أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لخضر خلفاوي - -من مرويات فصول العودة من الشمال: -في وضع الطيران*..















المزيد.....

-من مرويات فصول العودة من الشمال: -في وضع الطيران*..


لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)


الحوار المتمدن-العدد: 8471 - 2025 / 9 / 20 - 00:47
المحور: الادب والفن
    


-كتب: لخضر خلفاوي

*قسم من فصل روائي:
*
(...عندما حطت الطائرة بمطار قسنطينة هذه المرة، رغم كرهي الشديد للانتظار و الطوابير العقيمين و أنا الصبور رغم أنفيهما.. كالعادة كنت ضمن طابور من تلك الطوابير المتجهة نحو شبابيك تسجيل الدخول (الرقابة الأمنية الحدودية)، كل النّاس حسب دوره و موقعه من الطابور يجتاز (حاجز الشرطة الحدودية) بسهولة إلا أنا؛ أذكر في كل فصل من فصول الإقلاع و النزول على (تراب وطني) بتقلّب وجه العون الأمني من حال إلى حال ، من مُكشّرٍ إلى عَبوس أو من قلقٍ متوتّر إلى مُتسلّط .. "أهلا يا أبا عِبْس!".. كانت سخرية تتخبّط مفرداتها الذبيحة في خلدي و حزني الساخط الخالد! استشعر و كأن حواسيبهم مُصاب بزُكام الحرّية التي ترسم ملامح الألعاب النّارية على ملامحي .. كأن حواسيبهم ترتبك و تنتفض بمجرد إدخال بيانات اسمي و تأكيد هويتي.. لم أكن أدري أن هويتي ما زالت عصيّة على فهمها تُربك الزرّاع و الحرّاق للبلد معاً ..أَبعدَ كل هذا العمر من الغياب؟! ترى هل سمعوا من خلال تقاسيم وجهي و الدم الذي يسري في عروقي تكبيرات الشهادة و دندنات الرصاصات الاستعمارية الفرنسية التي اخترقت غدرا صدر و جسد عمّي "لخضر" !؟.. و لِتبدأ مرة أخرى آلية شدّ و تنكيل أعصابي و اتزاني و هدوئي و أنا أتعرّض لهذا التحرّش المتكرر معي كلّما أدخل أرض الوطن أو أغادرها : ماذا تشتغل، ما هي مهنتك ؟ ماذا كنت تفعل هناك ؟ ماذا كنت تفعل هنا؟ و تتضارب أسئلتهم و تتكرر من زوايا مختلفة إلى درجة التباس المفاهيم و أصبح لا أفهم من أنا و من هم! أَعلقُ أنا بقامتي كلاصق بقامتي معهم لوقت أمام زجاج شُبّاكهم حيث يتم في كل مرة -استنطاَفْزازي**- بهكذا أسئلة (فقط، كنت أشحذ حق الدخول و الخروج من و إلى قاع الوطن !) -ككل مواطن جزائري، و لسوء حظي كُتِبَ عليّ أن أكون ابن عائلة ثورية كانت و لا تزال الشهادة و التضحية دينهم في سبيل العرض و الأرض.. هذا السّليل المتسلّل إلى بلاده ، الحامل لالدمّ عمّه الشهيد و ابن لمنطقة فجّرت دبر الاستعمار الفرنسي من قُبُلٍ بثورة عارمة لا قِبلَ و لا قبائل لهم بها!
*
هذه المرة كان -حسابهم لي يسيرا-، اعتقدت أنّي عائد إلى أهلي و بإمكاني أن أتمطّى اقتضب ذلك عون الأمن الحدودي معي بعدما ثارت برمجيات جهازه و اضطربت تحسّسا باسمي "اللعّين"، و كنيتي المهنية السابقة و تجربتي المريرة، و لم يستنفر ذلك الشرطي كباقي المرات زملاؤه و قياداته لينظر في أمر : لخضر خلفاوي! أعلم أنّ دخول الحمَّام ليس كالخروج من القاع ! لقد تركني أمرّ دون تعطيل مجّاني، هو يعرف أنّي عنصر تحت -السيطرة- و أنا (متوغّل في الدّاخل!) ..لقد تفضّل عليّ بإذنه في الدخول إلى وطني واشتمام ترابه.. و أنا أمرّ إلى الضفة الأخرى ، و اجتاز حاجز الجمارك تنفسّتُ تنفّس -النُّزلاء- المُنزلينَ في هذه الأرض لا منزل المواطنين الكرماء ! الجزائر.. و ما أدراك ما الجزائر ، أرض حُرِمتُ منها قرابة الثلاثين عاما!
