ضحى عبدالرؤوف المل
الحوار المتمدن-العدد: 8557 - 2025 / 12 / 15 - 22:17
المحور:
الادب والفن
لا يسأل الروائي صبحي الفحماوي ماذا حدث في التاريخ بل يسأل السؤال الأخطر من قال لنا إن هذا ماحدث؟ ولماذا صدقناه ؟ فروايته كليوباترا الكنعانية تدخلنا في حوار مباشر مع فكرة التاريخ ذاتها كيف يُكتب، ومن يكتبه، ولمصلحة من فوجود الطبق الثابت أو رمزيا عين السلطة العليا بوصفه راوياً عارفاً، ومتدخلا ومجادلاً للجمهور داخل النص الروائي، مما يضع السرد ضمن تقاليد الرواية التي تكشف آليات السرد ولا تخفيها، وهو خيار فني واع، محفوف بالمخاطر . فهل اعتمد الروائي صبحي الفحماوي على عدة مستويات ما بين الحاضر والماضي؟ وهل من مقارنة ضمنية بينهما وكسر لوهم الحياد؟ وهل أراد الفحماوي استعادة الجذر المشرقي المسلوب من خلال كليوباترة الكنعانية ؟ وهل الطبق راوي غير برىء؟
لم يبدأ الفحماوي هذه الرواية بحادثة كبرى، ولا بملك، ولا بمعركة، بل بإشارة تبدو هامشية" بعض الجالسات في البيوت يقرأن القصص وأحاديث الكتب، خاصة تلك التي كانت تنشر الفكر المتحرر وقصص أسرار النساء." هذه الجملة ليست تمهيداً اجتماعياً عابراً، بل مفتاح القراءة كله. فالنص الروائي، في جوهره، لا يناقش التاريخ بوصفه ماضياً منقضياً ، بل بوصفه سرداً مقلقاً للسلطة، وساحة صراع بين ما يُسمح له أن يُقال وما يُحجَب. فاختيار "الجالسات في البيوت"يضع المعرفة في الهامش، ويشير منذ البداية إلى أن الخطر لا يأتي من القصور وحدها، بل من القراءة نفسها. فهل أراد الفحماوي تفكيك التاريخ لا عبر نفيه، بل عبر مساءلة رواياته.؟ وهل تُستعاد الحقبة البطلمية، من أوليتيس إلى كليوبترا، ومن الإسكندر إلى بطليموس الأول والثاني والثالث؟
يكسر الفحماوي الخط الزمني، فيستطيع بذلك تحويل القارئ نفسه إلى عضو في هيئة محلفين. فالاعتراض الذي يطلقه أحد الحضور داخل الرواية "هذا تزوير للتاريخ.. هذا كذب" ليس اعتراضاً داخلياً فحسب، بل هو صوت القارئ المتوقع. وبهذا، يصبح النص محاكمة علنية للتاريخ، لا رواية عنه. غير أن هذه البنية، على قوتها، تحمل خطراً واضحاً وهيمنة المستوى الإطاري على الماضي. فالطبق لا يكتفي بالعرض، بل يعلّق، ويصنّف، ويدين، مما يقلّص أحياناً المسافة التي يحتاجها القارئ للتأمل الحر.كما أن شخصية أوليتيس من أكثر الشخصيات توازناً في الرواية . فهو ليس طاغية، بل حاكم "صار قراره مرجعية بصفته حكيم الحكماء، أو قاضي القضاة"
وبهذا يُبنى نموذج السلطة العاقلة التي تضبط التناقضات العشائرية والدينية. غير أن النص الروائي لا يقدّم هذا النموذج بوصفه خالداً فمع التقدم في العمر"ضعف بنيته الصحية، وزوغان بصره وبصيرته". هذه الجملة ليست وصفاً جسدياً فحسب، بل استعارة سياسية دقيقة. فالسلطة، حين تُنهك، تبدأ في البحث عن ضمان خارجي. وهكذا يظهر خيار ربط مستقبل مصر بروما.
يلاحظ موضوعياً أن التحول النفسي لأوليتيس مقنع فكرياً، لكنه غير مكتمل درامياً. فنحن نُخبر بضعف بصيرته، لكننا لا نرى أخطاء حاسمة ناتجة عن هذا الضعف. التحول يُقال أكثر مما يُجسَّد. و كليوبترا في هذه الرواية ليست صورة رومانسية، ولا أيقونة جمال، بل صوت سؤال. سؤالها لأبيها: كيف نعلن في كل عام عيداً لاستقلالنا… بينما نحن في الحقيقة مستعبدون؟
هذا السؤال الجوهري في هذه الرواية، إذ لا تنتقد كليوبترا التحالف مع روما فقط، بل ازدواجية الخطاب السياسي مثل احتفال رمزي مقابل تبعية فعلية. وهذه تُحسب في الرواية ، لأنها تعيد كليوبترا إلى موقع العقل لا الجسد. لكن نقدياً، لا بد من الإشارة إلى أن لغتها شديدة النضج بالنسبة لطفلة. فالشخصية، في لحظات كثيرة، تتكلم بوعي كاتب لا بوعي عمرها، مما يضعف التوتر الدرامي، وإن خدم الرسالة الفكرية.
