أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لخضر خلفاوي - *ملفّ بحثي:الحبّ، الخيانة الزوجية و العاطفية: المجتمعات و تحدي -الفوضى الأخلاقية .(ج5)















المزيد.....



*ملفّ بحثي:الحبّ، الخيانة الزوجية و العاطفية: المجتمعات و تحدي -الفوضى الأخلاقية .(ج5)


لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)


الحوار المتمدن-العدد: 8479 - 2025 / 9 / 28 - 00:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


-ملفّ بحثي من إعداد و ترجمة: لخضر خلفاوي
—*) من أكبر و أشمل و أدقّ الملفات التي كتبت إلى يومنا هذا حول ظاهرة "الخيانة الزوجية و العاطفية في العالم.
**
-*عتبة:
"للرّد على الكمّ الهائل من الخيانات التي اغتالت قلبكَ مرارا؛ فإن طلقة أو إثنين من مسدّسٍ لا تكفي للردّ عليها؛ بل يلزمكَ رشاشا ممتلئا بذخيرة رصاص حيّ"-(ل.خلفاوي*1).
« Pour répondre aux nombreuses trahisons qui ont assassiner votre cœur à maintes reprises, une ou deux balles de pistolet ne suffisent pas. Il vous faut plutôt une mitraillette remplie de balles vives et réelles. » - (L. Khelfaoui *1)
**
“To respond to the many betrayals that have repeatedly murdered your heart, one´-or-two pistol bullets are not enough. Instead, you need a submachine gun filled with live ammunition.” (L. Khelfaoui*1)
-إنها فكرة خطرت لي و دوّنتها كقراءة للأشياء من حولي استفزّها رسم محفور على طاولتي أثناء جلوسي في مقهى قَصَي من المدينة؛ الرسم المحفور على سطح الطاولة الخشبي المهترئة مثّلَ فيها الرسّام المجهول قلباً مُصَوّب نحوه عن قرب شديد رشّاش.
“C est une idée qui m est venue et que j ai consignée comme une lecture de l’interactivité de mon environnement , suscitée par un dessin gravé sur ma table, alors que j étais assis dans un café loin de la ville. Ce dessin, gravé sur le bois usé de la table, représentait, par un dessinateur inconnu, un cœur pointé de très près par une mitrailleuse.”
**
“It was an idea that came to me and that I recorded as a reading of the interactivity of my environment, prompted by a drawing engraved on my table, while I was sitting in a café far from the city. This drawing, engraved on the worn wood of the table, represented, by an unknown designer, a heart pointed at very close by a machine gun.”

كنت وقتها أشتغل على ملف كبير و حساس دسم من حيث المعرفة و المعلومة و هي دراسات و بحوث علمية، سوسيولوجية و فلسفية غربية حول (الخيانة العاطفية و الزوجية).
في ملفّ الدراسات التي أُجريت من قبل مختصّين (غربيون) في البحث العلمي، علم الإجتماع و الدراسات السلوكية من خلال بحوث اعتمد بعضها على ورشات علمية استطلاعية و لكي أعطي بعدا لهذه البحوث و الدراسات و حقها في إثراء الرؤى و الاختلافات للنخب في مختلف الاختصاصات يتبع القسم الأخير من هذا الموضوع نظرة الأدب العالمي و الفلسفة، حيث تطرقت مثلا إلى رأي و الصوت الثاني لِ "غابريال غارسيا مركيز" حول "الخيانة العاطفية و الزوجية في رواية -وصفت غير مكتملة من قبل النّقّاد - نُشرت عشر سوات بعد موته عام 2014، أين انتشل ورثة المركيز هذا المخطوط و أتاحه إلى عالم النشر و التراجع من اللغة الأم للحائز على جائزة نوبل عام 1982 و ليكتشف المهتمون بكتابات "غارسيا" شخصية "آنا ماجدالينا باخ Anna Magdalena Bach" التي تحوّلت فيها هذه المثقفة بعد عشرة زوجية و حب نقي وفي دام ربع قرن إلى زوجة بطلة وقع أسر الفاحشة و الزنا من خلال "الخيانات الصيفية". و قد ترجمت بعضا من الأسطر لِرواية Nous nous verrons en août من روايات غابريال غارسيا (آخرها) Gabriel García Márquez الصادرة بعد عشرية من موته أو رحيله. (سنلتقي في أغسطس).
بالإضافة (في هذا الملف)، نقرأ الجدل الأخلاقي الكبير للظاهرة منذ قرنين في الفلسفة و الفلاسفة و صراع القيم و اللاقيم كلّ حسب توجهاته الفكرية ك: بيرتراند روسال Bertrand Russel، Sartre سارتر، Rousseau، دو بوفوار و غيرهم يتبع هذا الملف بأهم ما قيل عن الخيانة العاطفية/ الزوجية من قبل كتاب و أدباء غربيون بالأخص.
**
-يمكن أن يكون الدافع وراء الخيانة الزوجية بين النساء في الأربعينيات من العمر مجموعة متنوعة من الأسباب، بما في ذلك الشعور بالإهمال، والبحث عن الرضا الشخصي، أو بسبب الملل في العلاقة، أو الإحباط الجنسي. يمكن أن تكون هذه الفترة لحظة محورية ترتبط أحيانًا بأزمة منتصف العمر، عندما تسعى النساء إلى الشعور بالرغبة، وإيجاد إثارة جديدة، أو اختبار قدراتهن الإغوائية. العوامل المؤثرة على الخيانة الزوجية في الأربعينيات من العمر كَ1) عدم الرضا في العلاقة و يمكن أن يؤدي نقص التواصل أو الشعور بالإهمال إلى البحث في مكان آخر عما ينقص. 2) البحث عن الجديد: أي يمكن أن يؤدي الملل والرغبة في تجربة أشياء جديدة والخروج من الروتين إلى -الانحرافات- لإشباع نزعات و رغبات نفسية شجعتها ذرائع الخلافات و شكاوى الملل و الضجر . 3) عدم الرضا: و يحتمل أن تؤدي الحياة الشخصية أو المهنية الأقل إرضاءً إلى البحث عن التحقق أو المتعة خارج العلاقة. الحاجة الملحة إلى الشعور بالرغبة في سن الأربعين ..قد تشعر بعض النساء بالحاجة إلى طمأنة أنفسهن بشأن قدراتهن الإغوائية، والسعي لتأكيد رغبتهن حيث تدخل المرأة الباحثة عن الخيانة في مواجهة تحديات و صراعات شخصية داخلية لتحفيز إرادتها في الفعل المنشود. 4) الإحباط الجنسي: يمكن أن يؤدي عدم وجود شريك أو وجوده غير كافٍ لحجم حاجتها إلى الإحباط والبحث بكل وسيلة عن الرضا الجنسي خارج العلاقة الرسمية. 6) الانتقام أو رد الفعل: دون شكّ تكون الخيانة الزوجية أيضًا كردة فعل على موقفٍ يُختبر أو يفسّر كخيانة غير مباشرة أو خيانة مؤكدة، أو بسبب شعورٍ بالظلم، أو رغبةٍ في الانتقام بسبب خلاف ما ترى نفسها قد قُهرت فيه بسبب تغلب الرجل عليها. *الجانب النفسي: لا يمكن تجاهل أزمة منتصف العمر وهي فترةٌ عتَبية حساسة قد تشعر فيها بعض النساء بالحاجة إلى "صدمةٍ أو صعقة كهربائية" لاستعادة حيويتهن ونشاطهن. التنفيس: في معتقد من يلجأ بسهولة للخيانة الزوجية باستعمال مبررات غير متقبلة منطقيا و لا أخلاقيا، فَلدى هذه النماذج اعتقاد أن تغيير الشريك الشرعي بشركاء غير شرعيين سرّا له تأثيرٌ إيجابي على التوازن الداخلي الشخصي مع الرغبات الجسدية المُلِحّة، و تُعتبر الخيانة الزوجية كنوعٍ من التنفيس عن التوتر أو استعادة الذات. عادة ما تنتشر هكذا ممارسات في مجتمعات متحررة فكريا و صارت بالممارسة أكثر "نسوية" و أكثر "لائكية" أو علمانية أو ملحدة و محافظة أو ملتزمة شكلا وفق ما تقتضيه أُطر الثقافات الدينية أو المحافظة حسب الأعراف الموروثة. ينطبق هذا تماما على المجتمعات الناطقة بالعربية و المُفترض في دساتيرها أنّها تدين بالإسلام..
**
*الخيانة الزوجية و "ذروة الإغراءات" حسب العمر وفقًا للعلم:

لطالما كانت خيانة الرجل موضوعًا يكتسي لباس التابو ومع ذلك كشفت دراسة علمية عن سنّ محددة يكون فيها الرجال أكثر تقبّلها و رغبة في خيانة شريكاتهم. يثير هذا الاكتشاف تساؤلات حول العلاقات الزوجية و محدّدات الإخلاص على المدى الطويل. تُرى ماذا يكشف لنا هذا البحث عن سلوك الرجل؟

