أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لخضر خلفاوي - *من وجدانيات فلسفة الإفلاس المُطلق: -مُحاكاة الموت-














المزيد.....

*من وجدانيات فلسفة الإفلاس المُطلق: -مُحاكاة الموت-


لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)


الحوار المتمدن-العدد: 8361 - 2025 / 6 / 2 - 01:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


(...أن تفقد القدرة على تقبّل وجه من أوجه إفلاسكَ المتكرّر أو استيعاب الموقف الصادمة من يومياتك لم تضعه في حسبانكَ و لا يخطر على بالك أبدا بعدما كنت تتوخى الحد الأدنى لصدق و وفاء صاحبه ، أن تفقد الأمل في الخير بالشكل اللاتراجعي في النّاس، و الأصعب و الأنكى من هذه المواقف التي تشرخُ لك قلبك و تفطره؛ مواقف تشرح لكَ بكل بشاعة خراب القيم و العالم معا.. لما تمضي يومياتك كلها تنظر يمينا و شمالا و قعودا و قياما متوقعاً بهلع كبير "طعنة" في الصدر، أو في الظهر أو في الجنب.. أو طعنة بالغيب، يحاربكَ "الخراب" المؤنسن مُحاولا ترصّد حميمية أنفاسك، و يلاحقكَ في عقر صميم وجودك ما كنتَ تعتقد أنها (دارك!)، دار الدنيا ، يلاحقكَ خراب الأنفس المُتثعلبة أو المستأذبة في أدقّ تفاصيلك و أنتَ جئتَ إليها فاتحا ذراعيكَ لاحتضانها طالبا منها فقط الأمان و اللجوء، في حين تتربص بكَ، تتلصّص عليك، و عند أوّل طرفة عين و أوّل عشر مئوي لغفلتكَ يمدّ الشيطان الكاره للسُّجود لكَ يدهُ-متطاولا- على حرمة جيوبك الخاصة و يفتّشها، يتجسّسُ أغراضكَ، يبحث عن أدواتٍ إضافية علّهُ يجدُ هو أيضاً ما يضربكَ به و يضرّك و ليقهركَ أكثر أو يستذلّ مواقف عدالتك و أنتَ تجهل تماما حجم الدمار الذي ستلحقه بكَ هذه النوايا علاوة على مخلفات الخيانات السابقة التي وجدتها في كمين "الحياة!"... لدرجة أنّهُ تتلبّسكَ أهدافهم اللعينة و تجد نفسكَ مُقتنعاً بفكرة اللامواصلة ، تشتهي الموت وتتمنّاه، تستبدّ بكَ الرغبة في اللاعيش، بعد انتفاء جدوى الحياة وسط هذه الغابة الماكيافيلية البشرية .. تشعُر أنّك دخلت بالخطأ حقلا للألغام و في ذات التورّط المشؤوم تدرك أنّك صرت هدفا لفيالق من قناصة محترفين لا يرحمون و لا يخطؤون أهدافهم ..تقتنع أنه من الأجدر عدم انتظار الساعة و عدم الخوف من ملاك الموت، تنظر إلى أعمال المخادعين و المُستأذبين فتبدو لكَ بوضوح كبير أنّها قبيحة جدا في المُقابل يبدو جميلا وجه الموت الذي كرهناه دون أن نراه ، لم ندري أننا كرهنا (الحقّ) ! تراهُ بمثابة المخلّص من ورطة الحياة الضيزى هذه.. كأن تستعجلَ الساعة و كأن يُتاح لكَ تغيير توقيت السّكرات و توقيت (الرُّجعَى) إلى الخالق؛ كأن يُتاح لكَ القرار السيادي باعتبارك خليفة الله في الأرض و كأن تُعجّل الرحيل من هذا العالم الجاهل ، الجاحد القَذر دون أن تبرّر شيئا لهم من بعدك، أن تستسلم بمحض إرادتك و أن تترك روحكَ الذبيحة تحيض على مهل السكرات! أن تدع التبرير للشرّار الشِّرّير من الذئاب اللئام؛ فهم الذين يبررون -آلياً - و سلوكيا كل الأخطاء و كل الخطايا، و كل المظالم و لا يعتذرون لأحد أبدا عزّة بلؤمهم و بطقوس آثامهم التي جبلوا عليها .. إنّ (المُتفاسدون مع أنفسهم) هم أنفسهم المتصالحون مع الشيطان، المُتشدّقون في نواديهم و مجموعاتهم على مسارح الجريمة المُحكمة و فضاءاتها! لا تحمل همّهم بعد ذلكَ، عليكَ أن ترتاح بإرادتكَ، فقط قدّم لله عند وصولك إليه صحيفتك، شكواكَ و مبرراتك و أعذارك و قُلْ لجلاله: أنتَ أعلمُ بما جرى لي يا ربّ و أعلم بالذي حاكوه ضدي لؤما و ظلماً و هدرا بروحي و نفسي و إنّي تعبتُ من دار الدنيا العفنة بالفاسدين ، الكاذبين و إنّي تعبتُ من أطنان العثرات التي -كانت - لا يجب أن تكون لو لم يقعدوا سبيلي و آمنتُ لسذاجتي و طيبتي بالمزيفين من أولياء الشيطان و زبانية أبناء البَ-شرّ! .. يا ربّ تعبتُ منهم و تعبتُ منّي و إنّ الوقوف بين يديكَ هو أريح لي و هو الحل الأنسب، و الخيار الأخير و الأعدل لإنهاء مهزلة العبث في تعذيبي بهم دنيويا.. تعبتُ يا ربّ و اختصار النهاية و التعجيل في الوقوف أمامكَ كربّ و النظر إلى وجهكَ الكريم خيرٌ لي من الاستمرار في هذه اللعبة القذرة؛ كالانتظار داخل زنزانة الدنيا و كائناتك البشرية معظمها استحالت كمائنا لا تنام إلا إذا نالت مُستهدفيها ؛ فاقضِ فِيَ ما أنتَ قاضٍ يا أرحم الرّاحمين.. إن شئتَ عذّبتني أو جعلتني تراباً أو أدخلتني رحمتكَ و أنتَ أوسعَ منها..ربّ اغفر لي خطية نفاذ صبري و قلة حيلتي و كرهي للحياة!...)
-27 ماي 2025
*/الجزائر
*(ليلتها، عندما كانت باريس تحتفل بنيلها لكأس الأندية البطلة كنتُ أنا أسير على ممرّي المفضّل، "مسلك الثعالب" المعتاد.. كنتُ عائد إلى "لا داري"، إلى (لا أغراضي الخاصة) ،إلى (لا أشيائي الغالية)، كزائر مغضوب عليه من قبل أبناء الشيطان وسط أهازيج المشجعين للانتصار، تفصل جنوبي بشمالي الذي عدتُ إليه ساعة لعينة! حتّى "محمولي" بقي متأخّرا بساعة و أنا الذي ينتظر الساعة الأخرى لضبط رزنامة استئناف إدارة حروبي الشرسة اللاعادلة المفروضة عليّ مع أبناء صُلبي العاقّ و أمّ شرورهم و عقوقهم؛ حيث لا يمكن لي ذلك حتّى يُشرَّحُ محمولي اللعين بشريحة فرنسية.. و كان حينها-على إيقاع و صخب آلام دماغي المُعتلّ و قلبي المفطور- يستعصي علي عدّ أنفاسي و عدّ كلّ خساراتي و فهم ملامح كارثة أو تداعيات الفخ الكبير الذي نُصِّب لي أو نصبتهُ أنا لنفسي في لحظة غفلة و قلة حيلة.. كم من قَتْلَةٍ أو مَوْتة تلزمهم لقتلي لتفرح شياطينهم بما فعلوا و تطرب أنفسهم المريضة؟! كنتُ أتساءل ذات سَكْرةٍ عنيفة غاشمة: أفهمتَ يا الله لماذا صرت أُحبّ الموت و أرصُدُها؟ إنّنا "نحنُ أصحاب القسمة و الحظوظ الضيزى" نحبّ الموت لَمّا نُقرّ بكُرهِ الحياة لوجودنا مع سبق الإصرار و الترصُّد...)*1
-*1) 31 ماي 2025 / باريس الكبرى جنويا/فرنسا.