من أنجح مقاطع الرواية هي تحليله لفكرة الاحتلال غير المباشر حين يتقن لغة القانون . فروما "تبحث عن السند القانوني الذي يُخوّلها بذلك، مهما كان السبب ضعيفاً.هذا الوعي بأن الاحتلال لا يحتاج دائماً إلى السلاح، بل إلى ذريعة، يربط الماضي بالحاضر دون إسقاط فجّ. دخول بومبي وغابينيوس، ثم ظهور مارك أنطونيو، يرسّخ فكرة أن التاريخ لا يتحرك بالعواطف، بل بالمصالح المقنّعة بالقانون.غير أن علاقة أنطونيو بكليوبترا تُذكر بوصفها معلومة تاريخية أكثر منها علاقة إنسانية، مما يجعلها باردة سردياً. وتفكيك أسطورة الإسكندر لا بوصفه فاتحاَ، بل مدمّراً" كان يمارس القتل بلا هوادة، ويحطم التماثيل، ويحرق الكتب." وهذه تمثل ذروة الخطاب التفكيكي في الرواية . فهي لا تناقش حدثاً، بل تهدم أسطورة مركزية في السرد الغربي. وأحد أكثر المحاور عمقاً هو تحويل “بطل عيمواس” إلى “بطليموس”.إذ يجعلنا الفحماوي نرى كيف تُصنَع الهوية السياسية عبر تغيير الاسم، اختراع النسب، ربط الحاكم بالآلهة، فخطاب بطليموس في أثينا، وهو يربط نفسه بالإسكندر، ثم بهرقل وزيوس، يكشف أن الشرعية ليست حقيقة، بل سردية مقنعة. ويقول الطبق معلقاً " كان لا بد من الدهاء الذي يسمونه اليوم الدبلوماسية."وهنا نجح الفحماوي فكريا رغم الإسهاب .
"أما مكتبة الإسكندرية التي تمثل السلطة الناعمة ليست رمز تنوير مطلق، بل مؤسسة دولة. إنها تمسك بالذاكرة، وتعيد إنتاج المعرفة. هذه رؤية ناضجة، تحرر المكتبة من قدسيتها الساذجة، دون أن تنفي عظمتها. "كانت تُصادر الكتب لتنسخها، وتعيد الأصل أو نسخة بديلة." أما قصة نيكي، التي هربت مع عشيقها ورفضت إعالة أبيها، تمثل لحظة توازن إنساني. الوثيقة تتكلم دون تعليق، وتكشف عن صراع الأجيال، وحرية المرأة، وتدخل القانون في الحياة الخاصة ، فهل أرد من القارىء أن يستكشف التاريخ وأنه ليس سجل وقائع، بل سلطة سرد؛ ومن يملك السرد يملك الشرعية، حتى لو بُنيت على الكذب؟
السلطة والمعرفة في هذه الرواية أدوات متشابكة فالحضارة تحكم بالسيطرة على الاقتصاد والعسكري والثقافة، والتاريخ يُصنع من خلال إدارة المعلومات والمكتبات، بينما يبقى الانسان،المتمثل في كليوباترا وأبيها، محور استمرار الأمة وحماية إرثها الحضاري. فالفحماوي أراد أن يبرزالصراع بين الهيمنة والسيادة، بين القوة المادية والثقافة والمعرفة، ويُظهر كيف أن من يحكم التاريخ ليس فقط من يملك السيوف، بل من من يعرف كيف يدير المعرفة ويربطها بالسلطة . فهل شارميال ليست مجرد وصيفة بل الأم والمعلمة البديلة والحافظة للذاكرة الكنعانية-المصرية؟
تُعتبر كليوبترا الكنعانية نموذجاً للأدب السردي الذي يجمع بين التوثيق التاريخي والتخييل الأدبي. ففي النصوص القديمة والمعاصرة، نجد أن كليوبترا تقدم بأسلوب يمزج بين السرد الواقعي للأحداث، مثل صعودها إلى العرش، صراعاتها مع بطليموس الثالث عشر، تحالفها مع يوليوس قيصر، والتفاصيل الحسية والرمزية التي تضيف بعداً جمالياً ودرامياً. على سبيل المثال، وصف السفن التي تحملها كليوبترا أو المجوهرات الملكية ليس مجرد تزيين للحدث التاريخي، بل يعمل كرمز للقوة والسيادة والهيبة الملكية، ويخلق صورة معقدة عن الملكة كرمز للسياسة والجمال معاً. وغالباً ما اعتمد الفحماوي على الصور البصرية والحسية المكثفة، مثل وصف نهر النيل، أقمشة الملكة، وألوان المراكب، وهو ما يثير حواس القارئ ويمنحه شعوراً بالوجود داخل العالم التاريخي. ولكن، هذه التقنية الأدبية تحمل مخاطرة، فالإفراط في التفاصيل يمكن أن يشتت انتباه القارئ عن الجوهر السياسي والعسكري للأحداث. ومن هنا يظهر التوازن الدقيق بين الجانب الفني والسردي والجانب الواقعي التاريخي.