-لا شكّ أن الخيانة الزوجية ظاهرة معقدة تؤثر على العديد من العلاقات الزوجية. وقد ألقت دراسة حديثة أجرتها جامعة نيو هامبشاير l Université de New Hampshire ضوءًا جديدًا على هذا الموضوع الحساس. وكشفت أن العمر يلعب دورًا حاسمًا مفصليا في سلوك الرجال غير المخلصين، مع ذروة مفاجئة في سن ال 55. ويستحق هذا الاكتشاف، على الرغم من أنه يعود إلى أوائل عام 2023، مزيدًا من الاهتمام لفهم ديناميكيات العلاقة والتحديات التي تواجه الأزواج المعاصرين و التأثيرات الحداثية السلوكية بشكل أفضل.
-*مفارقة خيانة الرجل: عندما يكون النضج في قفص الاتهام:
الخيانة و ارتباطها بالنضج كان موضع تساؤل، خلافًا للاعتقاد الشائع، فإن خيانة الرجل ليست حكرًا على الشباب، حيث تكشف الدراسة عن مؤشّر مفاجئ، فكلما تقدم الرجال في السن زاد احتمال خيانتهم. ويثير هذا الاكتشاف تساؤلات حول مفهوم النضج في العلاقات العاطفية أو الرومانسية. ويؤكد استطلاع رأي أجرته شركة "إيبسوس" Ipsos هذه النتائج من خلال تقديم أرقام بليغة: حيث يعترف 38٪ من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا أنهم قاموا بإقامة علاقات تدخل في إطار الخيانة. و51٪ للفئة العمرية 35-49 عامًا. 66٪ لمن تجاوزوا الخمسين. هذه الإحصائيات مثيرة للاهتمام وتثير تساؤلات حول العوامل التي تدفع الرجال الأكبر سنًا إلى الخيانة الزوجية. هل يمكن أن يكون ذلك مرتبطًا بتساؤلات شخصية أو حاجة إلى التغيير و التجديد؟
*55: هل هو السن الحرج للخيانة الزوجية؟.
-تذهب دراسة جامعة نيو هامبشاير إلى أبعد من ذلك، حيث حددت سن 55 كمؤشّر مرجعي باعتباره السن الأكثر احتمالاً لخيانة الرجال لشريكاتهم. فتتزامن ذروة الخيانة الزوجية هذه مع ما يُسمى عادةً بـ"أزمة منتصف العمر"، وهي فترة من التساؤلات العميقة حول الهوية وخيارات الحياة الشخصية المختلفة. لهذا فقد طُرحت عدة فرضيات و نظريات لتفسير هذه الظاهرة منها:
-الحاجة إلى إثبات الذات للذات أنها لا تزال قادرة على الإثارة و الإغواء.
-إعادة النظر و التفكير في الحياة الزوجية بعد سنوات طويلة من الزواج.
-الخوف من الشيخوخة والرغبة في استعادة "شباب ثانٍ".
فمن الضروري ملاحظة أن هذه النتائج لا تعني أن جميع الرجال في سن 55 غير مخلصين أو ينوون ذلك. كل فرد وكل زوجين هما حالة فريدة.
**
*الخيانة الزوجية في فرنسا هي ظاهرة واسعة الانتشار.
-إنّ ظاهرة الخيانة الزوجية لا تستثني فرنسا، فقد كشفت دراسة أجرتها شركة يوجوف YouGov لصالح موقع غليدن المُشجع للخيانة الزوجية عن طريق المواعدة Gleeden: extra-conjugales / عن أرقام مهولة و مثيرة للقلق .
حيث توصّلت النتائج أن الفرنسيون الذين خانوا شريكهم بالفعل بلغت نسبتهم 42٪ / الرجال الخائنون يقلّ أو يساوي50 بالمئة.
تُسلّط هذه العيّنة من الدراسات و الإحصائيات الضوء على مدى انتشار هذه الظاهرة في المجتمع الفرنسي. ورغم تزايد تأثر النساء و انسياقهن وراء هذا السلوك، لا يزال الرجال يُشكّلون الأغلبية في سلوك الخيانة الزوجية حسب هذه الخلاصات. فمن الضروري الإشارة و إدراك أن الخيانة الزوجية ليست قدراً محتوما بسبب العمر أو الجنس لأنّ هناك عوامل عديدة و مختلفة تلعب دورًا في هذا، مثل التواصل بين الزوجين، والنمو الشخصي، وإدارة لحظات الأزمة.
*الوقاية من "الخيانة" الزوجية:
-فهي تحديات ووجهات نظر مختلفة للأزواج في مواجهة هذه المعضلة.. و من المنطقي أيضا التساؤل عن سبل الوقاية من "غول" الخيانة الزوجية،دون إهمال الرجال الذين يقتربون من سن الخمسين. هكذا تدابير من شأنها التقليل من الدوافع التي تشجع أحد الطرفين على تضليل الآخر و خيانته عن قصد:
-التواصل المفتوح بصراحة أهم شيء : إن تشجيع الحوار الدّارس حول التوقعات و مسببات شعور عدم الرضا بغرض الحفاظ على شعلة الحب متقدة يعد ضروريا.
-إعادة صياغة و دباجة الحياة الزوجية لتجنب الوقوع في الروتين.
-الدعم النفسي العلاجي، كاستشارة متخصص للتغلب على فترات الشك و التساؤلات العالقة التي تبحث عن أجوبة . فتجدر الإشارة في هذا الباب إلى أن الحب مثل الخيانة الزوجية، لا يتبع قواعد محددة مسبقًا، و لا يوجد "دليل ممارسة الحياة الزوجية بشكل صحّي" متوفّر في المكتبات. فكل علاقة فريدة من نوعها وتستحق اهتمامًا خاصًا. وتظل الثقة والاحترام المتبادلين من ركائز العلاقة الدائمة، بغض النظر عن أعمار الشريكين فالثقة هي استحقاق "سيناكْوَنُوني"=(ضروي) لمّا تنتفي أو تختفي "بهارات السلوك الخياني المتصف بها أحد الأطراف المؤسسين للمنظومة الزوجية.
-هذه الدراسة، التي تناولت شقّاً من باب الخيانة الزوجية و العاطفية و هي خيانة الرجال في سن الخامسة والخمسين تفتحُ آفاقًا جديدة لفهم العلاقات العاطفية. وتدعو إلى تأمل أوسع في التحديات التي تواجهها المؤسسة الزوجية مع مرور الوقت وتطور شخصية كل شريك.
-حسب تقرير بحثي لموقع فرونكوفوني: "علوم مستقبلية futura-sciences في ديسمبر 2024.
*لماذا نخون؟
-سواءٌ كانت الخيانة الزوجية -جسديا و عاطفيا- مقبولة أم مُستنكرة أم مُمتدحة حسب اختلاف الثاقافات و الأعراف المجتمعية ، فالذي كان شاذا و مذموما مذ قرون خلت أصبح عامّا اليوم، بل "الخيانة الجسدية و العاطفية" بين طرفين أصبحت الآن مصدر سعادةٍ و نماء و انتعاش مالي و اقتصادي لأصحاب الأعمال خصوصا الرقمية منها. كَ انتشار مواقع المواعدة -الخبيثة- المُخصصة للخيانة الزوجية، و الفيس بوك و إخوانه من تطبيقات "السوشيال ميديا" يتصدّر أدوات و وسائل ممارسة "العطاء اللامشروط" للتنفيس عن كل النزوات اللاأخلاقية، كذلك الفنادق التي تُقدم أسعارًا خاصة لساعات السعادة و -المتعة-السرية لمُريديها لإلحاق الضرر النفسي و المعنوي لشُركائهم المُعتّم عليهم بغفلة من أمرهم أو كانوا ضحايا الثقة التي منحوها لشركاء لا يستحقّونها. عصرنا شجع بواسئله التكنولوجية التقدّمية على ذبح و على انتكاس و على تأخر العفاف و احتفى بشكل مباشر أو غير مباشر بالخيانة الزوجية و بقوة!. عقلنا يتساءل رغم كل شيء: لماذا نخون؟
و هل جميعنا متساوون في الخيانة الزوجية؟ وهل يُمكننا الانسياق وراء الخيانة ونحن في حالة حب؟ ما هو رأي أهل الإختصاص و المُستطلَعون من خلال أسئلة الدراسات. فالخيانة الزوجية في ازدياد فمن الصعب إيجاد أرقام دقيقة وإجراء دراسات مُحددة حول الخيانة الزوجية. حيث خلصت إلى مَيلِ واضح لدى الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع إلى -الكذب المتكرر- وعدم الاعتراف بخياناتهم الزوجية، أو إيجاد مبررات أقبح مما اقترفوه!. و كما أشرت في مستهل الملف أنّ استطلاع رأي أجرته شركة "إبصوص Ipsos في نوفمبر 2010 لموقع "Gleeden" يكشف أن الخيانة الزوجية في فرنسا في تنامي و انتعاش مهول! -أولًا، تكشف الدراسة أن 37% من الفرنسيين المرتبطين بعلاقة زوجية كانوا أو يُحتمل أن يكونوا خائنين. بين النساء، اعترفن 30% بأنهن خُنّ شركائهنّ أو قد يخُنّهم مستقبلا، بينما بلغت النسبة بين الرجال 44%. تُرى ما هي الأسباب؟
