. -و قد مهّدت الكاتبة لنسف مفهوم الحياء و الحشمة المطالبة به المرأة العربية المسلمة و تحديدا المرأة الجزائرية ( منذ سبعينيات القرن الماضي و ثمانينياته بتخليص "جسد الأنثى المغاربية و العربية اليسارية و العلمانية في آن من "عقدة الذنب" و من إملاءات (التقوى و العفة) ركيزتا الخطاب اللاهوتي في المجتمع العربي ككل.. و هي تكتب بكلّ -عُريها- لتقتحم مخيال المتلقّي العربي و تحتفي سرديا بكل ذكريات جسدها، بل نجحت أن تقفّي هزائم الدول العربية أمام فحولة الكيان الصهيوني في احتفائها ب"بيعها" لجسد الأنثى العربية و جعله متاعا و مُتاحاً..لتعويض كل الخسارات السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية من المحيط إلى الخليج، فلم يبق للفرد العربي سوى الترويح عن نفسه المهزومة بالرومانطيقية و هواية الاستمناء! -لقد أعادت بجرأتها فتح المغرب و المشرق العربي على عوالم الشهوة و الجسد.. حررت جيلا من المثقفات العربيات و المغاربيات الليبراليات المتحررات من كل إيديولوجية، و يتمنّين -تقليدا أعمى - استنساخ بالحرف الواحد تجارب أحلام "السّردية و الانسانية الشخصية".. صار الكثير منهن مذ أربعين سنة يتمنّينَ أن يصبحنَ صورة طبقا للأصل من صور "أحلامهم"!. و دائما في إطار إرضاء المثقف الليبيرالي اليساري المشرقي أولا و قبل كل شيء. -لم تعد "مُستغانمي" مجرّد كاتبة من خلال تجربة جرأة -بيع جسدها- و تفاصيله بالكتابة للوطن العربي و حتى الغربي، بل أسّست لمدرسة أو فكر متّبع بشكل كبير في عوالم ليبيرالية يسارية في الوطن العربي و رسْمَنت بذلك "المزاد الكبير" في عرض و تقديم "الأجساد" و صراعها مع -الأمشاج- لكلّ أنثى مثقفة متحررة يسارية تريد أن تكشف عن (عورتها) و تبيع الشهوة للقارئ الميّال لهذا النوع من أدب الاعتراف. جيل جريئ من أقلام نسوية يكتبْنَ للعامة في منجزات منشورة تشارك في صالونات الكتب عُريَ أجسادهن و تفاصيلها دون أدنى حرج و لكنّهن يظهرن في حياة الواقع و في الفضاءات العامة و الشوارع بألبسة و (أزياء تنكرية عُرفية) تستر عوراتهنّ، بينما نفس الكاتبات استبحن و وشينَ بأجسادهن و عوراتهن للعام و الخاص (افتراض الكتابة الروائية و الشعرية)!. -هكذا في هذه المختارات ستفهمون كيف استطاعت "أحلام" مثلا (كأنموذج مُتّبع) بمروياتها أن تسوّقَ بضاعتها بتأثير كبير و تربح من وراء هذه "السوق المفتوحة" لعرض "الأجساد الهائجة"، الجوعانة جنس التي تعيش بيننا و تصبح مرجعية -هدامة للهوية-: "...رأيتك عارية، لم تكوني في طريقك الى الحمام، ولا كنت مّتجهة نحو البحر، -النظافة من الأيمان أصبحت مع الأيام كلامًا فارغًا-، عندما نجح القذرون في خداع البسطاء(...) عشرات الرجال، من كل قارات العالم، جسدي لم تبق عليه مساحة صغيرة، لم تتمرغ عليها شفاه رجل، تغرّبت بعدك كثيرًا، في غربتي الكبرى(...)