ضحى عبدالرؤوف المل
الحوار المتمدن-العدد: 8552 - 2025 / 12 / 10 - 14:46
المحور:
الادب والفن
البراءة كعدسة لفهم الألم البشري في الأنيمي تاكوبي ومسألة السعادة
يتجلي الصراع المركب بين البراءة الطفولية والألم الإنساني والمفارقات الاجتماعية في مسلسل الأنيمي تاكوبي ومسألة السعادة Takopis Original Sin. من خلال شخصيات مثل تاكوبي، فضائي يحمل البراءة المطلقة، وشيزوكا‑تشان، الطفلة الممزقة نفسياً، لنكتشف من خلال ذلك تفاعلًا غنياً بين التعاطف، الموت، الألم النفسي، والرغبة في التصالح الاجتماعي.فالكائن الفضائي يتعامل ببراءة كرتونية، لكنه يعكس بسطحيته عمقاً مأساوياً ، فهو لا يفهم الدوافع البشرية ولا يدرك آلام الأرض هو مرآة طفولية تكشف مأساة الشخصيات البشرية، فحين تقول " شيزوكا تشان من نوع يسمى الصف الرابع" يحوّل الواقع الإنساني إلى تصنيف بيولوجي وكأنه يقرأ الحياة بمنطق كائن لا يفهم أن الأطفال ليسوا أنواعاً بل بشر تحت ضغط مجتمع . وشيزوكا منحته اسماً وحين تعطي شخصاً اسماً، فإنك تمنحه مكاناً في عالمك. وهو شكل من أشكال حاجتها للعطف. فالنزول من كوكب السعادة إلى الأرض يشبه هبوط البراءة، هي دخول المشاهد في المنطقة الرمادية بين الطفولة والصدمة . مما يطرح سؤالا مهما لماذا تكون الطفولة هي التي تمنح وتتحمل؟
تاكوبي، الشخصية الفضائية، يمثل البراءة المطلقة للغير الملوث بالواقع الإنساني المعقد. من خلال أدواته، مثل كاميرا الزمن أو كاميرا السعادة، كلها رموز تجسّد محاولة التدخل في حياة البشر وحماية الطفولة من الألم القاتل.هذه الكاميرا الزمنية تمثل رغبة في إصلاح الماضي، أو على الأقل إعادة تجارب الألم لتصحيحها. وهي ترمز إلى التعاطف المطلق وفهم المشاعر الداخلية للآخرين. أدوات السعادة المختلفة (كريم السعادة، أشرطة السعادة): تمثل محاولات ساذجة لإعادة التوازن النفسي عبر تدخلات خارجية. هذه الأدوات، برغم قوة طاقتها الرمزية، تعكس جهل الفضائي بتعقيد المشاعر الإنسانية، وهو ما يُبرز التناقض بين النية الطيبة والقيود الواقعية. فهل من المفارقات الجمالية في المسلسل هو الجمع بين الأسلوب الكارتوني الطفولي ونبرة التوثيق الواقعي القاسي ؟ وهل يمكن تسمية هذا بالواقعية السحرية الصامتة ؟
الجانب البشري للقصة يعكس واقعاً مأساوياً للأطفال والمراهقين في المجتمع مثل فقدان الأم ،فشخصية شيزوكا‑تشان فقدت الأب منذ الصغر، وهو يمثل الرمز المركزي للأمان والاستقرار العاطفي. هذا الفقد يؤدي إلى فراغ عاطفي شديد ويدفعها إلى اليأس والتصرفات المدمرة مثل الانتحار.فتقول الطفلة " طالما تشابي موجود، فأنا بخير لا أحتاج أي شىء آخر، هذه العبارة هي ذروة الانغلاق العاطفي في رفض العالم الخارجي، الاكتفاء بعلاقة واحدة بديلة تعوّض كل شىء، وكأن كل الجراح تُغطى بمجرد وجوده، وهذا شكل من التعلق القلق برغبة قوية في الأمان مرتبطة بكائن غير قادرتوفيره حقاً وكل هذا يجعلنا ندرك كيف يصنع الطفل عالماً تعويضياً كي لا يرى الفجوة العاطفية، بل كيف يمكن لكائن بسيط أن يتحول إلى قارب نجاة في محيط من الإهمال. فهل مسلسل مسألة السعادة Takopis Original Sin يعالج الطفولة المكسورة التي تتظاهر أنها بخير ، والتي تصنع عالماً بديلاً كي لا ترى الشرخ الحقيقي ؟
تاكوبي وهو الآتي من كوكب السعادة قصة ذات تجربة عاطفية مزدوجة براءة مع مأساة مطلقة. فهو لا يفهم طبيعة الانتحار عند البشر لكنه يشعر بالمسؤولية، تجاه الصراعات المدرسية و المشاجرات بين شيزوكا وأصدقاءها، وإخفاء الدفاتر والأوراق، هي رموز لتفاعلات القوة، الانفعالات المكبوتة، والرغبة في السيطرة أو الاعتراف بين الأطفال. ويظهر هنا الأثر النفسي للتراكمات الصغيرة اليومية، والتي يمكن أن تتحول إلى أزمة كبيرة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح .فتاكوبي لا يقتصر دوره على التدخل الخارجي، بل يمتد إلى محاولة التفاهم، الإصلاح، وإعادة التوازن النفسي. هذا يعكس فكرة الحامي الفضائي كرمز للضمير والعدالة المطلقين، وهو مقارنة بالمعاناة البشرية الواقعية. فالطفل لا يهرب إلى الخيال...لأنه يعرف أن الخيال سيخونه أيضاً، والطفل الذي خسره شخص حقيقي، يفقد ثقته في الأشياء غير الحقيقية أيضاً.