-بالنسبة لِنسبة ذرائع البحث عن الحب أو الرغبة في شخص آخر وصلت إلى (49%)، في حين نسبة (الخونة) الذين تملّكهم هوس عيش تجربة مختلفة وصلت (27%) ، أمّا الأكثر عفافا من رهط الخونة العاطفيين بذريعة (أخذ استراحة من حياتهم الزوجية ) فإن نسبتهم في ممارسة الخيانة سجّلت (14%). أمّا فيما يتعلق بالشعور أو الميل إلى مسامحة شريكهم الخائن، فإن نسبة شخص واحد من كل اثنين تقريبا أي (58%) و يصرّحون على أنهم قادرون على المُسامحة. و وفق نفس الدراسات المرتكزة على مخابر الاستطلاع ثبُتَ أنّ الرجال هم أقل استياءً و أكثر تسامحاً؛ حيث صرّح حوالي 62% منهم إنهم يستطيعون المُسامحة و بإمكانهم تجاوز ذلك، مقارنة بـ 54% من النساء.
*الوسط المهني أو العمل، المكان المفضل للخيانة الزوجية:
-ترى الدراسة أنه على الرغم من تضاعف وسائل العثور على "حبيب" اليوم، فإنّ أن مكان العمل (ميدان المهن) لا يزال أفضل و أنسب مكان لتجريب و ممارسة الكذب العاطفي و الخيانة الزوجية بنسبة (29%) مقارنة بـ 21% حصة وسائل المواعدة -التواصل- التي ذكرتها سابقا. وبالتالي حسب رأي -الدارسين-فإن الخيانة الزوجية ليست مسألة تقدم تقني فحسب، بل تتابع و تطوّر سلبي طبيعي الحال لتطور* سلوكيات المجتمع (*ليس كلّ تقدم أو تطوّر أو انفتاح بالضرورةإيجابي!). خصوصا عندما نعلم أن الزواج كان في وقت من الأوقات قائمًا على أغراض أخرى غير الحب (تنظيم المجتمع ونقل الإرث، تفاديا للفوضى السلوكية و الأخلاقية)، فكانت المرأة تظهر بالضرورة إخلاصًا و وفاءً و ولاءًا مطلقًا؛ لأنها كانت كانت تحت طائلة أُطر ردعية و لا يجب عليها أن تخاطر بالعقاب أو النفي أو السجن أو حتى القتل!.
-أوروبيا و منذ قانون عام 1975، في فرنسا، أصبح الزوجان غير المخلصين متساويين أمام القانون ولم يعد الزنا يظهر كمظلمة أو كفاحشة ولم يعد سببًا قطعيا للإدانة أو للجزاء أو العقاب.
*رأي الدكتورة الطبيبة المختصة ، فيرجيني فيرارا Virginie Ferrara لمجلة (هي) ELLE.fr.
حيث تقول :" يمكن تعريف مفهوم الإخلاص بشكل مختلف اعتمادًا على كل فرد. أولاً وقبل كل شيء، هناك إخلاص لاحتياجات المرء ورغباته وإخلاص تجاه شريكه. يمكن للرجل أو المرأة اختيار الاستجابة لرغباتهم ودوافعهم وبالتالي البقاء مخلصين. ولكن اعتقد أنهم لا يمكنهم أيضًا الاستسلام للإغراءات وأن يكونوا مخلصين للشخص أمامهم احتراما للميثاق المعنوي الأخلاقي الذي يربطهما. برأيي، يمكننا أن نلاحظ لدى الرجال أكثر بكثير من النساء سهولة في التمييز و التفريق بين الإخلاص الجنسي والإخلاص العاطفي. لن يشعر الزوج بأي ذنب عندما ينظر إلى فتح من فتوحاته في مكان آخر، على عكس المرأة التي غالبًا ما تربط الجنس بالمشاعر. ELLE.fr. هما مختلفان تماما في نظرهما لثيمة الخيانة و ماهية -الرابط بين الحب الرومانسي ومفهوم الإخلاص-. فالحب الرومانسي والإخلاص عادةً ما يكونان متلازمين ويشكلان العنصر الأساسي للزوجين. فغالبًا ما ينطوي البحث عن الحب على البحث عن الرجل أو المرأة المثاليين في مخطط "أوديبيschéma œdipien. ". سيحاول الرجل أو المرأة، لا شعوريًا، العثور على شريك يتطابق جزئيًا مع صورة الأب أو الأم و قد يسبب هذا بعض المشاكل لاحقًا. و الأغرب من ذلك فقد يشعر بعض الأفراد في علاقة ما بأنهم يعيشون علاقة سفاح -أو زنا- محارم، وبالتالي يخلقون فجوة بين "الأم" (شريكتهم) و"العاهرة البغي" (عشيقتهم) ويصبحون غير مخلصين*ينطبق هذا على كلّ من الطرفين حسب المخطط الذي ذكرناه.
*حول الخيانة الزوجية مع شارلوط لو فان* CHARLOTTE LE VAN
-شارلوط لو فان هي دكتورة في علم الاجتماع تتابع تدخلها في هذه التساؤلات فتقول "يُنظر إلى الخيانة الزوجية اليوم في فرنسا بشكل سيئ للغاية رغم كل الإحصائيات. الفرنسيون أكثر تعنتًا بشأن الخيانة الزوجية مما كانوا عليه في الثمانينيات. في حين أن هناك ميلًا متزايدًا للتسامح مع المثلية الجنسية والدعارة وحتى الموت الرحيم، فإن الخيانة الزوجية هي المفهوم الوحيد الذي يتم استنكاره وإدانته بعنف أكبر مما كان عليه قبل بضع سنوات.. و عن سؤال شائك وليد عصر التحوّلات و الانحرافات (هل يمكن للفرد أن يكون في حالة حب وخيانة في نفس الوقت؟) تجيب الدكتورة بنَعم" من الممكن بالتأكيد أن يكون أحدهم في حالة حب وخيانة شريكه. و يمكن تحديد نوعين رئيسيين من الخيانة الزوجية: الخيانة الزوجية العلائقية، وهي الأكثر انتشارًا، والتي تتميز بالسعي وراء ما لا يجده المرء أو لم يعد يجده في علاقته مع شركاء آخرين. من ناحية أخرى، تُشير الخيانة الشخصية إلى الأفراد الذين يعانون من خيانة "مزمنة" أو "مبدئية". قد يكون الشخص الخائن "المزمن" واقعًا في الحب، لكن لديه علاقات عابرة لا مفر منها(فساد و ارتباك و لا استقرار نفسي خاص) . غالبًا ما يكون لدى هذا النوع من الخائنين سلوكيات إدمانية (مثل الكحول والتبغ)، ولا يستطيعون منع أنفسهم من خوض علاقات خارج إطار الزواج أثناء حبهم لشريكهم. يرى الشخص الخائن "المبدئي" نفسه شخصًا مُلذًا، مُقبلا على الحياة و على كل ما هو ممتع و لذيذ و يسعى باستمرار للاستمتاع بملذات الحياة. يُفضل الوفاء بمبادئه و معتقداته الشخصية التي تطبّع و جَبُلَ عليها على الوفاء للشخص الذي يُشاركه حياته. يمكن لشخصين خائنين "مبدئيًا" أن يعيشا معًا، ويشعرا بالسعادة والحب مع وجود شركاء جنسيين مختلفين حيث أصبح هذا النوع من العلاقات يصنّف أو ينعت ب(الارتباط الحر!). كما هو الحال بالنسبة لظاهرة "الأزواج المتبادلين" أو المُتحررين (في الأوساط التي يُقال عنها مثقفة أو علمانية) على سبيل المثال.
-و ترى شارلوط لو أنّهُ يُنظر إلى خيانة النساء بشكل أسوأ من خيانة الرجال. في الوعي الجماعي أو الجمعي، عندما تخون المرأة، فإنها تُشرك مشاعرها بالضرورة، وبالتالي تُعرّض علاقتها ومنزلها للخطر، مع أن هذا غير منصف تمامًا إذا وظفنا (ماهيات الأخلاق). خلال تجربتي قابلتُ نساء كانت حياتهن صعبة لغاية (الاعتداء الجنسي أو سوء المعاملة)، و قد خلصتُ و فهمت من تجاربي معهن أنهن يُفرّقن بسهولة بين الجنس والمشاعر. في حين لاحظت أنه يُمكنهن إقامة علاقات عابرة بكل سهولة لمجرد أن الفرصة سنحت لهن دون الوقوع في الحب(و الفرص كما تعلمون في وقتنا أكثر من متاحة) . مع ذلك و على ضوء هذا الفصام السلوكي المجتمعي فإن "هذا الاستنكار المجتمعي صار أكثر ترسّخا من ذي قبل، ولهذا السبب ذاته تشعر النساء -الخائنات- بالذنب أكثر من الرجال عند ارتكاب الزنا. حسب ما ورد في كتاب * "الأوجه الأربعة للخيانة الزوجية في فرنسا، دراسة اجتماعية"، دار بايوت « Les quatre visages de l’infidélité en France, une enquête sociologique », éd. Payot.
-حسب ما نقلته و حررته لورانس رياتو Laurence Riatto في مجلة ( elle.fr).