كليوبترا ليست مجرد ملكة جميلة، بل رمز للذكاء السياسي والفطنة الاستراتيجية. فهي تمكنت من إدارة الموارد الاقتصادية، كما يظهر في سيطرتها على توزيع الحبوب في مصر، لتأمين ولاء الشعب، مما يعكس فهمها العميق للديناميكيات الاجتماعية والاقتصادية التي تشكل قاعدة أي سلطة ناجحة. علاوة على ذلك، فإن تحالفها مع يوليوس قيصر ليس مجرد علاقة عاطفية، بل تحالف سياسي محكم يضمن استمرارية حكمها أمام التهديدات الداخلية والخارجية. وقد أشار المؤرخ بلوتارخ إلى أن ذكاء كليوبترا السياسي كان يوازي قوة قيصر العسكرية، مما يعكس أن النفوذ السياسي يمكن أن يكون أداة مساوية للقوة العسكرية في رسم مستقبل الأمم.
أما بطليموس الثالث عشر يمثل النموذج الكلاسيكي للسلطة الشكلية غير الفاعلة. فهو شاب ضعيف، يسهل التلاعب به من قبل المستشارين والقادة العسكريين، مما يجعل حركته السياسية محدودة جداً. هذه الشخصية توضح الفرق بين السلطة الشكلية والسلطة الفعلية، حيث يمكن للأقوياء استغلال من هو ضعيف أو غير ناضج لتوجيه الأحداث وفق مصالحهم. وهنا تتجلى عبقرية كليوبترا في استغلال الضعف الشخصي للملك الشاب لصالح استراتيجيتها السياسية.
أما يوليوس قيصر يظهر في الرواية كشخصية ذات طموح سياسي هائل، ولكنه أيضاً إنسان يعترف بالمشاعر الشخصية. تحالفه مع كليوبترا يظهر أن السياسة ليست مجرد حروب ومؤامرات، بل أيضاً شبكة معقدة من العلاقات الإنسانية والمصالح المتبادلة.، وبهذا يقدم النص الروائي درساً مهماً أن القوة السياسية قد تتأثر بالعواطف والاختيارات الشخصية، وأن التاريخ غالباً ما يُصنع عند تقاطع المصالح الفردية والجماعية. فماذا عن القوة السياسية؟
النص يوضح أن القوة السياسية لا تعتمد على الدم أو الوراثة فقط، بل على القدرة على إدارة الموارد والتحالفات، والتلاعب بالرموز الاجتماعية. كليوبترا تظهر نموذجاً واضحاً لكيفية استخدام الجمال والذكاء السياسي لتحقيق أهداف استراتيجية. فالسياسة عندها ليست مجرد إدارة حكم، بل فن يتطلب فهماً عميقًا للإنسان والطبيعة الاجتماعية للنظام الملكي والشعب.