-خرجت بنفسية شبه آمنة من مكر (حواسيب شرطة الحدود) التي تكرهني برمجياتها؛ رغم تعب السفر و التحضير له مذ صبيحة ذلك اليوم في باريس و مطارها الجنوبي بمدينة أورْلِي. و بمجرد توغّلي موقف السيارات التابع للمطار و الحركة الكبيرة بين الوافدين و الخارجين من المسافرين و تداخلهم مع مرتزقة الأسفار و التنقلات و سماسرة سيارات الأجرة المعتمدين و الذين يفضلون الاشتغال في الظلام و ممارسة النشاط في "الأسود"، كنتُ أرى وجهتي بوضوح و هو الاتجاه سريعا إلى بلدة مسقط رأسي إلا أنّ السماسرة من -قوّاد- أو أصحاب السيارات كانوا يطاردونني بعروضهم لنقلي في اتجاه الحدود التونسية و كانت أسعارهم المقترحة كما حمى (البورصة)، ترتفع و تنزل و تتصاعد بشكل جنوني. أقلت أخيرا سيارة من وقع عليه اختيار حدسي و انطلقت نحو وجهتي حيث إقامتي المتواضعة بِ (حي الاستقلال).. و هل نحن أحياء ؟ هل نحن مستقلون !؟ سؤال خطييييييير جدا لا يُجهر به هكذا على العلن ، فقط يُطرحُ في خُلدنا ثم سريعاً ننظر يمينا و شمالا و حتّى فوق رؤوسنا اتقاء أي تهمة سياسية تكفيرية، رغم علمي أن الذي فوق رؤوسنا "يعلمُ السرّ و أخفى" و كلّ شيء دونه وُصف بهذه القدرة الخارقة فقد كفر و أشركَ !
-و لو أنّي لم أسأله عن اسمه و لم أطلب منه رقمه و فصله. ذلك السائق الذي أخبرني أنّهُ من مدينة "الخَرُوب" كان مرحا و خفيف ظلّ، رُبّما لطول ظلّي و أخذ خلال الرحلة البرّية يزداد لباقة و حسن المنطق لمّا جاريته في الحديث العام في حال العِبَاد و العُبّاد و البِلاد و البُلاَّد، و كذلك الصّالحون و الأوغادْ..وصلت مسكَن-الكاهنة بساعتين قبل مُنتصف اللّيل..لا أحد منهم تكهّنَ عودتي و ظهوري المفاجئ ..طلبت منه أن يتوقّف عند مقهى "الحاج عزيز"، والد صاحبي عبد الحميد.. لم أكن أنتظر أن فرحتي بانقضاء رحلة العودة لن تطول و سأرى في ليلتي تلك الوَيلْ!. صافحني السائق و سَلّم عليّ تسليم التوديع بعدما استخرجت حقيبتي الصغيرة ثم انطلق مسرعا إلى بيته باتجاه ضواحي مدينة "الجُسور المُعلّقة"..
-كان التعب يدكّني من كثرة الإرهاق و أنا مذ الصباح لم أتوقف عن التفاعل و الإجهاد الحركي و الذهني ، قلتُ في نفسي سأدخل المقهى هنيهة استريح لأشرب قهوة -مضغوطة- ثم أدخل إلى شقتي و ارتاح.. أبو بكر شقيق صاحبي كان من أوّل المُسلّمين المُعانقين ، حضّر لي قهوتي ، و فجاة أردت استخراج هاتفي لأزف بخبر وصولي، فاسيقظ على كارثة أو نكسة قاتلة.. فهمت بكل قسوة حماقة أقداري أن هاتفي تسّرب من جيبي ليقع تحت المقعد الأمامي!لا رقمَ لي يخص صاحب السيارة ، لا اسم و لا هوية لي تخص صاحب السيارة، و أنا أذكر أنّي تركت هاتفي على (خاصية الطائرة/ وضعية الطيران!)، يعني لا أحد يمكنه الاتصال بالهاتف! حتى رقمي لا أذكره كي أحاول مهاتفة جهازي !
أصابني إحباط شديد و فقدت ما تبقّى من طاقتي الإجابية و أنا أُقلّب كفّي على ما أصابني و أتحرّك بعشوائية المجانين في فضاءات فقدت كنيتها في وعيي و إدراكي !!:
-ماذا يحدث لهواتفي يا الله في هذا الزمن ! لماذا هذه (اللعبة/اللعنة)، مسلطة عليّ مذ أن قررت العودة إلى أرض الوطن قبل عام ونيف ... لن أحدثكم عن -النُّزَيْف-!
هاتفي الأساسي أصيب بمصيبة تقنية كنت بالخطإ سببا فيها و يرفض لحد الآن الانفتاح على أطنان ملفات محفوظة تخصني إبداعيا مذ سنتين أو أكثر فيها جهد و بأس فكري عظيمين!
و هذا الهاتفي الوصيف الذي استخلفه -مؤقتا - و استعجاليا ريثما استعيد ملفاتي من الأوّل يضيع هو الآخر في زحمة لعنة جديدة أجهل نهاية تداعياتها، هو الآخر يحتوي على مصائب و ارهاصات إبداعية كثيرة كانت وليدة اللحظات الفادحة أو تحصيل حاصل المصائب المخزّنة في الجهاز الأوّل!.
-تركت حقيبتي عند صاحب المقهى و نفرتُ منها و لم تعد تهمني ، عدت بملء الإحباط إلى شقتي بعد منتصف الليل !