كم كنت حزينة بعدك، ولكن صورتك وحدها سافرت وعادت معي، صورتك وحدها نامت معي في فنادق العالم، وشفتاك وحدهما اللتان أرتعش لهما جسدي، ذات مرة(...)سأخلع أحلى فساتيني، وأكتب إليك عارية، سعداء أولئك الذين ماتوا، وهم يعتقدون أنهم تجاوزوا المائة وواحد، ومنحونا رقمًا مطلقًا، سأكتب شيئًا عظيمًا هذا المساء، ظروفي تساعد على الجنون(...)لا زلت أشتري الجريدة كلّ صباح بحكم العادة، لا زالت القاهرة تتردّد، وبغداد ترفض، ودمشق تقاوم، وعمّان تتفرّج، وبيروت ترقص، ولا زلت أكتب إليك عارية(...) إذا ما واصلت إجرامك، فإنني سأخرج من ملابسي، وأسير عارية(...). -تكتب "أسماء معيكل" مادة خاصة بقسم الفلسفة و العلوم الإنسانية حول "إشكالية توظيف الجسد الأنثوي في السّرد العربي الحديث" في منصة تابعة لمؤسسة عربية للدراسات و الأبحاث: "إن التصوير الإباحي الذي يبالغ في إظهار جسد المرأة هو اختراع ذكوري، صُمّم للحط من قيمة النساء، واختزالهن إلى وسيلة جنسية(...) فهي غالبًا إما ضحيّة أو مضحيّة، وأشبه ما تكون بإطار زخرفي يجتذب المتلقّي، ويستثير غرائزه البدائية، فتكون مادة للمتعة واللذة، وعلاقتها بالرجل، ". -و لأنّ الكتابة النسوية الجزائرية و العربية تعيش مذ أكثر من ثلاثة عقود "أيّام التَّشريڨ" .. و لأن الانتلجانسيا العربية و المشرقية اليسارية، الشيوعية و الإلحادية الليبرالية مازالت تلعب دورها (التشْريڨي= التفريجي=التفريكي) للسماح لأمشاجها الفكرية بالمرور لهوية الكاتبات المغاربيات و بدعْ-مْ-هَا -التضليلي التغريري، التغريبي- للأقلام النسوية في المغرب العربي، فهذي الكاتبة اليسارية و الشاعرة المغاربية و المغربية التي تُدعى "عائشة بلحاج" صدرت لها مؤخرا آخر مجموعة في إطار "سلسلة "إشراقات" التي يشرف عليها واحد من المختصين في "التشْريڨ" الشاعر السوري أدونيس، أو كما أسمّيه أنا "أدوبْليسْ". و دون مفاجأة كتاب عائشة يحمل عنوان "ذهبُ أجسادهنّ"..و هذا دليل آخر على صحة رؤيتي أن الشق الخبيث من نخب "انتلجانسيا" المشرق العربي مازال هو من يُملي قوالبه الخاصة على منظومة السّرد النسوي في بلدان المغرب العربي و استغلال الأصوات النسوية المتمردة الشاذة عن الأعراف و اللاهوتيات و عن الهوية المغاربية و استثمار مع التحريض مناجم و تضاريس "أجسادهنّ"، و تحويلها إلى بضائع للاستهلاك و لإطالة الجدل الفرجي إلى يوم الدّين في ظل (اللاأخلاق و اللادين) أمام حرية الكاتب التي يدّعونها! -و هذا كل ما شدّ انتباهي و المنطبق مع بحثي و ملفي في "الهوية" هذه الجملة القصيرة: "وهواجس الجسد الأنثوي كأداة سيطرة اجتماعية)، في قراءة كُتِبتْ على منصّة الجزيرة متناولة كتاب "بلحاج" المغربية و المغاربية، لأن باقي القراءة اعتبرتها ثرثرة مكررة منذ عقود، و هذه الجملة تحديدا تُبيّن مدى وضع بعض الأقلام المغاربية النسوية الجزائرية و حتى المغربية رهن اعتقالهن و أسرهنّ الذاتي و سجنهن بأنفسهن في "الجسد" و بتحريض النخب التي ذكرتها من المشرق. -(الجسد الأنثوي كأداة سيطرة اجتماعية)، يعني بضاعة موجهة بكل الأساليب التسويقية -سردا- لبيعها للقارئ الهاوي للاستمناء! -يرى الباحث الناقد "د. بوشوشة بن جمعة" من جامعة قرطاج – تونس. في ملف نقدي جدلي على صفحات المجلة الثقافية الجزائرية. :"...