*الخيانة الزوجية: فرنسا من بين الدول الأكثر تضررًا.
-كشفت دراسة نُشرت يوم الجمعة 11 أبريل 2025 عن الدول الأكثر خيانةً، وفرنسا رُصِدت من بين أكثر الدول ممارسة للخيانة الزوجية إذا تنتزع المرتبة الخامسة. ووفقًا لدراسة أجراها مركز أبحاث بيدبيبل Bedbdible Research Center ونُشرت يوم الجمعة 11 أبريل 2025، تُعد تايلاند الدولة التي نجد فيها أكثر الناس خيانةً، بنسبة 51%: أكثر من شخص واحد من كل اثنين بالغين قام بخيانة و تضليل شريكه بالفعل عاطفيا و جسديا، وفقًا لما كشفه موقع ماجيك مامان (أمّ ساحرة) MagicMaman. . إذ يُعزّي هذا الرقم تحديدًا إلى ظاهرة (الدّياثة و تلاشي الطهر النفسي الضميري) و هي استفحال التسامح الثقافي تجاه العلاقات الموازية (المصطلح المحلي) "ميا نْوا Mia Noi" يعني "الزوجة الصغيرة") والوجود القوي لصناعة الجنس و عوالمه في البلاد، وفقًا لمجلة لو جورنال دي فام (جريدة النساء) Le Journal des Femmes. . كما أن هناك دول أخرى لديها معدلات عالية من الخيانة الزوجية وفقًا لهذه الدراسة نفسها ومصادر أخرى: * الدنمارك: 46٪ * ألمانيا: 45٪ * إيطاليا: 45٪ * فرنسا: 43٪ * النرويج وفنلندا: أكثر من 40٪ * إسبانيا وبلجيكا والمملكة المتحدة: ما بين 36٪ و 40٪ .
-و تعد فرنسا على سبيل المثال، المُحتلة المرتبة الأولى بانتظام بين الدول الأكثر خيانة، مع تطبيع متزايد للعلاقات الحميمة خارج نطاق الزواج على مر العقود، وفقًا لإحصاء "إفبوب Ifop لعام 2014. و تشمل الأسباب المقدمة لهذه المعدلات المرتفعة انعدام الأمن الاقتصادي والتسامح الثقافي المتطرّف والملل ونقص الحب بمعانيه القديمة الكلاسيكية أو حتى تحت ذرائع البحث عن الجديد و تكسير الملل و الرتابة العاطفية.*
-للإشارة المرجعية (* شملت دراسة مركز أبحاث Bedbdible أكثر من 23000 شخص في حوالي 30 دولة وأجريت على مدى 60 عامًا لاكتشاف الدول الأكثر انتشارًا في الخيانة الزوجية.) -حسب مجلة و موقع "الاتحاد) الفرونكوفوني. l-union-.fr
**
*المرحلة العمرية التي تستيقظ فيها الخيانة لدى النساء أكثر من غيرها.
- عن مجلة جازيتا إكسبريس بتاريخ 24/08/2022 نشرت دراسة حول النقطة الحساسة في علاقة الزواج التي تكون فيها المرأة أكثر عرضة للوقوع في أحضان شخص آخر. لقد درس العلم من وجهات نظريات مختلفة ظاهرة خيانة النساء وأسبابها التي عرّجنا عن أهمها في هذا الملف الخاص . و وفقًا لدراسة أجراها موقع فيكتوريا ميلان Victoria Milan المتخصص في العلاقات اللامشروعة خارج نطاق الزواج، هناك عمر تكون فيه النساء أكثر عرضة و استعدادا للخيانة لأزواجهن. لا تعتقدوا أن الأمر متعلق بالمرأة العشرينية أو منحصر عليها. فنحن نتحدث عن النساء اللائي وصلن عتبة ال 37 سنة .وفقًا لنتائجهن، يبلغ متوسط عمر النساء الخائنات في جميع أنحاء العالم 36.6 عامًا، أي بعد 7 سنوات بالضبط من الزواج، مع العلم أن متوسط سن الزواج المعتمد عالميا حسب آخر الإحصائيات هو 29 عامًا. يشرح سيغورد فيدالSigurd Vedal ، مؤسس "فيكتوريا ميلان"، أن سبب اعتقاده بأن النساء المتزوجات يخونن أزواجهن ربما لأن هؤلاء الرجال الشركاء الذين -وقع عليهم قول و فعل الخيانة- لا يمنحونهن الاهتمام المُستحقّ والاحترام الذي يتمنّيْنَهُ. ربما قد لا يزَلْنَ على شيء من حبّ أزواجهنّ ، لكن لديهنّ بعض الغرور و اللؤم و الجشع في هذه العلاقة الرسمية من خلال مؤسسة و منظومة الزواج... فمهما كانت الأسباب، فإن "الخيانة الزوجية" بالنسبة ل(النساء الخائنات و نظرتهنّ) تساعدهنّ على استعادة حيويتهن، وجاذبيتهن، وشغفهن الجسدي الذي افتقدنه -مع عِرسان الغفلة-، أي أزواجهنّ. هكذا ظاهرة قديمة جديدة تتماشى مع التطورات و التحوّلات هي تصبّ في الرغبات و النزوات و الاحتياجات التي صارت عالمية، والمتعة الجنسية أصبح الشيء المشترك بين ملياراتنا الآدمية؛ على الرغم من اختلافاتنا الثقافية و العرقية و الدينية و المعتقدية بشكل عام،" فيوضح البروفيسور Vedal فيدال:"أيها الرجال، إذا كنتم ترغبون في الحفاظ على نسائكم في السرير لكم و لوحدكم فقط دون شريك سرّي مجهول الهويّة، -فمتّعوهنّ قليلا- و امنحوهنّ الكثير من الاهتمام، وخاصة في -عيد ميلادهنّ السابع والثلاثين-!".
**
*ماري كارمن غارسيا* كاتبة :"الحب اللاشرعي السري. علم اجتماع العلاقات المُستدامة خارج نطاق الزواج" قراءة انطباعية ل سيسيل تومي Cécile Thomé .
Amours clandestines. Sociologie de l’extraconjugalité durable