وضعت ما لدي من أغراض، نزعت حذائي و بقيت أخمّن و أفكّر في مصيبتي : يا الله ! لن تستمرّ حياتي بعدوانية أحداثها ضدي .. لقدت كرهت صراعاتي و مقاومتي لسوء حظي في الدنيا هذه البغي ! “كم هو عصيٌّ على الفهم أو الاستيعاب لما تُوقِنُ أن الله يعذِّبك بحبّه لكَ" .. هكذا و أنا مستلقٍ خطرت لي هذه العبارة التي دوّنتها بعجالة على مغلّف ورقي داخلي لعلبة السجائر التي التهمتها في ساعات بعد وصولي!.. كانت الدقائق و اللحظات منكّلة لأعصابي الدماغية، تمرّ بصعوبة اللحظات حتّى الزمن بدا لي "عطّاي"، ليست فيه رائحة للرجولة، عربيد متآمر ضدّي مع الوجود ! فكرة واحدة وحيدة تسيطر على الخراب الذي دبّ في مخّي داخل (راس المحاينْ) هذا ! : كيف يطلع الفجر و أجد سيارة لانطلق خلف أثري و أعود إلى مطار قسنطينة و أتقصّى عن السائق الذي جئت معه بعد عودتي من باريس.
ضقت ذرعا بالمكان و فضاء الغرفة و بنفسي ، ذاع أذان الفجر الأوّل..لقد كثرت في غيبتي الطويلة عن البلد المآذن لمساجد عديدة .. تبدو مسكيانة عند توقيت الصلوات مدينة -حرَمَية- من خلال أصوات المؤذنين عبر مكبّرات الصوت تتمازج، تتداخل... انتفضت من مكاني، أذان الوجع في صدري كان طاغٍ لا آذان صاغية تسمع الشكوى و بثي عدا الذي خلقني، وضعت حذائي، و لبستُ سترتي و أخذت وثائقي و هممت بالخروج و اللجوء إلى من لا ملجأ إلا إليه.. خرجتُ من بيتي و الساعة تشير الثالثة والنصف صباحا.. مسجد علي بن أبي طالب الجديد التابع لحي طفولتي "الأش-آل-آم" كان وجهتي و ملجأي.. دخلت المسجد و توضّأت ثم دخلت قاعة الصلاة الكبيرة و أديتُ صلاة الفجر جماعة .. ثم انصرفت و الوقت اللعين تعجزه الساعات المتبقية التي انتظر قدومها ..
توجهت مرة أخرى إلى مقهى صاحبي و طلبت قهوة لتسند تفكيري و تخميني مع سجائري و أعدّ لسع العقارب الزمنية على مهل تنكيل الخيبات لي ..
خرجت أهيمُ على وجه المجاهيل التي ترسم تقاسيم سحنتي التي صرت لا أرغب في رؤيتها حتّى، كم تمنّيتُ صفعي و جلدي بنفسي لنفسي..أجوب أحياء و شوارع المدينة حتى جاءت السادسة أين التقيت بصاحب سيارة شاب أعرفه، اعترضته و تعرف عليّ بعد التسليم و هو متعجّب في مصادفتي في هذا الوقت تحديدا و كان يعلم أنّي سافرت إلى باريس مذ أكثر من أسبوع ! لم أدع له المجال كثيرا فاستعجلته طالبا منه الانطلاق بسرعة إلى مطار محمد بوضياف و كنت أشرح له سبب هذه السفرية و المهمة .. حزن الرجل كثيرا لحالي و لمنقلب أمور حياتي!
وصلنا المطار في حدود الساعة العاشرة إلا الربع صباحا تحت قيض الشمس في يوم حارق و أخذ كلّ منا يسأل أصحاب سيارات الأجرة عن ذلك السائق حتى استطعت أن ألمّ ببعض تفاصيل توصف صاحب تلك السيارة التي عدت فيها من المطار الليلة الفارطة.. فقهوا اسمه و كل تفاصيله و نوع سيارته و أخذ أحدهم يحاول الاتصال به ؛ لأنه لسوء حظي كان في يوم عطلته و لم يأتِ إلى موقف سيارات الأجرة .. عندما دخل دليلنا ، أي زميله في مكالمة معه و هو يسأله هل عثر على أو تحت مقعده هاتفا، كنت مُرتعبا من شكل الإجابة التي يمكن لذلك الرجل أن يعطيها له!
ما إن سمعتُ تأكيد عثوره على هاتفي و أنه ينتظرني في مدينة "الخروب" ليقوم بتسليمه لي طرت بالفرحة و رحت دون أن أشعر أسلّم على دليلنا و شاكرا و تنفّستُ حينها تنفّس -التُّعَساء- .. و ضرب لنا موعدا بمدخل المدينة فانطلقت مع صاحب السيارة الذي اصطحبني باتجاه مدينة الخروب..