ما أصبح يمارسه الجنس الروائي على -أدبيات- (الجزائر) اللاتي يكتبن بالعربية، من سلطة إغراء ما فتئت تتعاظم بحكم تحول نسبة مهمة منهن عن الأنواع الأدبية التقليدية كالشعر والقصة القصيرة والخاطرة إلى الضرب في مسالك الرواية. وهو ما يمثل علامة دالة على الأهمية التي صار يحظى بها "جنس الرواية" لدى الكاتبات الجزائريات اللاتي رأينه الشكل التعبيري القادر على استيعاب هموم المرأة و "إشكاليات الجزائر المستقلة"، خاصة في العقد الأخير من القرن العشرين/ زمن المنحة. ويهدف هذا البحث في الرواية النسائية الجزائرية -ذات التعبير العربي- إلى الكشف عن خلفيات تشكلها جنسا أدبيا مستحدثا في خارطة الإبداع الأدبي الحديث والمعاصر، وتناول أسئلة متنها الحكائي التي تعكس -هواجس إبداع كاتباتها وشَيْنَ غِلّهنّ الذاتي والموضوعي في آن."(...) -في أربعينيات إلى غاية ستينيات القرن الماضي قبل أن تنفلت أو تتبرّأ "أحلام" من جلدها الجزائري و المغاربي ليصبح قابلا للتأقلم و تكتب عليه و عنه و ترسم "هوية" جديدة على مقاس هواها كَ"جامعة لكل العرب!"، كان المثقف العربي في الخليج و المشرق بكل تياراته و إيديولوجياته لا يستطيع بمخياله أن يتصوّر هويّة جسد أنثى جزائرية خارج الصّورة المقدّسة التي أعطتها أيّاها هويتنا الأصيلة لجميلاتها كَ(بوحيرد، بو باشا) أو ، (لالة نسومر، ديهيا و أخريات).. و هل كان يجرؤ مشرقي أو غربي كان أن يتخيّل "بوحيرد و بوباشا" مثلا عاريتين تمارسان الجنس و البغاء في أشهر غرف فنادق العالم مع عشّاقهن العديدين!؟ لقد شجعت و حرّضت "أحلام" و أخواتها و تلميذاتها على نزع لباس الحياء و تاء الخجل و الكفر بال"كيلوطات" لدى بعض من جيل تابعاتها من الأقلام النسوية!. و هكذا تكتب "أحلامهم": "...أسألكِ..هل أنتِ راهبة؟أم أنتِ عاهرة؟أأنت امرأة من نار؟أم أنثى من ثلج؟أنتِ عيون (أليسا), وسمرة (انجللا), وتسريحة (كليوباترا) ؟ وصمود (جميلة), وتبرّج (ولادة)، وعفة (رابعة)؟وتمرّد (الكترا), وصبر (بينيلوب, وغموض -الجيوكوندا-". -نعم إنها تتحدث بالضبط عن مفهومي الخاص و حسب مصطلحي لتيار "القَحْشَرِيفية"، و هذا بالتحديد ما آلت لدى بعضهن من المثقفات اليساريات الليبيراليات الجزائريات مفاهيم هويتهنّ الشخصية جملة من المتناقضات السلوكية !. اعذرينا يا "جميلة" نيابة عن الذاكرة الجمعية و نيابة عن هويتنا العظيمة عمّا كتبهُ السفهاء و السفيهات عنكِ في زمن "الانحطاطية" و زمن -تدليس و تسفيه- الهوية بدافع من النزعات "الغرائزية" الشخصية الفرجية ليساريي و ليساريات هذا الوطن!. -انتظرت عقودا من الزمن نضج السّرد الأدبي لدى كتابنا العرب و خصوصا المعرّبون من كتاب الجزائر (من الأقلام النسوية و الذكورية) بكل توجهاتهم الأيديولوجية المُعلن عنها و المُنكّرة عمدا خوفا من النقد و المحاكمات؛ إلا أنه لم يأتوا بجديد خارج محاكاة "السرّة و الفرج"، حتى أنّي ظننت أن مفهوم "سيغموند فرويد" Sigmund Freud للجنس عن الأطفال لا يعني بالضرورة الأطفال و قد كان يقصد "معظم كتابنا و كاتباتنا اليساريين..يقول فرويد: الطفل، كائنٌ مُنَشَّطٌ جنسيًا. "الطفل ليس روحًا بريئة. فالجنس الطفولي موجودٌ بنشاط منذ الولادة. ومن خلال مراحل متتالية، يصبح المرء بالغًا مكتملا راشدا جنسيًا..." -متى يبلغ و يرشد هؤلاء الكتّاب و الكاتبات و يتناولون ثيَمات أخرى غير الجنس؟!. لو عاش فرويد فمن المؤكّد أنه سيعيد النظر في "هيستيريا الجنس" لدى كتاب و كاتبات العرب اليساريين، و يحذف مصطلح الأطفال من تعريفاته في علوم النفس و المعضلات الذهنية!. ** -و أنا متجه سيرا نحو وجهتي بغرض اقتناء "احتياجات خاصة"، كنت كعادتي مُكتظ بأفكاري، أبني في عقلي فقرة و هاجساً متعلّقا بملف "الهوية" هذا و أنا أمرّ بمبنى "الفرح الفلاحي"، هَا.. مفردة "الفرح" هنا ليست لي، بل هي اقتراح إملائي آلي لهاتفي -الحِشري-! فالأصح كان (الفرع!)، التابع للمنطقة و المُقابل للمركب الرياضي الجواري، حيث خرج منه رجل يختلف عن باقي الرجال الذين أراهم يوميا يترددون على على هذا المرفق و المراكب الراكنة و المتحركة بجوار ذلك المبنى.. وجه الاختلاف أنه لم يكن بزيّ أو بِلِباس تقليدي جهوي الغالب على معظمهم.. يبدو شكلا الرجل في آخر شياكة على النمط الغربي!.. بدلة رمادية أنيقة و حذاء أسود كلاسيكي برّاق يحدث قرعا عند تحركه و هو يجتاز الطريق، حتّى مشيته كانت في اختيال و فخر.. قلت في نفسي قد يكون إطارا من إطارات القطاع أو مستثمرا في المجال مرّ بهذا المرفق ليطرح "سُؤلهُ و شُغلَهُ)..كان ذلك المبنى شبه لصيق بالجوار مع مبنى جميل كُنّت كتابةً على مدخله الرئيسي في يفطة على شكل مفردات تشي بأنها "مكتبة للمطالعة" تابعة للمنطقة.. أظنّه مبنى مهجورا، كوني لم ألحظ مذ قرابة السنتين أي حركة أو ارتياد، كدخول أو خروج أشخاص!حتى صفحات افتراضهم لم تثرثر و لو مرة تثبت -وجود حياة-تدبُّ في هذا الصّرح الذي شيدته الدولة لصالح مواطنيها في هذه المنطقة التي يفوق تعداد سكانها حسب"الإشاعات الرسمية" خمسون ألفا!.. (وَنُفِخَ فِي ال.....