محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8550 - 2025 / 12 / 8 - 20:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يكن الملياردير ايلون ماسك مخطئا، وهو ليس كاي ملياردير طبعا، عندما قال إن الاتحاد الأوروبي (كيان زائف ويجب تفكيكه وحلّه واعادة السيادة إلى الدول الوطنية). فالسنوات الأخيرة اثبتت ان الاتحاد الاوروبي أصبح عبئا ثقيلا من الناحية السياسية والاقتصادية على الولايات المتحدة الأمريكية. وفي زمن (طاووس) البيت الابيض دونالد ترامب فان واشنطن لا تريد اي منافس لها في السياسة الخارجية. لانها تعتبر الاتحاد الأوروبي تكتّل غير مجد وغير موثوق ولا يمكن الاعتماد عليه. وقد تفاقمت أزمة أمريكا وأوروبا بسبب الموقف المتشدّد كثيرا من قبل بعض الساسة الأوروبيين من خطة ترامب للتسوية بين موسكو وكييف. ورفضهم بشكل من الأشكال طلب أمريكا بالتوقف عن شراء الغاز الروسي.
وحتى قبل مجيء ترامب، لم يكن للاتحاد الأوروبي صوتا مسموعا في السياسة الدولية. وكل ما كان يصدر عنه عبارة عن "همسات" غير مفهومة يلتقطها عابر السبيل دون أن تثير فضوله. إلى درجة أن الكثيرين هنا في أوروبا يعتبرون الاتحاد الاوروبي كيانا "ميت" سريريا وسياسيا وينتظر شهادة الوفاة يوم تشييعه إلى مثواه الأخير: مزبلة التاريخ !
ولو خيّرت الشعوب الأوروبية بين دفن الاتحاد الاوروبي في مقبرة المشاهير أو في مزبلة التاريخ. لقال لك 90 بالمئة منهم. أن الاتحاد الاوروبي يستحق مزبلة خاصة به دون غيره. فلا أحد هنا خصوصا في العقد الاخير، يعتبر نفسه ممثلا في الاتحاد الأوروبي أو يعوّل عليه كثيرا. فجميع المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية تفاقمت وانتشرت في معظم بلدان الاتحاد دون رؤية ضوء من اي نوع في نهاية النفق.
بل إن الاتحاد الأوروبي تحوّل بقيادة (السعلوه) ارسولا فون دير لاين والعقرب السامة كايا كالاس، الى ذراع اقتصادي تابع لحلف الناتو. لا يعرف سوى فرض العقوبات على روسيا. وتخلى نهائيا عن هموم وازمات وطموحات مواطنيه.
لقد اتضح من خلال ما يُنشر في الصحف الغربية الرصينة ان امريكا عازمة على تدمير الاتحاد الاوروبي ككيان سياسي والتعامل فقط مع الدول الأوروبية بشكل منفرد. كما أن واشنطن تخطط لترك حلف "النانو" للأوروبيين انفسهم.
وكما فعل ترامب مع دول اخرى، دول الخليج مثلا، عندما قال (لا حماية بدون مقابل). وامريكا تريد من الاتحاد الاوروبي ان يتحمّل الأعباء الاقتصادية لبقاءه على قيد الحياة. والاّ فالتابوت الروسي جاهز. وكذلك الدفّان الامريكي الذي ينتظر بفارغ الصبر ساعة دفن سالف الذكر: الاتحاد الاوروبي !
#محمد_حمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