و عند وصولنا هاتفناه فأكّد لنا أنه سيأتينا عند مدخل المدينة حيث موقف سيارات الأجرة غير الرسمية . و تمّ اللقاء و سلّمني الرجل هاتفي و هو يطمئنني و أكد لي قائلا : حتّى لو لم تأتِ كنت سآتي بهاتفكَ إلى غاية بلدتك و أسأل عنك لأسلّمك أمانتك و حتى هذه القطع النقدية التي وقعت من جيبك أيضا ! فضحكت سرورا و فرحا و هو يحاول مصرا على تسليمي قطعي النقدية بينما كنت أرفض ذلك.. لم يشأ أن يصطحبنا لكي يتناول شيئا معنا على حسابي إكراما له و لتصرفه الجميل في الحفاظ على هاتفي و حرصه الشديد و لإعادة جهازي الذي أودعت فيه بعض ملفاتي التي كتبتها بمتلازمة عنق ملتفّ و ملتوٍ لكثرة اشرئبابي في هذه الحياة الغانية و أنا أنظر طائري في وضع الطيران؛ الذي بقيَ عالقا بين "أغصان و معارج السّماء و الأرض" ..لا أنا استطعتُ تخليصه من هذه العلقة الورطة و لا هو استطاع الالتحاق بي أو أن يُهلَكَ دوني متأبّطا محارق الكائنات السيزيفية في لعبة حياتية سخيفة حد السخافة؛ إلى درجة أن ينظر أحدهم لنفسه كمن ينظر الدود للجِيفة! كنظرة الدنيء الحي للحقير الميّت!بعضهم من بعض ! دراما الإنسان في هذه الدار (المخور-المسجد) في آن و المُعلن عليه كل الحروب الظالمة شكلا ، و ينتظر منه ألا يضل و ألا يشقى؛ إذا اتقى و صدّق بالرُّجعى ! و ما بال الذي لا يمنّ إيمانه على خالقه و لو طرفة عين و صدّق دائما بالحُسنى و لا يريدها عِوَجاً و لم يؤتيَ ربّه سُؤلَ كيفية إحياء الموتى ؛ فقط مازال يرجو أنْ يجنّب روحه الزكية كل أشكال الظلم و الطعنات الخائنة و يكيد بمن يكيد له شرّ كيد كي يطمئن قلبه و يرتاح في سلام!.
*
كانت هكذا إرهاصات تطوّق حالتي النفسية و نحن نقترب أكثر من مدينتي، لم تفصلنا عنها سوى عشرات الكيلومترات... كان السائق الذي رافقني في مهمة استرداد هاتفي أكثر فرحا و اطمئنانا على أنّ معضلتي وجدت حلا ..
كان يسير بسرعة مئة كيلومتر /ساعة ، و لمّا كنا نجتاز و على مسارنا الغابي منعطفا يسبقه ممهلا، إذْ في ذات الوقت يتلقّى مكالمة من طرف أحد زبائنه مما اضطره لتخفيض سرعته، لم يسهب طويلا في مواصلة المكالمة فعند مستهل تلك المكالمة تنفجر فجأة العجلة اليمنى الأمامية كصوت الألغام و القنابل الإجرامية في العشرية الدموية من القرن الماضي من محنة الجزائر ..كان صوت الانفجار مهولا و مباغتا و مُخيفا، فراح السائق يركن السيارة إلى حافة اضطرارية في أقصى اليمين. و نزلنا و الهلع يتمكن منا.. راح الرجل ممسكا برأسه مصدوما ينظر إليّ و يكثر الحمد و الشكر لله على سلامتنا من هذه الحادثة و نجاتنا من سيناريو كارثي كاد أن يودي بحياتنا لو لا ألطاف الله .. هذا حال من يركن إلى اليمين! كان يذكّرني بالتفاصيل الدقيقة العجيبة التي سبقت هذا الإنفجار المفاجئ.. كالممهّل عند بدء المنعطف الذي أجبره على تخفيض سرعة السيارة و فتنة تلك المكالمة التي أتت في هذا المنعطف تحديدا : فلو لا الممهل و تخفيض سرعتي لهلكنا جميعا يا صاحبي، انفجار العجلة الأمامية بسرعة هائلة لن تدع لنا حظوظا وافرة للنجاة !
-كان السائق يجاريني و يحدثني في ذلك الأمر .. أمّا أنا فقد تلقيت رسالة من ربّ كل الخطط و سيدها و فهمت أنّني كنت مذ رجوعي من باريس خلال ال24 ساعة الماضية في أوج سخطي و قلقي و حزني على هاتفي الضائع و كنت (خارج علم الغيب ) مستعجلا على حدوث مكروه لي أعظم من ضياع هاتف و ما يحتويه؛ كأنّي كنت استعجل ساعتي .. رفقا بحالي أو بسبب عمل ما فعلته جنّبني "الساعة" أو أجّلها! رُبّما كنتُ حينها ميّتا في ذلك المنعطف و لكن الله يريد أن يريني كيف يحيي الأمل في الحياة و يحيي الموتى !.
لشدة الفرحة بالنجاة من الموت لا أدري كيف ساعدته في استبدال العجلة المحطمة بالكامل بعجلة احتياطية أخرى و استئناف رحلة عودتنا إلى مدينة "مسكن-الكاهنة" سالمين، و أنا في حيرة المُجرّب المغامر الذي استعصى عليه التكهّن بهذا السيناريو المخيف و المروّع الذي غاب عن حُسباني بسبب هموم الدنيا المتسارعة...)
—-
**)استنطاَفْزازي: مصطلح من معجم الكاتب الخاص به يعني على العموم (استنطاق استفزازي).
——
-مسكيانة / 11 جوان 2025