شيزوكا‑تشان تعاني من طفولة مضطربة مثل فقدان الأب، الصراعات المدرسية، والعزلة العاطفية كلها عناصر تشكل حالة اضطراب نفسي متراكم، لكن استخدام تاكوبي الأدوات بطريق خاطئة (كربط شريط السعادة) الذي يرمز إلى محاولات غير واعية للهروب من الألم أو السيطرة على ما لا يمكن السيطرة عليه. ففي ذاكرتها الأب ذهب فاختفى الأم تذهب للعمل فتتركها إذاَ الذهاب مرتبط بالخسارة لذلك تقول " لا أستطيع الذهاب" أي لا أريد أن اختفي كما اختفى الآخرون. إنه منطق مؤلم، لكنه متماسك نفسياً. لكن في النظام الأخلاقي لكوكب "هابي سن" الأدوات مرهونة بوجودالكائن المشرف "لا يجوز تسليم أدوات السعادة إلى كائنات أخرى" وهذا القانون ليس حاجزاً إدارياً إنما يعكس إدراكا حاداً من المؤلف بأن أي قوة ناعمة في يد إنسان متألم، يمكن أن تتحول إلى أداة مأساة. فالشريط الذي يربط القلوب قد يتحول بسهولة شديدة إلى شريط يربط الأجساد، أو يقيد الإرادة، أو يصنع علاقة قسرية وهذا هو الجوهر المظلم في بعض المشاهد وتاكوبي كائن برىء يجهل معنى الألم البشري لأنه ينظر إلى العالم كما لو أن الأدوات السحرية يمكن بالفعل أن تصلح الروابط البشرية المهمشة، فهو يمتلك قدرة لكنها أكبر من قدرته على الفهم. وهذه هي بذرة المأساة في هذا الأنيمي. فهل السرد الدرامي يبني لحظة نعومة قبل الانهيار؟ ولماذا اختارت بالضبط شريط المصالحة للانتحار ؟ وهل هذه من أعمق الأفكار وأخطرها في هذا الأنيمي ؟
أدوات السعادة واللعب تمثل سعي الإنسان/الفضائي إلى السيطرة على المشاعر والحياة من خلال وسائل خارجية.لكنها تحمل تحذيراً رمزياً، إذ لا يمكن للأدوات وحدها أن تعيد التوازن النفسي أو تمنع الموت، فهي مجرد محاولة بدائية للتدخل في عالم أكبر وأكثر تعقيدأ ، والتكرار في الأدوات والابتكار المستمر يشير إلى الإصرار الفضائي على إصلاح ما يمكن إصلاحه، رغم محدودية الفهم. فالسعادة نفسها يمكن أن تصبح أداة موت إذا قُدمت لشخص غير قادر على حملها وتاكوبي وهو برىء وغير فاهم للبشر لا يفهم معنى الانهيار، الاكتئاب، فقدان الثقة، الاحتياج المرضي للتعلق ، الرغبة في الاختفاء. هو يظن أن كل شىء يمكن إصلاحه بالرابط السحري، فلا يتخيل لحظة أن الربط قد يتحول إلى خنق. فهل موتها كان نية واعية أم نتيجة انهيار؟ وهل هو فعل خضوع كامل للفراغ؟
يعتقد تاكوبي أن الحب والمساعدة كافيان، بينما الواقع البشري مليء بالقيود النفسية والاجتماعية هذا التناقض يولد توتراً درامياً مستمراً فحين يتم إعطاء أدوات السعادة لمن لا يملكون أي سعادة، فإن هذه الأدوات تتحول بالضرورة إلى أدوات موت تماماً كما يتحول الحب المكثف إلى تدمير، والأمومة المجروحة إلى هجر، والطفولة المكسورة إلى عنف، والخيال إلى مأساة. فالمسلسل يوظف التضاد المتطرف بين البراءة والهاوية أو الكارثة بكلمات رقيقة، صوت صغير، عالم سحري يقابلها يحقيقة انتحار صامتة، مرتبكة في عزلة. فماهي وظيفة الشريط الذي اعطاة تاكوبي للطفلة ؟