ر، فَصَعِقتُ أنَا، مَنْ كان يتقدم الرّصيف)، التفتُ باتجاه (النفخة الأولى العظيمة)، فإذْ بي أجد هو نفسهُ ذلك الواثق الخطوات الذي يمشي ملكاً قد قبض و أمسكَ بأنفه قبضة العدو لعدوه من جهة و هو قريب من مبنى الخاوي العروش و راحَ-يُعطِّسُهُ-، حتّى تدفّقت منفلتة كدِيدان الأمطار الموسمية كل مخّاطات دواخل أنفه فتتطاير في أرجائه، ثمّ راح باليد الأخرى دون استعمال منديل يمسح تقيّؤات أنفه، و بعدها أخذ يتمخّط و يتمطّى باتجاه (السّور)، و أخذ يلطخه بأوساخ أنفه العالقة لينظّف يده و لِيتبرأ و يتطهّر من إفرازات قذارته الشخصية على جدار "مكتبة المطالعة!".. ذكّرني هذا بقصّة أحدهم بأيام بعد عودتي من أوروبا إلى مسقط رأسي ؛و أنا أغادر صباحا مقهى حيي أشاهد رجُلا قادماً نحوي على مسافة مئة متر، كان -يتنخّم- و يتخمخَم و يصدر بذلكَ صوتا كخوار الأبقار أو ما شابه من أصوات الأنعام، ثم راح يبصق قاذفا بقوة صوب الممرّ ما كوّرهُ و جمعه في فمه من جعجعة مخاطية، مرّر يده على فمه ثم تقدّم باتجاهي .. لمّا أدركني اتضح أنه يعرفني:"صباح الخير سي لخضر!"، باغتني بالمصافحة، ثم سلّمَ عليّ بعُنف المشتاق و مضى مُسرعاً نحو الاتجاه المعاكس، بينما قضيت أنا نصف يومي أعاني الغثيان و رغبة في التقيؤ!.رُغماً عن أنفي- و أنا أهرول متجاوزا ذلك "الكائن الحي" الذي تركته يتخبط مع مخّاطات أنفه على جدار المكتبة، أحالني عقلي و تفكيري إلى وزارتنا للثقافة الوطنية و ما آلت إليه الأمور، إلى "لا ثقافة!".. مسوخ هذا الزمن كثيرة، واحد منها عرفت وجوده بالصدفة خلال دردشة عامة على أرض الواقع مع قريب ، و يبدو أنّ ذلك المسخ مشهور بكنية "آنُّوشة(ا) مافْيا" الإسم يحمل حسب منطق جيل "بَعْبَصْ*" تأنيث و تغنيج و تلطيف للمذكّر..حسب تصريحات (هذا الأنّوش-ا- المؤثّر)، و أخباره في عالم -الافتِضاضْ- فقد استفاد هذا المهرج الافتراضي رسميا بصفة "فنّان"! فليس مُستبعدا في الفترات المقبلة أن تصدر وزارة (الثق-آفة) مجلة فصلية تلخص نشاطاتها تحمل عنوان "دودِيات المشهد" ،أو "ديدان المشهد"..كلّ الشواهد تُؤكد أنه -لا نهضة فكرية و ثقافية غدا-..أنا أتوقّع أن الآتي سيكون أكثر سوءا؛عندما تُصاب هذه الوزارة و هي في أيامها الأخيرة بِ"جلطة" و تُجلطَن في كل ربوع الوطن مرافقها سوف تتذكرونني ؛عندما يفرغ الدود من نخر منْسَأتها!. ** -ما هالَني و أذهلني عندما وقفت على واقع مرير مُحبط و هو أن هذا المجتمع تُسيره "الإشاعات في كل شيء" و هذه الإشاعات تتحوّل في وقت وجيز "كأنها حقيقة" لمّا تُحال إلى مناشير كمعلومة رسمية موازية في الفضاء الافتراضي.. -الإشاعات في هذا البلد تمسّ كل القطاعات و المثير للحيرة و الهلع في آن؛ أن معظم الإشاعات تتحقّق.. أسأل نفسي مصطدما ب"الألغاز الجزائرية":- هل من القاعدة تُخلق و تنطلق الإشاعة من مجرّد مزحة قِيلتْ في مقهى أو في مجلس من مجالس الأسر الجزائرية إلى آذان ال"أعلى!" و من هناك يُعاد النظر فيها و تُدبّج و تنقّح و تُلقّح ثم تظهر في أحلى حُلل "الإشاعة"، لكن بصفة رسمية فيبدو الشعب في "عقله الخامل" نبيا تأخذه العزة بلاوَعيِهِ و