- "الخيانة الزوجية " في فرنسا مثلا دُرست بالفعل في العديد من الدراسات و البحوث، إلا أن هذا لم يكن الحال بشكل أعمق بالنسبة لانفجار ظاهرة. العلاقات اللامشروعة-المُستدامة-سرّا خارج نطاق الزواج : نعم هذا هو موضوع اهتمام بكل تميز للباحثة ماري كارمن غارسيا Marie-Carmen Garcia* ، التي ركّزت بشكل أكثر تحديدًا في هذا العمل على "تطور علاقة حميمة دائمة ومكثفة، بما في ذلك العلاقات الجسدية الجنسية (...)، دون علم الشريك الرسمي، و في إطار اتحادات مستقرة بين الجنسين قائمة على شرط الحصرية الرومانسية" (ص 71). فيمكن أن تنشأ هذه العلاقات -خارج نطاق الزواج- لتفادي مصطلح الإدانة (يسمح لنا هكذا مصطلح حداثي بتجنب الدلالة الأخلاقية لـ "الخيانة الزوجية") مع أشخاص مرتبطين أيضًا، أو مع أشخاص غير متزوجين (الحالة الأخيرة تتعلق بالرجال المتزوجين، الذين يترددون بالتالي على النساء غير المتزوجات). تُسلط المقدمة والفصل الأول الضوء على خصوصية هذه "الأزمة أو الظاهرة الاجتماعية". أولاً، لخصوصيتها الأكاديمية، كونها موضوعاً ذا شرعية محدودة، غالباً ما يتطلب إخفاؤه تحت عناوين أكثر شيوعاً، مثل الزواج، والعلاقات الاجتماعية الثانوية، أو حتى العلاقات بين الرجال والنساء. ثمة خصوصية تاريخية واجتماعية أبرزتها الكاتبة جيداً و هي : "...إن التفكير في العلاقات خارج إطار الزواج الدائمة يتطلب التشكيك في القاعدة التي تتجاوزها-خلط أوراق القيم و أطرها مثلا-، وهي قاعدة مبنية على أسس موضوعية، تُعرّف "الإخلاص" / الوفاء/ العفاف( وليس مجرد علاقة جنسية) بأنه التزام، وتُعرّف الزوجين والأسرة على أنهما "مكان و منطلق للتطور الشخصي والعاطفي للأفراد" (ص 34). وترتكز الكاتبة في حجتها على تحليل جندري للعلاقات خارج إطار الزواج، وتعود أيضاً إلى قاعدة "المساواة في الاختلاف" (أي المساواة في الحقوق ولكن في مكانة مختلفة في المجتمع) السائدة اليوم بين الأزواج من جنسين مختلفين، والتي، وفقاً لها، تُسهم العلاقات خارج إطار الزواج في زعزعة أو نسف الاستقرار؛ /هذا تحصيل حاصل للتعدّي على القواعد القيمية/. يستند هذا البحث إلى أنواع مختلفة من البيانات. ففي البداية إلى ثلاث وعشرين قصة حياة (أربع عشرة امرأة وتسعة رجال، تتراوح أعمارهم بين 42 و90 عامًا) ومراسلات هاتفية أو بريد إلكتروني مع أشخاص من فئات متوسطة أو عليا يقيمون أو أقاموا علاقات خارج إطار الزواج. تم اختيار المشاركين عبر شبكة المؤلف أو عبر المدونات، وتم تحليل ست مدونات حول هذا الموضوع (حوالي 300 منشور). وأخيرًا، تم تحليل الشهادات المنشورة على مدار عام كامل على موقع "متزوج (ة)/ أو مرتبط(ة) ولكن متاح(ة)". « Marié mais disponible » / أي الارتباطات الرسمية مع خاصية حرية سلوكية تصرّفية/.
وقد تم تلخيص هذه القصص المختلفة في جميع فصول الكتاب، مما يجعله ممتعًا للغاية للقراءة، للإشارة فقد أُعيد إنتاج ثلاث منها بشكل أكثر تفصيلًا في الملحق، على شكل "رحلات". كما تُشدد ماري كارمن غارسيا على صعوبة هذه الدراسة البحثية في أغوار أنفس(الخائنون المرتبطون!)، إذ يتطلب بناء علاقات ثقة عميقة مع هكذا حالات ، لتفادي التشكيك في "حياد" الباحث الدّارس لهكذا ثيمة حسّاسة للغاية!.
**
بتعميق التحليل من وجهة نظر الرجال، تعود ماري كارمن غارسيا إلى "المعايير الجنسية المزدوجة للبرجوازية في القرن التاسع عشر"، والتي أرسى التمييز بين الزوجات والعشيقات، وبين النساء المحترمات وغيرهن. وتُظهر أن هذه المعايير موجودة بشكل منتشر في المجتمع، مُوجهةً تصورات كلٍّ من الرجال (الذين يتوقعون توافرًا جنسيًا معينًا من عشيقاتهم) والنساء ككل . وهكذا، تأمل العشيقات أن يُنظر إليهن في المقام الأول كنساء عاشقات، لا كشريكات جنسيات؛ ويتجلى ذلك، على سبيل المثال، من خلال طلب العشاء معًا، أو الذهاب إلى السينما، إلخ. وتُؤكد الكاتبة أن فكرة "شبه الزوج" "و شبه الزوجة"، أو التي تنطبق على غالبية العشيقات العازبات، اللاتي ليس لديهن شركاء طويلي الأمد سوى الرجل العازب مذ زمن أو المتزوج الذي يواعدنه، في البحث لاحظنا أنه لا وجود لحالات لدى الرجال العزاب القلائل في العينة الذين يواعدون نساءً متزوجات. ثم تنتقل ماري كارمن غارسيا إلى مسألة موافقة المرأة، مؤكدةً أن الرجال عادةً ما يكونون واضحين منذ البداية بأنهم لن يتركوا زوجاتهم، وهو ما لا يمنع "العشيقات" من مواصلة الأمل. كما تُبيّن أن رغبة الرجل في حصر العشيقات في نطاق جنسي (مثلاً، بتقييد بشكل ما - أو حتى منع - التعبير عن المشاعر)؛ فهذا شكل من أشكال إخضاع شريكاته، و بطبيعة الحال يحاولن أحياناً التحرر منه بممارسة الجنس و تعددّ علاقات حميمية مع رجل آخر. إن التحدي الذي يُمثله وضعهم في "المعايير المزدوجة" بالنسبة للنساء غالباً ما لا يُدركه الرجال على هذا النحو، إذ يعتقدون أن عشيقاتهم يتمتعن بنوع من الحرية و يُحسدن عليها، على عكس زوجاتهم. وهكذا، و لهذه الأسباب و الصراعات و من هذه المنطلقات -الذرائعية التبريرية- الشخصية النفسية تُنشئ النساء "المنحرفات عن الإطار- "حدائق سرية"، بين المعاناة والرضا"، بينما في رأيي "يمسك دائما الرجال بمفاتيح الحدائق التي يُحددون محيطها، وإمكانيات التحول، والأهم من ذلك، أنها تُغلق أبوابها أمام الآراء الخارجية" (ص 142) - و حتى وإن وُجدت حالات من انفصال النساء بعد هذا التركيز و الهوس على الرجال، يُركز علم الاجتماع في الفصل الرابع على النساء، وتحديدًا العشيقات. إذْ يُبيّن أنهن إذا انفصلن أحيانًا رغبةً في "التخلص من السموم!"، فإن العودة إلى علاقة ما تُجرى تحت ذريعة "حبٍّ مجنون" يُتيح لهن إعادة رسم معالم أنوثة مشروعة تتوافق مع الأعراف الاجتماعية. يتمحور هذا الفصل حول فكرة "أن إقامة علاقة دائمة خارج إطار الزواج تحدث للنساء على حساب المساواة بين الزوجين". ووفقًا لماري كارمن غارسيا، توجد حاليًا "أوامر بالمساواة" داخل الزوجين، لكنها، و مع ذلك تتجنب العلاقات خارج إطار الزواج؛ و هذه، التي تُركّز على الأبعاد العاطفية والجنسية ستكون حتما بطبيعتها مقاومة لهذه الأوامر لأن "عدم التكافؤ في الحب أمرٌ مُسلّم به"، -يُفضي إلى ......-( ص 166)؛ (...مع ذلك، فمن المؤسف أنه لا يوجد ما يدعم أو يُوضّح هذه الملاحظة). لذك، ستكون النساء في العلاقات اللامشروعة خارج -إطار- الزواج أكثر من العلاقات الزوجية.. و تضيف :(الخاسر الأكبر من هذا التفاوت القائم على فكرة نموذج ثنائي "إباحي" يشير إلى جنسية "فردية" ففي الواقع، النساء هنّ أكثر ميلاً و استعدادا من الرجال لتقديم "تضحيات" لتحقيق هدفهن و رغباتهن الخاصةفي نهاية المطاف كَ: علاقة رسمية تُمكّنهن من التمتع بمكانة و صفة مجتمعية أعلى. علاوة على ذلك، نشير في الحالات التي تكون فيها النساء متورطات في علاقات خارج إطار الزواج، قد يصعب عليهن الحفاظ على تنويع الاستثمارات العاطفية والجنسية مقارنةً بالرجال، مما يؤدي غالباً إلى الانفصال عن أزواجهن للحفاظ على الثبات/ و التوازن الفردي الذي سوّقه لهن عصرنا الحديث.
*حول كتاب ماري كارمن غارسيا، "سرّية علاقات حب غير شرعية: علم اجتماع العلاقات اللاشرعية المستدامة و السرّية خارج إطار الزواج" ، ليون، منشورات جامعية ليون، سلسلة "الجنسانيات"، إصدار 2016، ص 280.
*Amours clandestines. Sociologie de l extraconjugalité durable, Lyon, Presses universitaires de Lyon, coll. « Sexualités », 2016, 280 p.
**
-وفقًا للتقرير المنشور في 27 سبتمبر 2024 / مجلة (ça m’intéresse): ما هي المهن العشر الأكثر ممارسة لسلوك الخيانة الزوجية/ العاطفية؟ كتب من قبل كوفي سارج نْغَسّان Koffi Serge N Guessan ، محرر متخصص.
-يقول البحث التقريري وفقًا: لموقع HR -dir-ector، الذي يستخدم إحصائيات من هذه الدراسة البريطانية التي أجراها RANT Casino، يمكننا أن نقرأ أنه في أعلى التصنيفات، فإن العاملين في التدريس والمبيعات والرعاية الصحية هم البيئات التي يكون من الأسهل فيها خيانة الشريك. هذه قائمة لِ 10 مهن تُعدّ أرضية خصبة للخيانة الزوجية: المبيعات (14.5٪) يحتل هذا القطاع المرتبة الأولى في الترتيب. من بين عدد الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع، اعترف 239 مندوب مبيعات أنهم خانوا شريكهم. فمن المهم معرفة أن هذا القطاع يتميز بالضغط المستمر لتحقيق الأهداف والتفاعلات الاجتماعية المتكررة وفرص التواصل. وبالتالي، خلق بيئة يمكن أن تزدهر فيها العلاقات خارج الإلتزامات الشرعية الأخلاقية. غالبًا ما يقضي متخصصو المبيعات وقتًا خارج المكتب في الاجتماعات أو الفعاليات، مما يزيد من فرص العلاقات الشخصية. التدريس (13.7٪): يبدو أنّ مجال التدريس (التعليم بكل أطواره) أقل بقليل من الأول، ويبدو أكثر تحفظًا، ولكنه يحتل المرتبة الثانية في التصنيف وفقًا لهذه الدراسة. فلقد اعترف 226 شخصًا بإقامة علاقات خارج الإطار الشرعي لعلاقته. علماً أنه يقضي المعلمون وغيرهم من المدرسين ساعات طويلة معًا في بيئة حوارية حميمة. هكذا ظروف مهنية من شأنها أن تعزّز الروابط العاطفية و المشاعر العميقة في ظل ضغوط الحياة و مسؤوليات الحياة الزوجية مثلا. فمشاركة متكررة للتحديات والنجاحات اليومية تُهيئ بيئة خصبة لعلاقات تتجاوز أحيانًا الحدود المهنية.
-الخائنون العاملون في مجال الرعاية الصحية وصلت نسبتهم إلى (12.5%) في فرنسا مثلا ، و يتعرض هذا القطاع لانتقادات شديدة، ولا يزال حتى اليوم من أكثر البيئات المعروفة التي "نجد" فيها أكثر الأشخاص خيانة!. فعلى أي حال، تؤكد هذه الدراسة الإنجليزية أن هذا القطاع في المملكة المتحدة يحتل المرتبة الثالثة، حيث اعترف 205 أشخاص بالخيانة. في الواقع.. العاملون في مجال الرعاية الصحية بمن فيهم الأطباء و الطواقم التمريضية، -الأسباب الذرائعية- أنهم دائما تحت ضغط شديد خاصة في حالات الطوارئ، وغالبًا ما تكون ساعات عملهم غير منتظمة، الليلية خاصة. يمكن أن تؤدي الحاجة إلى الدعم العاطفي التحفيزي والوقت الذي يقضونه معًا خلال نوبات العمل الليلية إلى علاقات حميمة. -النقل والخدمات اللوجستية (9.8%) يحتل قطاع النقل المرتبة الرابعة، على الرغم من الانتقادات الكثيرة التي تُثقل كاهله في فرنسا. جيراننا الإنجليز كشف مثلا 161 شخصًا عن علاقاتهم خارج نطاق الزواج. من المهم معرفة أن العاملين في مجال النقل والخدمات اللوجستية، مثل الطيارين أو سائقي الشاحنات، غالبًا ما يكونون بعيدين عن منازلهم لفترات زمنية طويلة. قد يؤدي هذا البعد عن الشركاء الدائمين أحيانًا إلى الخيانة الزوجية مع الزملاء أو المعارف الذين يلتقون بهم في الطريق.
**
*مهن الضيافة وإدارة الفعاليات بنسبة (7.7%) حيث يحتل هذا القطاع المرتبة الخامسة في الترتيب، إذ أبلغ 126 شخصًا عن علاقات خارج نطاق الزواج. في الواقع، ربما يعود ذلك إلى زيادة توفر لدى صنَّاع الضيافة، ساعات عملهم غير منتظمة وبيئاتهم الاحتفالية مختلفة و غير قارة في كثير من الأحيان، فتخلق العديد من الفرص للقاءات رومانسية، جسدية سرية بين الزملاء.
-الهندسة والتصنيع التي تملك نسبة (6.6%) من الخيانة العاطفية و الجسدية للشركاء ، و كان يُعتقد أو يبدو أنّ هذا القطاع للبعض متحفظًا ولا ينبغي ذكره، إلا أنه لا يزال يحتل المرتبة السادسة. فلقد أفاد 109 شخصاً أنهم خانوا شريكهم بكل وضوح. يمكن أن تتطور الرفقة المستديمة والتعاون الضروري في بعض الأحيان إلى تقارب شخصي أعمق.
** العقارات والبناء حيث وصلت نسبتها إلى (5.5%) و يشمل هذا القطاع الذي يحتل المركز السابع، وكالات العقارات بالإضافة إلى قطاعات العقارات الفرعية والبناء الأخرى. و اعترف 90 موظفًا في هذا المجال بوجود علاقات خارج نطاق الزواج. للإشارة فإن هذا الوسط المهني غالبًا ما ينطوي على مشاريع طويلة الأجل وتعاون وثيق بين الزملاء، مما يمكن أن يسهل العلاقات الرومانسية و يجعلها سلسة و متاحة بما يتجاوز العلاقات المهنية البحتة.
-أمّا المحاسبة، والخدمات المصرفية، والمالية حصلت على نسبة (5.4%) من ضلوعها المباشر في الخيانة العاطفية.. و يحصل بالتالي على المرتبة الثامنة المنتمون إلى قطاع الخدمات المصرفية والمحاسبة والمالية. و يعترف 88 منهم بقولهم أنّهم ارتكبوا هذا الفعل دون تردد و لا تضييع الفرصة الأولى. و يفترض أنّ في هذا القطاع معاناة منتسبيه من آليات الضغط لتحقيق النجاح والقدرة التنافسية و منه يدفع بعضهم إلى البحث عن الراحة أو الإثارة مع زملائهم، وخاصة خلال ساعات العمل الإضافية الطويلة أو رحلات العمل.
**
-قطاع تكنولوجيا المعلومات الذي تصل نسبته إلى (4.6%) يتسم هذا القطاع بالحذر والتحفظ، وأحيانًا بالبعد عن التواصل الحقيقي مع الآخرين، فيحتلّ إذن المرتبة التاسعة من حيث تجارب الخيانة العاطفية و الجسدية لشركائهم. ولهذا الغرض، يعترف 76 شخصًا أنهم مارسوا الرومانسية و الجنس في عملهم خانوا بذلك شركاءهم بكل تأكيد على الرغم أنه كقطاع مميز معروف بأقل تفاعلية اجتماعية، لكنه يجدر الذكر أن تكنولوجيا المعلومات و البرمجيات غالبًا ما تتطلب مشاريع جماعية وساعات طويلة غير محدودة أمام الكمبيوتر. مما قد يخلق روابط قوية بين الزملاء -الشركاء في نفس الهمّ المهني- على حساب العلاقات القائمة الشرعية.
*الشائعات التي تُحكى في الواقع تفنّدها الدراسات و الإحصائيات حيث تحصلت القوات المسلحة/ الجيش/العسكر/الأمن على نسبة (4.0%) في بعض دول العالم، و لكنه يحتل هذا القطاع المرتبة الأولى في الدول المجاورة لنا(أوروبيا) ، إذ يحتل هذا القطاع نصيبه من الغدر و الخيانة العاطفية للشريك الآخر المركز العاشر فقط؛ حيث اعترف 65 شخصًا بإقامة علاقات حميمة خارج تلك التي تربطهم بشريك حياتهم.
-هكذا أمور من ترتيب خدع و مطبات الواقع الصعب أمام ضعف ضحاياه و هشاشتهم النفسية و القيمية ، حيث يمكن أن تؤدي فترات الانفصال و التباعد الطويلة والمهام البعيدة والضغط الكامن في هذه المهن إلى
"الخيانة العاطفية و الخيانة الجسدية في حقّ شريك تربطنا به علاقة التزام!.