#لخضر_خلفاوي (هاشتاغ)       Lakhdar_Khelfaoui#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- *دراسات: الDark Romance/توظيف الحبّ في مرويات الأدب العالمي ...
- * الحب: هل هو خدعة و توهّمات نفسية اعتقدنا بها أو هو محض اخت ...
- *الحبّ حقائق و دراسات من منظور الفلسفة و البيولوجيا العصبية ...
- *الحبّ من خلال حقائق و دراسات علمية (ج1)
- *رجال ريّا و سكينة (سيرة سياسية و اجتماعية): من مرويات الرّا ...
- كلّ القصّة و كل الفارق.. و ليس العليم كالحَليم!
- الوحدة و ضغط الإخفاء: بين الاستثمار النفسي و الاستدمار الذات ...
- -تيّار محاربة الفضيلة و إشاعة منحى كتابة الفواحش من خلال -خم ...
- *من وجدانيات فلسفة الإفلاس المُطلق: -مُحاكاة الموت-
- * الجرافيتي أذن الجدران الصامتة و لسان الأفكار المهمّشة/ كيف ...
- -الدُّوكسا- Doxa الجنسية: عندما تنزل النساء إلى الشوارع؛لعبة ...
- بعيون غربية ناقدة:Décadentisme littéraire تيار -الانحطاط الر ...
- *مَنْكَحة العَصر: المِسْتَرْ -دودو- و حيوانات أمريكا الأليفة
- *أولاد الزنا و -يشعوبَ و مَشعوبَ-!
- *أفكار فلسفية فكرية:شرّ المخلوقات !
- *حول تجربة الكتابة:محطات من الغرب عن نشأة النزعة الجندرية في ...
- *عُلوّ عِلّيتِي
- *الكائن..
- *أفكار فلسفية/فكرية وجودية: اغتراب ميتافيزيقي
- قابيل يُحاكم القاتلة*!


المزيد.....




- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لخضر خلفاوي - -من مرويات فصول العودة من الشمال: -في وضع الطيران*..