إن تحديد وظيفة الشريط يؤكد البراءة الأصلية "ذلك الشريط الذي لا ينبغي أبداً طوال الحياة أن يُسلم ليد تقود به نفسها إلى موتها " فالشريط هو رمز السعادة والربط بين القلوب وأصله أداة إيجابية هدفها المصالحة، الجمع والاتصال. في سياق الطفولة، الشريط يمثل الأمل في أن الأمور يمكن أن تُصلح لكن رمز التحويل العكسي وُلد عندما استخدمته شيزوكا لربط رقبتها، تحول الشريط إلى رمز للخنق والتحكم بالمصير، أي أنه صار أداة هروب من الواقع بدلاً من أداة للربط. كما أن استخدامه للموت يرمز إلى الخيانة الحرفية للثقة، فالعالم الطفولي الذي يفترض أن يكون آمناً يتحول إلى فخ قاتل في أي أداة، مهما كانت مصممة للخير، يمكن أن تتحول إلى أداة دمار إذا وقعت في يد شخص محطم نفسياً. فالخير لا يكفي وحده، النية والمستخدم هما اللذان يحددان النتيجة. " في الكون، الموت محدد بشكل متساو وعادل، ولا توجد وسيله لعكسه. مهما كانت الأدوات ذات الحكمة، فلا يمكن إحياء الموتى " فالمسلسل يؤكد أن الموت ليس مجرد حدث عارض، بل قانون عالمي لا يمكن تغييره. هذه الفكرة تشبه فلسفة القدر والعدل الكوني حيث يُنظر الى الموت كحد نهائي للوجود ولا يمكن تجاوزه حتى بالحكمة أو السحر. فأدوات السعادة قد تحل مشكلات صغيرة أو تجمع القلوب، لكنها عاجزة عن إعادة الحياة.
الحياة تعطينا لحظة واحدة فقط لا تتكرر، لا تُستعاد بعد انتهائها بالكامل. فالحياة ليست غير محدودة الخيارات فلديك فرصة واحدة مثل شيزوكا تشان إن ضاعت ، النهاية حتمية . وهذه فلسفة الصورة الواحدة في كاميرا الزمن ففي الفلسفة الوجودية لحظة التصوير تعني تجميد الزمن والعودة إليها، ولأنه من دون وعي كما البشر يحاول أن يبحث عن وسيلة لمحو الموت بعد أن أدرك عجزه أمام شريط المصالحة وبعد فقدان شيزوكا. لكن ماذا عن التناقض الرمزي بين الهاتف والكاميرا؟
تقول شيزوكا " أليس الهاتف أفضل؟" الهاتف هو أداة الإنسان المعاصر والكاميرا هي أداة سحرية طفولية والفارق الرمزي بينهما أن الهاتف يتعامل مع الماضي والعودة وسؤال شيزوكا هو ناتج عن عقلانية يائسة تبحث عن شىء ملموس لا وهمي بينما تاكوبي يقدم لها حلا غير واقعي، حلا مستجيلا لكن الزمن لا يعيد الحياة، بل يعيد الألم بطريقة مختلفة فلماذا يصرّ تاكوبي على الغد؟
ببساطة لأنه لا يستطيع تحمل فكرة أنه فشل هو كائن لا يفهم الموت، ولا يفهم أن هناك عمقا بشرياً اسمه الألم المكبوت والنبذ والعنف المدرسي والهجر العائلي والشعور بأن الوجود عبء كل هذه الأمور في نظره خلل بسيط يمكن اصلاحه بكلمة أو أداة لكنه يواجه للمرة الأولى حقيقة بشرية لا ينفع معها السحر ولا البراءة والصدام بين عالم السعادة الذي يمثله تاكوبي والواقع البشري يمثل البراءة المطلقة والسلوك البشري المأساوي، فالبراءة والطبيعة المثالية لا تكفي لفهم أو معالجة الألم البشري . فهل أبسط أشكال التنمر اليومي الذي يمر بلا إدراك للكبار يترك آثاراً نفسية هائلة ؟
حين يقول تاكوبي:" يجب أن أعرف كيف تكون شيزوكا في المدرسة ...فقد أفهم سبب موتها ." وهنا المفارقة القاسية في المسلسل كله فتاكوبي يفهم أن هناك كارثة ستقع ولكنه لا يفهم طبيعتها البشرية ويرى الأشياء على مستوى "السبب والنتيجة " لا مستوى المشاعر البشرية المعقدة هو يريد إنقاذها، لكن لا يفهم أن ما يقتل الأطفال غالباً ليس سببا واحداً، بل شبكة من الجروح اليومية الدقيقة . فالقشة الأخيرة ليست هي السبب، بل كل القش الذي سبقها فالرسالة الأخلاقية لهذا المسلسل يمكن اختصارها بأن الطفل لا ينتحر بسبب حدث واحد، بل بسبب حياة كاملة لم تحتمله روحه الصغيرة. فماذا عن الانفعالات المتضاربة في هذا الأنيمي؟