لكن من أبرز الموضوعات في الرواية وما يلفت الانتباه تمكين المرأة في سياق السلطة السياسية. كليوبترا تتحدى التقاليد البطريركية، حيث تتحكم في مسار الأحداث باستخدام الذكاء والدبلوماسية، وتثبت أن المرأة يمكن أن تكون مركز القوة الفعلية في عالم تهيمن عليه القوى الذكورية. هذه الفكرة تعكس التوازن الدقيق بين الجمال السياسي والذكاء الاستراتيجي، وكيف يمكن للمرأة أن تحول قيود المجتمع إلى أدوات قوة. كما أن الفحماوي لم يغفل عن العلاقة بين الحاكم والمحكوم. فالشعب في مصر القديمة كان قادراً على دعم الملكة أو التمرد إذا شعر بالظلم أو الجوع. هذا يوضح أن السلطة الحقيقية لا تتوقف على قوة السلاح فقط، بل على القدرة على تلبية احتياجات المجتمع وتحقيق العدالة الاجتماعية. فهل الجمال عند كليوبترا ليس مجرد خاصية جسدية، بل أداة رمزية واستراتيجية؟ وهل استخدمته لإدارة النفوذ، التأثير على الحلفاء، وخلق صورة قوية عن الحكم الملكي؟ وهل هذه الفكرة تعكس فهماً متقدماً للعلاقة بين القوة الرمزية والسلطة الفعلية.؟
عند النظر إلى كليوبترا في هذه الرواية من منظور فلسفي، نجد أن شخصيتها تجسد فلسفة ماكيافيلي في القوة والسياسة فالنجاح السياسي يتطلب ذكاء، مرونة، والقدرة على استخدام كل الموارد المتاحة، بما في ذلك العلاقات الشخصية والجمال والرموز الثقافية. كما أن فلسفة أرسطو حول الفضيلة السياسية والتحكم بالعواطف تظهر أيضاً ، حيث أن كليوبترا توازن بين العقل والعاطفة في إدارة السلطة.
شخصية كليوبترا السابعة ليست مجرد ملكة مصرية تاريخية، بل رمز عالمي للفطنة السياسية، الذكاء الاستراتيجي، والقوة الرمزية للجمال. من خلال تحليلها في الأدب والتاريخ والسياسة والفلسفة، يظهر أنها تمثل نموذجاً متقدماً للقيادة والسلطة المعقدة التي تتطلب توازناً بين القوة، الدبلوماسية، والعلاقات الإنسانية. علاوة على ذلك، تقدم الرواية درساً مهماً عن كيفية تأثير الشخصيات الفعالة على مسار التاريخ، وكيف أن القيادة ليست مجرد وراثة أو قوة شكلية، بل فن إدارة الإنسان والمجتمع والرموز.
إن دراسة كليوبترا من خلال هذه الرواية تساعدنا على فهم أهمية العقل السياسي، الذكاء العاطفي، والرمزية في السلطة، وتكشف أن التاريخ لم يُصنع فقط بالحروب والمعارك، بل أيضاً بالاستراتيجيات الدقيقة، التحالفات الذكية، واستخدام الموارد الرمزية والشخصية لإعادة تشكيل العالم. في نهاية مقالي هذا لا بد من تساؤلاتها فرضتها هذه الرواية التي تجعلك في تساؤلات تعصف بك جداً، فإذا كان هذا السرد قد جعل من الطبق وسيطاً بين الماضي والحاضر، فهل تحن أمام تاريخ يُروى أم أمام تاريخ يعاد تمثيله ليُراقب؟
وإذا كان بطليموس الثالث عشر قد ظهر ضعيفاً، محاطاً بمراكز قوى تنهش الدولة باسمه،فهل المشكلة في شخص الملك، أم في البنية التي تُنتج ملوكاً عاجزين وتمنح الحكم فعلياً للخفاء؟وهل كان بطليموس سبب الخراب، أم أحد أعراضه فقط؟وإذا كانت كليوبترا قد بدت في النص واعية بالجوع، بالغضب الشعبي، وبنهب القوت، فهل كانت قراراتها الاقتصادية فعلَ عدالة، أم إعادة توزيع للسلطة بوسائل أكثر قسوة؟وهل يبرر إنقاذ الشعب سحق مراكز القوة بالقتل، أم أن العدل حين يتحالف مع السيف يفقد براءته؟
ثم، إذا كانت الرواية قد قدّمت العلاقة بين كليوبترا وقيصر بوصفها مزيجاً من الحب، والمصلحة، والمناورة،فهل كانت كليوبترا تستخدم الجسد كأداة سياسية، أم كانت السياسة نفسها قد تحولت إلى جسد؟ ومن كان يوظف الآخر فعلياً الملكة أم القائد الروماني؟ وإذا كان السرد قد ألحّ على جمال كليوبترا، صوتها، ملامحها، حركاتها، فهل الجمال هنا قوة سيادية، أم قيد سردي يعيد اختزال المرأة في جسدها مهما بلغت من ذكاء؟ وبالنهاية اسمحوا لي أن اضيف أيضاً ما عصف بذهني، وهوإذا كانت مكتبة الإسكندرية تحترق في خلفية الصراع، فهل كان احتراقها حادثًا عارضاً في حرب أهلية، أم نتيجة منطقية لعالم يؤمن بالقوة قبل المعرفة؟ وهل كان لا بد للذاكرة أن تحترق كي يستقر الحكم؟
بيروت- لبنان - الأثنين 15 كانون الأول 2025 الساعة السابعة مساءا
#ضحى_عبدالرؤوف_المل (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