يسيّر آفاقه وفق إرادة "أُمنياته" على أنه هو الذي كان وراء كل هذه الإشاعات التي تأخذ زيّ النبوءات، حتى -اِسْتَوْهَمَ- و توهّم المواطن بأنه "نبي"، و صار للجزائر عشرات الملايين من الأنبياء لا تخطئ نبوءاتهم إلا قليلا ! أو أنّ الإشاعات تُصنعُ في ذلك المستوى "الأعلى" ثم يُلقى بها في الشارع، لتتخمّر و يقتنع بها العامّة و يتقبّلها في الأول على مضض و مكرها فتصبح بعد ذلك الإشاعة حالا واقعيا جديدا يُعمل به إلى غاية ظهور مشروع إشاعة جديد يضمن إبقاء رأس المواطن تارة في فتحة شرجه و تارة في قاع قفّة تسوّقه!!.بدأتُ أخشى على هذه "الأمّة" و أُذعرُ أكثر لمصيرها لمّّا زُرعت إشاعة ندرة المواد الإستهلاكية الأساسية، و لما نَدُرت في بعض المناطق "زيت المائدة" مثلا و بدأت تشكّل هاجسا جديدا متجددا، و لمّا احترقت بعض غابات البلاد و نحن نقترب من دخول فصل الشتاء و البرد القارص تزامنا مع "زوبعة صنصال" و انعكاساتها الداخلية و الدولية!؟. لم أجد تفسيرا لأفهم الجهة التي تُصنّع متلازمة "الهاجس المخيف" المُزمنة المُرعبة لندرة أهمّ احتياجات "البطن" في الجزائر ؟... ** الحداثيون اليساريون المتطرفون في الجزائر و باقي أنحاء العالم لم يتركوا مجالا إلا و حاولوا "تسفيهه" بإقتحام المعاني الحقيقية المتفق عليها مذ القدم لكل شيء و استبدالها بمقترحاتهم الحداثية المغرضة في سُمّيتها لإدراك المتلقّي؛ و لتضليل "مُسلّمات المعنى" بغرض إغراقه في "شكوك العقل" و تشتيت محاولات الوعي التي تندلع هنا و هناك.. -تُعرّفُ البغي أو العاهرة بأنها امرأة كفرت بقيم المجتمع و يعرف عن سلوكها الذي جعلها مُنعوتة كذلك، انعدام الحشمة في تناولها للسفاح لفظا و فعلا، قلة حيائها، عدم تحرّجها من ممارسة الرذيلة لأنّها -تخلّصت- بإرادتها من (عقدة الذّنب) التي أطّر مفهومها مذ القدم كل من الدّين و القانون المدني لأي مجتمع. من سلوكيات البغيّ أو العاهرة أنّها تجيد لعبة التحرّش و -الإغواء و الإغراء بغرض جلب و لفت الانتباه الذكوري للحصول على "مبتغياتها"..تُصبحُ الواحدة منهن مومسا أو بغيا إذا كان مؤشّر عدّاد مغامراتها الجنسية مع الذكور يتعدّى الإثنين أو يفوق العشرات في وقت قصير من عمرها، فحجة البحث عن الرجل الأنسب و فارس الأحلام النادر هي كذبة متعمدة لإطالة طريق المتعة و تذوّق تجريبي مشتركة لشهوة الاجساد المختلفة و عوالم الجنس. هكذا نماذج نسائية لم تتغيّر فيهم إلى يومنا هذا مفردات و مصطلحات نعتهن في كل قواميس و معاجم اللغة في العالم ب(المومس، البغيّ، العاهرة، القحبة، بنت ليل)، و الحداثيون الليبراليون أو الإباحيون أنفسهم في منجزاتهم ينعتون هذا الصنف من النساء (اللائي لا ينتمين إلى النخبة المثقفة) بهذه (التواصيف التقبيحية) التي تحمل في تلافيف معانيها محاكمة صريحة أخلاقية؛ فلماذا يصبح الزنا عندهم يسمّى "ممارسة الحبّ"، و فقدان العذرية و الأطفال اللاشرعيون أعطوه مصطلحا آخراً و هو أحداث"الخطأ الرومانسي" و "فشل قصص الحب" لمّا يتعلق الأمر بنساء كاتبات ؟! -ما الفرق بين مومس تعدد علاقاتها بالرجال و ليست لديها ملكة الكتابة أو تعاني الأمية و امرأة تُعدّد تجاربها الجنسية و تعمل على تنويعها و لديها صفة الكاتبة أو الفنانة أو نجمة ما ؟!.