يبرز القلق والذنب لدى المتحدث مثل الخوف من الإضرار بالآخرين (الأم والأب) مقابل رغبته في أن يفعل شيئاً. أمّي انهارت من الصدمة وصرعت في الفراش. أبي عاد إلى البيت، لكن لا نعرف ما الذي سيحدث بشأن المستشفى، ولا يمكنني أن أتسبب لهم بمزيد من المتاعب."حب الأسرة وخوفها على سلامتها من جهة، وحرصها على الاستقلالية أو الفعل من جهة أخرى. وهذا يؤدي أيضاً إلى الحزن والافتقار "لا أريد ذلك بي، لا أريدك أن ترحل. أن لا أستطيع رؤيتك مجدداً… هذا محزن بي .إذ يظهر الحزن بوضوح، مع الافتقار النفسي وهو خوف فقدان شخص مهم (شيزوكا‑تشان). فالخوف من الفقد، والحزن على عدم القدرة على السيطرة على الموقف.
أما الارتباك واللوم الذاتي يتضح في قول الفضائي الآتي من كوكب السعادة "هل لأنني غبي وطفل سيئ؟ لا أفهم بي… لا أفهم أي شيء بي… ولماذا… لماذا ما زلت أريد شِزُوكا‑تشان أن تبتسم لي؟" وبارتباك داخلي يتصارع المتحدث بين الشعور بالذنب ورغبة عميقة في إسعاد شيزوكا، فالصراع متعدّد الطبقات من لوم الذات، شعور بالعجز، رغبة قوية في فعل الصواب، وارتباك أمام مشاعر معقدة تتراوح بين الحب، الحماية، والخوف. كما هو الحال في قول الطفلة "لا أفهم بي" تشير إلى شعور بالتيه النفسي وفقدان الوضوح أمام الانفعالات الداخلية. فهل الخير والشر مجتمعان في شخص واحد؟
أما إدراك أن الشخص يمكن أن يكون جيدًا وسيئًا في الوقت نفسه. "شيزوكا‑تشان فتاة سيئة وتفعل أشياء مؤلمة، وتجعل أرينّا‑تشان حزينة… لكنها لطيفة أيضاً، وتعطيني الخبز، وعندما نلعب معاً أشعر بالمرح… أنا لا أفهم بي" يظهر التضاد النفسي أي صعوبة تصنيف الشخصيات بطريقة ثنائية (جيد/سيء). هذه الفكرة تعكس النضج النفسي الجزئي للمتحدث أي الإدراك بأن الواقع العاطفي لا يقاس بالثنائيات البسيطة. فهل هذا مزيج من الاستنتاج العقلاني والغضب الطفولي، حيث يُوَجه النقد إلى نفسه أو إلى "الأخطبوط بي"، رمز للارتباك أو الحيرة الداخلية؟
هذا الأنيمي يعكس صراع الطفل الداخلي مع الواقع الاجتماعي والنفسي: الطفل هنا ليس فقط طفلًا بالسن، بل جزء بالغ من ذاته يعاني من فقدان، ذنب، وإحباط. فالانفعالات المتضاربة توضح صعوبة التوفيق بين الحب، اللطف، الألم، والغضب في العلاقات الإنسانية المبكرة. ويُظهر نموذجاً حياً للصراع الداخلي بين الرغبات الطفولية والنضج العاطفي الجزئي، ويُظهر كيف يُواجه الإنسان الواقع المزدوج والمعقد للآخرين. فهل الشخصية تشعر أن وجودها نفسه جريمة؟ وهل يعيش الطفل سنوات من التحقير والسخرية والعنف الأسري والمقارنة المستمرة بصمت يؤدي إلى انفجار نفسي غير محمود فيما بعد؟
بيروت-لبنان - الأربعاء في 10 كانون الأول 2025 الساعة 12 ظهرا
#ضحى_عبدالرؤوف_المل (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