محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8557 - 2025 / 12 / 15 - 22:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هناك اخبار تنشر كل يوم عن مسرحية ( تشكيل الحكومة) في العراق. وكنت أتمنى أن لا يعيرها القاريء الكريم ذرة إهتمام ويضيّع وقته الثمين في أمور غير مجدية وتتكرّر على مدار اليوم تقريبا. ومن هذا الاخبار غير المجدية والضارة بالذهن والذوق والمزاج، ما يلي:
- عبد المهدي يزور المالكي ثم السوداني لمناقشة آخر تطورات تشكيل الحكومة.
- الكاظمي يزور المالكي وتأكيد على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة.
- مقتدى الصدر يحذر من الانقسام ويقول: هدف للعدو فانتبهوا رجاءً.
- ترامب فتح الخط السريع مع الفصائل ولا يحتاج للمعمّمين.
- ابو مازن وجها لوجه أمام السامرائي. مع صورة من اجتماع الإطار السنّي.الخ.
طبعا الاخبار (البايخة) التي تصل من العراق لا تنتهي ابدا. وكل قوم ما لديهم فرحون. وباستثناء "فتى الفتيان في العنانة!" مقتدى الصدر، لا جديد تحت سماء العراق. ولكن لاحظت أن جميع (المؤمنين) بالعملية السياسية يطوفون حول مقر (كعبة) نوري المالكي. كما أن جميع المدعوين للمشاركة في دور صغير على خشبة المسرح الافتراضي، تراهم يتجمعون، بعد طقوس التطواف الالزامي، أمام بيت المالكي. ليس حبّا به طبعا بل تجنّبا لشروره. فالرجل له اكثر من وجه سياسي وكلّ وجه اقبح من الاخر. إضافة إلى ذلك أنه قادر على تعكير الأجواء في أية لحظة. ويمكنه رمي حجر قذر في بئر "التفاهمات" ليعود بالجميع إلى المربع الأول. .
وأمام كرسي الحكم، كما رأينا في مناسبات سابقة، تتغير الولاءات وتتبدّل الأدوار وتسقط الأقنعة. ولا اعرف ماهي علاقة عادل عبد المهدي والكاظمي (المبخوت) بتشكيل الحكومة؟ وهل ينتظران منصبا في الحكومة الجديدة؟
وتصرّف هؤلاء يذكّرني بمثل شعبي من جنوب العراق يقول:
درب الچلب عالگصاب !
والچلب الكلب والگصاب الجزّار.
ومن شاهد دكاكين القصابين قبل عقدين من الزمن راى بكل تأكيد أكثر من كلب أمام او حول تلك الدكاكين. وكانت هذه الحيوانات الأليفة (بالمعنى المجازي) تنتظر
بكلّ ادب ودون نباح أو فوضى، أن تُرمى لها بقية الفضلات أو العظام.
وما يقوم به بعض الأشخاص (لا أود تسميتهم بالسياسيين) من زيارات وحضور مكثف في وسائل الإعلام العراقية، ويتفلسفون بأمور سياسية هي اكبر بكثير من حجمهم الطبيعي، ثقافيا وفكريا، يدلّ على جوع وشراهة غير إنسانية للحصول على منصب رفيع. وباي ثمن.
نعم باي ثمن !
.
#محمد_حمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