ماذا أضافت الثانية أو بماذا تتميّز الثانية عن الأولى؟. الأولى سلّمت أمرها لما آلت إليه من خيارات و هي متصالحة (في تفاسدها مع نفسها !) و تعي أنّها مومس نتيجة تجاربها الجنسية العديدة.. أمّا الثانية فهي لا يعنيها أين وصل رقم عدّاد الرجال في إتاحة جسدها لهم كونها "مقتنعة" بشكل كبير لانحرافها بأن كل ما مضى عليها من ممارسات لا تعدو أن تكون إلا "حظا عاثرا أودى بحيوات هذه المغامرات الجنسية الغرامية فصنع فشلها". و هذا ما تدور حوله ثيَم معظم منجزات الأقلام الذكورية الليبرالية الفكر و المتواطئة مع أفكار النسوية اليسارية المتطرفة الجزائرية و العربية تقليدا للأدب الأجنبي. أي أن "هوية" الكتابة الجزائرية و المغاربية لهذا التيار لا تحمل الخصوصيات الحقيقية تميزها عن الآداب الأجنبية. وأنه في نهاية الستينات من القرن الماضي زُلزلت منظومة "الأدب الشرعي" و -بنات أفكاره الإصلاحية- و تفشّت الانحطاطية فاخترقته و -اقتحمته - و خَلُص المشهد إلى ما نحن عليه الآن: "كتابات الخطأ الرومانطيقي". الحداثيون الإباحيون يسمون ذلك بالإبداع ضمن إطار "المدرسة السّردية الجديدة"، و أنا أُسميه "ممارسة الكتابة ضمن أُطر ماخورية متجددة". و لأنّي أركز هنا في دراستي على عوامل هتك (الهوية) و جعلها شبه مسخ كَ "أن تستند المرويات و السرديات التراثية" مثلا على -مصداقية- "لالة ميرا"، معناه هي محاولة لجعل (اللاشرعي) مع تكثيف المرويات و السرديات -التلاعبية- ، التضليلية لتصبح مع التقادم الزمني (شرعيا) وجب الاعتراف به و احترامه بل علينا أن نتخذه مرجعية!. لنصل إلى المشهد الحالي "لا مصداقية الشرعي و مصداقية اللاشرعي"، هذا ما توصّلت اليه المدرسة الانحطاطية باستعمال "شهوة الحفر عن المسكوت عنه" لتوظيف " التلاعب به و التواطؤ عليه"، لخلط الأوراق "الهوياتية" و الزج ببعض الوقائع و الحقائق التراثية و التاريخية داخل قفص الاتهام و خصوصا "الشّك". ——- (...) -يُتبع ———— **تنبيه: هذا الجزء (الثاني) من المخطوط: لم يتمّ -تدقيقه لغويا بصفة نهائية. *© كل التعابير و المصطلحات الغريبة عن المعجم العربي الكلاسيكي هي مصطلحات خاصة بمعجم الكاتب الخاص(ل.خ)، يجب ذكر مصدرها أثناء استعمالها احتراما للملكية الفكرية. **-(ل.خ) (L.K)
*لخضر خلفاوي، أديب، مفكّر، مترجم، إعلامي و فنان تشكيلي (جزائري-فرنسي)
*Lakhdar Khelfaoui, écrivain, penseur, traducteur, journaliste et artiste peintre (Franco-algérien).