#لخضر_خلفاوي (هاشتاغ)       Lakhdar_Khelfaoui#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- * الجرافيتي أذن الجدران الصامتة و لسان الأفكار المهمّشة/ كيف ...
- -الدُّوكسا- Doxa الجنسية: عندما تنزل النساء إلى الشوارع؛لعبة ...
- بعيون غربية ناقدة:Décadentisme littéraire تيار -الانحطاط الر ...
- *مَنْكَحة العَصر: المِسْتَرْ -دودو- و حيوانات أمريكا الأليفة
- *أولاد الزنا و -يشعوبَ و مَشعوبَ-!
- *أفكار فلسفية فكرية:شرّ المخلوقات !
- *حول تجربة الكتابة:محطات من الغرب عن نشأة النزعة الجندرية في ...
- *عُلوّ عِلّيتِي
- *الكائن..
- *أفكار فلسفية/فكرية وجودية: اغتراب ميتافيزيقي
- قابيل يُحاكم القاتلة*!
- *أفكار فلسفية فكرية:موت المرأة الفاضلة و استبدالها ب القَحْش ...
- *أفكار مُعاصرة من فلسفة علم الاجتماع و تنمية الذات: عن الكائ ...
- *-مَصَالح مُحمَّدية- سردية من الواقع
- *أفكار فلسفية فكرية حول الفقه : طبّاخو الحديث !
- -حول تجربة النشر و الكتابة / ***إعلان هام جدا للمهتمين: فرصة ...
- *إطلالة من الزمن الجميل
- *أفكار وجدانية تنموية معاصرة : لا شيء يفيد مع البُغاة و الجا ...
- *سردية واقعية: صاحب كليوباترا و قفازاتي ..
- *حول تجربة الكتابة في الوعي و الثقافة: أبواق مجّانية عربية ل ...


المزيد.....




- إطلالات أمل كلوني الأخيرة تظهرها أصغر سناً وأكثر جاذبية
- في أعماق غابة أوغندا..ناشطة بيئية تقضي 30 عامًا في إنقاذ الغ ...
- -فتح صفحة جديدة-.. لقاء -صريح ومباشر- بين وزيري خارجية لبنان ...
- استطلاع: تراجع تاريخي في نسبة التأييد الشعبي لإسرائيل في أور ...
- NYT: الناتو ينوي مراجعة نقاط ضعفه بعد الهجوم الأوكراني على م ...
- الدفاع الروسية: تحرير بلدة جديدة في سومي
- بالفيديو.. إشكال بين الأهالي وقوة من اليونيفيل جنوب لبنان
- نشطاء -غرين بيس- يزيلون تمثال ماكرون الشمعي من أحد المتاحف ( ...
- خبير أمريكي يشير إلى سبب القصف الأوكراني لمطارات روسية
- إسرائيل ترصد تحركات القاهرة وطهران.. هل تتغير موازين القوى ف ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لخضر خلفاوي - *من وجدانيات فلسفة الإفلاس المُطلق: -مُحاكاة الموت-