**
*عربياً: الخيانة، الكذب و الشّك في تناغم مستمرّ!..
-الخيانة العاطفية أو الجسدية كما أراها أنا هي "كذبة فظيعة أخطبوتية تحمل نصالا حادة كاسرة و جارحة في ذات الوقت تُسلَّط على المغدور به عبثا !".
-حسب تقرير في جويلية 2024 نشر على موقع "الجزيرة.نت" Aljazeera.net الذي حاول رصد أسباب الطلاق في السنوات الخمس الأولى من الزواج في العالم العربي
-التقرير هو خلاصة جهد لمعهد "الدوحة للأسرة" التابع لمؤسسة قطر للتربية و العلوم و تنمية المجتمع و تم من خلال رصد و تقييم استطلاعي حول "العلاقات الزوجية خلال الخماسية الأولى من عمر الحياة الزوجية .. و جاء هذا العمل تعاونا مع جامعة الدول العربية..
حيث صرّحت المسؤولة التنفيذية لمعهد الدوحة للأسرة الدكتورة "شريفة العمادي"...( أنه "كان لزاما علينا أن نؤسس لفهم علمي ودقيق للعلاقات الزوجية، خاصة ما يحدث في السنوات الأولى و يفضي إلى الانفصال أو الطلاق والتفكك الأسري المبكر لمؤسسة من خلال فشل الزواج...)
ليخلص هذا التقرير إلى وضع النقاط على حروف أسباب الطلاق منها:
* الخيانة.
* عدم مقدرة الزوج على تأمين مستلزمات الأسرة.
* اختلاف أسلوب الزوجين في تربية الأبناء.
* عدم الاحترام المتبادل.
* عدم التفاهم، والتشبث بالرأي والعناد/(صراع النّدّية).
* عدم تفهّم كل من الشريكين شخصية الآخر.
* عدم التوافق الجنسي، مما يعني عدم الإشباع وفتور العلاقات الجنسية.
* عدم التكافؤ التعليمي والثقافي.
* الغياب المتكرر (أو الطويل)عن المنزل.
* تفشّي "الأفكار النسوية" ورغبة المرأة في الحرية والاستقلالية أكثر.
* العصبية والغضب السريع والمشاحنات وضعف لغة الحوار أو انعدامها بالمرة.
بالإضافة إلى أسباب أخرى -التي رصدها التقرير- بنسب مختلفة حسب ما ورد في المصدر. ففيما يتعلق بتدخل الأقرباء كالأهل مثلا في حياة الزوجين بلغت نسبة لا يستهان بها "في الوقت الذي اعتبر آخرون أن تدخّل الأهل يكون بدافع الفضول، وذلك بنسبة بلغت 21%."
الذي لفت انتباهي في هذا التقرير أنه خلصَ إلى سبب من الأسباب التي تفتك بالعلاقة الزوجية و يتأزم الوضع بشكل كارثي هو أن (الكذب)، أو (التضليل) يترأس التصرفات غير اللائقة مصدرها أحد الطرفين تجاه الآخر حيث وصلت أو بلغت نسبة "الكذب" 32%، بعدها تتبعها نسبة "التجاهل" المقدّرة ب 18.7%.
يضيف التقرير أن "الشك" في وجود علاقات أخرى سرّية للشريك قدّرت بنسبة 22%.
**
*دور الورشات "الفلسفية" لفهم الخيانة العاطفية و الجسدية للشريك/
*(هل "الفيلسوف" مضلل للغاية):
-يكتب كلود حبيب، و يستند إلى آراء و وجهات نظر استقاها مارتن ليغروس ونُشرت في 9 يوليو 2012 على منصّة "مجلة الفلسفة".philosophie magazine / تُرى من على حق؟ روسو، الذي قدّسَ وعد الإخلاص للمُحبّ تزامناً مع مضاعفة التجارب الرومانسية الفاشلة؟ أم المنطقي بيرتراند روسال Bertrand Russell الذي لُقّب بِبطل العلاقات خارج نطاق الزواج، و الذي دافع عن فكرة التمييز الواضح بين الحياة الأسرية والحياة الأيروسية و الجنسية؟
فيكشف كلود حبيب هنا في دراسته المُقارنَاتية عن خبايا معضلة أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى. فهل من الممكن إيجاد حل للرغبة المستنزفة في علاقة عاطفية جادة أو تحديدا العلاقة الغليظة التي تشكّل الرابطة الزوجية؟ كيف يمكن للمرء، بمجرد تأسيس أسرة، الحفاظ على حياة جنسية مكثفة دون تهديد المنزل و الإساءة إلى تعليم و تربية الأطفال؟ ففي ثلاثينيات القرن العشرين، اقترح مفاجئا الفيلسوف برتراند روسال حسب نظريته "حلاً" عقلانيًا لمشكلة الزوجين. و نُشرت مقالته "الزواج والأخلاق" عام 1929، مما أدى إلى محاكمته بسبب الصدمة التي أحدثها في الوسط المحافظ للمجتمع . و اتُهم "روسال" بأنه "فاسق، فاجر، شهواني، عربيد، سام، مهووس جنسيًا، ومثير للفواحش المبنية على الشهوة"، تسبّبت مُجازفته في طرح نظريته طرده من كلية مدينة نيويورك. ومع ذلك يبدو أنّ نظريته و مقترحاته لا تزال تستحقّ إعادة النظر فيها و إلى دراسة دراسة متأنية على ضوء مرحلتنا و التحوّلات التي نشهدها في كل شيء. فَبصفته أيضاً متخصصًا في الرياضيات والمنطق، اقترح راسل ترتيب الأمور، وفصل ما حاولت الرومانسية جاهدة إلى التوفيق بينهما: (الزوجين والإيروسية). بالنسبة لروسال، كما هو الحال بالنسبة John Locke جون لوكْ، فإن غاية الزوجين أساساً تكمن في تربية الأطفال حيث كتب: "الزواج رابطة يُقصد بها أن تدوم ما دام الأطفال يُعتبرون صغارا أو قُصّّراً" .. فبالطبع، في حالة الخلافات و الانسدادات ، يكون الطلاق دائمًا ممكنًا كإنهاء الخلاف. لكن هذا سيكون على واجبات الوالدين تجاه الأبناء مثلا. في حين أنه من الممكن تمامًا الحفاظ على هذه الواجبات بمنح كل منهما الآخر -حرية ارتكاب الزنا-، فإن إدانة روسال للطلاق تصاحبها بالتالي دفاع قوي و شرس عن الخيانة العاطفية و الجسدية خارج نطاق الالتزام كالزواج مثلا. و حسبه فإنّ هكذا تسوية؛ تكمن حداثتها العظيمة في أنها متبادلة! :
-و هكذا تصبح النساء غير مستبعدات أو مهمّشات في هذه المعادلة. طبعا هذا لا ينجح إلا بطرد الغيرة. حسب المثير للجدل الأخلاقي و في النظام الذي اقترحه و أنصح به، (يُعفى الزوجان من أيّ التزام يتعلّقُ بالإخلاص العاطفي و الجسدي للشريك، لكن عليهما -يشدّد روسال في نصحه- وجوب التخلّي و التغلب على الغيرة".
-يختلف عهد (عقد) روسال عن عقد "الليبرتيين -الأحرار جنسيا"، و عقد "كريبيون الابنCrébillon fils
"و عقد مارتاي وفالمونتMerteuil et Valmont,عقد سارتر و دو بوفوار. Sartre et de Beauvoir
-حيث يفعل المرء (شريك العلاقة) ما يشاء بشرط إخبار كل منهما الآخر بكل شيء!. حسب هكذا جدل، فالأمر ليس متعلقًا بالصدق في الخيانة، بل بالاعتماد على الثقة في الخيانة، و التي تعني التكتم بمعنى (متبادل)مزدوج: أي عدم إخبار كل منهما الآخر بكل شيء، والحفاظ على السرية، واحترام خصوصية كل منهما، وعدم الاطلاع على أفكارهما، أو أدراجهما، أو رسائلهما الإلكترونية.
-يبدو حسب أفكار و مقترحات روسال هي الأكثر ملاءمة لجميع الأطراف المعنية: إذ يُوطد الزوجان علاقتهما كالتزام طويل الأمد، ويُحمى الأطفال من تقلبات و مزاجيات العشق و الرومانسية، وتعود الرغبة أو الشغف إلى طبيعتهما المتشتتة. في الواقع. و عليه إذا دققنا النظر و أمعنا في هكذا جدلية ، نجد أن حلّ و مقترحات روسال العالم "المنطقي" ينهار واقعاً و عملياً. فمن جهة، يُصرّ على أن المغامرات الخارجة عن عهود العلاقات الملتزمة ليست جادة، وأنه يجب تقبّلها لأنها بلا عواقب. ومن منظورٍ آخر رصين، يجب أن نتخلى عن طغيان "ديانة العشق و الحب" حتّى يمكننا التكيّف مع واقع الرغبة المتقلب و اللامستقرّ. ومن جهة أخرى، يُؤكد روسال (المنطقي!) وجود الحب الحقيقي، و العواطف الحقيقية؛ خارج إطار الزواج و الالتزامات في علاقات عاطفية! . ويُصوّر حسب تصوره حبًا أو عشقا بلا وزن، فاقد للجاذبية (كالريشة أو أقلّ)، متحررًا من الواقع والمسؤوليات، لا غاية له إلا في ذاته. روسال يقدم حجتان متناقضتان: إما أن الحب أمرٌ لا يجب التضحية به على مذبح الأسرة ويتطلب مساحةً خارج إطار العلاقة الشرعية، ولكن من الصعب أن نتصور كيف يُمكن أن يتم ذلك!؟ ...
**
 -فاللُّحمة الأسرية السليمة - أو تلك الخلية التي تحمل اسمًا مناسبًا. من يتولى تربية الأطفال يجد نفسه محرومًا من حياة عاطفية. كيف سيجد فيها الرضا؟ إنه محصور في مهمة قاسية ومرهقة: " يُربّى الأطفال، وبمجرد أن يستقروا، يكون أحد الطرفين حرًا في المغادرة، ومن الآن فصاعدًا، ستكون الإثارة في مكان آخر!". أم هو على العكس، الحب الزوجي هو الأهم، وكل شيء آخر مجرد نزوات عابرة. في هذه الحالة، المغامرات العشقية العابرة مشروطة، كما قال سارتر و دو بوفوار ، "يبقى في مكانه". ولكن من يريد البقاء في "مكانه"؟! من يقبل شرطية أن يُحبَّ دون أن يُفضّل(يكون مفضلا في السلم)؟ لهذا في حركة من البذل أو العطاء السامي، دعونا نعترف، ولكن على المدى الطويل؟ عارض البانثيون القديم Le panthéon antique ديميتر، Déméter إلهة العشق الولهان Aphrodite أفروديت،، إلهة العشق و الشغف و الغواية و الجنس (ترادفها -عشتار) في الثقافة البابلية (العراق)، لكن هذا التمييز كان قائمًا على فصلٍ مُحكم يخص النساء المتزوجات و اللائي ضمن اللاشرعي غير معنيات ... مُحرّمُ عليهنّ هذا التمييز، يحاول روسال إذن تخيُّل علاقة "زنا" حُرّة موازية و مستقلّة لا تُنافس الزواج (في نظر الحداثيين اللائكيين في عالمنا هي علاقات عشق و حب حرة!). طبعا إنها خرافة استشرت قبل قرنين من الزمان، حيث ناضل فكريا و راهن جون جاك روسو Rousseau على عكس روسال Russell، رهان الحب الفريد. بدلًا من أن يُراعي، بواقعية، كتقسيم الرغبة أو توزيعها أو تشتيتها، يُراد من هذا ازدواجية خطابية سلوكية لحياتنا الجنسية و العاطفية . و يُريد مؤلف "Julie ou la Nouvelle Héloïse جولي أو هيلويز الجديدة" أن يُؤمن بحقيقة اللقاء الرومانسي: "نمارس العشق دون وعيٍ لأن للعشق عيونًا أفضل من عيوننا"، بل يرى أن" أجمل العلاقات هي التي لا ندركها (أي تغييب العقل)!".
-الحب يرى بصدق. إذا كان المرء وفيًا لهذه اللحظة، في تفردها، إذا لم يستسلم لترتيب و زخارف الأباطيل (الأجمل، والأكثر رغبة)، يُمكنه أن يأمل في السعادة. فالمهم بل الأهم هو (الوفاء) بوعد الحب حين يلوح. في حياته و تجربته عارض روسو الطلاق، فقدّم نفسه في مُنجزه "الاعترافات" Les Confessions كرجل عاش حبًا واحدًا. حب تعيس، علاوة على ذلك: لم يُقابل شغفه بمدام madame d’Houdetot هوديتو بالمثل. لم يمنعه هذا من بناء معبد الحب الفريد. ومع ذلك، فقد مرّ بمواقف أقل تنظيمًا. قبل وصوله إلى لي شارمات Charmettes، المكان الذي تزامنت معه سعادته القصيرة، شارك Warens مع Claude Anet (مدام دو وارينز مع كلود آنيت)، عامل الصيانة في المنزل. و هو يتفاخر بذلك: "وهكذا تأسس بيننا مجتمع لا مثيل له في العالم. كانت جميع رغباتنا وهمومنا وقلوبنا مشتركة". روسو ، هذا الرومانسي الذي يُعطي دروسًا في -الأخلاق- كَالإخلاص العاطفي لأوروبا الفاسقة، و قد اختبر و جرّب بنفسه -فوضى الأخلاق- قبل أن يُنتقدها و يتطهّر منها و يثور عليها!...
-مع أننا ورثة فكر روسو، إلا أننا لا نتبعه كفاية حتى النهاية. نحن "رومانسيون خائبو الأمل"، على حد تعبير بيير مانانPierre Manent : رومانسيون، لأننا نطلب من الحب دائمًا أن يُبقي كل شيء متماسكًا؛ فهو يبقى حجر الزاوية في حياتنا. أما الرومانسيون الخائبون، فنتوقع هشاشته. لا نريد شيئًا آخرا، لكننا لم نعد نؤمن به. يرتبط هذا بالرّيبة، بالأهمية التي نوليها للجنسانية. في رواية "لا أونت = العار " (دار غاليمار، 1997)،