#لخضر_خلفاوي (هاشتاغ)
Lakhdar_Khelfaoui#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
*المُنجد الأخضر لهوية الجزائر العظمى: وليمة لأعشاب العُهر!(ج
...
-
*غارسيا المركيز و -شريف الفاتح الأفغاني*1-: Garcia Le Marque
...
-
الغدر: بين قُبل -يهوذا- و شهوة الخيانة الشيطانية (أبرز المحط
...
-
في-الأدب و اللاأدب-؛ أسرار، خيانات و حَيَوات..و -شريف الفاتح
...
-
من رواية *شيء من الحب وشياطين أخرى./ غابريال Gabo غارسيا مار
...
-
*حول الرواية الأسطورة: -Frankenstein فرانكنشتاين- للكاتبة-ما
...
-
*ملفّ بحثي:الحبّ، الخيانة الزوجية و العاطفية: المجتمعات و تح
...
-
* - القُبل- منها ما أحيا و من -الحبّ السّام- ما قَتل: عندما
...
-
-من مرويات فصول العودة من الشمال: -في وضع الطيران*..
-
*دراسات: الDark Romance/توظيف الحبّ في مرويات الأدب العالمي
...
-
* الحب: هل هو خدعة و توهّمات نفسية اعتقدنا بها أو هو محض اخت
...
-
*الحبّ حقائق و دراسات من منظور الفلسفة و البيولوجيا العصبية
...
-
*الحبّ من خلال حقائق و دراسات علمية (ج1)
-
*رجال ريّا و سكينة (سيرة سياسية و اجتماعية): من مرويات الرّا
...
-
كلّ القصّة و كل الفارق.. و ليس العليم كالحَليم!
-
الوحدة و ضغط الإخفاء: بين الاستثمار النفسي و الاستدمار الذات
...
-
-تيّار محاربة الفضيلة و إشاعة منحى كتابة الفواحش من خلال -خم
...
-
*من وجدانيات فلسفة الإفلاس المُطلق: -مُحاكاة الموت-
-
* الجرافيتي أذن الجدران الصامتة و لسان الأفكار المهمّشة/ كيف
...
-
-الدُّوكسا- Doxa الجنسية: عندما تنزل النساء إلى الشوارع؛لعبة
...
المزيد.....
-
يبلغ من العمر 100 عام ويصنع ألعابًا خشبية يدوية لعيد الميلاد
...
-
في السعودية.. محميتا شرعان ووادي نخلة بمحافظة العُلا ضمن موا
...
-
شبكة CNN تتحدث إلى رئيس وزراء السودان وسط جهود التوصل إلى وق
...
-
مصر.. فيديوهات لفتاة -مخلة بالآداب- في الإسكندرية والأمن يرد
...
-
ناقلة النفط التي تطاردها الولايات المتحدة | بي بي سي تقصي ال
...
-
متى ستنتهي الحياة على كوكبنا الأزرق؟ وكالة ناسا تجيب
-
البرلمان الجزائري يصوّت على مشروع قانون يجرّم الاستعمار الفر
...
-
بالخرائط والأرقام.. كيف يحول مشروع -القدس الكبرى- الضفة إلى
...
-
موقع أميركي: هل يخفي لبنان مئات الضباط السوريين ويساعدهم على
...
-
تصعيد بين واشنطن وكراكاس.. ناقلة نفط تعود وقانون فنزويلي يجر
...
المزيد.....
-
العقل العربي بين النهضة والردة قراءة ابستمولوجية في مأزق الو
...
/ حسام الدين فياض
-
قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف
...
/ محمد اسماعيل السراي
-
تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي
...
/ غازي الصوراني
-
من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية
/ غازي الصوراني
-
الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي
...
/ فارس كمال نظمي
-
الآثار العامة للبطالة
/ حيدر جواد السهلاني
-
سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي
/ محمود محمد رياض عبدالعال
-
-تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو
...
/ ياسين احمادون وفاطمة البكاري
-
المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة
/ حسنين آل دايخ
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
المزيد.....
|