‏La Honte (Gallimard, 1997), Annie Ernaux
-تنظر الروائية "آني إرنو" إلى صورة لها في ماضيها الطفولي وتتساءل عما يربطها بهذه الشخصية التي تمثلها في مرحلة عمرية متقدمة: "فأنا لم أختبر النشوة، أو الشهقة التي أشعر فيها بهويتي وديمومة وجودي إلا بعد عامين". هذه الجملة لا تُصدق في عصر روسوRousseau : كان الشعور بالهوية مرتبطًا بذاكرة الذات المستمرة، وهو ما كان يُعتبر بِ "عصر العقل" لا عصر النزوات و الشهوات الحيوانية. و نحن أول من وحّد صراحةً بين الشعور بالذات والجنسانية.
**
-هل يعني كل هذا في النهاية أن روسال Russell كان على حق؟
-إن مسألة الخيانة الزوجية تُطرح على جميع الأزواج، سواء ارتكبوها أم لا. إنها مشكلة الجميع (الأزواج، الشركاء المربوطين بميثاق الالتزام و الوفاء) . الأمر السخيف عند روسال و حتى سارتر و دو بوفوار ، أو تلك المجلات النسائية الصفراء التي تزداد فيها ذرائعهم و مبرراتهم، هو أنهم يقدمون اللاأخلاقي و الفسوق كحلول. إن الخيانة الزوجية/العاطفية قد تكون سامّة، قاتلة؛ يمكن أن تدمر الثقة، التي هي كالهواء الذي نتنفسه، هل يمكنكم تنفس هواءاً مسموما لفترة أطول من أعمارهم؟ مستحيل!. هكذا ظاهرة يمكن أن تخنقنا إلى أن يأتي الفناء!.
-من الواضح أن الأزواج المتحررون لممارسة الفسوق، و الذين ينغمسون في عوالم الخيانة يضعفون، و يسقطون مهما كانوا . إنهم يصمدون حتى يأتي اليوم المناسب للهاوية العقابية. قد تكون المخاطرة هو الشيء الصحيح الذي يجب فعله إذا كنت تشعر بأن حياتك تنفلت بين يديك. الخيانة الزوجية/ العاطفية للشريك ليست حلاً مستحسنًا، ولكن يمكن الدفاع عنها على أنها شر أهون، مرّ مذاقه. إنها مثل la colique lithargique "النبيذ الليثارجي" الذي تم صنعه في القرن الثامن عشر: في ذلك الوقت، كان أكسيد الرصاص يُضاف لتحويل المشروب إلى "نبيذ يعتقد أنه رخيص و جيد". و لقد نجح الأمر حينها، إلا أنه تسبب في بعض الأحيان في مغص ليثارجي قاتل. هكذا هو الأمر نفسه على ممارسة "الزنا"/ أي خيانة شركاء ميثاق شرفي و هو الالتزام و الوفاء.
: فإن كانت الخيانة بوسعها تحسين مذاق إلى حد ما بعض مرارات "شراب" الحياة الزوجية، فإنها بالتأكيد تخلق خطر الموت العنيف المؤكد.
**
*دوار الخيانة الزوجية في سرد غابريال(جبريل) غارسيا ماركيز:
-رواية "سنلتقي في أغسطس"، الصّادرة بنسختها الفرنسية عن دار غراسيهéditions Grasset.
(...في السادس عشر من أغسطس من كل عام، تقطع "آنا ماجدالينا باخ" مسافة طويلة لوضع باقة من "الزنابق" على قبر والدتها، ثم تختم نهارها بقضاء ليلتها في تلك الجزيرة الاستوائية الساحرة (بالكرائييب). قطفت آنا ماجدالينا من عمرها ستة وأربعين عامًا، حيث اقتطعت منهم ستة وعشرين سنة في علاقة طيبة مع زوجها الذي أحبته وأحبها. العذراء "آنا ماجدالينا" تزوّجت به و هي لم تُكمل بعد دراستها في الفنون و الآداب، و لم يكن لها من قبله حبيبا شريكا أو خليلا.. كان زوجها أوّل رجالها الذين وقفوا على عتبة عذرية جسدها؛ إلا أنّه، و في فضاء حانة ذلك "الفندق" الذي أقامت فيه ليلتها، تلتقي برجل سحرها و أيقظ فيها شغفا غريبا فأسرها على الفور بسحره.. -كان يحملها خوفٌ لذيذ لم تشعر به منذ ليلة زفافها- و أي تتعرف حميميا على زوجها أنداك .. و على الرغم من "اجتياح التحفظات التي كانت تزعج ضميرها". لا تزال في حالة صدمة من " إيقاع سرير غرفة الفندق الخالي من الحب".. بعد وقوعها في علاقة عابرة مع عاشق ليلة وحيدة دون تُتبع بغد واعد، كان يختلجها شعور قويّ بالإهانة لأن ليلة واحدة و هو ينصرف و يترك لها ورقة نقدية من فئة عشرين دولارًا على الطاولة.. تلبّسها في تلك الأثناء شعور الدونية بسبب ندوب الخيانة لزوجها و حبيبها الأوّل التي تُركت فيها و هي تشعرُ بأنها "تحمل وصمة عار على جبينها و لا يمكن أن تمر دون أن يلاحظها زوجها الذي أحبها كثيرًا وأحبته أكثر من أي شخص آخر".. شعور داخلي استعمر تفكيرها بعد الواقعة؛ بأنها لن تعود كما كانت أبدًا: "شعرت أنّها تغيّرت، صارت آنا ماجدالينا أخرى، "مختلفة وجريئة".
و في العام التالي، بمناسبة رحلتها المعتادة، كررت آنا ماجدالينا التجربة مع عاشق آخر أقامت في إطار علاقة حميمة في "ليلة واحدة" أخرى. (ضمن سلسلة خياناتها الصيفية) و منه سرعان ما تأثرت علاقتها بزوجها الذي كان يستشعر تغيّرها حتى أنّه واجهها في مرة من المرات بأسئلته-: "أنتِ تُدبرين و تُحيكينَ شيئًا ما". يتسلل الشك في حياة الزوجين ثم يستقرّ ... كانت آنا ماجدالينا ممزقة بين فكرة التحرر عقدة الذّنب المرتكب.. تبكي داخليا و تندب "سوء حظها لكونها امرأة في عالم الرجال"... ).
-حال آنا ماجدالينا في هذه السّردية النادرة للماركيز تشي بمصير امرأة تريد المواجهة و التغلّب على كل نعوت المجتمع و تحفظات أفراده لتستسلم للمتعة أو العاطفة و تذكّرنا هذه الشخصية البطلة من رواية (سنلتقي في أوغسطس) -قصة "Vingt-quatre heures de la vie d’une femme 24 ساعة في حياة امرأة" الشهيرة لستيفان زويغ Stefan Zweig، حيث تغادر السيدة Henriette هُنرِياتْ، التي تقيم في إقامة عائلية "جد مناسبة" على كوت دازور Côte d’Azur، حيث اجتاحتها نزوة عارمة فجأة و أقامت علاقة حميمة عابرة إذ قضت وطرها مع شاب عابرا للسببل...).
**
-من أشهر اقتباسات و حكم و أقوال ترجمتها حول موضوع الخيانة العاطفية و الجسدية للشريك الآخر: "عندما تكون مرتابًا، فأنت مخطئ؛ وعندما لا تكون مرتابًا، فأنت المخدوع. ديان دو بوساك Diane de Beausacq / أمّا Oscar Wilde أوسكار وايلد يقول : إنّ خَوَنة المشاعر و الجسد قد يعرفون ملذات العشق الممنوع؛ بيدَ أنّ المخلصين دائما هم الذين يعرفون مآسيه". و يقو ل جورج أوروال George Orwell "في وقت الخيانات أو الخداع الواسع الانتشار، فإن مجرد قول الحقيقة هو فعل ثوري". أمّا جاكْ سالُومي Jaques Salomé يرى أنّ"أفظع أنواع الخيانة هو خداع أفضل ما في النفس بعدم احترامها". و "في الخيانة، دائما يكون الجنس هو السيد... هي تعدّد زوجات لا شرعي و سري. / يقول Mazouz Hacène مازوز حسين) * أما
‏ Vladimir Jankélévitch فلاديمير جانكليفيتش يقول:"إن عدم الثقة يشجع على الخيانة، كما أن الخيانة تشرع و تبرّر سحب الثقة. " .. من الأجدر معاقبة العشاق بالخيانة ، أولئكَ الذين يتصرفون بشكل غير لائق. / إن الفرق في الخيانة بين الجنسين حقيقي لدرجة أن المرأة العاطفية يمكن أن تغفر و تتساهل مع الخيانة، وهو أمر مستحيل بالنسبة للرجل". هكذا هو رأي العملاق Stendhal ستاندال)
-لكن من أفضل ما راق لي قولا فهو ما قاله Henri Miller (أونري ميلار):"ينتظر بعض الرجال خيانة زوجاتهم بنفس التوتر الذي ينتظرونه في السيرك، كَترقّبهم سقوط البهلواني المجازف في القفز على الحبل".
-و انها تقول أو تكتب ما لا تفعل و تفعل ما لا تقول أو تكتب هذا رأيي في (أَحْحْحْحْ-لامْ مستغانمي) و هي كذلك المسخ الرّاحل المُسمّى نوال السعداوي و تلك الساقطة الباغية علوية صبح و غيرهن(م) من شجّعَ على حرّية الزنا* باسم العلاقات الغرامية الحرّة الفاشلة.. (*)في إطار تيار فنون و "كتابة الانحطاط" الذي تحدثت عنه سابقا إلى جانب فكر (الدوكسا الجنسية)؛ فإن علاقة زنا و فاحشة مرتكبة تشفع و تذرّع أو تُبرّر لسابقتها بحجة البحث عن (الحبّ الصادق المثالي )، أو الساقط بمفهومي أنا الشخصي، لأنه يتم عادة في أُطر الممنوع. -أَحْحْحْحْ-لامْ-مستغانمي هي طبعاً عرّابة من عرّابي الخيانة في وسط (النسوية العربية) الحديثة و تغلفها طبعا بذرائع الحرّية الشخصية العاطفية العشقية و الجنسية بسردها الماكر المُزخرف للرذيلة و التستّري الموارب، التغريبي التمسيخي التحريضي تقول كاتِبة -أَحْحْحْحْ-لامْ- لبناتها و أتباعها من الفتيات العربيات من هذا الجيل: "الإخلاص لا يُطلب، إن في طلبه استجداء ومهانة للحب، فإن لم يكن حالة عفوية، فهو ليس أكثر من تحايل دائم على "شهوة" الخيانة وقمع لها... أي خيانة من نوع آخر".- فما رأيكم بهذا القول النسوي لمستغانمي الذي خرّب عقول بعض الساذجات من نسوان أمة محمد و جعلت من نفسها قدوة الصوت الأنثوي المرجعي، الذي يجب اتباعه حرفيا و تقديس تعاليمها.. في منجزها (نسوان.كوم)، عذرا أقصد كتابها المعنون (نسيان.com):
«  "أيتها العاشقات الساذجات، الطيبات، الغبيات ..ضعن هذا القول نصب أعينكن ويل لخلٍّ لم يرَ في خلّه عدوا .. ليشهد الأدب أنني بلغت".!"كلّ من آمنتُ بأفكار (أوهام مستغانمي) ستجدنّ حالهن في نهاية العمر -إن لم يتوفّاهنّ ربّهنّ- (و لو كفرنَ بوجوده) ينادِدنَ في عمر العجز طريق مسدود؛ و يدركنَ -رُبّما- أنه لا يصحّ إلا العرف الصحيح.. و تتلاشى كل الأوهام السعداوية، المُستغانمية، الصبحية، النُّعيمية؛ لأنه -لا يعدهم الشيطان إلا غرورا-!.
-ما وزن و قيمة هكذا جيل من غانيات كاتبات أو روّاد الكتابة النسوية المنحرفة لهذا الزمن أمام قامات و أسماء ك(روسو )و جيل مثله حارب علنا بفكره و كتاباته الوجه الآخر لأوروبا "الفاسقة" التي اتخذ فكرها اللاأخلاقي كثير من أشباه نخبنا العربية أنموذجا يُتّبعُ في انتاجاتهم الصفراء!؟.
- لا شكّ أنّ (أَأَحْحْحْحْ-لامْ مستغانمي) نجحت بالفعل في تخريب المُخرّب بعد تصفية الاستعمار الثقافي لنا و سوّقت مساهمة للأسف لبعض نساء العرب "فنون الأَحْأَحة" و الخيانة و غدت فضائل مجتمعنا و قيمه في المشرحة!
-قد يقول قائل، أو جمعية نسوية تابعة لفكرها أن "لخضر خلفاوي" يغار من مرتبة و مكانة و شهرة (أَحْحْحْحْ-لامْ)، فلو كنتُ كذلك لكانت غيرتي الأكبر من الشيطان نفسه ، أليس إبليس هو ثاني أشهر مخلوق بعد الله، و عليه فوساوس (أَحْحْحْحْ-لامْ ) المكتوبة المنشورة أقلّ شهرة من وساوس الشيطان نفسه، ثم أنه لا وجه مقارنة بيني و بينها هي كاتبة نسوية تبيع (أَحْحْحْحْ-لامَها) لناقصات عقل و دين و تجني هي المال و الشهرة و أنا لستُ كاتبا تحركني جُنح الكتابة و غرورها؛ أنا "أديب" و فهمتُ باكرا معنى "الأدب".. و لا صلة لي ب "قلّة الأدب" أحاول أن -أتطهّر- منها فقط قدر المستطاع كلّما تقدم بي السّن.. أليس الله يكره إبليس المشهور و يلعنه مع اللاعنين و يحبّ المتطهّرين!.
**
(... و هكذا أقول في مرثية البشرية و قيمها الضائعة:"صار اليوم أفضل الحلال هو ممارسة البغي و الحرام و صار خير أنيس للأنام - هاتف ذكي مزود بالفيسبوك و تيك-طوك و انستاغرام..!"./ل.خ).
—تم إنهاء تحرير و إعداد هذا الملف البحثي في سبتمبر 2025.

*) أكبر ملف ملمّ و جامع و دارس لثيمة (الخيانة العاطفية و الجسدية) حتّى اليوم!.
—-
*هام جدا: لا يسمح / أو يمنع استخدام بعض من محتوى هذا الملف البحثي بتراجمه أو استخدام مصطلحات أو مفردات دون ترخيص من الكاتب نفسه و يجب ذكر المصدر إذا اقتضى الأمر (ل.خ).

*Le dossier le plus complet et exhaustif sur le thème de la (trahison émotionnelle et physique) à ce jour ! —- *Très important : Il n est pas permis et interdit d utiliser une partie du contenu de ce dossier de recherche en le traduisant ou en utilisant des termes ou du vocabulaire sans l autorisation de l auteur lui-même, et la source doit être citée si nécessaire (L.K).

*The most comprehensive and exhaustive file on the topic of (emotional and physical betrayal) to date! —- *Very important: It is not permitted and prohibited to use any part of the content of this research file by translating it´-or-using terms´-or-vocabulary without the authorization of the author himself, and the source must be cited if necessary (L.K).



Infidelity Stats 2024: Who Cheats More? 49 Startling Facts
Infidélité masculine : voici l âge précis où les tentations atteignent leur pic, selon la science
Infidélité : la France parmi les pays les plus concernés
Les femmes de plus en plus infidèles, mais toujours moins que les hommes
La femme infidèle : pourquoi prend-elle un amant ?
Infidélité : pourquoi trompe-t-on ? - Elle
Voici les 10 métiers qui mènent le plus à l’adultère : enseignants, commerciaux, professionnels de la santé...
C est l âge où les femmes trompent le plus
Marie-Carmen Garcia, Amours clandestines. Sociologie de l’extraconj...



#لخضر_خلفاوي (هاشتاغ)       Lakhdar_Khelfaoui#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- * - القُبل- منها ما أحيا و من -الحبّ السّام- ما قَتل: عندما ...
- -من مرويات فصول العودة من الشمال: -في وضع الطيران*..
- *دراسات: الDark Romance/توظيف الحبّ في مرويات الأدب العالمي ...
- * الحب: هل هو خدعة و توهّمات نفسية اعتقدنا بها أو هو محض اخت ...
- *الحبّ حقائق و دراسات من منظور الفلسفة و البيولوجيا العصبية ...
- *الحبّ من خلال حقائق و دراسات علمية (ج1)
- *رجال ريّا و سكينة (سيرة سياسية و اجتماعية): من مرويات الرّا ...
- كلّ القصّة و كل الفارق.. و ليس العليم كالحَليم!
- الوحدة و ضغط الإخفاء: بين الاستثمار النفسي و الاستدمار الذات ...
- -تيّار محاربة الفضيلة و إشاعة منحى كتابة الفواحش من خلال -خم ...
- *من وجدانيات فلسفة الإفلاس المُطلق: -مُحاكاة الموت-
- * الجرافيتي أذن الجدران الصامتة و لسان الأفكار المهمّشة/ كيف ...
- -الدُّوكسا- Doxa الجنسية: عندما تنزل النساء إلى الشوارع؛لعبة ...
- بعيون غربية ناقدة:Décadentisme littéraire تيار -الانحطاط الر ...
- *مَنْكَحة العَصر: المِسْتَرْ -دودو- و حيوانات أمريكا الأليفة
- *أولاد الزنا و -يشعوبَ و مَشعوبَ-!
- *أفكار فلسفية فكرية:شرّ المخلوقات !
- *حول تجربة الكتابة:محطات من الغرب عن نشأة النزعة الجندرية في ...
- *عُلوّ عِلّيتِي
- *الكائن..


المزيد.....




- لماذا أثارت خطة ترامب لوقف إطلاق النار في غزة انقساما في حكو ...
- لماذا يشعر البعض بالبرد أكثر من غيرهم؟
- وداعا للنظارات.. السلطات الصحية الأميركية تجيز أول قطرة لعلا ...
- نبض أوروبا: مالذي يجعل انتخابات مولدافيا توصف بالحاسمة؟
- وزير خارجية سان مارينو: نعلن الاعتراف بدولة فلسطين
- 5 قتلى في فيضانات جنوب الجزائر
- الناتو يستعرض قوته في بحر الشمال بالتزامن مع تصاعد التوتر مع ...
- الشرطة الفرنسية تداهم مقر منظمة بشبهة التواطؤ بجرائم في سوري ...
- تقرير يكشف أكثر الهواتف أعطالا.. والنتائج غير متوقعة لمحبي آ ...
- إيران ترفض -عرض الـ3 أشهر-.. وبزشكيان يهاجم إدارة ترامب


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لخضر خلفاوي - *ملفّ بحثي:الحبّ، الخيانة الزوجية و العاطفية: المجتمعات و تحدي -الفوضى الأخلاقية .(ج5)